أفضل 10 أساليب للتعلم بذكاء وسرعة - الجزء (2)

تَحدَّثنا في الجزء الأول من هذا المقال عن الورقة البحثية التي أجراها بعض الباحثين ليثبتوا فاعلية 10 أساليب للتعلُّم، وذكرنا فيه 4 أساليب للتعلُّم والتي تعد ضرورية لمساعدتنا على الدراسة بسرعة وذكاء وكفاءة أكبر، وسنستكمل حديثنا في هذا الجزء الثاني والأخير بالحديث عن 6 أساليب أخرى، إحداها يندرج ضمن قائمة الأساليب ذات الفائدة المتوسطة، و5 أساليب تندرج ضمن قائمة الأساليب منخفضة الفائدة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن كلاي درينكو (Clay Drinko)، والذي يُحدِّثنا فيه عن تجربته الشخصية مع أساليب التعلُّم.

1. الممارسة المتداخلة:

الممارسة المتداخلة هي عندما تقوم بتكرار استخدام مهارة قديمة عند دراسة معلومات جديدة، على سبيل المثال، إذا كنت تتعلَّم طريقة حساب حجم المثلث، فيمكنك استخدام معلومات من درس سابق تتعلَّق بحجم المربع، ويقوم هذا الأسلوب بدمج معلومات قديمة مع أخرى جديدة؛ حيث يخلق هذا الأمر أثراً تراكمياً في التعلُّم ويساعدك في إيجاد روابط بين الدروس المختلفة.

في الدراسة التي أجراها الباحثون الذين تحدَّثنا عنهم في الجزء الأول من هذا المقال، لم تساعد الممارسة المتداخلة الأشخاص على الأداء بصورة أفضل من الممارسة المُقسَّمة (عندما تكون الدروس منفصلة عن بعضها بعضاً).

ومع ذلك، عندما طُلِب من الطلاب خلال اختبارٍ معياري أُجرِي بعد أسبوع حل مشكلات جديدة ذات صلة، كان أداء المتعلِّمين الذين يستخدمون أسلوب الممارسة المتداخل أفضل بنسبة 43٪ من المتعلِّمين الذين يستخدمون أسلوب الممارسة المُقسَّمة.

كما أسلوب الشرح الذاتي، لا يعد أسلوب التعلُّم المتداخل منطقياً دائماً؛ حيث يعتمد الأمر على ما تحاول تعلُّمه، ولكن إذا كان في إمكانك إدخال المعلومات القديمة في الدروس الجديدة، قد يساعدك التعلُّم المتداخل في اكتساب مستوىً أعلى من الإدراك المتعلق بالتعقيدات والصلات بين الأفكار، كما يمكن أن يساعدك في القدرة على حل المشكلات بصورة أفضل في المستقبل ونقل ما تتعلَّمه إلى مجالات أخرى.

أساليب التعلُّم ذات الفائدة المنخفضة:

صنَّف الباحثون أيضاً خمسة أساليب للتعلُّم بأنَّها ذات فاعلية منخفضة، ولسوء الحظ، غالباً ما يستخدم الناس هذه الأساليب لتعلُّم مواد جديدة:

2. أسلوب تلخيص المواد:

يكون أسلوب تلخيص المواد فعالاً بقدر ما يكون تلخيصك للمعلومات والأفكار الرئيسة دقيقاً وواضحاً؛ حيث تُظهِر بعض الدراسات أنَّ تلخيص المعلومات يساعد الطلاب في الاحتفاظ بها، ولكنَّه لا يعد أسلوباً رائعاً لتطبيق هذه المعلومات أو نقلها.

إقرأ أيضاً: طريقة تلخيص الأفكار الرئيسية وإعادة الصياغة

3. أسلوب التركيز على المعلومات:

لن يساعدك هذا الأسلوب في تعلُّم المعلومات بصورة جيدة، وعلى الرغم من أنَّ الأبحاث تُظهِر سهولة استخدام هذا الأسلوب؛ إلا أنَّه لا يساعدك في تعلُّم المادة.

4. أسلوب الاستذكار باستخدام كلمات مفتاحية:

فن الاستذكار هو عندما تضع نوعاً من الاختصارات لتذكُّر مجموعة من الأفكار، وتكمن المشكلة في هذا الأسلوب بأنَّه ليس فعالاً، ويتطلب الأمر الكثير من الوقت والطاقة لوضع الاختصارات وحفظها؛ حيث يوجد طريقة خاصة للقيام بذلك، فعندما تستخدم أسلوب الاستذكار ستتعلَّم أموراً معينة فقط.

لكنَّ الأمر المثير للقلق هو أنَّ بعض الأبحاث تُظهِر أنَّ حفظ المعلومات بصورة روتينية ومتكررة يمكن أن يكون أفضل لتعلُّم المواد على الأمد الطويل، لذلك لا ينبغي أن تعتمد كثيراً على أسلوب الاستذكار.

إقرأ أيضاً: 12 استراتيجية لمساعدتك على حفظ المعلومات بسرعة

5. استخدام الصور لتعلم النصوص:

يعني استخدام الصور لتعلُّم النصوص أن تتخيَّل ذهنياً أو تتصور أو ترسم الصور في أثناء القراءة، والخبر الجيد هو أنَّ التخيل الذهني في أثناء القراءة يساعدك في الفهم على الأمد القصير (وليس الرسم)، أما الخبر السيئ هو أنَّه يعدُّ أسلوب قراءة جيد بحيث لا يفيد في العديد من سياقات التعلُّم الأخرى.

6. إعادة القراءة:

وأخيراً، أسلوب إعادة القراءة، أكثر أسلوب استخدمتُه في الكلية، فهو من أكثر الأساليب شيوعاً، ولسوء الحظ، يعدُّ من بين الأساليب الأقل فاعلية. يتحسن الاحتفاظ بالمعلومات والتعلُّم كثيراً بعد إعادة القراءة مرة واحدة، ولكن لا يتحسن بعد ذلك أبداً، فلا تؤثر قراءة المعلومة أكثر من مرتين في مستوى الفهم والاستيعاب كثيراً، لذلك أعد القراءة مرة أو مرتين، ولكن بعدها خصِّص وقتاً لاستخدام أساليب التعلُّم المتوسطة والفعالة جداً.

أفكار أخيرة:

يعد كل من أسلوب إعادة القراءة والتركيز على معلومات معينة أسلوبَين سهلَين جداً، لكنَّهما غير مفيدَين للدراسة مثل أساليب التعلُّم المتوسطة والمفيدة جداً. وإذا كنت بحاجة إلى تعلُّم أمر ما بحيث يمكنك دمج المعرفة الجديدة مع أفكارك وتطبيق ذلك في مجالات أخرى، فيجب عليك استخدام أساليب أخرى أفضل من إعادة القراءة.

حاول أن تختبر نفسك وتخصِّص وقتاً بين جلساتك الدراسية لتتمكن من الاحتفاظ بالمعلومات بصورة أفضل، واستخدم أسلوب الاستجواب التفصيلي واشرح إجاباتك، وحاول دمج المواد القديمة مع الجديدة لتساعد نفسك على الفهم والاستيعاب بدقة أكبر.

تعلَّم من أخطائي، واستخدم أساليب التعلُّم المتوسطة والمفيدة جداً، وتجنَّب قضاء وقتك كله في احتساء القهوة وإعادة القراءة دون فائدة.

 

المصدر




مقالات مرتبطة