كيف تصبح متخصصاً في مجال عملك؟

العمل والوظيفة أمران أساسيان في حياة كلِّ فرد منَّا، فالعمل هو وسيلة الإنسان الأساسية لتحقيق أهدافه في الحياة والوصول إلى ما يريد وليس فقط الأهداف الوظيفية والعملية؛ إنَّما العمل يرتبط أيضاً بتحقيق الأحلام العائلية لأنَّه غالباً هو مصدر المال الوحيد لك واللازم لتأمين الاحتياجات اليومية والعيش ضمن المستوى الذي يطمح إليه الفرد، فالكثير منَّا يحلم منذ الصغر بالعيش في منزل جميل وامتلاك سيارة والسفر في عطلات نهاية الأسبوع وما شابه ذلك من الأمور التي تحتاج إلى المال لتحقيقها، ومن ثم لا يمكن الاكتفاء بالحصول على عمل فقط؛ إنَّما يجب النجاح فيه والتميز أيضاً كي تصبح متخصصاً في مجالك وليس فقط موظفاً عادياً.



إضافة إلى ما سبق فإنَّ التميز في العمل يعطي الإنسان شعوراً بالرضى عن نفسه، وهذا يجعله أكثر استقراراً نفسياً وجسدياً أيضاً، لذلك بعد الحصول على الشهادة العلمية وإيجاد الوظيفة المناسبة يجب التفكير بكيفية النجاح بها والتميز في مجال عملك، وهذا يضمن لك تحقيق المكاسب المتعددة المادية منها والمعنوية، مثل احترام وتقدير الرؤساء والزملاء في العمل وثقة مَن يتعامل معك، وفيما يأتي سنقدم لك الأسرار وراء النجاح المهني.

أسرار النجاح في التطوير المهني:

إن كنت ترغب في أن تصبح متخصصاً في مجال عملك سواء كان عملك في جهة حكومية أم خاصة أم إن كنت تعمل في مجال الصناعة أم التجارة، فعليك اتباع العديد من النقاط التي تعد أسرار النجاح والتي تساعدك على التطوير المهني في مجال عملك، وإليك أبرز تلك النقاط:

1. التفكير بإيجابية:

لا يمكن تحقيق الأحلام في يوم واحد ولا يمكن التميز في أشهر؛ إنَّما قد يحتاج الأمر إلى سنوات وقد يحدث أحياناً في شهور عدة فقط، لذلك ومهما كانت الصعوبات لا تسمح للتشاؤم بالسيطرة عليك؛ وذلك لأنَّ نظرتك إلى الحياة المهنية ولنفسك ستؤثر حتماً في قدراتك المهنية وسلوكك وآرائك، فكلما كنت متفائلاً أصبحت أكثر تقبُّلاً للواقع وأكثر استعداداً لخوض مختلف التجارب ولتلقي المزيد من الخبرات والمهارات، ومن ثم انتهاز الفرص الصحيحة والابتعاد عن طريق الفشل.

2. تجنُّب هدر الوقت:

تنظيم الوقت هو أساس النجاح في مختلف جوانب الحياة، لذلك حدد الأولويات في العمل وخطط جيداً لطريقة تنفيذ المهام الموكلة إليك فربما إنجاز مهمة صغيرة يكون هو الطريق لإنجاز المهام الأكبر، وربما إنجاز المهام الأكبر والأصعب يسهل عليك الأعمال والمهام الصغيرة، لذلك نظِّم مهامك ووقت تنفيذ كل منها منذ لحظة توكيلك بها لتستطيع تسليم المهام في الوقت المطلوب تماماً دون تأخير، وتجنب في أثناء وقت العمل التحدث مع الزملاء دون فائدة، فهذا يجعل الوقت يمضي دون فائدة، وتجنب أيضاً التحدث مع الأهل والأصدقاء بواسطة الهاتف دون ضرورة، فعند العمل يجب الفصل بين الحياة المهنية والشخصية قدر الإمكان.

3. تقييم نفسك باستمرار:

تذكَّر أنَّك أفضل من يستطيع تقييم عملك لأنَّك الوحيد الذي تدرك كم من الوقت والجهد بذلت في سبيل إنجازه وتدرك نقاط ضعفك التي تعد عائقاً في طريق النجاح المهني، فمثلاً يمكنك تسجيل ما قمت بفعله يومياً، ومن ثم مراجعة ذلك في نهاية الأسبوع لتحدد ما هو الوقت المستغرق في كل عمل وما هي أكثر الأوقات إنتاجية، وحينها ستصبح أكثر قدرة على إدارة الوقت، ويمكن أيضاً توجيه هذا السؤال إلى رئيسك في العمل والاستماع الجيد لملاحظاته بشأن عملك السلبية والإيجابية.

4. تطوير نفسك باستمرار:

من أهم أسرار النجاح المهني والتطور هو الانفتاح على كل المستجدات في مجال عملك ومواكبة التطورات التي تساهم في جعل إنجاز الأعمال أسهل وأسرع وتوسيع الآفاق، ومن ثمَّ تصبح القدرة على الابتكار والإبداع أكبر، ويمكن ذلك من خلال قراءة الكتب المتعلقة بمجال عملك باستمرار واتِّباع الدورات التدريبية وحضور المؤتمرات والندوات التي تناقش التطورات والنظريات المختلفة في مجالك.

5. الفضول في العمل:

يمكن اكتساب الكثير من الخبرات والمهارات لمجرد أنَّك فضولي في العمل، فلا تكتفِ بإنجاز العمل المطلوب منك؛ بل حاول فهم وظيفة كل فرد ضمن مجال عملك وفهم كيفية إتمام المهام الموكلة لمن هم أعلى منك مرتبة في العمل، ولا يعني ذلك أن تضيع وقتك وتشغل نفسك في أعمال الآخرين؛ إنَّما عليك الانتهاء من عملك بشكل أسرع ليكون لديك وقت فراغ تطور فيه خبراتك بالاطلاع على كافة الأعمال وتتعلم أشياء جديدة تمكِّنك من استلام منصب أعلى من منصبك الحالي.

شاهد بالفيديو: 5 نصائح لتحقيق التطور المهني

6. الاستعداد الدائم للفشل:

على الرغم من أنَّ الثقة مطلوبة، ولكنَّ الثقة الزائدة تصل بالإنسان إلى الغرور فلا يتقبل الفشل، لكن إن كنت ترغب في التميز في اختصاصك فعليك النظر إلى الفشل على أنَّه أحد مفاتيح النجاح، وأنجح الأشخاص تعرضوا في فترات من حياتهم المهنية للفشل، لكن لم يسمحوا للإحباط بالسيطرة عليهم؛ بل كان الفشل حافزاً للعمل أكثر والمثابرة من أجل تحقيق نجاح باهر في المرة القادمة، وحاول أن ترى الفشل درساً يجب أن تتعلم منه فتبتعد عن مسببات الفشل في المرة القادمة؛ وذلك لأنَّ الفشل يكون بلا فائدة إن لم تستخلص الدروس والعبر منه واستمررت بالعمل بنفس النهج السابق.

7. الاقتراب من الناجحين والإيجابيين:

يتأثر الإنسان بالمحيطين به بشكل تلقائي فيتحدث بأسلوبهم ويفكر بطريقتهم ويتأثر بوجهات نظرهم في الحياة، لذلك معاشرة الناجحين أمر هام للوصول إلى النجاح المهني ربما لأنَّ النجاح مُعدٍ والفشل أيضاً، كما أنَّ الأشخاص الإيجابيين قادرون على تقديم الدعم الكافي واللازم للوثوق في كل خطوة من خطوات العمل، ومن ثم الاندفاع بقوة في العمل وبذل أقصى جهد للوصول إلى ما تطمح فتصبح مصدر فخر لهم بخلاف الأشخاص السلبيين ممن يضعون احتمال الفشل أمامك دائماً فتصبح متردداً، وربما لن تجد أهمية للاجتهاد وتطوير النفس حينها، وهذا أكثر ما يبعدك عن التميز المهني؛ بل يقودك إلى الفشل المهني غالباً.

8. تنمية العلاقات:

مهما كانت الوظيفة التي تعمل بها فإنَّ النجاح المهني يتطلب بناء علاقات متينة مع الآخرين للاستفادة من ملاحظاتهم ولطلب استشارتهم عند الضرورة وربما مساعدتهم، وذلك بحسب العمل وخاصة من هم أقدم في هذا العمل، إضافة إلى أنَّ القدرة على التواصل مع الآخرين والتأثير فيهم من خلال النقاش الفعال تساعد على تميزك عن غيرك من الموظفين؛ لأنَّ ذلك سيبني نظرة عنك بأنَّك تسعى إلى تحقيق أهداف الشركة التي تعمل بها ضمن جو من التعاون والمحبة، وهذا يساعد على إنشاء بيئة عمل مريحة فينعكس ذلك إيجاباً على العمل.

في حال التعرض لمشكلات في العمل - وهذا الأمر لا يخلو منه أي عمل - فيجب التصرف بحكمة وعقلانية سواء كانت المشكلة ضمن الشركة أم مع الزبائن والعملاء، فعليك أن تمتلك القدرة على الاستماع للطرف الآخر وفهمه واستيعابه قدر الإمكان.

9. تحمُّل المسؤولية:

إياك وإلقاء اللوم على الآخرين عند عدم تحقيق الغاية المرجوة من عملك أو عند التأخر عن إنجاز مهمة ما فتلك مسؤوليتك أنت فقط، وحتى إن قدَّم أحدهم نصيحة لك فلست مجبراً على أن تتقيد بها؛ بل عليك التفكير بمدى واقعية فكرته ومدى مساهمتها في نجاحك، وعليك معرفة مدى إمكانية الوثوق بصاحب النصيحة فقد يقدم لك أحدهم نصيحة بهدف إيصالك إلى الفشل ربما لأنَّك منافس له وربما لغايات أخرى.

لا تلقِ اللوم على المؤسسة أو الشركة التي تعمل بها في عدم تأمين البيئة المناسبة لك للعمل، فالكثير من الناس حققوا تميزاً مهنياً على الرغم من عملهم في أسوأ الظروف؛ وذلك لأنَّ القوة للنجاح وتحقيق الأهداف تكمن في داخل كل إنسان وهو المسؤول الأول عن إخراجها.

إقرأ أيضاً: لا تكن ضحيةً: بل تحمَّل المسؤولية

10. تحدي النفس:

ربما لتتميز في عملك لا يكفي الالتزام بالقواعد الخاصة بالعمل والسير في الطريق المحددة للعمل؛ بل عليك المجازفة وتحدي نفسك والتحرك خارج منطقة الراحة لتلفت الأنظار إليك ولتحظى بثقة أكبر عدد من الناس عند النجاح في أمر صعب أو ابتكار شيء جديد أو طريقة جديدة في العمل في هذا المجال.

إقرأ أيضاً: 19 نصيحة تتحدَّى بها نفسك يومياً وتساعدك على تنمية شخصيتك

في الختام:

يرغب الكثير من الناس في تحقيق التخصص في مجال عملهم والوصول إلى النجاح والتميز المهني الذي يعد وسيلة لتحقيق كافة الأهداف التي يخطط لها الإنسان في حياته ويرجوها من حياته المهنية، وللنجاح المهني العديد من الأسرار منها التفكير بإيجابية مهما مر العمل بظروف صعبة؛ وذلك لأنَّ التشاؤم يقود إلى الفشل في الحياة، وتجنب هدر الوقت في الأشياء غير الضرورية، فمن الضروري الانتباه إلى كيفية استغلال الوقت لتتمكن من إنجاز المطلوب في الوقت المحدد، ومن الضروري تقييم النفس باستمرار وتحديد نقاط القوة ونقاط الضعف والعمل على تحويل الضعف إلى قوة من خلال تطوير النفس بالقراءة المستمرة واتباع الدورات التدريبية التي ترفع من المستوى العملي باستمرار.

لاكتساب أكبر قدر من الخبرات عليك أن تكون فضولياً في عملك بحيث تفهم كيفية إنجاز الأعمال المختلفة ضمن مجالك، كما يجب عليك تنمية العلاقات مع زملاء العمل لتتمكن من الاستفادة من خبراتهم، وحاول قدر الإمكان تجنُّب الأشخاص السلبيين ممن يحبطون المرء فلا يجد أهمية للمثابرة في العمل، وتذكر دائماً أنَّك المسؤول الأول عن نجاحك فلا تلقِ اللوم على أحد؛ بل تحدَّ نفسك دائماً وحاول إخراج طاقاتك الكامنة إلى الخارج.




مقالات مرتبطة