أنماط المتدربين وكيفية التعامل معهم

من خلال مراقبة وتجربة أنواع مختلفة من جلسات التدريب، توجد العديد من المشكلات التي قد تواجه المدربين، ويعود السبب في بعض هذه المشكلات إلى أسلوب المدرب وخبرته في تنظيم جلسات تدريب.



ويمكِن حل هذا النوع من المشكلات من خلال مراقبة أو حضور دورات تدريب، أو مع مرور الوقت حينما يكتسب المدرب خبرةً أوسع في إجراء جلسات التدريب، ومع ذلك، أصعب المشكلات هي تلك التي تظهر بسبب المتدربين أنفسهم؛ ممَّا يعيق تقدُّم عملية التدريب، وتظهر هذه المشكلة من سلوك وشخصية المتدربين حيث يوجد أنواع مختلفة منهم، كما يتصرف كل متدرب بطريقة مختلفة تدفع المُدرِّب إلى مواجهة صعوبة في التعامل معه في أثناء الجلسة.

في هذا المقال سنناقش بعض هذه الأنواع من المتدربين، وكيف يمكِننا التعامل معها حتى نحصل على نتائج مثمرة في جلسات التدريب، وهي:

1. المتدرب الانطوائي:

يميل هذا النوع من المتدربين إلى الشعور بالخجل وعدم المشاركة في الجلسة؛ فقد يدلُّ ذلك على قلة الثقة بأنفسهم أو الغرور أو الملل أو صعوبة الفهم، ويمكِن للمدرب التعامل معه من خلال منحه اهتماماً إضافياً مثل طرح الأسئلة عليه أو الحفاظ على التواصل البصري معه أو تشجيعه على المشاركة أو تقسيم وقت المشاركة بين المتدربين جميعهم.

2. المتدرب كثير الكلام:

يميل هذا النوع إلى المشاركة كثيراً، وهي إشارة جيدة للمتدربين، ولكنَّ الأمر سيأخذ من وقت الأشخاص الآخرين الذين يرغبون أيضاً في المشاركة؛ لذلك، إنَّ أفضل طريقة للتعامل مع هذا النوع هي إشراك الآخرين في النقاشات التي يطرحها، وإذا لم تنجح هذه الطريقة، فينبغي على المدرب التحدث مع المتدربين جميعهم حول المهلة الزمنية المخصَّصة لكل متدرب للمشاركة، ويمكِن القيام بذلك بطريقة غير مباشرة، مثل النظر إلى ساعتك بينما يتابع هذا المشارك حديثه بالتفصيل.

3. المتدرب الذي يتحدث بأمور لا صلة لها بموضوع الجلسة:

قد يتحدث هذا النوع من المتدربين في موضوع لا يتعلق بمحتوى الجلسة؛ كأن يتحدث مع شخص يجلس بجانبه، وتُعَدُّ أفضل طريقة للتعامل مع هذا الموقف هي تجاهل هؤلاء المتدربين لجعلهم يشعرون أنَّ سلوكهم غير مقبول في الجلسة، وإذا لم تنجح هذه الطريقة، فيجب على المدرب تذكير المشاركين جميعهم بقواعد جلسة التدريب بينما ينظر إلى هذا المتدرب.

إقرأ أيضاً: المدرب الناجح أثناء التدريب

4. المتدرب الذي يحب الجدال:

يُفضِّل هذا النوع من المتدربين أن يجادل خلال النقاشات، ممَّا يشير إلى أنَّ هذا النوع من الأفراد يتمتع بشخصية قوية أو أنَّه مغرور، كما يجب على المدرب أن يتعامل بحذر مع هؤلاء المشاركين لأنَّهم قد يمتلكون أفكاراً رائعةً من شأنها أن تفيد هدف التدريب؛ لذلك، يجب على المدرب ملاحظة هذه الأفكار وتحديد فوائدها، وأن يناقش المتدربين دون أن يجادلهم، وإذا لم تنجح هذه الطرائق، فيمكِن للمدرب إنهاء المناقشة مع هذا المشارك بقول: "إذاً، كان هذا رأيك، فلنُصغِ الآن إلى آراء الآخرين".

5. المتدرب الناقد:

قد لا يُمثِّل هذا النوع مشكلةً للمدرب فحسب؛ وإنَّما يمكِن أن يُضعف تحفيز المتدربين الآخرين من خلال انتقاد أجزاء من عملية التدريب؛ لذلك، يجب على المدرب أن يكون صارماً قليلاً في هذه الحالة، وذلك لمنع هذا السلوك من خلال السيطرة على الجلسة، وأيضاً يمكِن للمدرب أن يعطي فرصةً لهذا المشارك لينتقد، ولكن يجب أن توجَد حدود ويوجه المدرب ردوداً قوية، إما لإقناعه أو لإيقاف هذه الأفكار التي قد تُضعِف دوافع المتدربين الآخرين.

6. المتدرب الذي يستمر في المزاح:

من الرائع إلقاء بعض النكات في أثناء جلسة التدريب، ولكنَّ هذا لا يعني تحويل الجلسة كلها إلى مزاح، حيث يستمر هذا النوع من المشاركين في إلقاء النكات حتى يتوقف المتدربون الآخرون عن التصرف بجدية في الجلسة؛ لذلك يجب على المدرب أن يتعامل بحذر مع مثل هذا السلوك، وذلك من خلال إخبار هذا الشخص أنَّ سلوكه غير مقبول أو يطلب منه التوقف عن ذلك.

إقرأ أيضاً: أنواع الشخصيات الخمس والطرق الصحيحة للتعامل معها

7. المتدرب صاحب المعرفة:

لا يشكل هذا النوع مشكلةً بالنسبة إلى المدرب، ولكنَّ وجوده بين المتدربين الآخرين الذين يمتلكون معرفةً أقل قد يؤثر في تقدُّمهم، وفي بعض الحالات، قد يضع هذا المتدرب المدرِّبَ في موقف محرج؛ كأن يطرح سؤالاً لا يعرفه المدرب؛ لذلك، تُعَدُّ أفضل طريقة للتعامل مع هذا النوع هي الاعتراف لهذا الشخص بأنَّه يمتلك معرفةً جيدة، ولكن يجب السماح للآخرين بالتعلم أيضاً؛ لهذا السبب، يمكِن للآخرين الاستفادة من معلومات هذا المشارك من خلال إشراكه في تعليم الآخرين خلال مجموعات العمل.

 

المصدر




مقالات مرتبطة