أثر الاحتراق الوظيفي على الدماغ

إنَّني أكره الاجتماعات غير المثمرة. يعتقد بعض زملائي أنَّني لا أحبُّ كلَّ الاجتماعات، لكنَّ هذا الأمر ليس صحيحاً. على الأرجح أنَّك تعرف ما أتحدث عنه؛ تلك الاجتماعات التي يبدو فيها كما لو أنَّ عدداً محدوداً من الأشخاص يريدون الإنصات فقط.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن ميشيل هانتر (Michael Hunter)، ويُحدِّثنا فيه عن كيفية تغيير الاحتراق الوظيفي للدماغ.

بالنسبة إلى معظمنا، تُشعرنا الاجتماعات غير المثمرة بالتوتر والإرهاق، ويمكن أن تؤثر في الإنتاجية أيضاً، فقد أفاد أحد الاستطلاعات بأنَّ 83% من الاجتماعات التي قام بها الناس في عملهم كانت غير مثمرة، وصنَّف الخبراء في الولايات المتحدة (United States) الاجتماعات على أنَّها القاتل الرئيسي للإنتاجية في مكان العمل.

أريد اليوم النظر إلى ما هو أبعد من الاجتماعات غير المثمرة، دعنا ننظر في الاحتراق الوظيفي، ومن ذلك دراسة جديدة توضح كيف يمكن أن يكون لهذا الأمر تأثير في دماغك.

هل تعاني من الاحتراق الوظيفي؟

لتحديد ما إذا كنت كذلك، اطرح على نفسك هذه الأسئلة:

  1. هل أصبحت متشائماً في مكان العمل؟
  2. هل تخشى الذهاب إلى العمل، ومواجهة التحديات؟
  3. هل أنت غير صبور أو سريع الانفعال؟
  4. هل أنت غير منتج لأنَّك تفتقر إلى الطاقة؟
  5. هل يصعب عليك التركيز؟
  6. هل الإنجازات غير مُرضية بالنسبة إليك؟
  7. هل تشعر بإحباط من عملك؟
  8. هل تستخدم وسائل أخرى كالمهدئات أو الطعام لتشعر بتحسن؟
  9. هل لديك تغييرات سلبية في نومك؟
  10. هل تعاني أمراض جسدية مثل مشكلات في المعدة أو الصداع؟

هل أجبت بنعم عن أي من هذه الأسئلة؟ إذا كان الأمر كذلك، فربما تعاني الاحتراق الوظيفي، ويرجى محاولة التحدث إلى أحد مقدمي الرعاية الصحية أو اختصاصي الصحة العقلية؛ لأنَّ هذه الأعراض يمكن أن تكون مرتبطة أيضاً بحالات صحية مثل الاكتئاب.

شاهد بالفيديو: 7 علامات للاحتراق المهني

يمكن أن يكون للإجهاد تأثير في دماغك:

يمكن أن يساهم الإجهاد المزمن في حدوث مشكلات جسدية ونفسية، لكن هل يمكن أن يتغير دماغنا هيكلياً بسبب هذا الأمر؟ قدم الباحثون في الفترة الأخيرة نظرة متعمقة لما يحدث للدماغ عندما يتعرض للإجهاد، وقد اكتشف باحثو جامعة تكساس للصحة في سان أنطونيو (U.T. Health San Antonio) أنَّ فقدان الذاكرة، وانكماش الدماغ يحدث قبل ظهور أعراض الإجهاد.

تشرح مُعدَّة الدراسة سودها سيشادري (Sudha Seshadri)، الحاصلة على دكتوراه في الطب أنَّ مادة الدماغ الرمادية يمكن أن تَرِق في المنطقة التي تسمى قشرة الفص الجبهي؛ إذ تساعدنا هذه المنطقة من الدماغ على التصرف تصرفاً مناسباً، وتمنحنا نظرة ثاقبة عن أنفسنا وعن الآخرين، كما تسمح لنا هذه المنطقة باتخاذ القرارات المعقدة، وأن تكون لدينا القدرة على التفكير المنطقي المجرد.

يمكن أن تؤثر هذه التغييرات الهيكلية في قدرتنا على الانتباه، والاحتفاظ بالذكريات، ممَّا يجعل تعلُّم الأشياء الجديدة أكثر صعوبة، كما أنَّها تزيد من فرص ارتكاب الأخطاء.

من الممكن أن يضخم الاحتراق الوظيفي، والإجهاد المرتبط به، اللوزة الدماغية (The amygdala)؛ أي الجزء المسؤول عن استجابة "الكر أو الفر" عندما نواجه الخطر، ويمكن لهذا الجزء من دماغنا أن يولِّد مشاعر مثل الخوف، ومن المحتمل أنَّه مع زيادة حجمه أن يجعلنا نرى العالم على أنَّه ضار حتى عندما لا يكون كذلك.

تظهر الدراسات التي أُجريت على الفئران أنَّنا قد نكون قادرين على إبطال أثر التغييرات في الدماغ، إضافة إلى ذلك، أظهرت دراسة أجريت في عام 2018 على بعض الأشخاص أنَّه من الممكن تقليل حجم اللوزة الدماغية، وإعادة تغيرات قشرة الفص الجبهي إلى مستويات ما قبل الإجهاد.

يجب منع حدوث تغييرات الدماغ السلبية في المقام الأول؛ إذ يمكن لمركز الضبط - الشعور بأنَّنا مسيطرين - أن يمنع حدوث التغييرات السلبية في الدماغ.

إقرأ أيضاً: 9 طرق لمواجهة الاحتراق الوظيفي

خطة عمل لتجاوز الاحتراق الوظيفي:

دعنا نلقي نظرة على بعض الطرائق التي يمكنك محاربة الاحتراق الوظيفي بها، بدايةً ناقش مخاوفك مع الشخص المشرف عليك، ربما يمكنك تغيير توقعاتك أو إعادة تحديد أهدافك.

إنَّ ممارسة النشاط البدني هي عنصر هام في تفادي الاحتراق الوظيفي، إنَّني أحاول أيضاً دمج أساليب تخفيف التوتر مثل التأمل واليوجا (Yoga)، ولا بدَّ أن أذكر النوم أيضاً؛ لأنَّه يمكن أن يكون عنصراً أساسياً لحماية صحتك، وتواصل مع من حولك؛ واحصل على الدعم من زملاء العمل أو الأصدقاء أو أحد أفراد أسرتك.

على الرَّغم من أنَّني لم أعاني من مشكلات الاحتراق الوظيفي، إلا أنَّني سعيد لأنَّ مكان عملي لديه برنامج لمساعدة الموظفين.

إقرأ أيضاً: الاحتراق الوظيفي: تعريفه، أسبابه، طرق علاجه، وعلاقته بالرضا الوظيفي

في الختام:

لا تدع العمل الشاق يقوِّض صحتك النفسية والجسدية، إذا كنت تشعر أنَّك بحاجة إلى مساعدة، فرجاءً حاول الحصول عليها سواء ببرنامج مساعدة الموظفين أم معالج أم طبيب نفسي أم طبيب الرعاية الأولية الخاص بك.

المصدر




مقالات مرتبطة