أسباب تدفع الاجتماعيين والانطوائيين لتوحيد قواهم

يمكن للأشخاص الانطوائيين والاجتماعيين أن ينجزوا أشياء عظيمة عندما يعملون معاً؛ فعلى مر التاريخ أطلق كلُّ ثنائي من ذوي الشخصيات المتضادة منتجات جديدة رائعة، وابتكروا أعمالاً فنية رائعة وغيروا التاريخ معاً مثل مؤسسَي شركة آبل: (Apple) ستيف جوبز (Steve Jobs) وستيف وزنياك (Steve Wozniak) والموسيقيَّين: ميك جاغر (Mick Jagger) وكيث ريتشاردز (Keith Richards) والمخترعَين الأمريكيَّين: الأخوين رايت (Wright brothers).



لكن في حين أنَّ هؤلاء ظنوا أنَّهم يشكلون ثنائياً رائعاً، في الواقع قد يحصل خلاف بينهم وتتدهور علاقتهم؛ فلم تتحدث الصحفيتان التوءم آن لاندرز وأبيجيل فان بورين (Ann Landers and Abigail Van Buren) لمدة سبع سنوات، وتوقف العالمان الحائزان على جائزة نوبل (Nobel Prize) جيمس واتسون (James Watson) وفرانسيس كريك (Francis Crick) عن العمل معاً بعد اكتشافهما الحمض النووي.

شاهد بالفيديو: صفات الشخصية الانطوائية وكيفية التعامل معها

الشخصيات المتضادة تختلف بشدة:

غالباً ما ينزعج الأشخاص الانطوائيون من عادة الأشخاص الاجتماعيين في التحدث قبل التفكير، واستخدام كثير من الكلمات للتعبير عن أنفسهم وإبراز الذات، وغالباً ما ينزعج الأشخاص الاجتماعيون من مبالغة الانطوائيين في التدقيق والتفكير، والاستجابات البطيئة وغير العاطفية، والحاجة إلى قضاء بعض الوقت وحدهم بهدوء.

العلاقات بين الشخصيات المتضادة مثل الزواج لا تدوم، والأمر نفسه ينطبق على العباقرة من ذوي الشخصيات المتضادة؛ إذ يحتاج الشريكان كلاهما إلى تطوير علاقتهما حتى تنجح، وتحتاج العلاقة أيضاً إلى يقظة مستمرة وعناية دقيقة وتوازن لكي تنجح والحل هو أن يتوقف هؤلاء عن التركيز على اختلافاتهم والبدء في محاولة فهم وتقدير الصفات الخاصة لكلِّ واحد منهم بدلاً من ذلك، كما يمكِّنهم ذلك من استخدام النزاعات لتحفيز الإبداع وإثراء مهاراتهم الخاصة من خلال التعلم من بعضهم بعضاً، وتحقيق نتائج لم يتمكنوا من تحقيقها سابقاً من خلال العمل المنفصل.

تشارك جينيفر ب. كانويلر (Jennifer B. Kahnweiler) مؤلفة كتاب عبقرية الأضداد (The Genius of Opposites) ثلاثة أسباب مقنعة تجعلك تبذل جهداً مركَّزاً لكي تنجح مع نقيضك:

1. العمل بانسجام:

عندما يكون الشركاء منسجمين يستفيدون من بعضهم ويملؤون الفراغ الذي يتركه الآخر؛ لذلك على الرَّغم من تباين أساليبهم فإنَّ نتائج عملهم ستبدو كأنَّها جاءت من عقل واحد قوي؛ إذ يشبِّه الموسيقيون علاقاتهم بنوعٍ من التناغم؛ إذ تُرتَّب نغماتٌ مختلفة تتحد معاً لإنشاء شيء جميل وهو شيء لا يمكن تحقيقه بنغمة واحدة.

2. التعاون:

يفهم الناجحون من ذوي الشخصيات المتضادة البُعد الرئيسي لأنماط شخصياتهم، ويستخدمون تلك الاختلافات لتحدي بعضهم بعضاً وتقوية أنفسهم بوصفهم فريقاً؛ إذ يتحول المسار الوظيفي الفردي المتمحور حول الذات إلى التعاون، ويجتمع المتنافسون معاً بوصفهم شركاء عمل، ويتعاون الباعة مع زبائنهم، ويتعاون الشركاء العالميين عبر القارات لتحقيق أهدافهم.

إقرأ أيضاً: أثر التعاون على الفرد والمجتمع

3. النمو:

عندما يعمل ذوو الشخصيات المتضادة معاً يمكنهم الاستفادة من نقاط قوتهم وتغيير أدوارهم؛ فهناك إنجاز ينتج عن الخروج من منطقة الراحة والشعور بالثقة والرضى الذي يأتي مع القيام بشيء جديد، مثل أرلين (Arlene) رائدة الأعمال الانطوائية فقد كرهت التواصل وقاومت الذهاب إلى الاجتماع الشهري لجمعيتها المهنية؛ لكنَّها أدركت أنَّها كانت تفوت فرصة التواصل مع العملاء المحتملين؛ ولذلك أجبرت نفسها على الذهاب من أجل العمل.

في البداية تشبثت بشريكها في العمل ستيف (Steve)، لكن بعد فترة شعرت براحة أكبر وتعلمت كيفية التواصل بطريقتها الخاصة من خلال المحادثات المركزة مع عدد قليل من الأشخاص الرئيسين، ونظراً لأنَّ ما يقرب من نصف الأشخاص في العالم إمَّا أشخاص انطوائيين أو اجتماعيين، فمن المحتمل أنَّك تفاعلت مع الشخص النقيض أو ستتفاعل معه مستقبلاً؛ لذا إنَّ قدرتك على الانسجام هي التي تحدد ما إذا كنت ستنجح أو ستفشل في علاقتك مع الشخص النقيض.

المصدر




مقالات مرتبطة