وداعاً للآلام في شهر الصيام:
إلا أن بعض الصائمين يفرطون بحق في تناول الأطعمة الضارة خاصة على وجبة الإفطار إلى جانب الموروثات الثقافية التي تحتم امتلاء الموائد في رمضان بما لذ وطاب من الأطعمة والتي غالبا ما تعج بالكربوهيدرات والدهون والنشويات لينهال عليها الصائمون في فطرهم أو سحورهم والحصيلة تكون دخول كميات ونوعيات من الأطعمة إلى القناة الهضمية تتسبب في عسر الهضم وتبدأ رحلة العذاب لمرضى القولون.
وحرصا على صحتكم الغالية تقدم لكم ابتكار نظاماً غذائيا شاملاً يحقق التوازن الغذائي والراحة من آلام القولون المزعجة في رمضان.
القولون هو عبارة عن جزء من الأمعاء يبلغ طوله من 150 ـ 185 سم، ويستقبل ما تبقى من الأغذية والعصارات من الأمعاء الدقيقة بعد عملية الهضم ويمتص ما تبقى من سوائل وماء قبل عملية الإخراج ويعاني المريض باضطرابات القولون من ألم بالبطن وغازات وانتفاخ واضطرابات في الأمعاء ما بين إسهال أو إمساك.
لتجهيز القناة الهضمية والقولون للعمل ابدأ فطورك وقت أذان المغرب بتناول جرعة من الماء مع التمر أو العصائر لتعويض نقص السكر في الدم وخاصة في حرارة وطول نهار رمضان هذا العام ، ويعد هذا بمثابة إشارة تحفيزية ترسل بدورها إشارات عصبية للقولون للاستعداد ثم قم بصلاة المغرب ... هذه الدقائق القليلة لها فائدة مهمة وأساسية في تنظيم عمل القناة الهضمية بعد فترة الصيام.
وعقب انتهائك من صلاة المغرب تبدأ في وجبة الإفطار الأساسية التي لابد أن تراعي فيها التوازن والاعتدال في كميات ونوعيات الطعام المتناولة وحاول بقدر الإمكان البعد كل البعد عن الإفراط في الأطعمة الدسمة والسكريات مع الإقلال من البهارات والأغذية الحارة المتبلة.
وللخضروات -المطهوة أو غيرها- بصفة عامة وللسلطة الخضراء بصفة خاصة دورا هاماً كروشتة علاجية من آلام القولون فاحرص أن تحتوي مائدتك على الخضروات مثل البقدونس والخيار والفول النابت والخرشوف والكراث والبصل، ومابين الفطور والسحور حافظ على تناول كميات من الماء والسوائل للوقاية من الإمساك.
ويفضل أن تؤخر وجبة السحور قدر المستطاع للسماح للمعدة بالهضم وحتى يتمكن القولون من إفراغ محتوياته، أما عن الأطعمة فاحرص على وجود اللبن والفاكهة واللبن الرائب والخبز الأسمر الغني بالألياف التي تساعد في الهضم وتقي من الإمساك.
وننصح بتناول الزبادي في السحور لاحتوائه على مواد دهنية نافعة تسهل الهضم، كما أنه يقضي على البكتيريا الضارة بالجسم، ومليء بالفيتامينات ولاسيما الكالسيوم فيمنع الإجهاد والتعب ويساعد على تفادي الجوع في فترات الصيام الطويلة.
ومن كل ذلك يمكننا أن نلخص نصائحنا لتفادي آلام القولون والإمساك في عدة نقاط كتجنب الأغذية التي تحتوي على دهون وبهارات حارة والملفوف(الكرنب) والفول والعدس والفاصوليا لتخمرها في القولون مع إحداث غازات ويفضل الإقلاع عن المياه الغازية وخاصة "الدايت" وتجنب شرب القهوة والشاي الثقيل.
المشي لمدة ساعة وعدم الإفراط في الراحة والنوم هذا مع الحفاظ على جرعات متقطعة من الماء والسوائل بعد مضي نصف ساعة من الإفطار إلى جانب تناول المواد الغذائية الملينة كالخضروات مطبوخة أو النصف مطهية والطازجة والفواكه والبرقوق والكرفس .
أما عن طول فترة الصيام ما بين السحور والفطور هذا العام فهي ليست سيئة لمرضى القولون حيث طول الفترة سيساعد على تنظيم الطعام من ناحية وتوفير الراحة للجهاز الهضمي من ناحية أخري وهي عوامل تصب جميعها في علاج القولون.
ولأن التوتر العصبي يزيد من تفاقم الأمر لمرضى القولون فإن للصيام فائدة أخرى وهي توفير الهدوء النفسي من خلال العبادة والطاقة الروحانية التي تكسب الصائمون السكينة والهدوء وبالتالي راحة للقولون .. كل رمضان وأنتم بخير وصحة والى الله أقرب.
أضف تعليقاً