أولاً: تخصص هندسة الطاقة المتجددة في السعودية:
لقد أدركت بلدان كثيرة في العالم أهمية الموارد الطبيعية من حولنا مثل الشمس والرياح والمياه، وبعد البحث فيها أُوجدت التخصصات في هذا المجال في الجامعات وأُدخِلَت ضمن المجال الهندسي، ومن بين الدول التي اهتمت بهذا المجال كانت المملكة العربية السعودية، وأصبح تخصص هندسة الطاقة المتجددة في السعودية يحظى بالأولوية، فقد أصبح تخصصاً موجوداً ضمن معظم الجامعات السعودية.
تتضمن الدراسة في هذا التخصص مواد عدة نظرية وعملية، وقد شملت المواد الرياح ودراسة الطاقة الشمسية والطاقة الناتجة عن الوقود الحيوي والطاقة الهيدروجينية؛ إذ يعد تخصص هندسة الطاقة المتجددة من التخصصات المستحدثة في السعودية الذي يعنى بدراسة كل ما يخص الطاقة البديلة من طرائق الحصول عليها إلى أن يتم استخدامها وإدارة الأماكن المسؤولة عن توليدها وكذلك إيصالها إلى المستهلكين.
تزايد الاهتمام بهذا التخصص في السعودية تزايداً كبيراً في السنوات الأخيرة مع اتجاه العالم للبحث عن مصادر الطاقة النظيفة، وقد جمع هذا المجال علوماً كثيرة مثل الفيزياء والرياضيات والكيمياء، إضافة إلى انتقاء العقول البشرية القادرة على توليد الحلول لتوليد الطاقة واستهلاكها.
يعمل مهندسو الطاقة المتجددة في السعودية وغيرها من البلدان الناظمة لهذا التخصص في البحث عن أكبر قدر من مصادر الطاقة المتجددة، وتصدير أفكارهم للتقليل من استخدام مصادر الطاقة غير النظيفة وغير المتجددة.
ثانياً: عدد سنوات الدراسة في تخصص هندسة الطاقة المتجددة في السعودية ومعدل القبول فيه
خُصص لدراسة هندسة الطاقة المتجددة في السعودية 3 سنوات يضاف إليها سنة تحضيرية وسنة في جامعة "دايتون" الأمريكية، ويشترط للقبول في هذا التخصص أن يكون المتقدم حاصلاً على الشهادة الثانوية بمعدل لا يقل عن 75% من المجموع الكلي.
ثالثاً: شروط القبول في تخصص هندسة الطاقة المتجددة في السعودية
تتوفر في السعودية جميع الإمكانات لتكون رائدة في مجال الهندسة المتجددة ليس فقط على مستوى الوطن العربي؛ بل على مستوى العالم، فهي تولي اهتماماً منقطع النظير للوصول إلى الطاقة المتجددة واستثمارها بالشكل الأمثل، وبدأت تخطط لتوليد الطاقة بنسبة عالية؛ لذا أولت هذا التخصص أهمية بالغة ووضعت عدداً من الشروط للقبول في هذا التخصص منها:
- أن يكون سعودي الجنسية.
- ألا يزيد عمر المتقدم عن 23 سنة.
- أن يكون لائقاً طبياً وخالياً من الأمراض التي تعوق دراسة هذا التخصص.
- ألا يكون موظفاً في الدولة، ويكون متفرغاً للدراسة.
- اجتياز السنة التحضيرية والاختبارات الأكاديمية والمقابلات الشخصية.
- أن يكون حاصلاً على الشهادة الثانوية العامة.
- أن يكون من المحافظات أو المدن أو القرى التابعة لمنطقة (نيوم) أو (تبوك).
رابعاً: الجامعات السعودية المتاحة أمام الطلاب لدراسة تخصص هندسة الطاقة المتجددة فيها
- جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في السعودية في مدينة الظهران.
- جامعة الملك عبد العزيز.
- جامعة الملك سعود في الرياض.
- جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في جدة.
- جامعة القصيم في مدينة بريدة.
- جامعة الأمير سطام بن عبد العزيز في محافظة الخرج.
خامساً: الوظائف المتاحة أمام خريجي تخصص هندسة الطاقة المتجددة في السعودية
بعد الحصول على شهادة التخصص من الجامعات السعودية المعتمدة تتوفر عدة مجالات للعمل ضمنها، ومن هذه المجالات:
- محطات توليد الطاقة.
- المعاهد التعليمية.
- الشركات الصناعية.
- شركات الوقود الحيوية.
- شركات طاقة الرياح.
- شركات الطاقة الشمسية.
سادساً: رواتب العاملين في تخصص هندسة الطاقة المتجددة في السعودية
لتشجيع الشباب على البحث المتقدم خُصصت الرواتب بشكل يتناسب مع خبرة المهندسين والشهادة الحاصلين عليها، فقد تراوحت رواتب أصحاب هذا الاختصاص في السعودية بين 6.780 ريال سعودي و23.600 ريال سعودي، وذلك وفقاً لآخر إحصاء، فهذا الأجر مثَّل حافزاً للمهندسين لتوظيف كل ما لديهم من قدرات في سبيل تطوير أنفسهم في هذا المجال الذي يعود عليهم وعلى المملكة بالنفع.
سابعاً: تخصص الطاقة المتجددة في السعودية للإناث
بعد الانفتاح الكبير الذي شهدته السعودية بالأعوام الأخيرة على العالم سمحت للإناث بالدراسة ضمن المجالات التي ترغب بها، فمثلاً جامعة الملك فهد بن سلطان تستقبل كلاً من الفتيان والفتيات معاً وتقدم برنامجاً دراسياً لتأهيل الاثنين معاً في مدينة (تبوك) لكي يصبحوا ركناً أساسياً في مدينة المستقبل (نيوم).
رؤية السعودية لعام 2030 فرصة لوضع المرأة السعودية في المكان الذي تستطيع النجاح فيه، فالمملكة تعمل حالياً على دعم المرأة السعودية وتمكينها؛ إذ تمهد الطريق أمامها لدخول عالم الدراسات المتنوعة كالعلوم والهندسات بأنواعها، وذللت العقبات التي كانت تعوقها من شغل الوظائف والمناصب الإدارية.
بعد أن أصبح التعليم إلزامياً للنساء في السعودية وحققت المرأة تفوقاً في شتى المجالات التي دخلت بها أمكن لها أيضاً الدخول في مجال تخصص الطاقة البديلة، فطموح المملكة هو التقليل من الاعتماد على النفط والاستفادة من الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح، فجاء برنامج المملكة للتحول الوطني لتحقيق ذلك، ووجدت فيه المرأة السعودية الفرصة لتقديم إبداعاتها واستثمار طاقاتها من خلال المشاركة الفعالة في مشاريع المملكة.
ثامناً: مستقبل تخصص هندسة الطاقة المتجددة في السعودية
تتجه المملكة نحو توفير الكفاءات في هذا المجال والتقليل من الفاقد في الأيادي والأطر اللازمة للعمل في هذا المجال، فحين توفر الكادر المؤهل المناسب للعمل سيؤدي إلى زيادة كفاءة الأنظمة، ويعد هذا التخصص المنقذ لمستقبلنا؛ إذ تخطو السعودية بثبات نحو الوصول إلى المزيج الأمثل للطاقة بهدف توليد الكهرباء وتعزيز كفاءتها واستهلاكها بما يتماشى مع رؤية عام 2030، فقبل سنة من الآن دشنت السعودية محطة (سكاكا) لإنتاج الكهرباء من خلال الطاقة الشمسية في منطقة (الجوف)، وتم توقيع عدد من الاتفاقيات لسبعة مشاريع أخرى سوف تُنفذ ضمن فترة تتراوح بين 20 و25 عاماً.
لقد سجلت السعودية أرقاماً قياسية ضمن مجال الطاقة المتجددة، فقد سجل مشروع (شعيبة) رقماً قياسياً متمثلاً في أقل تكلفة لشراء الكهرباء المنتجة من الطاقة الشمسية في العالم، فالمشاريع الإنتاجية للطاقة المتجددة تصل قدرتها الإنتاجية إلى 3670 واط، وستوفر الطاقة الكهربائية لأكثر من 600 ألف وحدة سكنية وتخفض أكثر من 7 ملايين طن من الانبعاث.
هذه المشاريع وغيرها من المشاريع المقترحة سوف تحتاج إلى تخصص هندسة الطاقة المتجددة في السعودية، فهي فرص لمهندسي الطاقة الطموحين، ومجالات العمل مفتوحة أمامهم ليس فقط في تصميم وتطوير تقنيات فعالة لإنتاج الطاقة، ولكنَّهم يبدعون في ابتكار حلول لتقليل الاستهلاك الكلي للطاقة والتكاليف.
دراسة هندسة الطاقة المتجددة لها مستقبل كبير وواعد في المملكة، سواء في محطات الطاقة أم مراكز التحكم أم صناعة البترول وفي الشركات والمصانع وقطاعات إدارة الطاقة، وكذلك وطدت أماكن لهم في منشآت التوزيع وشركات التبريد والتمكين ومنشآت الضخ بالطاقة الشمسية.
كما تم دعم خريجي هذا التخصص برواتب عالية تصل إلى أكثر من 22.600 ريال سعودي شهرياً؛ وذلك لتأمين قاعدة مادية متينة تجعل المهندسين يركزون على عملهم دون تشويش والعمل ضمن المملكة وعدم حثهم لأي سبب على مغادرة المملكة والعمل خارجها، وهذا التخصص من أكثر التخصصات المحببة داخل أراضي المملكة، وله تأثير إيجابي في نفوس جميع السكان، إضافة إلى أهميته في ازدهار وتقدُّم المملكة.
في الختام:
الاهتمام الكبير بتخصص هندسة الطاقة في المملكة سوف يزداد يوماً بعد يوم وخاصةً أنَّ العالم يتجه إلى اعتماد هذه الطاقة تزامناً مع اتساع طبقة الأوزون الجوية الناتجة عن الطاقة غير المتجددة، فقد يزداد عدد المهندسين ضمن هذا المجال وتزداد الاستثمارات فيه، وهذا كله سيجعل المملكة تحلق في أفق الدول المتقدمة فهي تخطط بحلول عام 2030 لتوليد 50% من طاقتها من خلال مصادر الطاقة المتجددة والحد من اعتمادها على النفط ومشتقاته قدر الإمكان.
أضف تعليقاً