أكثر التخصصات النادرة والمطلوبة في العالم

تتطور احتياجات سوق العمل باستمرار في عالم يتسم بالتغيير والتطور التكنولوجي المستمر؛ فلم يعد يكفي اليوم أن يكون الشخص حاصلاً على درجة جامعية عادية؛ بل يتطلب الأمر الاستثمار في التعليم الجامعي في تخصصات تلبي احتياجات سوق العمل الحالية والمستقبلية.



إنَّ اختيار التخصص الجامعي المناسب خطوة حاسمة في بناء مستقبل مهني ناجح؛ فمع ازدياد المنافسة في سوق العمل العالمي يبحث كثيرون عن تخصصات نادرة في العالم، أو الأصح من ذلك تخصصات نادرة ومطلوبة تتسم بطبيعتها الفريدة والمتخصصة وتوفر للخريجين مهارات وخبرات استثنائية تمنحهم ميزة تنافسية، وتتيح لهم فرصاً مهنية مميزة في سوق العمل، وتمثل هذه التخصصات النادرة والمطلوبة في العالم فرصة حقيقية للشباب الطموح والراغب في التميز، والذي يسعى إلى الابتكار في مجالات مختلفة، وفي هذا المقال سنستكشف بعض التخصصات الجامعية النادرة والمطلوبة في العالم التي تقدم فرصاً واعدة للخريجين.

ما هي أكثر التخصصات النادرة والمطلوبة في العالم؟

1. علوم البيانات والذكاء الاصطناعي:

تخصص الذكاء الاصطناعي من التخصصات النادرة في العالم، إلا أنَّ الطلب على خريجيه يزداد يوماً بعد يوم، وتوجد مجموعة من الأسباب التي تجعل هذا التخصص من أكثر التخصصات النادرة والمطلوبة في العالم، ونجملها فيما يأتي: 

  1. الذكاء الاصطناعي مجال حديث ومتقدم في عالم التكنولوجيا، وتتطلب دراسته معرفة عميقة في الرياضيات والبرمجة وتحليل البيانات والتعلم الآلي؛ وبسبب التقدم السريع فهو يحتاج إلى البحث باستمرار.
  2. نقص الخبرات في مجال الذكاء الاصطناعي.
  3. التكاليف المرتفعة: إنشاء برامج وأقسام جامعية متخصصة في الذكاء الاصطناعي يتطلب موارد مالية وبشرية كبيرة. 
  4. يتطلب تدريس الذكاء الاصطناعي تطوير مناهج دراسية متخصصة وتحديثها باستمرار، حيث يجب أن تتضمن هذه المناهج موضوعات مثل تعلم الآلة وتحليل البيانات والذكاء الاصطناعي التطبيقي، كما أنَّ هذه المناهج بحاجة إلى تحديث مستمر واستثمارات أيضاً. 
  5. توجد جامعات كثيرة لا تتيح هذا التخصص في برامجها الدراسية، وتختلف نسبة التحاق الطلبة في هذا التخصص بين جامعة وأخرى، ووفق التطور التكنولوجي في الدولة التي توجد فيها الجامعة.

وثمة أسباب كثيرة تُبرِر زيادة الطلب على تخصص الذكاء الاصطناعي، منها: 

  • ازدياد استخدام التكنولوجيا الذكية، وهذا يتطلب وجود خبراء يمكنهم تطوير هذه التقنيات وتحسينها. 
  • ازدياد حجم البيانات المتاحة في العصر الرقمي، فقد أصبح تحليل هذه البيانات واستخدامها أمراً حيوياً للشركات والمؤسسات؛ ومن ثمَّ زيادة الحاجة إلى خبراء قادرين على استخلاص الأنماط والرؤى من هذه البيانات الضخمة، وهنا يأتي دور خبراء الذكاء الاصطناعي للقيام بهذه الأعمال. 
  • يمكن للذكاء الاصطناعي أن يسهم في تحسين العمليات وتحقيق التطور والابتكار في عديد من الصناعات.
  • يؤدي الذكاء الاصطناعي دوراً هاماً في تحسين رعاية المرضى، فتستطيع تطبيقاته تحليل الصور الطبية، وتوصيات العلاج، وتتبع الأمراض، وتطوير الأدوية. 

2. تقنية المعلومات الصحية:

من التخصصات النادرة والمطلوبة في العالم تخصص تقنية المعلومات الصحية.

ومن الأسباب التي تجعل هذا التخصص من التخصصات النادرة في العالم: 

  1. النقص في الخبرات المتخصصة، فتقنية المعلومات الصحية تتطلب خبرات متخصصة في مجالين مختلفين؛ وهما المعلوماتية والصحة. 
  2. تعقيد الدراسة: يتطلب تخصص تقنية المعلومات الصحية فهماً عميقاً للمفهومات الطبية والتكنولوجية. 
  3. التكاليف الباهظة: تحتاج الجامعات إلى توفير البرامج التعليمية التي تجمع بين المعرفة التقنية، وفهم النظام الصحي لتأهيل الطلاب تأهيلاً شاملاً؛ وهذا يفرض وجود تكاليف كبيرة قد تعجز الجامعات عن تأمينها.
  4. تعقيد النظام الصحي بسبب حجم المعلومات الطبية وتنوعها، وتهدف تقنية المعلومات الصحية إلى تنظيم هذه المعلومات وإدارتها بطريقة فاعلة وآمنة، وهذا يتطلب جهوداً كبيرة يجب على الطلاب بذلها.

على الرغم من أنَّ تخصص تقنية المعلومات الصحية من أكثر التخصصات النادرة في العالم، إلا أنَّه في الوقت نفسه يشهد طلباً كبيراً في سوق العمل، ومن المتوقع أن يشهد ازدياداً ملحوظاً في المستقبل؛ وذلك لعدة أسباب: 

  • تؤدي تقنية المعلومات الصحية دوراً حاسماً في تحسين جودة الرعاية الصحية؛ وذلك من خلال تحسين إدارة المعلومات الطبية وتحليل البيانات الصحية. 
  • أمان المعلومات الصحية: تتطلب معلومات المرضى الحساسة الحفاظ على أمنها وحمايتها من الوصول غير المصرح به. 
  • يزداد استخدام السجلات الطبية الإلكترونية في المؤسسات الصحية لتسجيل المعلومات الطبية ومشاركتها، ويتطلب ذلك وجود خبراء في تقنية المعلومات الصحية لتطوير أنظمة إدارة السجلات الطبية الإلكترونية وتنفيذها وضمان توافرها وأمانها.
  • يشهد قطاع الرعاية الصحية تطوراً مستمراً في التكنولوجيا المتقدمة، كما توجد زيادة في البحث الطبي والتطور. 

3. هندسة الطاقة المتجددة:

من بين أكثر التخصصات النادرة والمطلوبة في سوق العمل في آن واحد هو تخصص هندسة الطاقة المتجددة، ولعلَّ السبب في تصنيفه ضمن التخصصات النادرة والمطلوبة في العالم ما يتطلبه هذا التخصص من معرفة فنية ومهارة عميقة في مجالات مثل الهندسة الكهربائية، والهندسة الميكانيكية، والفيزياء، والتحكم والأتمتة، وهذه المتطلبات المتخصصة يمكن أن تجعل تدريسها وتوفيرها في الجامعات تحدياً كبيراً من حيث الموارد والخبرة.

كما أنَّ البرامج الأكاديمية لهندسة الطاقة المتجددة يجب أن تكون مُحدَّثة ومستجيبة لهذه التطورات الحاصلة؛ ومن ثمَّ توجد حاجة كبيرة إلى وجود استثمارات وجهود مستمرة تبذلها الجامعات.

4. علم الأحياء البحرية:

تخصص علم الأحياء البحرية واحد من التخصصات النادرة في العالم؛ هو تخصص جامعي يركز على دراسة الكائنات الحية التي تعيش في المحيطات والبحار والمياه المالحة، وبالنسبة إلى الأسباب التي تجعل من هذا التخصص ضمن تخصصات نادرة في العالم: 

  1. قد تكون الجامعات التي تقع بعيداً عن السواحل أو المناطق ذات البيئة البحرية الغنية لا تعد علم الأحياء البحرية تخصصاً أساسياً في برامجها الأكاديمية؛ فهذا التخصص غير مدرج بكثرة في جامعات العالم، ويمكن أن نجده مثلاً في جامعات الولايات المتحدة الأمريكية، مثل جامعات Woods Hole Oceanographic Institution Stanford University، وGeorge Washington University، وفي أستراليا نجده في جامعة James Cook University، وفي اليابان في جامعة The University of Tokyo.
  2. دراسة علم الأحياء البحرية تتطلب بنية تحتية متطورة وموارد مالية لدعم البحوث والعمل الميداني، ومن ذلك السفن والمعدات المتخصصة والمختبرات، وقد لا تتوافر هذه الموارد في جميع الجامعات.
  3. الاهتمام والطلب من الطلاب المحتملين للتخصصات الأخرى في علوم الحياة أعلى من الطلب على علم الأحياء البحرية.

على الرغم من أنَّ تخصص علم الأحياء البحرية قد يكون نادراً جداً، إلا أنَّه ذو أهمية كبيرة، ويوفر فرصاً مهنية في مجالات مثل البحث العلمي والاستزراع المائي والمحافظة على البيئة وإدارة الموارد البحرية. 

إقرأ أيضاً: أهم 10 تخصصات جامعية مستقبلية

5. تصميم الألعاب:

لم يكن تصميم الألعاب من التخصصات النادرة في العالم فحسب؛ بل لم يكن موجوداً، ومنذ وقت قريب أصبح شائعاً، وبسبب التقدم التكنولوجي والنمو المستمر في صناعة الألعاب؛ افتتحت عدة جامعات حول العالم برامج تدريسية خاصة بتصميم الألعاب، مثل: University of Southern California، وNew York University في الولايات المتحدة الأمريكية وجامعات Bournemouth University، وRoyal Holloway, University of London في المملكة المتحدة، وجامعة Free University of Bozen-Bolzano في إيطاليا.

من المتوقع أن يزداد الطلب على هذا التخصص إلى حد كبير في المستقبل، فتوجد عدة شركات واستديوهات للألعاب تبحث عن مصممين محترفين لتطوير الألعاب الجديدة وتحسين الألعاب الحالية، إضافة إلى ذلك تزايدت فرص العمل في مجالات أخرى ذات صلة مثل تطوير الرسومات، وتصميم الصوت، وتصميم الشخصيات، واختبار الجودة. 

6. علم المواد النانوية:

تخصص علم المواد النانوية من التخصصات النادرة والمطلوبة في العالم؛ وذلك لأنَّه يرتبط بدراسة المواد وتطويرها على المستوى النانوي، وهو مجال حديث ومتقدم تكنولوجياً، وقد يكون لدى عدد قليل من الجامعات والمؤسسات القدرة والموارد اللازمة لتقديم برامج دراسية في هذا التخصص، وهذا التخصص مطلوب في سوق العمل، ومن المتوقع أن يزداد الطلب عليه في المستقبل؛ وذلك للأسباب الآتية: 

  1. يستخدم علم المواد النانوية في تطوير التكنولوجيا المتقدمة في عديد من الصناعات، مثل الإلكترونيات والاتصالات والطاقة، ومع تطور هذه الصناعات تزداد الحاجة إلى خبراء في علم المواد النانوية لتصميم وتطوير المواد المبتكرة. 
  2. يسهم علم المواد النانوية في تطوير مواد قابلة لإعادة التدوير، وتحسين كفاءة استخدام الموارد، وتقليل التأثير البيئي للصناعات، وفي ظل الاهتمام المتزايد بالاستدامة وحماية البيئة، يتوقع زيادة الطلب على خبراء علم المواد النانوية لتطوير حلول مستدامة. 

7. علم الجيوفيزياء:

يُعد تخصص الجيوفيزياء من التخصصات النادرة والمطلوبة في سوق العمل، وهي فرع من العلوم الطبيعية يدمج بين الفيزياء وعلم الأرض، وتهتم الجيوفيزياء بدراسة الظواهر الفيزيائية والعمليات الطبيعية التي تحدث في الأرض، مثل الزلازل والتسونامي والبراكين وتوزيع الزلازل والتربة والماء والمعادن.

نظراً لقلة الخبرات في هذا المجال وتعقيده، فإنَّ حملة شهادة في الجيوفيزياء يمكن أن يتمتعوا بميزات كبيرة في سوق العمل ويجدوا فرص عمل واسعة في شركات النفط والغاز، وشركات الاستكشاف والتنقيب، ومؤسسات البحث العلمي، والجامعات والمؤسسات الحكومية والخاصة المعنية بالجيوفيزياء.

8. علم الهندسة الطبية:

يعد تخصص الهندسة الطبية من التخصصات النادرة والمطلوبة في سوق العمل، يجمع هذا التخصص بين المفهومات والمبادئ الهندسية مع المعرفة الطبية لتصميم وتطوير التقنيات والأجهزة الطبية المستخدمة في التشخيص والعلاج الطبي. 

يعد الطلاب الذين يدرسون الهندسة الطبية محظوظين فيما يخص فرص العمل؛ إذ تزداد حاجة المجتمع الطبي إلى تقنيات وأجهزة طبية مبتكرة وفاعلة، وتعمل الشركات الطبية ومؤسسات الرعاية الصحية والمستشفيات ومراكز الأبحاث على توظيف المهندسين الطبيين للمساهمة في تصميم أنظمة الرعاية الصحية المتقدمة وتطويرها وصيانتها وتشغيلها. 

إقرأ أيضاً: ما هو أفضل تخصص هندسة للبنات؟

في الختام:

إنَّ التخصصات العلمية النادرة تؤدي دوراً هاماً في تلبية احتياجات المجتمع والصناعة وتعزيز النمو الاقتصادي والفكري عموماً، وقد تتميز هذه التخصصات بتوجه فريد، أو بحاجة إلى موارد محددة وتحتاج إلى مهارات خاصة للتفوق فيها، وفي الوقت نفسه من الهام أن نلاحظ أنَّ الطلب على هذه التخصصات قد يتغير مع مرور الوقت، وقد يشهد بعض التخصصات زيادة في الطلب؛ نظراً للتطورات التكنولوجية أو التغيرات في السوق، في حين يمكن أن يقل الطلب على التخصصات الأخرى؛ بسبب تغيرات في الاحتياجات أو التوجهات العامة.

بصرف النظر عن اختيار التخصص يتعين على الطلاب الاجتهاد والتفاني في تطوير مهاراتهم، والسعي إلى التميز في مجالهم لتحقيق النجاح المهني والشخصي، ومع ذلك يفضل أن يعمد الطلاب إلى التفكير جيداً بالتخصص العلمي الذي يرغبون في الالتحاق به في التعليم الجامعي، آخذين في حسبانهم اهتماماتهم ومواهبهم الفردية، مع النظر في تطورات سوق العمل واحتياجات المستقبل؛ وذلك في سبيل الحصول على مستقبل أفضل. 




مقالات مرتبطة