أثر برنامج إعداد الموظفين في مشاركتهم

تقديرياً، تقول مؤسسة "غالوب" (Gallup) إنَّ الموظفين غير المشاركين يُكلِّفون أرباب العمل في الولايات المتحدة 483 مليار دولار إلى 605 مليار دولار؛ نتيجة ضعف الإنتاجية كل عام. ولكن عندما ينظر المديرون التنفيذيون إلى الطرائق الكفيلة بتحسين إنتاجية الموظفين، يتجاهل العديد منهم مستويات المشاركة، وعلاقتها بعملية إعداد الموظفين.



وبعيداً عن تجهيز الأوراق الرسمية للموظفين الجدد، والتأكَّد من أنَّ الموظف الجديد لديه مكتب وحاسب محمول، فإنَّ العديد من المنظمات لا تفكِّر كثيراً في كيف يمكن أن يؤثر ضمان مشاركة الموظفين منذ لحظة توقيعهم في عرض العمل بصورة إيجابية في صافي أرباح الشركة.

شهدت عملية إعداد الموظفين تحسُّناً في السنوات الأخيرة، مع ارتفاع في تطبيقات شبكة الإنترنت التي وفَّرت أتمتة المهام، وتسهيل أوراق الامتثال والعمليات. ولكن يقوم هذا النهج فقط على تحويل برنامج الإعداد التقليدي إلى رقمي.

هذا التركيز المتأصِّل على استعداد المنظمة، لا يُعنى بتجارب الموظف الجديد المُبكِّرة ومشاركته في الشركة الجديدة، على حين أنَّه في الواقع، نظراً للحالة الراهنة، يجب أن تكون مشاركة الموظفين وخبراتهم هي الهدف الرئيس للشركة.

لا يتجاوز معدَّل البطالة في الولايات المتحدة 4%، ويرى بعض خبراء الاقتصاد أنَّ هذا يُشكِّل تشغيلاً كاملاً للعمالة؛ وهو ما يعني أنَّ السوق يحرِّكها العمال، وعليك أن تكون مثيراً للاهتمام إذا كنت تريد اجتذاب المواهب المناسبة.

وعندما تضع في حسبانك أيضاً أنَّ 13% من موظفيك غير مشاركين، وأنَّ 22% من المبتدئين الجدد يستقيلون في غضون الـ 45 يوماً الأولى، فأنت بذلك تكون قد انتبهت إلى ضرورة القيام بإجراء ما، وهذا يبدأ بعملية إعداد الموظفين.

شاهد بالفيديو: كيف تعزّز وجودك في عملك الجديد؟

المشكلة هي أنَّ معظم الشركات لا تنظر إلى إعداد الموظفين بوصفه فرصة لتعزيز مشاركة الموظفين. وبهذا فإنَّك تفوِّت فرصة عظمى مُحتملة لإبهار موظفك الجديد والاحتفال ببداية رحلته في الوظيفة. وإذا كنت تريد لموظفيك أن ينجحوا، فيتعيَّن عليهم أن يشعروا بالراحة والثقة في منصبهم الجديد، ويندمجوا في مكان العمل. ويتعيَّن على الشركات أن تغتنم الفرص لإبهاج الموظفين الجدد، وإشراكهم في الثقافة التنظيمية، والسلوكات وتحديد التوقُّعات في وقتٍ مبكِّر.

وجدت دراسة أنَّ برامج إعداد الموظفين التي تركِّز على الفرد أدَّت إلى زيادة رضى الزبائن، ومعدَّل الاحتفاظ بالموظفين كان أكبر خلال الأشهر الستة الأولى. كما أنَّ لها فوائد إيجابية فيما يتعلَّق بمشاركة الموظفين والرضى الوظيفي.

إقرأ أيضاً: 5 علامات تشير إلى أن الموظف الجديد لن يحقق النجاح في الشركة

ما تزال خبرة الموظفين لا مكان لها في معظم الشركات. وهي عادة ليست دالَّة مع مؤشرات أداء رئيسة واضحة ومرتبطة، ومن ثمَّ ليس لديها ميزانية مخصَّصة. إنَّ الفِرق القيادية والمديرين التنفيذيين أصبحوا يتنبَّهون للأمر، وكما تطوَّرت استراتيجية وتصميم تجربة الزبائن إلى وظيفة عمل أساسية، لن يمضي وقت طويل قبل أن ترى الشركات عائد الاستثمار في الخبرة الكاملة للموظفين.

والآن، حان وقت استيعاب الشركات بعضها بعضاً، فكلما طال تجاهل الشركات لهذه القضية المتنامية، أصبح من الصعب منافسة المبدعين الذين يجذبون أفضل المواهب ويحافظون عليهم.

المصدر




مقالات مرتبطة