أنا عازب إذاً أنا سعيد

يريد معظمنا أن يكون في علاقة ثابتة مليئة بالحب والإثارة والثقة والرضى، ومشاركة الأوقات مع شخص نحبه وعيش حياة مُرضية وساحرة، ومع ذلك، نحن نميل في بعض الأحيان إلى البحث عن علاقة للتغلب على التجارب السيئة والصدمات التي حدثت في علاقة سابقة، والحقيقة أنَّه لا ينبغي القيام بذلك على الإطلاق لأنَّه قد يضر بك أكثر مما يفيدك.



قبل البدء في هذا المقال الممتع، نود الإشارة إلى فكرة في غاية الأهمية، وهي ورود الكلمات بصيغة المذكر "عازب" على سبيل المثال، ولكنَّنا نقصد الاثنين سواء ذكر أم أنثى، فالأفكار واحدة وتنطبق على الجنسين.

نوعان من الناس في التعامل مع العزوبية:

يتفق الباحثون على وجود نوعين من الناس:

  1. أولئك الذين يستمتعون بكونهم عازبين.
  2. وأولئك الذين لا يستمتعون بذلك.

إذا كنت من الفئة الثانية، فقد تكون حياة العزوبية مؤلمة، خاصة عندما يبدو أنَّ كل شخص في حياتك مرتبط أو يخوض علاقة عاطفية، لكنَّ كونك عازب يمكن أن يكون نعمة، إذا سمحت بذلك.

ما هي العلامات التي تقول لك "من الأفضل أن تبقى عازباً"؟

  1. ما زلت تفكر في علاقتك الأخيرة.
  2. إذا قارنت كل شخص تلتقيه في حياتك بشريكك السابق أو ما زلت تطارده على وسائل التواصل الاجتماعي وتغضب في كل مكان تراه مع شريك جديد، فأنت بحاجة إلى تجاوز الأمر قبل أن تبدأ بمواعدة شريك جديد.
  3. أنت لست مرتاحاً وحدك.
  4. بالنسبة إلى بعض الناس، تُعَدُّ الوحدة من أصعب المشاعر التي لا يمكن السيطرة عليها؛ لذا يبدأ هؤلاء بالبحث عن علاقة، وفي مثل هذه الحالة، الحل هو أن تتعلم كيف لا تكون وحيداً عندما تكون وحيداً، فتدرَّب على أن تكون مرتاحاً وحدك وستجني الكثير من الفوائد في علاقاتك المستقبلية.
  5. لقد فقدت نفسك.
  6. يعرف بعض الناس أنفسهم من خلال من هم معهم؛ لذا يتبنون اهتمامات الشريك ويفكرون دائماً في أنفسهم بوصفهما زوجين، فإذا خسرتَ علاقتك وأنتَ بهذه العقلية، فقد حان الوقت لتبقى عازباً لبعض الوقت.
  7. ما تزال تعاني من نتائج علاقتك السابقة.
  8. إذا لاحظتَ أنَّ ذكريات علاقتك الأخيرة ما تزال تؤثر فيك، فقد حان الوقت لتبقى عازباً لبعض الوقت؛ على سبيل المثال، إذا تعرضت للخيانة ولم يعد بإمكانك الآن التغلب على فكرة أنَّ الجميع سيخدعونك ويتلاعبون بك، فقد حان الوقت لأخذ قسط من الراحة والعمل على حل هذه المشكلات بينك وبين نفسك.
  9. أنت لا تضع نفسك في المرتبة الأولى.
  10. إذا كنت ترضى بالقليل في جميع جوانب حياتك، ولم تضع نفسك في المرتبة الأولى، فابقَ عازباً وخذ وقتك للتعرف إلى نفسك بشكل أفضل، ولا تخوض علاقة أخرى لأنَّك تعتقد أنَّ هذا ما عليك القيام به أو أنَّ هذا ما ينتظره الآخرون منك.
  11. أنت تعزل نفسك أكثر مما تنخرط في الحياة الاجتماعية.
  12. إذا كنت تقضي وقتاً طويلاً مع نفسك، فابدأ بالخروج مع الأصدقاء والعائلة والأقارب، فأنت لستَ بحاجةٍ إلى شريك للاستمتاع بحياتك؛ بل يمكنك تكوين علاقات وثيقة مع أشخاص آخرين؛ لذا توقف عن قضاء الكثير من الوقت وحدك وادعُ أصدقاءك القدامى.
  13. تشعر أنَّك بحاجة إلى شخص آخر لإكمالك؛ ففي الحقيقة، أنت لا تحتاج إلى شخص آخر لكي تكون على ما يرام، ولستَ بحاجة إلى من يجعلك تشعر بالراحة، فأحب نفسك واعتنِ بها وتعلَّم كيف تكون مستقلاً وتحب حياتك بينما تكون عازباً.

شاهد بالفديو: 6 أنواع من النساء يهرب منهم الرجل

هل يوجد فوائد من كوني عازباً؟ ما هي؟

عندما تكون في علاقة صحية لها الكثير من الفوائد، نادراً ما تفكر في كل الإيجابيات التي قد تجنيها من كونك عازباً.

فيما يأتي بعض الفوائد، وفقاً للمحلل النفسي وخبير العلاقات (Babita Spinelli):

1. تحسين جودة النوم وتعزيز الثقة بالنفس:

في كثير من الأحيان عندما نكون في علاقة، يساعدنا شريكنا على بناء أنفسنا ويذكِّرنا بقيمتنا؛ إذ تقول "ميغان برونو": "تمنحنا العزوبية فرصة للعمل على علاقتنا مع أنفسنا، فيمكننا أن نتعلم النظر إلى الداخل بحثاً عن التشجيع والدعم، والتركيز على علاقتنا بذواتنا وتغيير صوتنا الداخلي النقدي إلى صوت أكثر تعاطفاً مع الذات"؛ إنَّه وقت رائع لكي تتعلم كيف تحب نفسك.

2. معرفة ما تريده:

يقول "سبينيلي": "إنَّ كون المرء عازباً يفسح المجال لمعرفة المزيد عن النفس، وسيصبح لديك المزيد من الوضوح عن هويتك وتميل إلى الاستمتاع بصحبتك الخاصة"، فقد يكون من السهل إغفال ما تريده، ومن أنت عند الانتقال من علاقة إلى أخرى؛ إذ يمنحك كونك عازباً مساحة لمعرفة رغباتك الحقيقية.

3. تتعلم كيف تحاسب نفسك:

عندما تكتشف ما تريده وكيف تريد أن تعيش حياتك، عليك أن تحاسب نفسك؛ إذ يقول "سبينيلي": "عندما تكون عازباً، تصبح مفوضاً لاتخاذ قراراتك الخاصة وتحمُّل مسؤولية هذه القرارات، كما تتعلم كيف تصوغ شخصيتك؛ فهذا ما يرفع لديك الثقة والمرونة".

4. تعميق العلاقات غير الرومانسية في حياتك:

بينما يتم إعطاء الأولوية للعلاقات الرومانسية، فإنَّ الصداقات القوية تتراجع إلى الخلف، وعندما يكون لدينا الوقت والمساحة لبناء الصداقات والعلاقات المهنية والاجتماعية المفيدة، فهذا يؤدي إلى إثراء حياتنا بطرائق مماثلة للعلاقة الرومانسية وحتى أفضل منها، ويقول "برونو": "عندما نكون عازبين، فإنَّنا نحصل على مزيد من الوقت للتركيز على أنفسنا وعلاقاتنا الاجتماعية".

إقرأ أيضاً: أهمية الصداقة وأهم الوسائل لتكوين صداقات ناجحة

5. الحصول على مزيد من الوقت لنفسك:

سواء كنتَ تود استغلاله في عملٍ كنت ترغب دائماً في القيام به أم مهارة تريد اكتسابها، ستوفر العزوبية المزيد من الوقت لذلك أكثر من شخص يقضي الكثير من وقته مع شريك، يقول "برونو": "في حين أنَّ معظم الناس قد يَعُدُّون علاقتهم تستحق التضحية، ولكنَّك ستشعر أنَّ لديك وقتاً أقل عندما تكون في علاقة".

6. يمكنك فعل ما تريد:

تأتي كل علاقة بقدر معين من التنازلات، لكن عندما تكون عازباً، يمكنك التحكم بحياتك أكثر، فهل ترغب في حجز رحلة تلقائية إلى الخارج لبضعة أسابيع؟ لا مشكلة، وهل ترغب في الانتقال إلى مدينة جديدة؟ لا مشكلة، هيا بنا، ولا تريد رؤية أحد خلال الإجازات؟ إنَّه عالمك وأنت الحاكم الرسمي الوحيد.

7. العزوبية محفز للنمو:

العزوبية هي جزء من الحياة، وقد تكون بمنزلة محفز قوي للنمو الداخلي، ويشرح "سبينيلي": "غالباً ما ينظر العازب إلى الداخل ويركز على العناية بذاته نفسياً وجسدياً؛ لأنَّه لا يتشتت بين احتياجاته الخاصة واحتياجات شريكه".

يضيف "برونو": "أن تكون عازباً هي فرصة لتصبح أكثر راحة تجاه تقلبات الحياة، فليس لدينا خيار عموماً سوى الانفتاح على المنغصات العاطفية وتقبلها، وتعلُّم كيفية التعامل مع الرفض وخيبة الأمل وعدم اليقين".

شاهد بالفديو: 7 أشياء أتمنى لو أنَّني عرفتُها قبل الزواج

هل يمكنني أن أكون عازباً وسعيداً في الوقت نفسه؟ وكيف ذلك؟

عندما تكون في علاقة صحية لها الكثير من الفوائد، نادراً ما تفكر في كل الإيجابيات التي قد تجنيها من كونك عازباً، فإذا كنت بحاجة إلى بعض التعليمات التي تساعدك على إيجاد السعادة والفرح في كونك عازباً، إليك بعض الخطوات:

  1. إعطاء الأولوية للاتصال الاجتماعي.
  2. عندما تكون عازباً، قد تضطر إلى أن تكون أكثر اندفاعاً ومبادرةً فيما يتعلق بالتواصل مع الأشخاص في حياتك، ولكنَّ الأمر يستحق ذلك، "التفاعل الاجتماعي مرتبط بوضوح بالصحة العقلية، والعزلة تؤدي حتماً إلى الشعور بالقلق والاكتئاب".
  3. الانضمام إلى مجموعات أو حضور دروس.
  4. الاستفادة من أمسيات ودورات نهاية الأسبوع المجانية سواء كانت دورة للرسم أم دورة رياضية ترفيهية، ولديك الفرصة للتركيز على ما تريد، ويضيف "سبينيلي": "إنَّها فرصة لاستكشاف هوايات جديدة وأشياء تجلب لك السعادة"، بدل انتظار الأوقات التي يفرغ فيها الشريك من عمله.
  5. قضاء بعض الوقت مع الأصدقاء العازبين.
  6. يعزز تكوين صداقات جديدة مع أشخاص عازبين نظام الدعم الخاص بك مع الأشخاص الذين يتفهمون بدقة ظروفك الحالية، فابتعد قليلاً عن الأصدقاء الذين يخوضون علاقات عاطفية.
  7. التعرف إلى نفسك.
  8. ممارسة البحث الذاتي والتعاطف مع الذات، فعندما تأخذ الوقت الكافي للتعرف إلى نفسك، يمكنك أن تفهم ما تريده من نفسك ومن حياتك؛ لذا تعرَّف إلى أعماق عواطفك وصوتك الداخلي وافهم ما يقوله لك، كما يمكنك العمل مع معالج أو مدرب لفهم كيف تساعد نفسك على عيش الحياة التي تريدها وتستحقها.
  9. يجب أن تكون عفوياً.
  10. كونك عازباً فهذا يعني أنَّ لديك قدراً كبيراً من الحرية؛ لذا استمتع بكونك أكثر تلقائية في نشاطاتك وسفرك، كما يمكنك اختيار المكان الذي تريد الذهاب إليه أو ما تريد القيام به بصفتك فرداً؛ إذ يوجد الكثير من الحرية عندما تكون عازباً لتصميم الحياة التي تريد عيشها والاستمتاع بها.
  11. وضع أهدافك والتركيز على نموك.
  12. تمنحنا العزوبية فرصة لجعل أنفسنا مسؤولين، ودعم أنفسنا، واتخاذ قراراتنا وأهدافنا؛ لذا استخدم هذا الوقت لتوضيح ما تريد تحقيقه، سواء كان ذلك شخصياً أم مالياً وما إلى ذلك، وفكر في المدى الذي وصلت إليه في كل مرة تصل فيها إلى هدف جديد، فيوجد قوة جديدة تُولَد في الداخل عندما يكون المرء وحده.
إقرأ أيضاً: 5 أسئلة عليك أن تسألها لنفسك قبل أن تفكر في الزواج

في الختام:

قد نستطيع تلخيص أفكار المقال بهذه العبارات التي يجب أن تكون بديهية ولكنَّنا ننساها في أغلب الحالات، فكن شريكاً لنفسك، وامنح ذاتك كل الحب الذي تتوقعه من شريكك، واشترِ لنفسك الزهور، واخرج في نزهات متكررة، وركز في إسعاد نفسك بنفسك، وخذ الوقت الكافي لمعرفة ما تريده في الحياة؛ إنَّها فرصة رائعة لمواعدة نفسك والتعرف إلى كنوزها وثرواتها.

المصادر: 1، 2، 3




مقالات مرتبطة