أضرار الجلوس لفترة طويلة

مع التقدُّم المطرد للتكنولوجيا اليوم، أصبح الجلوس لفترات طويلة جزءاً من الحياة اليومية لمعظم الناس، سواء في المنزل، أم في المكتب؛ إذ يقضي معظم الناس الذين يعملون في المكاتب ما يعادل عشر ساعات يومياً أمام شاشة الحاسوب، ممَّا يحرمهم من أي فرصةٍ ضئيلة لممارسة الرياضة خلال اليوم.



لقد أظهرت الأبحاث أنَّ الجلوس المُطوَّل ضارٌ جداً بصحتك، واكتشفت دراسةٌ حديثة أنَّه قد يكون خطيراً على صحتك مثله مثل التدخين، ويمكن أن يقلِّل كثيراً من العمر المتوقَّع.

إذ يمكن أن يؤدي الجلوس على الكرسي لفترةٍ طويلة إمَّا لمشاهدة التلفاز أو للقيام بالأعمال المكتبية إلى عدد كبير من المشكلات الصحية، مثل أمراض القلب، والسكري، وارتفاع ضغط الدم، والسمنة، وقد يُسبِّب أيضاً الإعاقة وبعض الاضطرابات النفسية.

لكي تفهم مخاطر هذه العادة التي تبدو للوهلة الأولى غير ضارة، إليك سبعة أسباب تجعل الجلوس مضراً بصحتك:

1. زيادة الوزن والسمنة:

لا يخفى على أحد أنَّ البدانة أصبحت مشكلةً صحيةً كبيرة، فقد تزيد السمنة بحدِّ ذاتها من خطر الإصابة بأمراضٍ مختلفة، مثل النوبات القلبية، وداء السكري، وأحد الأسباب الرئيسة للسمنة وزيادة الوزن هو قِلَّة النشاط البدني.

إنَّ عيش نمط حياة خمول ومن ذلك الجلوس لفترة طويلة من الوقت، قد يؤدي إلى زيادة وزنك، وذلك لأنَّه يقلِّل من نشاط أنزيم "ليبوبوليتين ليباز" (LPL)، والذي بدوره يقلِّل من قدرة الجسم على حرق الدهون، وهذا يؤدي إلى تراكم الدهون في الجسم وزيادة الوزن.

2. ضعف الدوران الدموي والدوالي الوريدية:

أحد الآثار الأخرى الواضحة للجلوس المُطوَّل، والذي كثيراً ما يُغفله جميع الناس، هو ضعف الدوران الدموي؛ إذ يمكن أن يؤدي الجلوس الطويل إلى إبطاء الدورة الدموية بصورة ملحوظة، ويُسبِّب تجمع الدم في ساقيك وقدميك، وهذا يؤدي إلى التواء الأوردة وانتفاخها، وهو ما يُعرَف باسم الدوالي الوريدية.

وقد يؤدي الجلوس أيضاً إلى تورُّم الكاحلين، أو حتى تكوُّن جلطات دموية في الأوردة، وهو ما يُعرف طبياً باسم "الخثار الوريدي العميق" (DVT).

شاهد بالفديو: 8 عادات يومية من أجل صحة قوية

3. خطر الإصابة بأمراض القلب:

عندما تضعف قدرة جسمك على حرق الدهون ويضعف الدوران الدموي، يزداد خطر انسداد شريان القلب نتيجة تجمُّع الأحماض الدهنية والكوليسترول، وهذا ما يؤكِّد العلاقة بين نمط الحياة قليل النشاط الجسدي، ومن ذلك الجلوس المطوَّل مع ارتفاع مستويات الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.

لقد أظهرت إحدى الدراسات أنَّ الأشخاص الذين يقضون أكثر من 23 ساعة في الأسبوع أمام التلفاز، أو أكثر من عشر ساعات في الأسبوع يقودون السيارة، لديهم خطر أكبر بنسبة 64% و82% على التوالي للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مقارنةً بأولئك الذين يقضون وقتاً أقل في هذين النشاطين.

4. خطر الإصابة بالسرطان:

ربما تكون العاقبة الأكثر رعباً للجلوس لفترة طويلة هي زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والرئة والثدي والرحم، والعلاقة الدقيقة لم تتَّضح بعد، لكن قد تعود إلى حقيقة أنَّ نمط الحياة الخمول قد يزيد من إنتاج الأنسولين في الجسم، والذي يؤدي بدوره إلى تحريض نمو الخلايا.

إنَّ التمرينات المنتظمة لها تأثير مضاد للأكسدة؛ وذلك لأنَّها تقلِّل من الإجهاد التأكسدي، وقد تنجم زيادة مخاطر الإصابة بالسرطان أيضاً عن ضعف الاستقلاب الغذائي وزيادة الوزن والالتهابات وارتفاع مستويات الهرمونات، وكل ذلك يزداد عندما تعيش حياةً خمولة.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح للوقاية من السرطان

5. آلام مزمنة:

لا تؤمِّن بعض أماكن العمل كراسي ومكاتب مريحة لموظفيها، فيضطرون إلى الجلوس لفترة طويلة في وضعية سيِّئة، وهذا قد يؤدي إلى آلام مزمنة في الجسم خاصةً في الظهر والكتفين والرقبة والساقين والوركين، وتُعَدُّ آلام الظهر المزمنة مشكلة صحية كبيرة، فهي واحدة من أكثر الإعاقات الناجمة عن العمل شيوعاً في العالم.

6. الإصابة بالاكتئاب:

يُعَدُّ الاكتئاب من الأمراض النفسية الأكثر شيوعاً؛ إذ تُشير التقديرات إلى أنَّ 6.7% من البالغين يعانون من الاكتئاب في إحدى فترات حياتهم، ومن الأسباب الشائعة للقلق والاكتئاب الجلوس لفترات طويلة، وذلك لأنَّ أولئك الذين يجلسون لفترات طويلة، وذلك لأنَّ أولئك الذين يجلسون لفترة طويلة ليس لديهم وقت لممارسة الرياضة التي تُحسِّن الصحة والمزاج.

فإذا مكثت أمام شاشة التلفاز أو الحاسوب طوال اليوم، فإنَّ ذلك يحدُّ من تفاعلك الاجتماعي وتعرُّضك لأشعة الشمس، ممَّا يؤدي إلى شعور قوي بالوحدة، إضافةً إلى نقص فيتامين د، وبمجرد ظهور القلق والاكتئاب، فقد يؤديان إلى مشكلات أكثر خطورة، مثل نوبات الهلع وحتى الأفكار الانتحارية.

7. خطر الإصابة بداء السكري:

تفحَّصت إحدى الدراسات العلاقة بين مرض السكري والجلوس، ووجدت أنَّ الأشخاص قليلي النشاط البدني كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من الأشخاص النشطين، وكان العامل الرئيس المساهم هو الجلوس لفترات طويلة، وسبب ذلك هو أنَّ انخفاض كتلة العضلات وقوتها، يمكن أن يقلِّل من حساسية الأنسولين؛ أي إنَّ خلايا الجسم ستستجيب استجابة أبطأ للأنسولين، فكلما انخفضت حساسية الخلايا للأنسولين، زاد خطر الإصابة بمرض السكري.

إقرأ أيضاً: 8 معلومات طبية عن مرض السكري

في الختام:

الآثار الجانبية المذكورة أعلاه مقلقة جداً لأسباب مفهومة، لكنَّ هذا لا يعني أنَّ عليك الاستقالة من عملك أو حتى التوقف عن مشاهدة التلفاز؛ بل يمكنك تقليل التأثيرات السلبية لنمط حياتك الخمول من خلال النهوض عن كرسي المكتب والمشي قليلاً كل ثلاثين دقيقة، وقد تحتاج إلى مزيج من النشاط البدني الخفيف وممارسة الرياضة وفترات استراحة متكرِّرة لأداء بعض الحركة لمنع الآثار الجانبية للجلوس الطويل.

فلا تجلس لمدة 10 ساعات في اليوم، ثمَّ تتوقع أنَّ 30 دقيقة من التمرين في صالة الألعاب الرياضية سوف تشفي كل هذه الأضرار؛ إذ تُظهر الأبحاث أنَّ التمرينات وحدها لا يمكن أن تعوِّض عواقب الجلوس طوال اليوم.

المصدر




مقالات مرتبطة