أفضل 10 مهارات على القائد الناجح اتقانها

تتحدَّث عناوين الصحف والمدونات ووسائل التواصل الاجتماعي والبرامج التلفزيونية يومياً عن: القادة، والصفات القيادية، والأشخاص الذين يشغلون مناصب عليا في الحكومات والمؤسسات والشركات المتعددة الجنسيات.



إنَّ هذه المناصب الرفيعة ليست محور نقاشنا، إذ لا تتعلَّق القيادة بالمهنة، حيث إنَّ منصب شخصٍ معينٍ في التسلسل الهرمي للشركة أو الهيئات الحكومية لا يجعل منه قائداً محنَّكاً؛ فلكي تكون قائداً حقاً، عليكَ اكتساب المهارات الإدارية التي تسمح لك بتولّي دفّة القيادة وإلهام محيطك، وذلك بغية الوصول إلى النتائج والإنجازات المرجوة، وهذا جلُّ ما يعنيك.

إذا كنت مديراً لشركةٍ صغيرة، أو مدير مصنعٍ ما؛ فإنَّ قائمة المهارات التالية ستكون خير دليلٍ لتعزِّز فعاليتك كقائد:

1. كن مصدر إلهامٍ لفريق العمل:

تذكَّر أنَّ عملك لا يقتصر فقط على تحقيق الأهداف أو تحسين المبيعات وزيادة الأرباح، مع أنَّه لا شكَّ أنَّ هذه المؤشرات تُؤخَذ في عين الاعتبار بالنسبة إلى أصحاب المصالح والمستثمرين؛ لكن دعنا نركِّز الآن على قيادة الفريق.

ابقَ على تماسٍ مع الواقع والمجريات، وأعطِ اهتمامك ووجهة نظرك في كلِّ الأمور التي قد يواجهها الفريق، وشمِّر عن ساعديك وابدأ بثَّ روح الإلهام. إليكَ بعض النصائح:

  • لا تجلس في مكتبك بعيداً عن الأنظار، بل كن على تواصلٍ دائمٍ بالعاملين؛ وذلك لتصبح مصدر إلهامٍ لهم.
  • شارك فريقك في العمل على المشاريع المخصصة، فمساهمتك تلك بحدِّ ذاتها خير مصدرٍ للإلهام.
  • اسبر مواطن القوة عند كلِّ شخصٍ من أعضاء الفريق، وأظهِر تشجيعك له وتقديرك لإنجازه قدر المستطاع.
  • كن قريباً منهم دائماً.
  • اختر كلامك بدقة؛ لما لذلك من أثرٍ بالغٍ في تخطي الأوقات والمهام العصيبة؛ ولأنَّ كلَّ كلمةٍ تتلفَّظ بها تعكس شخصية القائد الجيد فيك.

2. اجعل أولويتك تفويض من هو أهلٌ ليحل محلك في أثناء غيابك:

ممَّا لا ريب فيه أنَّك لن تستطع إنجاز كلِّ شيءٍ بمفردك؛ وفي الحقيقة، أنت لست ملزماً بذلك.

تُظهِر قدرتك على توزيع المهام والمسؤوليات مدى ثقتك وإيمانك بفريقك وإمكاناته، وهذا أفضل ما يمكنك فعله في جوّ الفريق، فبذلك تُصِيب عصفورين بحجرٍ واحد، فأولاً: يقلُّ مستوى توترك، وثانياً: تَخلُق روحاً من الودّ والمحبة بينك وبين طاقم العمل على أثر ثقتك بمهاراتهم.

كيف تفوِّض العمل للشخص الكُفْء؟

عندما تختار ذلك الشخص، عليكَ أن تأخذ في عين الاعتبار ثلاثة عوامل:

  • الملائمة: بمعنى أن تتناسب المهمَّة الملقاة على عاتق العامل مع خبراته وتجاربه.
  • نمط العمل وطبيعته: هل ذلك العامل عضوٌ في فريق؟ أم يعمل بصورةٍ مستقلة؟ وهل تتلاقى أهدافه مع متطلَّباتك؟
  • قدرة الشخص على العمل: هل لديه الوقت الكافي لتحمُّل الأعباء والمهام الموكلة إليه؟ أم أنَّك ستضطر إلى تعديل بعض المهام؟
إقرأ أيضاً: القيادة والتفويض

3. كن على قدر المسؤولية ولا تَلُمْ أحداً:

عليكَ أولاً أن تتقبَّل حقيقة أنَّ الإخفاق أمرٌ محتَّمٌ ولا مناص منه، ويجب أن تكون على أتمِّ الاستعداد لمواجهته والتغلُّب عليه. لا تَشغَل فكرك وتركيزك بأخطاء وهفوات العمال، بل تعاونوا سويَّاً لتحقِّقوا مَرَامَكَم، وأخبر المرؤوسين في العمل أنَّهم مسؤولون عن كلِّ قرار يتخذونه، وتذكَّر أنَّك قائدهم؛ لذا ينبغي أن تكون شريكهم في كلِّ صغيرةٍ وكبيرة.

حاول أن تثني عليهم دوماً، حتَّى وإن أخفقوا؛ واخلق جوّاً من التعاضد والدعم الدائمين حتَّى تكتشفوا الثغرات والأخطاء وتتداركوها مع بعضكم؛ فلعلَّ أكثر ما يزرع الحافز في نفوس الموظفين كي يحذوا حذوك: تكيُّفك مع كافة النتائج بسلبياتها وإيجابياتها، وتحمُّلك مسؤولية عملك والشركة.

لا تلجأ إلى اختلاق الأعذار، والأفضل أن تقوم بما يلي:

  • كن أهلاً للمسؤولية، وواجه حالات الفشل برمَّتها.
  • اعمل على حلِّ جميع المشاكل التي قد تعترض سير العمل.
  • فكِّر فيما كان عليك فعله كي تتجنَّب الوقوع في تلك المطبَّات، وذلك كي تتفاداها في قادم الأيام.

4. شجِّع على التفكير الإبداعي والابتكارات الجديدة:

أين يكمن الفارق بين الشخصية القيادية والشخصية المقلِّدة والمتَّبِعة للآخرين؟ غالباً ما يتطلَّع القائد إلى الأمام، ولا يخشى مواجهة كلّ ما هو جديدٌ في نهج العمل وآليته.

إنَّ الابتكار والتفكير الإبداعي هما أكثر ما يميِّزانك عن العامَّة، كما ويحفِّزان فريقك للحصول على أفضل النتائج؛ لذا، احرص دائماً على تشجيع موظفيك؛ لأنَّ الغالبية العظمى من الناس يخشون الأفكار الجديدة ويتعاملون معها بتردد، وسيكون من الجيد أن تحثَّهم على الإبداع، ولذلك:

  • كن مثالاً يُحتَذى به للموظفين، وكرِّس جهودك وتفانيك للعمل والابتكارات.
  • دع الدعم والتحفيز يعمَّان أجواء العمل.
  • اخلق الأحداث والعمليات التي من شأنها توليد أفكارٍ إبداعية.
  • احتفِ بنجاحك وفريقك، وكافئهم دوماً على الأفكار الخلَّاقة.

باختصار، يخلق العمل على الجانب النفسي أفكاراً متجددةً ومبتكرة.

إقرأ أيضاً: التفكير الإبداعي في المؤسسات ودور القادة في تعزيزه

5. تعامل مع كافة الظروف والتحديات بإيجابية:

إذا كانت الشخصية القيادية نُصب عينيك، فعليك أن تكون إيجابياً ومحافظاً على شغفك، وذلك بغض النظر عن أيِّ عائق يعترض هدفك. وحتَّى إن بلغت المصاعب أشدَّها، ينبغي أن تكون القائد المثالي الذي يسعى الآخرون ليصبحوا مثله، فأنت المرشد الذي يتحكَّم بمجرى الأمور، ويجب أن تحافظ على ثباتك وعلى الروح الإيجابية لديك. حافظ على مكانتك في أن تكون محطَّ الأنظار دائماً:

  • اخلق جوّاً من الودّ والإلفة في مكان العمل.
  • حافظ على إيجابيتك، حتَّى عندما تعاكسك الظروف.
  • حفِّز فريقك وادعمه عندما تسوء الأمور.

6. اعمل على تطوير موظفيك:

لن يؤثِّر صدى النجاح في مسعاك لتطوير نفسك فحسب، بل وفي مهارات مَن هُم حولك أيضاً. إنَّ تنمية مدارك الموظفين وتطورهم لن تعود عليهم بالنفع من ناحية "سيرهم الذاتية" فحسب؛ بل وسينجزون المهام بمنتهى السهولة واليسر، بالإضافة إلى رفع الروح المعنوية لديهم.

استخدم هذه النصائح في تطوير طاقم العمل:

  • استفد من اجتماعاتك مع الموظفين، واجعلها وسيلةً لاكتساب الخبرة والمعلومات.
  • افتح باب التعليم والتدريب السنوي للعاملين بإشراف خبراء ومدربين.
  • عزِّز رغبتهم بتطوير مهاراتهم.
  • شارك بعض معلوماتك ومعرفتك مع الفريق.

7. تذكَّر تجربتك السابقة عند اتخاذك أيَّ قرارٍ كان:

إنَّ التطلُّع نحو المستقبل أمرٌ جيد؛ لكن لا يمكنك المضي قدماً في عملك ما لم تستفد من تجاربك عند اتخاذ أيِّ قرارٍ إداري، ولن تغنيك عنها مهاراتك ودراساتك وإحصاءاتك، أو أفكار أصحاب المصلحة الأساسيين أو الأساليب المبتكرة.

كن طموحاً، ومع هذا فكِّر ملياً قبل أن تهمَّ باتخاذ أيِّ قرار، وبعد ذلك ادعم قرارك وسانده، وحسِّن عملية اتخاذ القرارات لديك من خلال:

  • ثق كلَّ الثقة برؤيتك الإدارية.
  • حاول أن تربط بين تحديك الحالي، والدروس التي استفدتها من حياتك المهنية من قبل.
  • دوِّن الملاحظات عند اتخاذ قراراتٍ هامَّة، واكتب النتائج الإيجابية والسلبية على حدٍّ سواء، حتَّى تتمكَّن من العودة إليها مستقبلاً.
إقرأ أيضاً: 7 طرق لتحسين مهارة اتخاذ القرار

8. افرض شخصيتك وثقتك بنفسك:

يتبع الناس عادةً خُطى من تعجبهم شخصيتُه، فعندما نأخذ نظرةً عن القادة العظماء، نلاحظ أنَّهم كانوا يتمتعون بالمودة والقرب من الآخرين، وكذلك بحسن الحديث وإظهار التعاطف والاهتمام. إن تصرَّفت بذلك الأسلوب، فسيصبح الموظفون على يقينٍ بأنَّك قريبٌ منهم، وحينها ستكون مَثَلَهُم الأعلى.

اجعل من اعتدادك بنفسك موطن قوتك، وكن على أتمِّ الثقة بنجاحك وازدهار شركتك، وأظهر ذلك في كلِّ مكان؛ إذ يبدي القائد المثالي ثقته للجميع، وفي كلِّ الأحوال.

9. أدرك أنَّ حسّ الدعابة عاملٌ جوهريٌّ في طريقك للنجاح:

باعتبارك قائداً، يجب أن تمتلك حسّ دعابةٍ تتحلَّى به في الأوقات الصعبة عندما تكون في أمسِّ الحاجة إلى أن تُهدِّأ من روع الموظفين، وتستمر في تحفيرهم. ترفع القدرة على بثِّ روح المرح والضحك من الروح المعنوية، وهذا كفيلٌ بتحسين إنتاجية الموظفين في الأحوال العصيبة.

كيف لروح الدعابة أن تُنقذك في بعض الحالات؟

  • تُظهِر الدعابات مدى إنسانيتك، فيشعر الموظفون أنَّكم سواسية؛ ممَّا ينمِّي علاقة الصداقة بينكم.
  • روح الدعابة جوهر القيادة الرحيمة والمتعاطفة.
  • تنمِّي الدعابة الشعور بالثقافة المشتركة والوحدة في مكان العمل.
إقرأ أيضاً: صفات يجب أن تتوفر في شخصيتك لتكون محبوباً من الجميع

10. انظر إلى الفشل كتحدٍّ جديد لك، لا كخطأٍ لا يمكن ترميمه:

حتَّى وإن بذلت أقصى ما لديك من جهد، فقد تتعثَّر وتُخفِق؛ لكنَّ جلَّ ما عليك فعله هو أن تتكيَّف مع ذلك الوضع بكلِّ فخرٍ وثقة. إن حدث شيءٌ ما غير متوقَّع، تقبَّل ذلك فوراً، وواجه الأمر بإيجادك أفضل الحلول.

كيف تتعامل مع الإخفاقات؟

  • حافظ على هدوئك، وفكِّر تفكيراً منطقياً.
  • تجنَّب أن تنأى بنفسك عن فريق العمل؛ لما لذلك من بالغ الأثر في خفض معنوياتهم.
  • عليك أن تحثَّ على النقاش والتواصل بين أعضاء الفريق حتَّى تصلوا إلى سبب المشكلة وتجدوا الحلول المثلى.

بيت القصيد:

ليس من السهل أن تصبح قائداً قوياً، إذ يتطلَّب ذلك منك التحلِّي بالكثير من الصفات، بالإضافة إلى امتلاكك التجارب والخبرات الكافية. عليكَ أن تنظر إلى الأمام دوماً، وأن تتخطَّى المصاعب التي تواجهها في حياتك ومسؤولياتك اليومية.

علاوةً على ذلك، ينبغي أن تكون مثالاً للذكاء والحكمة والصدق والتفاني والإخلاص في العمل؛ ولهذا تعدُّ جميع الخطوات التي ذكرناها أساساً لتصبح قائداً عظيماً.

 

المصدر




مقالات مرتبطة