ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن "يونغ كانغ تشان" (Yong Kang Chan)، والذي يحدثنا فيه عن تجربته الشخصية في القيادة كشخص انطوائي.
اعتدت ألا أكون مركز اهتمام الجميع بصفتي شخصاً انطوائياً، وكنت أعتقد أنَّني لا أستطيع قيادة الآخرين كما ينبغي، ولكن بعد أن أُتيحت لي الفرصة لقيادة الآخرين في العمل، أدركت أنَّني أستطيع أن أكون قائداً عظيماً أيضاً، وكل ما يجب عليَّ القيام به هو القيادة بشكل مختلف عن زملائي المُنفتحين، وأن أستثمر شخصيتي الهادئة لصالحي.
فيما يلي 7 أسباب تجعل الأشخاص الانطوائيين قادةً عظماء:
1. يُصغي الانطوائيون أكثر مما يتكلمون:
يُصغي القادة العظماء إلى ما يقوله فريقهم وعملاؤهم؛ حيث يكتشفون المشكلات التي يواجهونها، ويضعون حلولاً تساعدهم؛ فيمكن للانطوائيين أن يكونوا قادةً عظماء؛ ذلك لأنَّهم بفطرتهم يُصغون أكثر مما يتحدثون، فهم يمتلكون الصبر للإصغاء وجمع المعلومات الثمينة من المتحدثين الآخرين ريثما يأتي دورهم في الكلام.
يحبُّ الأشخاص الانطوائيون الحوارات المفيدة أيضاً، ومن المرجح أن يكتشفوا المشكلات الأساسية والتغذية الراجعة الهامة من فريقهم وعملائهم عندما يتواصلون معهم.
شاهد بالفيديو: 7 أسرار للإصغاء الفعال
2. يعدُّ الأشخاص الانطوائيون مُتابعين عظيمين:
يعد القادة العظماء مُتابعين عظيمين أيضاً، فهم يشعرون بالتعاطف مع مرؤوسيهم ويتفهمونهم، ويعرفون كل ما هو هام بالنسبة إليهم ويفهمون طريقة خدمتهم.
فيمكن أن يكون الانطوائيون قادةً عظماء؛ ذلك لأنَّهم لا يمانعون في التراجع وترك مرؤوسيهم يتولون دور القيادة، وبدلاً من إخبارهم بما يجب عليهم فعله والتحكم فيما يفعلونه، يسمحون لهم باقتراح الأفكار والمشاركة في عملية صنع القرار، وهذا الأمر بالغ الأهمية؛ ذلك لأنَّ الشخص الذي يعمل على أرض الواقع قد يمتلك معرفة دقيقة أكثر من شخص ينظر من مستوى أعلى إلى الصورة الكبيرة.
بالإضافة إلى ذلك، يتمتع معظمهم بالكثير من الخبرة في المتابعة؛ حيث يعرفون ما الذي يجعل القائد جيداً، وعندما يحين دورهم في القيادة، يعرفون ما الذي يجب عليهم فعله وما الذي لا يجب فعله ليكونوا قادة فعَّالين.
3. يؤثرون في الناس من خلال الأفعال:
يجيد القادة العظماء التأثير وإقناع الآخرين للحصول على الدعم؛ حيث يتعين عليهم طرح وجهات نظرهم وجعل الآخرين يعتقدون أنَّها ممكنة.
يعتقد بعض الانطوائيين أنَّهم لا يستطيعون أن يكونوا قادة عظماء، كونهم لا يجيدون كسب الدعم وإقناع الآخرين بالكلمات، لكن في الحقيقة، ليس عليهم إقناع الآخرين بالكلمات، حيث يمكنهم التأثير فيهم من خلال أفعالهم.
قد لا يتحدث الانطوائيون كثيراً ولكن عندما يتحدثون تكون كلماتهم ذات أهمية، فهم لا يفكرون بصوت عالٍ وإنَّما يفكرون بعناية قبل أن يتحدثوا، وعندما يقولون بأنَّهم يريدون القيام بشيءٍ ما، فإنَّهم يفكرون فيه بالفعل ويلتزمون باتخاذ الإجراء اللازم، ويساعدهم اتساق أقوالهم وأفعالهم على اكتساب الاحترام والثقة من أقرانهم وأنصارهم؛ لذلك من المرجح أن يكون لهم تأثير كبير في الآخرين.
4. يخصِّص الانطوائيون وقتاً للتفكير:
يتخذ القادة العظماء قرارات جيدة ويفوِّضون المهام على نحو جيد، فهم يفكرون على الأمد الطويل ويحددون مساراً واضحاً ليتبعهم الناس من خلاله.
فيمكن أن يصبح الانطوائيون قادةً عظماء؛ ذلك لأنَّهم يخصصون وقتاً للتفكير، فهم في الغالب مستقلون ولا يخافون العزلة، فهي في الواقع تمنحهم الكثير من الوقت للتفكير بعمق ووضع الخطط وتوليد الأفكار الإبداعية، كما أنَّهم يقدمون توجيهاً استراتيجياً واضحاً لمرؤوسيهم ويفوضون العمل وفقاً لنقاط قوتهم.
5. يجعل الانطوائيون مرؤوسيهم يشعرون بالأمان:
يجعل القادة العظماء مرؤوسيهم يشعرون بالأمان والسلامة، فهم يزيلون أي شكوك لديهم ويؤيدونهم فيما يخص الأهداف المشتركة؛ حتى يؤمنوا بوجهات نظرهم كقادة ويثقون بها.
فيمكن أن يكون الانطوائيون قادة عظماء؛ ذلك لأنَّهم يمتلكون خُططاً مدروسة جيداً، وهم على استعداد دائم ويعالجون المعلومات جيداً، ويتعمقون في جوهر المشكلة وينظرون إليها من زوايا مختلفة؛ ومن المرجح أن يشعر مرؤوسوهم بالأمان معهم عندما يتصرفون وفقاً لخططهم.
6. يكون الانطوائيون أقل انفعالاً:
يُظهر القادة العظماء الثقة، فهم ليسوا متسرعين في اتخاذ الإجراءات، ويركزون على أهدافهم العامة وعلى أهداف الناس.
فيمكن أن يكون الانطوائيون قادةً عظماء؛ ذلك لأنَّهم لا يستجيبون مباشرة، ويفكرون فيما يقوله الآخرون قبل أن يتفاعلوا معهم، ويحافظون على هدوئهم خلال لحظات التوتر الشديد؛ ولهذا السبب، هم أقل عرضة لاتخاذ إجراءات متهورة وخطيرة من شأنها إلحاق الضرر بأفرادهم أو مؤسساتهم.
7. يعدُّ الانطوائيون أقوياءَ ومرنين:
يمتلك القادة العظماء المرونة، فعندما تظهر الصعوبات يتعافون بسرعة ويَحلُّون الأزمات بكفاءة.
فيمكن أن يكون الانطوائيون قادةً عظماء؛ ذلك لأنَّهم اعتادوا أن يُساء فهمهم؛ ونظراً لطبيعتهم الهادئة وحاجتهم إلى قضاء بعض الوقت بمفردهم، فقد نشأ معظمهم وقد أُسيءَ فهمه بأنَّه غير اجتماعي أو لا يحب الناس.
لقد ساعدهم سوء الفهم هذا، الذي رافقهم منذ الصغر على تطوير مرونتهم؛ لذلك ليس من السهل تثبيط عزيمتهم أو التأثير فيهم من قبل الأشخاص المعارضين لهم، كما أنَّهم قادرون على التعامل مع المواقف الصعبة باستمرار.
أضف تعليقاً