أسباب الصداع النصفي المزمن

توصَّل العلماء إلى بعض النظريات عن سبب الإصابة بالصداع النصفي، أو ما يُعرف بصداع الشقيقة، لكنَّ السبب الذي يؤدي إلى إزمان - طول المدة - هذه الأعراض ما زال مُحيِّراً بعض الشيء، ويبدو أنَّ نمط الحياة وبعض العوامل البيئية تؤدي دوراً في ذلك.



إنَّ الصداع النصفي حالةٌ مزعجةٌ جداً، ويُعاني منه بعض الناس أكثر من مرتين في الأسبوع، علماً بأنَّ التصنيف الدولي لاضطرابات الصداع يُحدد تعريفه بأنَّه إصابة الشخص بالصداع 15 يوماً في الشهر، منها 8 أيام على الأقل مع عرَض الصداع النصفي، لكن لماذا تصبح هذه الحالة مزمنة؟

الأسباب المحتملة:

ليس من الواضح تماماً ما الذي يُسبِّب الصداع النصفي المزمن، أو حتى الصداع النصفي عموماً، لكن توجد بعض النظريات التي تبحث في الأسباب المُحتملة، وهي تشمل وَفقاً لعيادة "مايو كلينك" (Mayo Clinic):

  1. السوابق العائلية والنزعة الجينية.
  2. اضطراب التوازن بين النواقل العصبية في الدماغ مثل "السيروتونين".
  3. تغيُّرات في جذع الدماغ وكيفية تفاعله مع العصب مثلث التوائم.

قد تتشابه بعض الحالات المَرضية الأخرى، مثل تشوُّهات الأوعية الدموية، أو أذيات الدماغ مع الصداع النصفي، لكنَّ هذه الأنواع تنتمي إلى نوع آخر مختلف عن الصداع النصفي، يُعرف بالصداع الثانوي.

عوامل الخطر:

بعض الناس أكثر عرضةً من غيرهم للإصابة بالصداع النصفي المزمن؛ إذ لا يمكنك تغيير بعض عوامل الخطر، أمَّا بعضها الآخر قد يكون قابلاً للتعديل، وهي تشمل:

السوابق العائلية: إذا كان أحد والديك أو كلاهما يعاني من الصداع النصفي، فلديك احتمال بنسبة 50 إلى 75% للإصابة بالمرض، وَفقاً لـ "المؤسسة الأمريكية للصداع النصفي" (American Migraine Foundation).

العمر: قد يبدأ الصداع النصفي في أي عمر، بدءاً من سنِّ المراهقة، لكنَّه غالباً ما يُصبح أشد ما يمكن في الثلاثينيات من العمر، ليصبح بعدها أقل تواتراً وشدةً.

الجنس: النساء هنَّ أكثر عرضةً للإصابة بالصداع النصفي بثلاث مرات من الرجال.

حالات طبية معينة: إنَّ الاكتئاب والقلق والسمنة والشخير هي من بين الحالات التي ترتبط باحتمالية أعلى للإصابة بنوبات الصداع النصفي، والتي قد تتحوَّل إلى صداع نصفي مزمن.

ما الذي يؤدي إلى إزمان الصداع؟

لقد اكتسب الأطباء في الآونة الأخيرة فهماً أفضل للأسباب التي تؤدي إلى إزمان الصداع النصفي؛ إذ تكمن المشكلة غالباً في كيفية تفسير دماغك للمنبِّهات الحسية التي يتلقَّاها من جسمك ومن البيئة حوله.

فعندما يبدأ دماغك في التكيُّف، فإنَّه يخفض عتبة الألم، ممَّا يسمح للألم بالظهور عند درجة أقل من التنبيه، ويُشبه ذلك ما يحدث عندما تسمع فجأةً صوتاً في الليل وتصبح حواسك أكثر حِدَّة.

فيمكن لمجموعة متنوعة من عوامل نمط الحياة والعوامل البيئية والمعروفة باسم المحفِّزات، أن تطلق نوبة الصداع؛ إذ تُشكِّل هذه المحفِّزات قلقاً حقيقياً لبعض المرضى، لكن إذا تعاملت مع الصداع النصفي من خلال الأخذ بنصائح الطبيب عن الاستراتيجيات الوقائية ووسائل تخفيف الألم عند بدء النوبة، سيتلاشى قلقك بشأن هذه المحفِّزات.

كلما كان تحكُّمك بالصداع أفضل، قلَّ عدد النوبات، وأصبح إيقافها أسهل وأسرع، وأصبح دماغك أقل حساسية للمحفزات، ويجب أن تتجنَّب تماماً العوامل التي تعتقد أنَّها تُطلق النوبة الألمية، وذلك حين يضع لك الطبيب نظاماً وقائياً فعَّالاً ومناسباً لك.

تتضمَّن بعض المحفزات الشائعة ما يأتي:

1. تغيُّر عادات النوم:

إنَّ قلة النوم هي محفز شائعٌ جداً، مع أنَّ النوم الزائد قد يُحفِّز النوبة أيضاً.

2. تغيُّر النشاط البدني:

يعتمد ذلك على درجة نشاطك الحالي، فإذا كنت كسولاً بعض الشيء، ومن ثمَّ قرَّرت الركض لمسافةٍ طويلة، قد تتحفَّز النوبة عندها، فالمجهود البدني الشديد هو محرِّضٌ شائع.

3. تغيُّرٌ في عادات الطعام:

يتعلَّق الأمر في الواقع بأوقات الوجبات أكثر من نوعية الطعام، فالإفراط في تناول الطعام أو حتى تفويت بعض الوجبات قد يُحفِّز النوبة.

4. التوتر:

 يؤدي التوتر إلى حدوث الصداع النصفي، سواء قضيت كثيراً من الوقت تستمع للأخبار، أم تجادلت مع أحد أفراد عائلتك.

شاهد بالفيديو: 6 طرق يستخدمها الشخص الناجح للتخلّص من التوتر

5. المُحرِّضات القوية:

قد تتحفَّز النوبة لدى بعض المرضى بسبب ضجيج مرتفع، أو ضوء ساطع، أو حتى بعض الروائح النفَّاذة.

6. الاستخدام المفرط للأدوية:

عندما تُفرط في تناول الأدوية لتخفيف آلام الشقيقة، فإنَّك تُهيِّئ نفسك لنوبات إضافية؛ إذ إنَّ ما يُسمَّى بصداع الاستخدام المفرط للأدوية، أو الصداع الارتدادي، هو نتيجة الاستخدام المتكرِّر لمسكنات الألم غير الموصوفة طبياً، وبعض أدوية الصداع النصفي الحاد.

7. وضعيات الجسم السيئة:

عندما تجلس بوضعية غير مريحة، قد تتوتر عضلات رقبتك، وهذا يُهيِّج العصب مثلث التوائم ويُطلق النوبة.

8. الكافيين:

إذا كنت تشرب الكافيين بانتظام، فإنَّ تفويت فنجان القهوة الصباحي قد يُطلق النوبة.

إقرأ أيضاً: نصائح للتخلص من سيطرة الكافيين على جسدك

9. بعض الأطعمة والمواد المُضافة للأغذية:

تعتمد هذه المُحفِّزات كلياً على الشخص، فالشوكولاتة، والجبنة المُعتَّقة، والأطعمة المالحة، والمُضافات الغذائية، مثل "الأسبارتام"، و"الغلوتامات" أحاديُّ الصوديوم، هي من المحفِّزات الشائعة لدى معظم المرضى.

10. التجفاف:

يُلاحظ بعض المرضى أنَّ العطش قد يُحرِّض النوبات أيضاً.

11. التغيرات الهرمونية:

تصاب بعض النساء بالصداع النصفي قبل بدء الدورة الشهرية مباشرةً، وعادةً ما ينجم ذلك عن انخفاض هرمون الاستروجين، لكنَّ الأبحاث ما تزال تُجرى عن هذا الموضوع.

إقرأ أيضاً: 7 علامات تدل على اضطراب الهرمونات في جسمك

12. تغيرات الطقس:

يقول معظم المرضى إنَّ صداعهم يتحفَّز عندما تتغيَّر الرطوبة، أو في أثناء العواصف، أو في أوقات التجفاف الشديد، فإنَّ ما يُحفِّز النوبة في هذه الحالات هو تغيُّرات الضغط الجوي؛ إذ يُراقب دماغك تغيُّرات الضغط الجوي من خلال عينيك، وكذلك عبر الغشاء الطبلي في الأذن.

تشترك جميع هذه المُحفزات بشي واحد، فالمرضى يُحبون الأشياء الثابتة والمتوقعة، وعندما تتغيَّر هذه الأنماط الثابتة، يعتقد دماغك أنَّه ثمَّة خطأٌ ما ويُطلق نوبة الألم.

المصدر