أحكام الصيام في رمضان -4

الدين الإسلامي دين اليسر والرحمة بالعباد، فعندما جاءت فريضة الصيام لم يكن هدفها تعذيب المسلم أو استنفاذ قواه، بل كان لها هدف أساسي هو التأكيد على طاعة الله والإحساس بالفقراء والمحتاجين، وعلى الرغم من أنّ الصيام فرض واجب على كل مسلم إلا أنّه سمح للناس الذين يمرون بحالات مرضية معينة والذين يمرون بظروف استثنائية بالإفطار، اليوم سنسلط الضوء فيما يلي على أحكام الصوم في رمضان لكل من المسافر- المعتوه/المجنون – المسنين.



أحكام الصوم في رمضان للمسافر:

  • قال الله تعالى في كتابه الكريم ﴿ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر﴾ تدلّ الآية على أنّ المريض والمسافر يسمح له بالإفطار خلال أيام مرضه وسفره على أن يقضيها بعد انتهاء شهر رمضان.
  • أما الدليل الثاني على السماح بعدم الصيام للمسافر: قال البغوي: «وأما السفر فالفطر فيه مباح والصوم جائز عند عامة أهل العلم إلا ما روي عن ابن عباس وأبي هريرة وعروة بن الزبير وعلي بن الحسين أنهم قالوا: لا يجوز الصوم في السفر ومن صام فعليه القضاء واحتجوا بقول النبي "ليس من البر الصوم في السفر" وذلك عند الآخرين في حق من يجهده الصوم فالأولى له أن يفطر.»
  • يرى مذهب الحنفيّة، والمالكيّة، والشّافعيّة، والحنابلة أن الصيام في السّفر أفضل من الفطر، بشرط ألّا يجهد المسافر نفسه بحيث يعجز عن مواصلة سفره، أو يودي به إلى التّهلُكة.

 

اقرأ أيضاً: أحكام الصيام في رمضان -2

 

أحكام الصوم في رمضان للمجنون – المعتوه:

  • الجنون هو عدم القدرة على السيطرة على العقل حيث يقوم المجنون بسلوكيات شاذة بدون وعي ورغماً عن إرادته، كما أنّه قد ينتهك المعايير الاجتماعية وقد يلحق الأذية لأنفسه ولغيره.
  • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (رفع القلم عن ثلاث: عن الصغير حتى يكبر، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن المجنون حتى يفيق)
  • الصيام هو فرض واجب على كل مسلم عاقل أي أنّ الصيام يشترط وجود العقل وبذلك تسقط هذه الفريضة عن الأشخاص المجانيين أو الذي يعانون من مرض عقلي يفقدهم القدرة على التفكير المنطقي.
  • في حال شفي المجنون من مرضه عليه أن يقضي الأيام التي فطرها في رمضان حتى ولو كانت سنين طويلة.

 

اقرأ أيضاً: أحكام الصيام في رمضان -3

 

أحكام الصوم في رمضان للمسنين:

- كبار السن الذين يتمتّعون بصحة جيدة وقوية فلا خلاف بين الفقهاء على وجوب صيامهم لشهر رمضان، لعموم قوله تعالى: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } (البقرة: 185).

- كبار السن الذين يعانون من مشاكل صحية والذين لا يمتلكون القوة للصيام لا بأس من إفطارهم بشرط تقديم فدية لأشخاص فقراء ومحتاجين  وذلك استناداً لقوله تعالى {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} (البقرة: 184).

 

اقرأ أيضاً: أهم النصائح الصحية الخاصة بصوم كبار السن في رمضان

 

الصيام هو ركن من أركان الإسلام وفرض واجب على الجميع لكن لا بد من الالتزام بالأحكام السابقة حتى تؤدي هذه الفريضة بما يرضي الله سبحانه وتعالى.




مقالات مرتبطة