أسباب بكتيريا الأمعاء عند الأطفال وعلاجها

يعاني الكثيرون من الأطفال من مرض التهاب الأمعاء، وهو عبارة عن مرض في الأمعاء يسبب الإسهال لمدة قد تصل إلى أسبوع أو عشرة أيام كما يسبب القيء، وينتج التهاب الأمعاء عن عدوى معويَّة في الجهاز الهضمي بواسطة الجراثيم والفيروسات والبكتيريا، كما قد يحدث نتيجة تعرُّض الطفل إلى السموم الكيمائية أو بسبب بعض أنواع الأدوية، إلَّا أنَّ ذلك نادر الحدوث، وهو ينتشر بسهولة ولا سيما عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ستة أشهر.



ما هي بكتيريا الأمعاء عند الأطفال؟

بكتيريا الأمعاء هي كائنات حيَّة دقيقة ولها عدَّة أنواع؛ إذ يكون بعضها نافع ويساعد على هضم الطعام وبعضها ضار يسبب الأمراض ولا سيما لدى الأطفال، كما يوجد أطفال يكونون أكثر عرضة إلى الإصابة بهذه البكتيريا من غيرهم، وخاصة الذين لم يحصلوا على اللقاحات، أو الذين لديهم مناعة ضعيفة، أو الذين يكونون مصابين باضطرابات الجهاز المناعي، أو الأطفال الذين يكونون مصابين بالسرطان، أو أطفال دون سن ستة أشهر، أو الأطفال الذين يكونون مصابين بفقر الدم المنجلي. توجد عدَّة أنواع من البكتيريا التي تسبب التهاب الأمعاء للأطفال وهي:

1. الإشريكية القولونية (Escherichia coli):

تعيش داخل أمعاء بني البشر الأصحاء وكذلك الحيوانات "الثديَّات" منها، وهي في معظم أنواعها غير ضارة، إلَّا أنَّه يوجد نوع خطير منها وهو الإشريكية القولونية (O157:H7)؛ إذ يسبب هذا النوع التقلصات المعوية، كما أنَّها تفرز سماً قوياً يدمِّر بطانة الأمعاء الدقيقة؛ الأمر الذي يفسِّر حدوث الإسهال الدموي في بعض الحالات، وتبدأ أعراض الإصابة بهذه البكتيريا بعد 4 أيام من التقاط العدوى، والتي تُلتَقَط عن طريق الماء أو الطعام غير المطبوخ ولا سيما في لحوم الأبقار والماشية.

يمكن لهذا النوع من البكتيريا والموجود في أمعاء الماشية عموماً الانتقال إلى لحمها وكذلك الحليب النيِّئ وغير المبستر، فالبكتيريا الإشريكية والموجودة على ضرع الأبقار أو معدَّات الحلب يمكن أن تُنقَل إلى الحليب، كما يمكن للخضار الملوثة وغير المطبوخة أن تحمل هذه البكتيريا والمياه الملوثة ببراز، كما يمكن أن تنتقل من طفل إلى طفل آخر أو من الإنسان البالغ إلى الطفل عن طريق التواصل بينهما، ولا سيما عند عدم المحافظة على النظافة الشخصية.

يُشكِّل هذا النوع من البكتيريا خطراً على حياة الأطفال؛ إذ يكون عرضة إلى الإصابة بأحد أنواع الفشل الكلوي، بينما لا تكون بهذه الخطورة بالنسبة إلى الإنسان البالغ؛ إذ يُشفى منها في غضون أسبوع تقريباً إلَّا في حالات وجود مناعة ضعيفة للجسم.

  • أعراض الإصابة بالبكتيريا الإشريكية القولونية:
    • الإسهال والذي يتفاوت في شدَّته بين الخفيف والمائي، وقد يصل إلى درجة دمويَّة.
    • آلام مستمرة في المعدة نتيجة التقلصات المعوية التي تسببها.
    • القيء.
  • الوقاية من بكتيريا الإشريكية القولونية:
    لا يوجد أي لقاح خاص يحمي الأطفال من الإصابة بهذه البكتيريا، وكل ما يمكن فعله هو الاهتمام بالنظافة الشخصية أولاً، والابتعاد عن تناول الأطعمة غير المطبوخة أو شرب المياه الملوثة عموماً.

2. السَّلمونيلة (Salmonella):

يعيش هذا النوع من البكتيريا والذي ينتمي إلى فصيلة الأمعائيات (Enterobacteriaceae) في الأمعاء، ويُطرَح من خلال البراز، ويُعَدُّ الأطفال أكثر تعرُّضاً إلى الإصابة بها من البالغين، ولا سيما الرُّضَّع منهم.

  • طرائق الإصابة ببكتيريا السامونيلا: تنتقل العدوى إلى جسم الأطفال عن طريق تناول الطعام أو الماء الملوثَين ولا سيما:
    • اللحوم غير المطبوخة والمأكولات البحرية والدواجن.
    • البيض النيِّئ: إذ تُصاب البيضة على الرغم من وجود القشرة التي تُعَدُّ عازلاً جيداً للبكتيريا من إصابة الدجاجة نفسها بها.
    • الخضار والفواكه عند ريِّها من المياه الملوثة أو وضعها في أماكن توجد فيها هذه البكتيريا.
    • عدم النظافة الشخصية وطبخ الطعام أو الخروج من المرحاض دون غسل اليدين.
    • الإسهال الذي قد يستمر إلى فترة تتراوح بين أسبوع وعشرة أيام.
    • الغثيان، والقيء، والصداع، وآلام الرأس، والحمى التي تستمر من يومين إلى أسبوع.
    • عدم تناول الطعام غير المطبوخ بشكل نهائي: إذ إنَّ هذه البكتيريا توجد في المنتجات الحيوانية بشكل عام، ويمكن للحرارة قتلها؛ لذا يجب طهي الطعام بشكل جيد.
    • الابتعاد عن تناول البيض بشكل نيِّئ أو أكله بطريقة غير كاملة الاستواء.
    • المحافظة على النظافة الشخصية وغسل اليدين باستمرار.
    • التأكُّد من نظافة المكان الذي يُطبَخ فيه ونظافة الأدوات المُستَخدمة في الطبخ، وكذلك عدم وضع اللحوم النيئة بمكان قريب من الطعام الجاهز للأكل.
    • عدم تربية الحيوانات داخل المنزل أو التأكُّد من نظافتها بشكل مستمر، لكن يجب إبعادها بشكل تام عن الأطفال الرضع.
  • أعراض إصابة الطفل ببكتيريا السامونيلا:
    • الإسهال الذي قد يستمر إلى فترة تتراوح بين أسبوع وعشرة أيام.
    • الغثيان، والقيء، والصداع، وآلام الرأس، والحمى التي تستمر من يومين إلى أسبوع.
  • وقاية الأطفال من الإصابة بالسامونيلا: 
    • عدم تناول الطعام غير المطبوخ بشكل نهائي: إذ إنَّ هذه البكتيريا توجد في المنتجات الحيوانية بشكل عام، ويمكن للحرارة قتلها؛ لذا يجب طهي الطعام بشكل جيد.
    • الابتعاد عن تناول البيض بشكل نيِّئ أو أكله بطريقة غير كاملة الاستواء.
    • المحافظة على النظافة الشخصية وغسل اليدين باستمرار.
    • التأكُّد من نظافة المكان الذي يُطبَخ فيه ونظافة الأدوات المُستَخدمة في الطبخ، وكذلك عدم وضع اللحوم النيئة بمكان قريب من الطعام الجاهز للأكل.
    • عدم تربية الحيوانات داخل المنزل أو التأكُّد من نظافتها بشكل مستمر، لكن يجب إبعادها بشكل تام عن الأطفال الرضع.
    • يجب على الأم إرضاع طفلها حرصاً على سلامته؛ إذ إنَّ حليب الأم هو الأكثر أماناً.
إقرأ أيضاً: ما هي الحلول لمشكلة فرط النمو البكتيري في الأمعاء الدقيقة؟

3. العُطَيفة (Campylobacter):

تُعَدُّ السبب البكتيري الأكثر انتشاراً لالتهاب الأمعاء، وهي عبارة عن جراثيم حلزونية الشكل ويوجد حوالي 17 نوعاً من هذه البكتيريا و6 أنواع فرعية، وعلى الرغم من قلة إمكانية نقل العدوى تندر حالات الوفاة عند البالغين، ولكنَّها قد تكون مُميتة بالنسبة إلى الأطفال، وتظهر أعراض الإصابة بعدوى العُطَفية بين يومين إلى خمسة أيام، إلَّا أنَّها يمكن أن تتراوح المدة بين اليوم والعشرة أيام أيضاً.

  • أعراض الإصابة ببكتيريا العُطَفية:
    الحمى، وآلام البطن، والغثيان، والصداع، والقيء، والإسهال، وتستمر الأعراض من بين 3 - 6 أيام.
  • الوقاية من الإصابة ببكتيريا العُطَفية:
    تنتقل عدوى بكتيريا العُطَفية من مصادر حيوانية عن طريق تناول الأغذية غير المطبوخة ومن لحوم وحليب نيِّئ، كما يمكن انتقالها عن طريق شرب المياه الملوَّثة؛ لذا الوقاية تكون باتِّباع قواعد النظافة سواء الشخصية أم عند الطبخ وتناول الأطعمة الحيوانية خاصة.

4. الشيغيلا (Shigella):

بكتيريا معوية وهي مُعدية جداً وتنتشر بكثرة في بيئات رعاية الأطفال؛ إذ يُصابون بها ولا سيما الأطفال دون سن الخامسة، ولكنَّ ذلك لا يعني أنَّ الأطفال الآخرين غير معرضين إلى الإصابة بها؛ بل يمكن أن يُصاب بها أي طفل.

  • أسباب الإصابة ببكتيريا الشيغيلا:
    • التواصل المباشر بين الأفراد عن طريق لمس الفم ولا سيما في بيئات رعاية الأطفال عند تنظيفها وتغيير الحفاضات والملابس لهم.
    • تناول الطعام والمياه الملوثة.
  • أعراض الإصابة ببكتيريا الشيغيلا:
    في معظم الحالات تستمر أعراض الإصابة ببكتيريا الشيغيلا من 5 - 7 أيام، وقد تدوم إلى فترة أطول، وتتلخَّص هذه الأعراض بما يأتي: الإسهال، تقلصات في المعدة، الحمى، الغثيان والقيء.
  • الوقاية من الإصابة ببكتيريا الشيغيلا:
    • الحفاظ على النظافة الشخصية وغسل اليدين بالماء والصابون وبشكل جيد جداً.
    • الانتباه إلى الأطفال عند غسل أيديهم ومنعهم عن وضع الأيدي بالفم أو القرب منه.
    • المحافظة على نظافة المنزل عن طريق التخلُّص من حفاضات الأطفال بطريقة صحيحة وإخراجها من المنزل.
    • يجب تطهير أماكن تغيير الحفاضات وتغيير ملابس الأطفال باستخدام المعقمات المناسبة.

شاهد بالفديو: 6 نصائح لتخفيف آلام التسنين عند الأطفال

5. اليرسينيَّة (Yersinia):

تكثر الإصابة بهذا النوع خلال فصل الشتاء كونَ البيئة ملائمة له، وهو عدوى تُصيب الجهاز الهضمي، وهي بكتيريا عصوية تنتمي إلى الأمعائيات، وهذا النوع قادر على حماية نفسه من الكريات البيض؛ إذ إنَّها قادرة على إنتاج طبقة مضاد للبلعمة.

  • أسباب الإصابة ببكتيريا البرسينية القولونية:
    يُصاب الطفل بها كبقية أنواع البكتيريا السابقة عن طريق تناول المياه والطعام الملوث ولا سيما اللُّحوم.
  • أعراض الإصابة ببكتيريا البرسينية:
    تستمر فترة حضانة هذه البكتيريا بين 4 - 7 أيام، وتُتبع بأعراض أهمها الإسهال الذي قد يستمر إلى حدود الثلاثة أسابيع، والحمى، والبراز المصحوب بالدماء، ومعظم الحالات تُشفى من تلقاء نفسها، ولكنَّ الأطفال الذين تكون أعمارهم أقل من ثلاثة أشهر يكونون معرضين إلى الإصابة بتجرثم الدم.
  • الوقاية من بكتيريا البرسينية:
    • التأكُّد من نظافة الطعام وعدم تناول طعام مجهول المصدر والابتعاد بشكل كامل عن تناول اللحوم غير المطبوخة أو حتى نصف المطبوخة.
    • العناية بالنظافة الشخصية وغسل اليدين باستمرار، وكذلك التأكُّد من فعل الأطفال ذلك.

6. المطثية العسيرة (Clostridium difficile):

هي عدوى تصيب الأمعاء الغليظة؛ تدخل الجسم عن طريق الفم وتتكاثر في الأمعاء الغليظة "القولون"، وتحدث العدوى بهذه البكتيريا غالباً بعد تناول مضادات حيوية أو عن طريق التلوث وخاصة بين العاملين في بيئات رعاية الأطفال.

  • أعراض الإصابة ببكتيريا المطثية العسيرة:
    الإسهال، وتقلصات وآلام شديدة في البطن، وانتفاخ البطن، والحمى إذ يمكن أن تصل الحرارة إلى 40 درجة مئوية أو 105 فهرنهايت.
  • الوقاية من الإصابة ببكتيريا المطثية العسيرة:
    • الحد من تناول المضادات الحيوية.
    • غسل اليدين باستمرار ولا سيما في المستشفيات وبيئات الرعاية الصحية.
    • يجب على دور الرعاية الصحية والحضانات وكذلك المشافي اتِّباع قواعد النظافة العامة.
إقرأ أيضاً: جرثومة المعدة: الأعراض وطرق العلاج

الخلاصة:

تُعَدُّ البكتيريا من أكثر أسباب التهاب الأمعاء انتشاراً ولا سيما عند الأطفال، ولأنَّ الأطفال لا يستطيعون الاهتمام بأنفسهم من تلقاء ذواتهم يجب بذل المزيد من الجهد لحمايتهم من الإصابة بالعدوى البكتيرية المعوية عن طريق الاهتمام بنظافتهم ونظافة طعامهم.

المصادر: 1، 2، 3، 4




مقالات مرتبطة