أثر تغيير التفكير على تغيير الحياة

أفكر أحياناً في الحياة على أنَّها ساحة معركة ولو كان تعبيراً مجازياً، فهل يمكن لأيِّ شخص أن ينكر أنَّ المعارك المجازية تدور حولنا كلَّ يوم؟



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن ستيف ريزو (Steve Rizzo)، ويُحدِّثنا فيه عن أهمية تغيير تفكيرنا إذا أردنا تغيير حياتنا.

تتنوع أسباب الجروح التي تخلفها معارك الحياة اليومية هذه، مثل الطلاق المرير وفقدان أحد أفراد الأسرة والمشكلات المالية والبطالة والقضايا الصحية، والقائمة تطول وتطول، ومع ذلك يوجد شيء واحد مؤكد، يمكن أن تكون هذه الخسائر العاطفية في ساحة المعركة في الحياة اليومية مدمرة لعافيتك على الأمد الطويل.

من السهل أن يرهقك الموقف السلبي ويدمرك وأن تستسلم قبل أن تمنح نفسك فرصة كبيرة للعودة إلى حالتك الطبيعية، وفي هذه الأوقات ستكون في أضعف حالاتك، وسيكون نظام التحذير العاطفي الخاص بك في حالة تأهب قصوى، وستدخل في دوامةٍ من المشاعر السلبية؛ إذ يبدو أنَّ العالم كلَّه ضدك دون أدنى شك، وحينها يبدأ إطلاق الأفكار المخيفة والمدمرة عشوائيَّاً، وفي هذه الأوقات على وجه الخصوص يجب أن تكون شديد الانتباه لما تقدمه على صعيد الأفكار والكلمات.

تتسبب بعض الأفكار والكلمات في إحداث جروح عاطفية:

تتسبب مثل هذه الأفكار في إحداث جروح عاطفية تجعلك تعتقد أنَّك ضحية وقد خُدعت، وهذا هو الموقف الذي يمكن أن تكون فيه "عقلية حماية نفسك من الأفكار السلبية" ذات قيمة، وإذا كان الأمر يتعلق بك (وبأفكارك الداخلية) وبالعالم حولك، ألا تريد حماية نفسك؟

قد تراودك بعض الأفكار السلبية مثل:

  • لا تسير حياتي جيداً.
  • لن أعيش حلمي أبداً.
  • لن أجد شخصاً يحبني.
  • لا أملك ما يلزم للتعامل مع هذا الأمر.
  • حياتي عبارة عن فوضى كبيرة.

هذا السيل المستمر من الأفكار والكلمات السلبية المخيفة ينفجر بقوة هائلة في عقلك الباطن، ويجعلك ترى (وتختلق) حقيقة تعتقد أنَّها صحيحة، ونتيجة لذلك ستخسر المعركة وستكون قد خذلت دفاعاتك واستولت أفكارك وكلماتك المحتالة على حياتك وستصبح أكثر عرضة لليأس.

 شاهد بالفديو: 10 طرق لجعل التفكير الإيجابي عادة من عاداتك

اليأس أمر خطير:

إنَّ اليأس أمر خطير لأنَّك عندما تتنازل عن الأمل، فإنَّك في الواقع تحسم مصيرك وتنهي قدرك، فإذا وجدت نفسك عالقاً في اليأس اتصل بشخص تثق به ليساعدك في موقفك الضعيف في أسرع وقت ممكن، فمن دون الأمل لا يوجد مجال حتى للتفكير في الخيارات الأخرى ناهيك عن المعجزات.

لست أحكم على أيِّ شخص يسمح للحظات السيئة بالسيطرة على عواطفه، فقد مررت بذلك بنفسي وبالتأكيد توجد أسباب وجيهة لسيطرة المشاعر السيئة في الأوقات الصعبة، ويتطلب الأمر قدراً هائلاً من الشجاعة لتقديم الشكر على الأشياء الجيدة عندما يضيع الكثير.

مع ذلك إذا كنت تتوقع أن تتغلب على الأوقات الصعبة فيجب أن تفهم أنَّ تصورك الحالي للموقف هو الذي يمنحك الأمل أو يجعلك ترغب في التخلي عنه بوصفه قضية خاسرة، فإذا كنت تفكر دائماً في مدى سوء معاملة الحياة لك، وإذا كنت تتكلم دائماً عن مظلوميتك فستشعر بالتعاسة دائماً.

إقرأ أيضاً: 5 نصائح للتغلب على اليأس

لن يجذب البؤس الأشياء الجيدة، أليس كذلك؟ إذا كنت تريد تغيير حياتك للأفضل، فابدأ بإجراء تغيير واعٍ لما تفكر فيه وما تقوله.




مقالات مرتبطة