أبرز أربع مهارات يحتاج الخريجون حديثاً إلى تحسينها

لقد علّمتك الجامعة الكثير من الأشياء، ولكنَّ التعلّم لا ينتهي بانتهاء التعليم في الجامعة، فخلال رحلة عملك ستحتاج إلى تحسين مهاراتك بشكلٍ مستمر.

ما مدى استعداد الخريجين حديثاً للعمل في وظيفتهم الأولى؟ يقول المديرون إنَّ هؤلاء الموظفين المتخرجين حديثاً من جامعاتهم يفتقرون إلى العديد من المهارات. بغض النظر عن حجم الثقة التي تحملها تجاه القدرات التي تتمتع بها فإنَّه يتوجب عليك التعامل مع أبرز المهارات التي يعتقد أصحاب العمل أنَّك تفتقر إليها. ففي العام 2016 صدر "تقرير جاهزية مهارات القوى العاملة" (Workforce-Skills Preparedness Report) بالتعاون ما بين شركة "باي سكيل" (PayScale)، وهي شركةٌ تقدِّم بياناتٍ وبرمجيات حول التعويضات (الرواتب)، وشركة "فيوتشر ووركبليس" (Future Workplace)، وهي شركة مختصة بشؤون التطوير التنفيذي، حيث كانت نتيجة التقرير أنَّ 87% من المتخرجين حديثاً يشعرون بأنَّهم جاهزون للعمل بعد التخرج، إلَّا أنَّ نصف المديرين الذين استُطلِعت آراؤهم فقط شعروا بأنَّ موظفيهم المتخرجين حديثاً من الجامعة كانوا جاهزين ليصبحوا جزءاً من القوة العاملة. إليك أبرز أربع مهارات يجب عليك التركيز على تحسينها إذا كنت ترغب في أن تكون جاهزاً للعمل، بالإضافة إلى بعض النصائح حول كيفية اكتساب تلك المهارات:



1- حسِّن مهارات الكتابة لديك:

لوحة مفاتيح

قد تكون مارست الكتابة في الجامعة ولكن ما قمت بكتابته في الجامعة لا يشبه ما ستقوم بكتابته في أثناء العمل. حيث يُعدُّ التواصل عبر البريد الإلكتروني مع الزملاء، والمديرين، والعملاء، والزبائن أمراً مختلفاً. فقد أشار 44% من المديرين إلى أنَّ الكفاءة في الكتابة هي المهارة الأبرز التي يفتقر إليها موظفوهم الخريجون حديثاً. فلتحسين مهارات الكتابة لديك تذكر القاعدة الأساسية في التواصل وهي أنَّك توجه كتاباتك إلى جمهورك، فرسالتك الموجزة يجب أن تتمحور حول احتياجاتهم، ورغباتهم، وأولوياتهم. إنَّ الطريقة الفضلى للقيام بذلك هي استخدام أسلوب الأسئلة الخمسة: من (لمن نكتب)، وماذا (ماذا سنكتب)، وأين (إلى أي جهةٍ سأكتب)، ومتى (الوقت الذي أكتب فيه)، ولماذا (ولماذا أكتب هذه الرسالة)، وقد تحتاج أيضاً إلى إضافة "كيف" (كيف أكتب هذه الرسالة) إلى هذه الأسئلة الخمسة. ولا شك في أنَّ ذلك غير سهلٍ على الإطلاق، ولكن ثمَّة تطبيقاتٌ مثل "جرامارلي" (Grammarly) و"هيمينغواي أب" (Hemingway App) تساعدك على تحسين كتابتك. أو قد تحتاج إلى المساعدة من أحد الاستشاريين. وأفضل نصيحة لتحسِّن مهارات الكتابة لديك هي أن تقرأ وتكتب بشكلٍ أكبر، لذا خصص جزءاً من وقتك للقيام بهذه الأنشطة.

2- حسِّن مهاراتك في مخاطبة الجماهير:

مُحاضِر

تُعدُّ مخاطبة الجماهير من الأنشطة الأكثر إثارةً للرهبة والنفور، ولكن لا تسمح لذلك بالوقوف في طريق نجاحك. لقد جاءت هذه المهارة في المرتبة الثانية من بين أكثر المهرات التي خيبت آمال أصحاب العمل. إنَّ مخاطبة الجماهير ليست مجرد حديثٍ أمام مجموعةٍ كبيرةٍ من الناس، فهي تتضمن بالإضافة إلى ذلك التواصل في أثناء الاجتماعات. فإذا كنت تتوتر من الحديث أمام الناس فابدأ بتلخيص النقاط الأساسية التي تودُّ الحديث عنها من دون الحاجة إلى التفصيل. انتبه بشكلٍ خاص إلى ما ستقوله في بداية حديثك وفي نهايته لأنَّ ما ستقوله حينها هو على الأرجح أكثر ما سيعلق في أذهان الجمهور، وإياك أن ترتجل ما ستقوله من دون تحضيرٍ مسبق. فعزز ثقتك عن طريق الوقوف أمام المرآة والتحدث بصوتٍ عالٍ، أو يمكنك تسجيل صوتك باستخدام هاتفك الذكي، أو الاستعانة بمنتور ليقدم لك تغذيةً راجعة حول أدائك.

 

اقرأ أيضاً: 7 نصائح ذهبية لإتقان فن مخاطبة الجمهور

 

3- تعلَّم كيفية تحليل البيانات:

تحليل البيانات

إذا لم تكن قد سنحت لك الفرصة من قبل لتحليل البيانات باستخدام برامج مثل الإكسل، أو "تابلو" (Tableau)، أو "بايثون" (Python)، أو "آر" (R) فإنَّك الآن ستحتاج إلى ذلك. هذه القدرة تُصنَّف في المرتبة الثالثة من بين المهارات الأبرز التي يعتقد المديرون بأنَّ الخريجين الجدد يفتقرون إليها. فالبيانات موجودة في كل مكان، كما أنَّها تؤثر في جميع الأدوار ضمن المنظمة من المحاسبة وحتى خدمة الزبائن. وثمَّة العديد من الدورات المجانية التي يمكنك الالتحاق بها والمُقدَّمة عبر الإنترنت، وستعلمك هذه الدورات كيفية استخدام برامج تحليل البيانات تلك. وقد يتوجب عليك أنت أن تبادر وتطلب العمل في مشروعٍ خاص من أجل تطوير تلك المهارات وذلك في حال كان عملك لا يتطلب منك في أغلب الأحيان التعامل مع البيانات.

4- التفكير بطريقة نقدية:

التفكير والتأمل

يقول حوالي 60% من أرباب العمل إنَّ مهارات التفكير النقدي وحل المشاكل تتربع على رأس المهارات التي يفتقر إليها الموظفون المتخرجون حديثاً من الجامعات. حيث يمكن قياس مدى تمتع الشخص بهذه المهارات من خلال طريقة إدارته للأزمات وتجاوبه مع الصراعات. وبما أنَّك غير خبيرٍ نسبياً في التعامل مع سيناريوهات العمل فإنَّك ستحتاج إلى بعض التوجيه. إنَّ حل بعض تلك المشاكل في مكان العمل لا يكون بالضرورة عملاً بديهيَّاً. فاستعن بأحد المنتورز واطلب منه المساعدة على تقويم الحلول التي قدمتها إلى بعض الحالات التي تعاملت وإيَّاها في السابق. اقرأ مقالاتٍ ودراسات حالة، وابتكر بشكلٍ تدريجي حلولاً خاصةً بك فإنَّ ذلك يجب أن يؤدي إلى تحسن تفكيرك بطريقةٍ نقدية.

وأخيراً حافظ على عقلية طالب العلم طوال حياتك، واستمر في تحديث مهاراتك وتعلُّم أشياء جديدة في أثناء العمل.

 

المصدر: هنا




مقالات مرتبطة