أمراض الشتاء: الإنفلونزا، الزكام، التهابات الحلق والمفاصل، البرد

نحن الآن في بداية فصل الشتاء وبدأنا نشعر ببرودة الجو بشكل واضح، حيث تنخفض درجات الحرارة شتاًء إلى حدود غير طبيعية عن باقي فصول العام، هذا علاوة على هبوب الرياح الشديدة وتساقط الأمطار والبرد والثلوج، وهذه الأجواء تؤثر على مناعة الجسم وتجعله عرضة للإصابة ببعض الأمراض التي أطلق عليها الأطباء اسم أمراض الشتاء، اليوم سنسلط الضوء على أمراض الشتاء وسنضع بعض العلاجات لها.



الإنفلونزا:

مرض معدّ تسبّبه فيروسات مخاطية قويمة وأعراضها يمكن أن تكون خفيفة أو قوية جدًا وتشمل حمى، سيلان أنفي، التهاب الحلق، ألم عضلي، صداع الرأس، سعال، وحالة من التعب والإعياء، وتبدأ الأعراض بالظهور بشكل واضح بعد يومين من التعرض للفيروس، وتستمر لمدة أقل من أسبوع، وفي حالات كثيرة يستمر السعال لمدة أسبوعين.

 

اقرأ أيضاً: 6 نصائح هامة لعلاج الإنفلونزا عند الأطفال

 

أسباب الإصابة بالإنفلونزا:

  1. فيروسات الأنفلونزا: هناك ثلاثة من الفيروسات تتسبّب في الإصابة بالإنفلونزا تسمى النوع A، النوع B، والنوع C، النمط A،B تتفشى بين الناس لدرجة كبيرة ولذلك تُدرج هذه السلالات في لقاحات الإنفلونزا الموسمية، ولا يُكشف عن فيروس الأنفلونزا من النمط C إلا في حالات نادرة ويسبب عادة حالات عدوى خفيفة.
  2. العدوة من شخص مصاب: تنتقل فيروسات الإنفلونزا في الهواء عن طريق الرذاذ الذي يخرج من المريض عندما يعطس، أو يسعل، أو يتكلم، حيث يمكن أن يستنشق الشخص السليم هذا الرذاذ مباشرة، أو عندما يلامس أشياء ملوثة بها فيصاب بعدوة الإنفلونزا.
  3. الانتقال المفاجئ من الدفء إلى البرودة: من الأسباب الرئيسية لحدوث الإنفلونزا الجلوس لفترات طويلة في مكان دافئ ثم التعرض لتيارات الهواء الباردة عند الخروج منها، وتحدث عند الخروج مباشرة بعد الاستحمام هذه الانتقال المفاجئ يعرض الشخص للإصابة بالإنفلونزا.
  4. التواجد في أماكن مغلقة: التواجد في مكان مغلق يسهل انتقال الفيروسات بين الناس، كما أن عدم تهوية وتنظيف المنزل والأماكن المغلقة يسمح في تغلغل الفيروسات في الجو، وبالتالي الإصابة بالإنفلونزا.

طرق العلاج من الإنفلونزا:

  1. الأدوية المُسكّنة: يُفضّل أن يتناول المصاب المسكنات مرتين في اليوم مثل الباراسيتامول والإيبوبروفين فهي تساعد على تخفيف الأوجاع العضلية، والآلام، والصداع، والحمى التي ترافق الإصابة بالإنفلونزا.
  2. مضادات الاحتقان: يجب أخذ مضادات الاحتقان فهي تساعد على تخفيف الاحتقان الأنفي والضغط في الجيوب والأذنين، وتجنّبًا لأي آثار جانبية من الأفضل قراءة النشرة المرفقة لعلبة الدواء.
  3. مضادات سعال: السعال من أكثر الأعراض شيوعًا لمرض الإنفلونزا لذا ينصح تناول مضادات السعال لتخفيفه، كما يمكن تناول العسل والليمون فهذا يساعد في تخفيف السعال أيضًا.
  4. الاسترخاء والراحة: الأدوية وحدها لا تكفي، لذلك ينصح بأخذ قسط من الراحة بعيدًا عن ضغوطات العمل حتى يتمكّن الجسم من محاربة فيروسات الإنفلونزا، وتسريع الشفاء.

الزكام:

مَرض فيروسي مُعد يُصيب الجهاز التنفسي العُلوي خاصة الأنف، كما يؤثر على الحلق وَالحُنجرة وَالجيوب المُجاوِرة للأنف، تظهر أعراض الزكام بعدَ أقل من يومين من تعرض الجسم للفيروس وقد تستمر حتى ثلاثة أسابيع، تشمل أعراضه السعال، والتهاب الحلق، وسيلان الأنف، والعطس، والصّداع، والحمّى، أما الشفاء منه يحتاج إلى سبعة إلى عشرة أيام من بدايته.

 

اقرأ أيضاً: 7 طرق لعلاج الزكام خلال فترة الحمل

 

أسباب الإصابة بالزكام:

  1. الفيروسات: الفيروس الأنفي هو المسؤول عن معظم حالات الإصابة بالزكام، وهو أحد أنواع الفيروسات البيكورناوية وله 99 نمطًا مَصليًّا معروفًا، كما هناك فيروسات أخرى تقف وراء الإصابة بالزكام مثل فيروس كورونا، وَفيروسات الإنفلونزا، وَالفيروسات الغدانية.
  2. الانتقال: تنقل فيروسات الزُّكام عادًة عبرَ الأدوات المُلوثة بفيروس الزكام، أو من خلال جزيئات الهواء عندما يسعل أو يعطس المصاب، أو نتيجة الاتصال المُباشر مع الإفرازات الأنفية للشّخص المُصاب.
  3. لمس الأسطح الملوثة: معظم حالات الإصابة تحدث نتيجة لمس الأسطح الملوثة بفيروس الزكام كلمس مقابض الأبواب، المراحيض، المقاعد، أزرار الإضاءة، الأقلام وغيرها، وفي حال تم وضع اليد المتسخة في الفم أو الأنف أو العين سهل انتقال الفيروس إلى الجسم.
  4. الأجواء المناخية: تقول الدراسات العلمية إنَّ الزُّكام يَحدث عن طريق التَعرض لفترات طويلة للطقس البارد مِثل المطر، والثلج، والبرد، والهواء البارد، كما أنَّ الرطوبة المُنخفضة شتاًء تؤدي إلى زيادة مُعدلات الانتقال الفيروس لأنَّ الهواء الجاف يسمح بانتشار الرذاذ الفيروسي الصَغير.

طرق العلاج من الزكام:

  1. المضادات الحيوية: على الرغم من عدم إثبات فاعليتها في علاج حالات الإصابة بالزكام إلا أنّ الأطّباء يصفونها في حال رافق الزكام التهاب الحلق أو البلعوم، ويُفضّل أيضًا أخذ المسكنات مثل الباراسيتامول.
  2. مكمّلات الزّنك: من المهم جدًا تناول مكمّلات الزنك فهي تعمل على تقوية الجهاز المناعي، وقد أثبتت الدراسات العلمية أنها تقلّل من مدّة أعراض الزّكام بنسبة تصل إلى 40%.
  3. أخذ قسط كافي من الراحة: أي النوم لمدة 8 ساعات يوميًا، الاستلقاء في الفراش بعيدًا عن أجواء العمل أو الدراسة، الابتعاد عن كل مصادر التوتر، سيساعد هذا على محاربة فيروس الزكام.
  4. تناول الطعام الصحي: في هذه الفترة يفضل تناول الأطعمة الصحية فهي تسهم في علاج الزكام مثل حساء الدجاج، الخضروات، الفاكهة والإكثار من شرب السوائل، والعصائر الطبيعية.

 

اقرأ أيضاً: 7 خطوات للحصول على نوم مريح وهادئ

 

التهاب الحلق:

هو حالة التهابية تحدث نتيجة عدوى بكتيرية تسبب بعض الأعراض مثل الإحساس باحتقان الحلق وخشونته، الشعور بالألم عند البلع، تورم اللوزتين وظهور بقع بيضاء عليها، الحمى، صداع الرأس، حالة من التعب والإعياء والغثيان، آلام عامة في الجسم. 

أسباب الإصابة بالتهاب الحلق:

  1. البكتيريا المُعدية: تحدث بسبب البكتيريا المكوّرة العقدية المعدية جدًا، وفي بعض الأحيان يحدث الالتهاب نتيجة انتقال الفيروسات المسببة للرشح والأنفلونزا إلى الحلق.
  2. الانتشار بالمعدة: تنتقل البكتيريا المعدية عبر الرذاذ المنتشر في الهواء عند عطس أو سعال شخص يحمل العدوى، أو عند استخدام أدوات شخص مصاب بالعدوى البكتيرية.
  3. لمس الأشياء الملوثة بالبكتيريا: تلتقط البكتيريا من مقابض الأبواب، أو المراحيض، أو المقاعد، والأسطح، ومن ثم تنتقل إلى الجسم عند لمس اليد الملوثة بالأنف، أو الفم، أو العين.
  4. عوامل الطقس: أثبتت الدراسات الحديثة أنّ العدوى البكتيرية تميل إلى الانتشار في أواخر الخريف، أي مع بداية فصل الشتاء حيث تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، وفي أوائل الربيع.

طرق علاج التهاب الحلق:

  1. مضادات حيوية: من الأدوية الأساسية التي توصف لعلاج التهاب الحلق مضادات الالتهاب لا ستيرويدي، وهي عبارة عن أدوية ذات مفعول مسكن وخافض للحرارة في الجرعات العادية، وتكون لها تأثيرات مضادة للالتهاب في الجرعات العالية.
  2. المُسكّنات: يجب أخذها بشكل مستمر مثل الباراسيتامول فهي تسكن الألم وتُهدّي الأوجاع، كما يجب أخذ أقراص مصّ فهي تسكن الألم بشكل سريع.
  3. غرغرة بالماء الدافئ المالحة: من أفضل العلاجات لالتهاب الحلق، حيث تعمل الغرغرة على تخفيف الورم ما يساعد على تهدئة الألم، يفضل تكرار الغرغرة ثلاث مرات في اليوم للحصول على أفضل النتائج.
  4. شرب السوائل الساخنة: يفضل أن يشرب المصاب السوائل الساخنة مثل الحساء أو المشروبات العشبية مثل البابونج، اليانسون، النعناع مشروب العسل والليمون الدافئ فهي تسكن الآلام، وتعالج الالتهاب.

التهاب المفاصل:

هو مجموعة من الأمراض والحالات التي تؤثر على مفاصل الجسم حيث يوجد أكثر من 100 نوع مختلف لالتهاب المفاصل، تشتد آلام المفاصل خلال فصل الشتاء وتخف في فصول السنة الأخرى، ولذلك صنف التهاب المفاصل من الأمراض الشتوية.

أسباب الإصابة بالتهاب المفاصل:

  1. التهاب المفاصل الروماتيزمي، يحدث نتيجة هجوم الجهاز المناعي لنسيج بطانة المفصل.
  2. التهاب المفاصل المعدي، تحدث الإصابة بسبب عدوى بكتيرية أو فطريات أو فيروسات، وفي بعض الحالات تأتي نتيجة مضاعفات لأمراض متناقلة جنسيًا.
  3. الالتهاب العظمي المفصلي، يحدث بسبب التعرض لإصابات المفاصل نتيجة جهد جسدي، أو إصابات الرياضة، وبسبب الوزن الزائد، كما أن الإناث أكثر عرضة له من الذكور.
  4. النقرس، يحدث هذا المرض عندما تتكوّن بلورات من حمض اليوريك في المفصل.
  5. التهاب المفاصل الروماتويدي، يعتقد بأن هذا المرض يحدث نتيجة خلل في جهاز المناعة، إذ تقوم بعض خلايا المناعة المنوط بها بمهاجمة الميكروبات، ومهاجمة الخلايا المبطنة للمفاصل بالخطأ.

علاج التهاب المفاصل:

  1. مضادات الالتهاب: هناك العديد من العقاقير التي تساعد على تخفيف الألم، لكن يجب أن تتوقف عن استخدامها عندما ينتهي الألم، وعادة ما تصرف بوصفة طبية بحسب حالة كل مريض.
  2. العلاج بالماء البارد والدافئ: يسهم الماء البارد بتسكين الألم، حيث يمكن وضع كمادات ماء باردة بعد أن يتم لفها بمنشفة على موضع الألم لمدة أطول من(10) دقائق في كل مرة، ويمكن أيضًا وضع كمادات ماء دافئة على موضع الألم فهي تساعد على ارتخاء العضلات التي تحيط بالمفاصل المصابة.
  3. الجبائر: من طرق العلاج الفعّالة الجبائر، حيث تعمل على إسناد المفاصل الضعيفة وحمايتها خلال الحركة، كما أنها توفر لها وضعية سليمة خلال النوم، لكن لا يفضل استخدام التجبير طوال الوقت لأنها قد تخفف من مرونة المفصل.
  4. الحصول على الراحة: من الضروري الحصول على الراحة عندما تشتد آلام المفاصل خلال الشتاء، والقيام بتقنيات الاسترخاء مثل التنويم، والتخيّل، والتنفس العميق فهي تخفف الألم وترخي عضلات الجسم.

 

اقرأ أيضاً: 6 وصفات طبيعيّة لعلاج التهاب المفاصل

 

قروح البرد:

عدوى فيروسية وهي عبارة عن بثور صغيرة ممتلئة بسائل توجد على الشفتين وحولها، تظهر هذه البثور على شكل مجموعات وبعد انفجارها تشكل قشرة مكانها تختفي قروح البرد خلال 4 أسابيع بدون ترك أي أثر أو ندبة، ويرافقها بعض الأعراض مثل الحمى، انتفاخ العقد اللمفاوية، آلام العضلات.

أسباب قروح البرد:

  1. الفيروسات المعدية: تحدث قروح البرد بسبب بعض السلالات المعينة لفيروسات الهربس (HSV)، وعادة ما يكون فيروس الهربس البسيط HSV-1 هو المسبب لظهور هذه البثور.
  2. العدوى من شخص مصاب: تنتقل العدوى نتيجة استخدام أدوات شخص مصاب بقروح البرد مثل مستحضرات التجميل، وأدوات الطعام، كما تنتقل نتيجة الاحتكاك بالمصاب خلال التقبيل أو استخدام مناديل ملوثة بالفيروس.
  3. الطقس: بعض الدراسات تؤكد أن الأحوال المناخية كالتعرض لأشعة الشمس، والرياح، والثلوج، والبرودة لها دور في الإصابة بقروح البرد، وهذا ما يفسر الإصابة بها خلال فصل الشتاء البادر.
  4. تغيرات في الجسم: أكدت الدراسات العلمية أن التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال فترة الحيض تسهم في ظهور قروح البرد، كما أن التغيرات التي تطرأ على الجهاز المناعي تزيد من احتمال الإصابة.

علاج قروح البرد:

  1. مضادات الفيروسات: يتم استخدام مضادات الفيروسات فهي تُسرع عملية الشفاء، من هذه الأدوية الأسيكلوفير، فالاسيكلوفير، فامسيكلوفير، بنسيكلوفير.
  2. الكريمات: يتوفر في الصيدليات أنواع عديدة من الكريمات المعالجة التي يتم وضعها على موقع القروح مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم.
  3. الحقن: في حالات العدوى الشديدة يتم استخدام الحقن المضادة للفيروسات فهي تعالج الإصابة بشكل تام، وتمنع الإصابة بأي مضاعفات خطيرة.
  4. كمادات الكحول: قم بتجربة بعض العلاجات المنزلية لقرحة البرد مثل الكحول، ضع كمادات الكحول على منطقة القرح واتركه حتى يجف سيعمل هذا على تسريع عملية الشفاء.

 

الإنفلونزا، الزكام، التهاب الحلق، التهاب المفاصل، قروح البرد من الأمراض الشتوية التي يجب الوقاية منها، وعلاجها بسرعة في حال الإصابة بها، لذا احرص عزيزي على تطبيق العلاجات المناسبة لها حتى تضمن سلامتك الصحية.

 

المصادر:

  1. إنفلونزا
  2. زكام
  3. التهاب الحلق
  4. قرحة البرد



مقالات مرتبطة