أبرز الصفات التي تدل على صاحب الذكاء العاطفي

إنَّ الذكاء العاطفي هو أحد أهم أنواع الذكاء التي تلعب دوراً فعالاً في مساعدة الإنسان على التفاعل والتواصل البنَّاء مع الآخرين، سواء في العمل أو ضمن العلاقات الشخصية، وفيما يلي سنُسلِّط الضوء على هذا الموضوع وسنتحدَّث عن مجموعة من أبرز الصفات التي تدل على أنَّك تتمتعُ بالذكاء العاطفي.



سمات صاحب الذكاء العاطفي:

1. قول "لا":

يستطيع الشخص الذي يتمتع بالذكاء العاطفي أن يُحدِّد الوقت المناسب ليقول (لا) لنفسه أو للآخرين؛ وهذا لأنَّه يتمتَّع بشخصية قوية وحكيمة وقادرة على اتِّخاذ القرارات بعيداً عن الخوف أو التردُّد.

2. تحديد نقاط القوة والضعف:

يمتلك الشخص الذي يتمتع بالذكاء العاطفي قدرةً كبيرةً على تحديد نقاط القوة ونقاط الضعف التي يمتلكها في شخصيته، وهذا ما يدفعه إلى إبراز نقاط قوَّته وتنميتها يوماً بعد يوم ليقضي بشكلٍ نهائي على نقاط ضعفه.

3. الحكم على شخصيات الآخرين من النظرة الأولى:

يستطيع الشخص الذي يمتلك الذكاء العاطفي أن يحكُم على شخصيات الآخرين من النظرة الأولى، وهذا ما يُساعد في حمايته من الوقوع في المشكلات التي تنتج عن سوء العلاقات الاجتماعية.

4. التعامل مع الفشل:

يُدرك هذا الشخص حقيقةً مُهمة، وهي أنَّ كل إنسان مُعرَّض للوقوع في الخطأ خلال مسيرة حياته، ولكنَّه في نفس الوقت لا يسمح لتلك الأخطاء أن تسيطر عليه أو أن تتحكَّم في أعماله ونجاحاته المستقبلية.

5. امتلاك المفردات العاطفية:

يمتلك صاحب الذكاء العاطفي عديداً من المفردات العاطفية التي يستخدمها كثيراً في حياته اليومية والتي تساعده على التعبير عن مشاعره الحقيقية والصادقة بكل أريحية وسهولة.

6. الفضول:

يتمتَّع صاحب الذكاء العاطفي بشيئٍ من الفضول المتعلِّق برغبته في معرفة أحوال الناس المقربين إليه من العائلة والأصدقاء، والسؤال عن كل ما يمرون به من مشكلات في الحياة.

إقرأ أيضاً: اختبار الذكاء العاطفي (الانفعالي)

7. مسامحة الآخرين:

لا يستطيع الشخص صاحب الذكاء العاطفي أن يُضمر أي نوع من الضغينة والحقد في قلبه؛ فهو يُسامح الآخرين حتى وإن أساؤوا له، ولا يستطيع أن يَشعر بالكره تجاه أي أحدٍ كان.

8. احترام النوم:

عادةً ما يُحب صاحب الذكاء العاطفي النوم ويُقدِّسه خلال الليل بالتحديد، وهذا ما يجعله يتمتع بنفسيةٍ مريحة وأعصاب هادئة بعيداً عن كل أشكال التوتر النفسي والعصبي الناتج عن قلة النوم والسهر الضار.

9. تقليل المشروبات المنبهة:

يحرص صاحب الذكاء العاطفي على تقليل تناول المشروبات التي تحتوي على نسبة مرتفعة من الكافيين والمواد المنبهة؛ وذلك لأنَّه على دراية كبيرة بالأضرار التي تسببها له، ويعتمد فقط على شرب الأعشاب الطبيعية التي تساعده على الاسترخاء والراحة.

10. التحكم بالانفعالات الشديدة:

يمتلك الشخص صاحب الذكاء العاطفي قدرةً كبيرة على التحكُّم بانفعالاته الشديدة، وبشكلٍ خاص عندما يتعامل مع الأشخاص السلبيين الذين يُحاولون استفزازه بشتَّى الطرائق.

شاهد بالفيديو: 10 علامات تدل على الذكاء العاطفي العالي

أمثلة عن الذكاء العاطفي:

قد يتعجب البعض حينما نقول أن استخدام كلمة "لا" في الوقت المناسب تعد مهارة من مهارات الذكاء العاطفي، فعلى سبيل المثال: إذا كنت قد قطعت وعداً لزوجتك وأطفالك، بالخروج في رحلة نحو مدينة الألعاب، وفي ذات الوقت تحدث أحد الأصدقاء معك، ليدعوك إلى الجلوس في أحد الأماكن مع المجموعة التي اعتدت الجلوس معها، ففي هذه الحالة الأجدى بهذا الرجل هو أن يستخدم كلمة "لا" ويعتذر عن تلبية دعوة صديقه لأن التزامه بالوعد الذي قطعه لزوجته والأبناء أهم بكثير، من تلبية الدعوة، إذ إنه وفيما لو لبّى دعوة صديقه، فسيكون قد هز الثقة في نفس أبنائه وزوجته بأنه لا يفِ بالوعد، وأن أولوية الخروج من الأصدقاء أعلى من أولوية الخروج مع العائلة، وفي مثال آخر فمن المعلوم أن مهارات التواصل الفعّال تعد واحدة من أهم مهارات الذكاء العاطفي، كيف لا وهي المهارة التي يقوم عليها نجاح كل العلاقات سواء كانت التجارية منها أم الإنسانية، أم التعليمية، وحتى علاقات الدول بعضها ببعض.

إقرأ أيضاً: 7 طرق لتنمية الذكاء العاطفي

قصص عن الذكاء العاطفي:

كثير منا يعرف قصة العالم أديسون، وكيف أنه كان من الأغبياء في صفه أيام طفولته إلى درجة أن المدرسة أرسلت لأمه رسالة فحواها: "ابنكِ مريض عقلياً ولا يمكننا السماح له بالذهاب إلى المدرسة بعد الآن"، ما إن فتحت أم أديسون الرسالة حتى اغرورقت عيناها بالدموع، وبفضول طفولي سأل أديسون أمه عن مضمون الرسالة، فأخبرته بأن المدرسة تقول أنه وبإجماع المدرسين المشرفين عليك، أنك تمتلك درجة عالية من الذكاء الأمر الذي يجعلك متفوقاً على أقرانك، ولا يمكن لك الاستمرار في الدراسة بها، ومن هذه اللحظة سأكون المعلمة لك،  وبالفعل قامت أم أديسون ببذل مجهودات جبارة وكبيرة حتى أصبح ابنها ما نعرف عنه الآن، وبالعودة إلى قصة أديسون نجد أن أم أديسون كانت على مستوى عال في استخدام مهارات الذكاء العاطفي، حيث استطاعت هذه الأم العظيمة أن تتحكم في مشاعرها، وتسيطر على انفعالاتها، فهي لم تصرخ في وجه ابنها لتؤنبه على غبائه، كما أنها لم تنهار من محتوى الرسالة المكتوب، بل على العكس كليا هي استطاعت ضبط انفعالها، وتعاطفت مع ابنها بطريقة صحيحة فعرفت يقينا ما يفكر به أديسون، وعرفت مشاعره تماماً، وتعاملت معه على هذا الأساس، بل أكثر من ذلك هي استطاعت ضبط انفعالاتها سنوات طويلة إلى درجة أن أديسون لم يطلع على محتوى الرسالة التي جاءت إلى أمه من المدرسة حتى  بعد وفاتها، ولذلك يقول عبارته الشهيرة التي وجدت في مذكراته: " توماس ألفا أديسون كان طفلاً مريضاً عقلياً، ولكن بفضل أم بطلة أصبح عبقري القرن".

في الختام:

هذه هي الصفات الأبرز التي تدل على صاحب الذكاء العاطفي الذي يمتلك قدرةً عاليةً على التفاعل البنَّاء مع الآخرين، وإقامة علاقات إيجابية مثمرة معهم بعيداً عن المشكلات والخلافات.

المصدر: برينيكور




مقالات مرتبطة