أربع طرق لاختيار كتابك القادم

دائماً ما يحدث بعض الخمول ما بين الانتهاء من كتابٍ وبدءِ كتابٍ آخر. قد يحدث لفترةٍ قصيرة، لكنَّها قد تستمر أياماً إذا كان الكتاب الذي انتهيت للتوّ من قراءته قويَّاً ورنَّاناً. لكن ومع الأسف، نحن نصل جميعاً إلى هذه اللحظة عندما نُلقي نظرة سريعة على مجموعتنا للكتب التي نُخطط لقرائتها، أو نقف أمام رفوف الكتب لدينا، أو نستعرض ما لدينا من كتبٍ على كيندل، أو نَمُرُّ على حسابنا للكتب المسموعة في أوديبل، لنسأل أنفسنا مجدداً ذلك السؤال القديم: ما هو الكتاب التَّالي الذي عليَّ أن أقرأه؟



عندما وجدت نفسي في ذلك الموقف، طفحتُ أفكرُ في الطُّرق التي أتَّبعها لاختيار كتابيَ التالي. إذ وفي بعض الأحيان، يبدو الأمر وكأنَّني أخطّط للخروج في موعدٍ مع صديقٍ عزيز. وفي أحيانَ أخرى، يبدو الأمر لي وكأنَّني أمام بوفيه سلطات وأنا مُحتارٌ في اختيار نوعِ السَّلطة التي أريد تَناولها. وأحياناً فهي مجرد لحظة جنون لامعة، لا تحدث في حياتي إلا عندما يتعلق الأمر بالكتب (والطعام، لِنَكُن صادقين).

لهذا، وبناءً على تجربتي، يوجد أربع طرق من أجل أن تقرّر ما هو الكتاب الذي تريد قراءته لاحقاً:

1. طريقة الحَجز المزدوج (Double-Booking)

في أحد الأيام في مدينة مانهاتن، كان هناك أربع سيداتٍ جميعهن صديقات، اعتدنَ على الخروج التسلية وكُنَّ يشققن طريقهن في هذه الحياة. وكانت تدعى إحداهن شارلوت. وشارلوت تلك، أرادت وبشدَّة أن تجد عملاً مناسباً. إلا أنَّها شعرت عند نقطةٍ معينة، أنَّ الوقت لم يعد في صالحها، فبدأت بما يُسمَّى الحجز المزدوج (Double-Booking): لقد خطَّطَت لموعِدَي مقابلة عمل مع شركتين مختلفين وفي ذاتِ اليوم.

هنا في عالم الكتب، وبعيداً عن الحياة الواقعيَّة، نحن نطبق أحياناً حجزاً مزدوجاً (أو حجزاً ثلاثياً) بمعنى أكثر حرفية: نحن نقرأ كتابين أو ثلاثة (وأحياناً أربعة كما في حالتي أنا) كتب في وقت واحد، ونقرأ بضعة فصولٍ من كتابٍ واحد قبل وضع علامة تدل إلى أين وصلنا، والتَّبحُّر في كتابٍ آخر. والشَّيء الرَّائع ها هنا هو عندما ينتهى بك المطاف إلى العثور على الكتاب الصحيح أثناء الحجز المزدوج.

شاهد بالفيديو: كيف تتقن مهارة القراءة السريعة

2. طريقة جولدِيلوكز (Goldilocks)

كلُّنا نعرف قصة جولديلوكز والدببة الثلاث؛ فالفتاة التي تدعى جولديلوكز عثرت بالصُّدفة على كوخٍ صغيرٍ وجميل، وقد حاولت إخراج العصيدة والكراسي والأسِرَّة بحثاً عمَّا يناسبها في كوخِ الدِّببة.

طريقة جولديلوكز تتضمَّن طريقة أخرى مشابهة: نحن نقوم بجمع مجموعة من الكتب المحتمل قراءتها، ونحدد اعتباطياً حجم عيِّنة للقياس عليها؛ مثل صفحة واحدة، الجزء الأول، أو السَّطر الأول. ثم نطَّلعُ على كُلِّ العيّنات، لنحدد أي منها هو الكتاب الذي سيقع عليه الاختيار.

3. طريقة رقائق النخالة (Bran Flakes)

إذا كانَ تتُّبع شغفك في القراءة لا يفلح، فعليك أن تستخدم طريقة رقائق النخالة.

دائماً ما نسمع بأنَّ رقائق النخالة، والبراعم، وبذور الشِّيا وما شابهها من تلك المواد جيّدةٌ لصحتنا، ومليئة بالألياف والفيتامينات، وهي أفضل أنواع الأغذية التي يفترض أنَّنا بحاجةٍ لها. لذا فإنَّ طريقة رقائق النخالة هي طريقةٌ لإيجاد الكتاب الذي هو ليسَ مناسبٌ وحسب، بل هو مناسبٌ لك أنت بالتَّحديد. يمكن أن يكون ذلك الكتابُ من الكُتب التي كان يجب عليك قراءتها ولكن لم يكن متوافراً أيام دراستك الجامعية، أو من الممكن أن يكون ذلك الكتاب الفلسفي الضَّخم الذي اشتريته باندفاعٍ من بائعٍ للكتب المستعملة، وممكن أن يكون هو بذاته ذلك الكتاب الكلاسيكي الثقيل الذي قطعت عهداً على نفسكَ بإحضاره في يوم من الأيام.

4. طريقة الحب الصَّيفي (The Summer Lovin’ Method)

إنَّ الحُبَّ في الصيف عابرٌ، وعفويٌّ، ومليء بالشغف والإثارة. هو لا يتعلّق بحبٍّ طويل الأمد أو بناء علاقة؛ هو يتعلّق بالشَّمس والرِّمال فحسب. إنَّ طريقة الحب في الصيف تخاطب دوماً جانبك الطَّائش. وتتعلّق بما لا تقوم بقرائته في العادة، مثل كتب الغموض والرومنسيَّة بالنِّسبة إلي. إنَّ طريقة الحب في الصيف لا تخاطب الاستدامة؛ هي فقط تمثِّلُ التَّحليق بلا وجهة، والجلوس للاسترخاء، لمحض الاستمتاع، مهما كان يعني ذلك لك. لأن القلب يهوى ما يهوى.

إذاً، ما هي الطُّرق التي ستستخدمها لاختيار كتابك التَّالي؟

المصدر




مقالات مرتبطة