أجمل 10 نصائح للأمهات في تربية الأطفال

تعتقد الأمَّهات أنَّ فترة الحمل هي الفترة الصعبة في إنجاب الأطفال، ولكن في الحقيقة تربية الطفل هي المرحلة الصعبة التي لا تخلو من التعب والضغوطات، ولكنَّه تعبٌ محبَّبٌ ممزوجٌ بالمرح والمتعة؛ فلا شيء أجمل من رؤية طفلك يكبر وينضج أمامك، أما التعب فهو ناتج عن حساسية تربية الطفل، فقد أثبتت معظم الدراسات المتعلِّقة بتربية الأطفال أنَّ النمو المعرفي للطفل ونضجه ينتج عن التربية السليمة التي يقدِّمها والداه عامةً وأمه خاصةً.



يبدأ التطور المعرفي للطفل منذ عامه الأول، وبخلاف ذلك فإنَّ أسلوب التربية السلبي يؤدي إلى ظهور أعراض سلبية داخلية وخارجية؛ فقد بيَّنت الدراسات أنَّ حالات الاكتئاب التي تصيب الأطفال بعمر المراهقة ناتجة عن طفولة قاسية أو مهملة وقلقة.

إن أردنا تعريف التربية الصالحة والسليمة، فهي تلبية احتياجات الطفل وفقاً للمعايير الصحيحة التي تتغير من زمن إلى آخر، والتي تضمن دعم وتعزيز النمو الجسدي والعقلي والاجتماعي والعاطفي ضمن مناخ عاطفي وظروف جيدة، ولأنَّ الأم هي الشخص الذي يقضي الطفل معه معظم وقته؛ فالمسؤولية الكبيرة تقع عليها؛ ولذلك خصصنا مقالنا اليوم لمساعدة الأمَّهات من خلال تقديم أجمل النصائح التي تجعل تربيتها لطفلها سليمة.

أهمية دور الأم في تربية الطفل:

الأم هي مدرسة الطفل الأولى في حياته وتحمل المسؤولية الأكبر في تربيته، فدورها يحمل كثيراً من المهام والتي تتمثل بالشكل الآتي:

1. مصدر الأمان:

الأم هي أول شخص يُنشِئ الطفل معه علاقة عاطفية قوية مفعمة بالأمان، وتتعمق تلك الرابطة بالرضاعة الطبيعية، فيكبر الطفل وهو يبحث عن أمه في كل مرة يحتاج بها إلى أمر معين.

2. مصدر العاطفة:

مشاعر الحب والحنان التي تقدمها الأم لطفلها لا يمكن لأي شخص آخر تقديمها حتى الأب، فهو بالنسبة إلى الطفل مصدر القوة ومَن يعطيه ثقته بنفسه بشكل أساسي.

3. أول معلمة للطفل:

يتلقى الطفل من أمه التعليمات الأولى في حياته، فيتعلم منها كيفية التحدث وتناول الطعام واللعب؛ لأنَّها أكثر من يقضي وقتاً مع الطفل.

أجمل 10 نصائح للأمَّهات في تربية الأطفال:

نقدم لكِ مجموعة من النصائح التي تعد الأجمل والأهم في تربية الطفل لبناء علاقة صحيحة تنتج طفلاً بطباع سليمة:

1. كوني قدوة جيدة:

الطفل مقلِّد جيد ينتبه لمختلف التفاصيل ويلتقط أبسط التحركات ويعيد القيام بها؛ لذلك يجب على الأم الانتباه لتصرفاتها أمام طفلها، فمثلاً إن صرخت أو قللت احترام أحد أو تلفظت بكلمات نابية ومسيئة أو ضربت شخصاً؛ فحتماً طفلها سيفعل ذلك مع الآخرين، فتؤكد الدراسات أنَّ الطفل العدائي تكون لديه قدوة عدائية في منزله، وينطبق الأمر ذاته على مختلف الصفات السلبية والإيجابية؛ لذلك كوني نموذجاً للاحترام والعطف واللطف والتسامح دائماً.

2. خصِّصي وقتاً لطفلك:

من النادر وجود أم متفرغة بشكل كامل لطفلها، فالجميع يملك عملاً خاص به، ولكن رغم ذلك يجب على الأم تنظيم وقتها جيداً، ومهما زادت الواجبات والأعمال خارج المنزل أو داخله فعليها تخصيص ساعة على الأقل للجلوس مع الطفل واللعب معه وسؤاله عن يومه، فتتيح الفرصة أمامه للنقاش والتحدث عما يفكر به ليشعر بأهمية وجوده في الأسرة وأهمية مشاعره وأفكاره ورأيه، فإن أُهمِلَ وجود الطفل سيبدأ بالقيام بتصرفات سلبية للفت الانتباه أو يلجأ لأشخاص خارج المنزل ليستمعوا إليه.

شاهد بالفديو: 15 نصيحة للآباء في تربية الأبناء

3. احترمي الطفل:

أيتها الأم طفلك مميز لأنَّ الله خلق بكل شخص شيئاً يميزه عن الآخرين، فلا تقارنيه بأحد وتشعريه بأنَّه أقل أهمية، واعتمدي الهدوء والرقة عند التحدث إليه وتوجيه الإرشادات أو شرح أمر معين، وابتعدي عن توبيخه أمام الآخرين أو توجيه الانتقادات فتضعف ثقته بنفسه، وخلاف ذلك صحيح؛ فالطفل الذي يرى الاحترام في عيون والدته وطريقة تحدثها سيشعر بالقوة والقدرة على الالتزام بالضوابط والمبادئ والقدرة على إظهار المواهب التي يمتلكها.

4. أظهري لطفلك الحب غير المشروط:

يجب أن يدرك الطفل أنَّ أمه مصدر العاطفة فلا يبحث عن الحب والحنان في مكان آخر، وبصفتك أماً عليك إشباع هذه المشاعر لديه، فلا تستائي من حديثه ولا تقللي من أهمية أحلامه ولا تتوقفي عن مدح صفاته الإيجابية وسلوكه الحسن ليستمر بفعله.

التعبير عن الحب ليس بالأمر الصعب، فيمكن ذلك بتناول الطعام معه، ومشاركته ببعض الأعمال البسيطة، وعناقه وتقبيله، وإظهار الفرح بالأشياء التي تفرحه، واختيار اسم مميز لتدليله.

إقرأ أيضاً: دور المنزل في تربية الطفل

5. امنحي الطفل قليلاً من الحرية:

تحاول الأم حماية طفلها دائماً فتقوم بتصرفات تصبح ضاغطة بمرور الزمن وقد تجعل منه طفلاً اتكالياً؛ لذلك امنحيه بعض الحرية ليعتمد على نفسه، كأن تسمحي له بالاختيار بين عدة أطعمة أو ألبسة، وتوكيل مهمة ترتيب سريره وألعابه إليه، والسماح له باختيار أصدقائه مع توجيه الملاحظات الهامة.

6. اعتذري إن تطلَّب الأمر:

من الضروري تعليم الطفل ثقافة الاعتذار؛ ولأنَّ الطفل مرآة ترى فيها الأم تصرفاتها وسلوكها، فعليك الاعتذار عند ارتكاب الأخطاء أمامه، والاعتراف عندما يكون قرارك خاطئاً، ومحاولة تصحيح الأشياء التي قمتي بتخريبها؛ ليدرك الطفل أنَّ الاعتذار شيء طبيعي ويرفع من قيمة الإنسان وليس خلاف ذلك.

7. ضعي حدوداً وضوابط:

يجب أن يتعلم الطفل الالتزام بالقوانين والانضباط واحترام المكان؛ وذلك من خلال وضع بعض القواعد في المنزل التي يسهل الالتزام بها من قبل الأطفال، فيعتاد الطفل على ضبط النفس والتعامل المهذب مع كل شخص وكل شيء، ويتم ذلك من خلال شرح عواقب التصرفات السلبية، فالطفل لن يدرك أهمية الأمر وسيسعى إلى فعل الأشياء الممنوعة.

على سبيل المثال، قد يؤدي اللعب العشوائي في المنزل إلى كسر التلفاز، ومن ثم لن يتمكن الطفل من مشاهدة أفلام الكرتون المفضلة، ويؤدي استخدام الأدوات الحادة إلى إيذاء النفس، ومن ثم سيؤخذ للمستشفى، وكذلك الأمر إن جرح إخوته أو أصدقائه؛ فعند توضيح عواقب الأعمال وأهمية الالتزام بالقواعد، سيحافظ الطفل على سلامته وسلامة الآخرين.

8. ابتعدي عن العنف:

عليك أيتها الأم أن تكوني حازمة ومرنة بالوقت ذاته، فلا يجب تدليل الطفل والسماح له بالتصرف والتحدث بشكل عشوائي ومسامحته على الأخطاء؛ حتى لا يصبح طفلك ضعيف الشخصية، وبالوقت ذاته لا يجب تعنيفه عندما يخطئ سواء بضربه أم بتوجيه الشتائم له، بل يجب عقابه بحرمانه من القيام بأشياء يحبها.

على سبيل المثال، إن لم ينتهِ من كتابة واجباته لن يشاهد التلفاز في الوقت المخصص له، أو إن لم يلتقط ألعابه المنثورة على الأرض سيتم حرمانه من اللعب بها، وإن أساء التحدث إلى شخص ما سيُمنَع من الذهاب إلى الحديقة، ولا يجب التراجع عن قرارك إن أظهر الطفل غضبه أو ندمه؛ وذلك ليدرك جدية الأمر فلا يعاود الوقوع بالخطأ ذاته.

شاهد بالفديو: 18 طريقة تجعل تربية الأطفال سهلة

9. لا تفرقي بين أطفالك:

رغم أنَّ معظم الأمَّهات تنفي قيامها بالتمييز بين أطفالها، ولكن معظمهن يفعلن ذلك، فقد يكون أحد الأطفال مميزاً بامتلاكه عدة صفات إيجابية تجعله أكثر جاذبية لقلب أمه، أو قد تميز الأم طفلها الأصغر سناً، أو قد تفرِّق بين الذكور والإناث، ولكنَّ التمييز أمر خطير، فقد يثير الكراهية والغيرة بين الأخوة ويجعل بينهم فجوة كبيرة تصل بالطفل إلى الانطواء والاكتئاب وضعف الثقة بالنفس.

لتكوني أماً جيدة عليك الانتباه لتعاملك، فاحرصي على تحقيق العدل بين الأخوة؛ وذلك بإظهار الحب والاهتمام ذاته، والسعي إلى اكتشاف المواهب والصفات الإيجابية لدى أطفالك جميعهم، وعند ارتكاب الأخطاء طبِّقي العقاب نفسه، وعند الاهتمام بطفل أكثر من أخوته لوجود حالة خاصة كمرض معين مثلاً، فيجب شرح الأسباب للأخوة بوضوح وطلب مساعدتهم أيضاً لإنشاء جو الألفة والحب بينهم.

10. اهتمي بنفسك جيداً:

يرغب الطفل بأم قوية وحنونة وإيجابية، فلا تضعي احتياجاتك جانباً ولا تهملي نفسك أو زوجك وتسعي إلى إرضاء أطفالك فقط؛ بل حاولي شحن نفسك بطاقة إيجابية دائماً لتشعري بالسلام والراحة والسعادة وتنقلي هذا الإحساس لطفلك؛ وذلك من خلال تخصيص ساعة من الوقت يومياً عندما يكون طفلك في المدرسة أو مع والده لتقومي بالرياضة أو تذهبي للقاء الأصدقاء أو التسوق، ولا مانع من التخطيط للخروج في نزهات مع العائلة بشرط عدم الاهتمام بتلك الأشياء أكثر من طفلك.

إقرأ أيضاً: مشاكل الأبوين وتأثيرها على نفسية الطفل

في الختام:

حلم كل امرأة هو إنجاب طفل وتربيته بأفضل طريقة، وهذا ما يجعل الأمَّهات تميل لاتباع دورات تدريبية وقراءة الكتب وتوجيه الأسئلة لمن لديهن خبرة في تربية الأطفال؛ لذلك قدمنا في هذا المقال مجموعة من النصائح التي تجعلك أماً جيدة؛ تبدأ بأن تُظهِري الصفات التي تتمني لطفلك التمتع بها كالحب واللطف والاحترام؛ فطفلك مرآتك لذلك؛ كوني القدوة الحسنة.

مهما كثرت أعمالك وواجباتك، لا تنسي تخصيص وقت محدد يومياً لقضائه مع طفلك باللعب والتحدث والاستماع له، ولا تقللي من احترام طفلك بمقارنته بالآخرين أو توبيخه أمامهم؛ بل أظهري كثيراً من الحب له، وبادري بعناقه وتقبيله ومدحه عندما يحسن التصرف، ولا تحاولي الضغط عليه؛ بل امنحيه قليلاً من الحرية ووكليه ببعض الأعمال.

لكن لا تبالغي في تدليله، فإن أخطأ عاقبيه بحرمانه وليس بالضرب والشتم، فالعنف يُضعِف شخصية طفلك، كما يضعفها التفريق بينه وبين أخوته، وأخيراً اهتمي بنفسك واستعيدي طاقتك الإيجابية بالقيام بنشاطات تحبينها تعيد النشاط والحماسة لحياتك فتمنحي طفلك ما يحتاج من حنان وعطف وحب بمختلف أشكاله.




مقالات مرتبطة