أربعة تمارين ذهنية بسيطة لتعيد بناء ثقتك بنفسك

الانتكاسات مؤلمة؛ بل في الواقع، أن يقول لك أحدهم إنَّك لست جيداً بما يكفي للقيام بأي شيء، هو أمر مؤلم مثل اقتلاع سن دون مسكن؛ لذا يمكن أن تكون النكسة المفاجئة بمنزلة ضربة مباشرة لثقتك بنفسك، وقد تسير الأمور على ما يرام لفترة ثم فجأة تتعرض لنكسة؛ حيث تتلقى تغذية راجعة سلبية من العملاء تصف شركتك بأنَّها سيئة، الأمر الذي يجعل نهوضك من جديد يتطلب الكثير من الجهد.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "جيف بوس" (Jeff Boss) والذي يُحدِّثُنا فيه عن كيفية استعادة الثقة بالنفس.

على الرغم من انتشار النجاحات والنكسات في عالم الشركات الناشئة، إلَّا أنَّ الفشل صعب التقبل، وإذا كان النجاح بالنسبة إليك عادة، فسوف تكون الانتكاسات كالصدمة، وبالمثل، إذا كان النجاح قليلاً، فقد ترضى به وتعتاد عليه، وإذا كانت الانتكاسة الأخيرة قد سببَت لك التراجع، فجرِّب هذه التمرينات الذهنية الأربعة وأَعِد بناء ثقتك بنفسك:

1. تصوُّر النجاح:

لا يُقدِّر الناس قوة تصوُّر النجاح حق قدرها، ولكن بلا شك يُقدِّرها كوتشز الأداء الذهني الذين يدرِّبون الرياضيين على ممارستها، فمن خلال تخيُّل ما يبدو عليه "الفوز" المثالي والشعور به، فإنَّك تُنشِئ مسارات عصبية لشيء لم يحدث تقنياً بعد ولكن يخدع الدماغ ليصدق أنَّه حدث.

وبعبارة أخرى، أنت تمرُّ في العمليات العصبية نفسها وتفرز السيالات العصبية نفسها - هذه هي عباراتي - لتعيش قناعة بالطريقة نفسها عندما تخيلتَ أنَّها قد حدثَت حقاً، وإذا كنتَ لا تصدقني، فتحقَّق من ذلك: في دراسة واحدة مدتها 12 أسبوعاً، كُلِّفَ 30 شخصاً بمهمة زيادة عضلات إصبع الخنصر؛ حيث أُعطِيَت مجموعة تمرينات لتقوية الخنصر بينما قيل للمجموعة الأخرى أن تتخيل أنَّ أصابع الخنصر لديها أصبحَت أقوى، فكانت النتيجة أنَّ المجموعة التي تصورَت التحسن، زادت قوة الخنصر لديها بنسبة 35%، ولم تُحقِّق المجموعة الأخرى أيَّة تحسينات، فالعقل أداة قوية.

2. استخدام العبارات التحفيزية:

كان "ستيوارت سمايلي" (Stuart Smiley) يستهل برنامجه التلفزيوني "ساترداي نايت لايف" (Saturday Night Live) بعبارات تحفيزية؛ حيث تُعزِّز هذه العبارات الثقة بالنفس من خلال التفكير في الخير فقط، وبذلك تكون بمنزلة حاجز لتحدي اللحظة؛ حيث يكمن نجاح هذه العبارات في تحويل التشجيع الذاتي اللحظي "أستطيع أن أفعل ذلك" إلى عادة للتحدث الذاتي الإيجابي.

إقرأ أيضاً: أقوال وعبارات تحفيزية لتطوير النفس والذات

3. البدء بنجاحات صغيرة:

يتيح لنا تحقيق مكاسب صغيرة على مدار اليوم تجربة الإحساس بالفوز؛ مما يخلق الارتجاع البيولوجي الذي نحتاج إلى السعي إليه أكثر، فعندما تربح شيئاً - بغض النظر عن كبره أو صغره - فإنَّ جسمك يطلق مستويات أعلى من هرمونات التستوستيرون والدوبامين التي تخلق "الإدمان" لتحقيق المزيد من النجاح.

وكلَّما زاد هرمون التستوستيرون، زاد ذلك من رغبتك في المزيد من النجاح ومن قدرتك على تحمُّل المخاطر؛ حيث يساعدك الدوبامين على الشعور بالرضا حيال القيام بذلك - الدوبامين هو المادة الكيميائية العصبية "للشعور الجيد" التي تخبر الدماغ، بأنَّه شيء ممتع - وكلما تكررَت دورة الارتجاع البيولوجي ذات المكاسب الصغيرة، زادت النجاحات الصغيرة لتصبح كبيرة مع مرور الوقت.

شاهد بالفيديو: 10 تفاصيل صغيرة من أجل نجاح باهر

4. تغيير لغة جسدك:

أثارت عالمة النفس الاجتماعي "إيمي كودي" (Amy cuddy) فضول الناس بأبحاثها الرائدة حول كيفية تأثير وضعية الجسم في الثقة بالنفس، وذلك في حديثها الشهير على منصة "تيد" (TED TALK)؛ حيث كشفَت "كودي" كيف يمكننا تغيير ليس فقط ما نشعر به تجاه أنفسنا؛ وإنَّما أيضاً كيف ينظر إلينا الآخرون ببساطة عن طريق تغيير لغة جسدنا.

الشيء الجيد في الثقة بالنفس هو أنَّها أمر ثابت في شخصيتك، وهذا يعني أنَّ الثقة بالنفس التي دفعَتك للفوز في نشاطاتك الرياضية في مرحلة الثانوية أو فريقك الأكاديمي أو في أي مكان آخر تحتاج إلى بعض البحث داخل شخصيتك لاستعادتها من جديد؛ لأنَّ هذه الثقة بالنفس لم تتركك أبداً، وكل ما تحتاج إليه هو الأدوات المناسبة للبحث في داخلك.

المصدر




مقالات مرتبطة