أساسيات العلامة التجارية الشخصية لتحقيق النجاح الوظيفي

أصبح مفهوم العلامة التجارية الشخصية شائعاً للغاية مؤخراً، وهذا أمرٌ منطقي تماماً؛ فقد أدرك الناس الذين شعروا بالتهميش بسبب طرح فكرة الترويج لأنفسهم الآن أنَّه أمرٌ لا مناص منه؛ إذ نروِّج جميعنا لأنفسنا كعلامات تجارية، سواءً أحببنا ذلك أم لا؛ ويطرح كلٌّ منَّا مهاراته وخبراته على الملأ كي يروِّج للعمل الذي يقوم به.



إنَّ الخطوة الأولى لنجاح العلامة التجارية تقبُّل أنَّك أحد هذه العلامات، وأنَّ في إمكانك استخدام استراتيجيات التسويق نفسها التي تستخدمها العلامات التجارية للشركات والمنتجات لإنشاء علامتك التجارية الشخصية؛ لذلك تعرَّف عليها، واستفد منها لبيع المنتجات أو الحصول على وظيفة أو شهرة في مجال تخصصك.

ما السبب في أنَّ كل واحد منا يُمثِّل علامة تجارية؟

يوجد سببان رئيسان وراء كوننا جميعاً نمثل علامات تجارية:

1. يُحكَم علينا جميعاً بناء على الانطباعات:

عادةً ما يُحدِّد الانطباع الأول ما إذا كنت ستحصل على وظيفة أم لا؛ ففي الحياة الواقعية، يُحلِّلنا كل شخص نلتقي به ويحكم علينا ليقرر ما إذا كان يريد أن يكون صديقاً لنا أم لا، وقد يكون هذا الحكم أحياناً على المظهر وحده، أو قد يرتكز في مرات أخرى على محادثة واحدة فقط؛ حيث يصنِّفنا الناس بناء على شخصياتنا ومظاهرنا وما نفعله من أجل كسب لقمة العيش.

من ناحية أخرى، يعمل الانطباع الأول عبر الإنترنت بصورة مختلفة تماماً، حيث تنتشر "علاماتنا التجارية" على الشبكات الاجتماعية والمدونات وأماكن أخرى عديدة.

قد "يلتقي الناس بك للمرة الأولى" بعد البحث عن اسمك على جوجل (Google) أو على فيسبوك (Facebook) أو على "لينكد إن" (Linkdin)، ويقررون ما إذا كانوا يريدون التحدث إليك أم لا بناءً على النتيجة الأولى التي تظهر أمامهم؛ وقد يتواصلون معك للمرة الثانية أو لا يفعلون بناء على ما يظهر في حسابك على وسائط التواصل الاجتماعي؛ لذا يُحدِّد ما نعرضه على هذه المنصات ما إذا كنَّا نجذب ونصدُّ أناساً معينين دون أن نشعر بألم الرفض، ويُعدُّ هذا أحد أسباب إعجاب الناس بالتعارف عن طريق الإنترنت.

2. نحن جميعاً مندوبو مبيعات:

لا يشتري الناس عادة العلامات التجارية للمنتجات التي لم يسمعوا بها من قبل؛ لذلك فلن تكون لديك فرصة مع الأشخاص الذين لم يسمعوا باسمك سابقاً، وستواجه مشكلة في ضمان سير عملك التجاري إذا لم تستطع التسويق لمنتجك ولنفسك.

يتعيَّن علينا في العمل تسويق أفكارنا من أجل القيام بمشاريع جديدة وإثبات أنفسنا، وقد يحدث هذا حتى ضمن دائرة أصدقائنا، فقد نجد أنَّنا مرغمون على التأثير فيهم من أجل الذهاب لمشاهدة فيلم معين أو لتناول الطعام.

إنَّنا نسوق لأفكارنا كل يوم، لكنَّ معظمنا لا يعدُّ نفسه مندوب مبيعات ما لم يسوق لمنتج ما، رغم أنَّ الأفكار هي أعظم المنتجات وأكثرها تأثيراً.

ما الذي تعنيه العلامة التجارية الشخصية بالنسبة إليك؟

يتحلى كلٌّ منَّا بخصال فريدة لا يمتلكها أي شخص آخر؛ وقد يكشف بعضنا نقاط قوتهم أو مواهبهم، بينما يخشى آخرون الكشف عنها ويستمرون في محاولة كبتها.

تمنحك العلامة التجارية الفرصة كي يكون لحياتك معنى، وتعدُّ فرصتك للتميز عن أي شخص آخر في العالم؛ إذ إنَّ مفهوم "العلامة التجارية الشخصية" طريقة مؤكدة تساعدك على الارتقاء بنفسك إلى مكانة معينة، وعلى أن تصبح خياراً معروفاً للآخرين.

تتلخص فوائد العلامة التجارية الشخصية في أنَّ الناس سيأتون إليك من أجل خبرتك، ويقترحون عليك الوظائف والمهمات التي تلائم خبراتك ومهاراتك التي روَّجت لها؛ كما يمكنك تحقيق أكثر من ذلك اعتماداً على موارد أقل من خلال الاستثمار في علامتك التجارية الشخصية باستخدام قوة وسائل التواصل الاجتماعي، وسيتجاوز النجاح الذي قد تحققه عندها جميع أحلامك.

إقرأ أيضاً: 20 مثالاً لكتابة بيان رؤية مُلهِم

كيف تبني علامتك التجارية الشخصية؟

سنقدم إليك بعض الأسئلة التي ستساعدك على معرفة المزيد عن نفسك وعمَّا تريد القيام به، وتوجهك نحو الطريق الصحيح للنجاح:

  1. إذا كان بإمكانك أن تفعل شيئاً واحداً لبقية حياتك، فماذا سيكون؟
  2. ما هي مادتك المفضلة في الجامعة؟
  3. مَن هو مثلك الأعلى؟ وما الذي يجعله رائعاً؟
  4. هل بإمكانك أن تصف نفسك عن طريق استخدام خمس صفات مختلفة؟
  5. هل تستطيع ذكر 3 نقاط قوة و3 نقاط ضعف لديك؟
  6. كيف صنَّفك الناس في الماضي؟
  7. هل أنت شغوف بوظيفتك الحالية؟

الخاتمة:

بعد أن فهمت أهمية إنشاء علامتك التجارية الشخصية، يمكنك أن تبدأ بناءها وتطويرها من خلال فهم نقاط قوتك وصفاتك الفريدة من نوعها.

 

المصدر




مقالات مرتبطة