9 نصائح غير شائعة للتعامل مع الناس

تحتاج المنظمات إلى قادة يتمتعون بمهارات متميزة في مجال التعامل مع الناس؛ إذ يبني القادة الذي يتمتَّعون بمهارات قوية في هذا المجال علاقات نافعةً مع فرقهم ويكسبون ثقتهم ويتواصلون ويتعاونون مع الزملاء والشركاء والعملاء بفاعليَّة؛ وبالتالي تُترجم هذه المهارات الناعمة إلى نتائج جديَّة ومؤثرة في الشركات.



لذا يعدُّ التحسين المستمر لمهارات التعامل مع الناس أمراً لا بد منه للقادة، ورغم كثرة النصائح التي قد تساعدك على التعلُّم، يجب إعادة التفكير حتى في النصائح القديمة من حينٍ لآخر؛ لذا جمعنا من أحاديث القادة الذين صقلوا مهاراتهم في التعامل مع الأشخاص لسنوات نصائح مفاجئة أو غير مألوفة تعلَّموها خلال مسيرتهم المهنية، فإليك نصائحهم، اقرأها وانظر كيف يمكنها أن تساعدك على تكوين علاقات أقوى في حياتك المهنية:

1. اعلم أنَّ التنازل ليس الحل الأفضل دائماً:

يقول "كريستيان لانج" (Christian Lanng)، الرئيس التنفيذي لشركة "تريد شيفت" (Tradeshift): "لقد تعلَّمت طوال مسيرتي المهنية أنَّ التنازل ليس الاستراتيجية الأفضل دائماً؛ على عكس ما تعلَّمته في المدرسة الابتدائية؛ إذ يجب أن تتشبَّث بآرائك، وأن تكون جريئاً في مخالفة آراء الآخرين، وأن تدافع عن نفسك دفاعاً شرساً.

عبِّر عن رأيك بصراحة، وتمسَّك بموقفك حتى لو أدَّى ذلك إلى التوتر على الأمد القصير، فغالباً ما يحدث التغيير الكبير نتيجة لصراع الأفكار، وينطبق هذا على جُل المواقف، حتى عندما تتحدث إلى الرئيس التنفيذي، وليس المقصود أن تكون عنيداً أو متهوراً، ولكن أن تكون صريحاً وصادقاً، وحينئذٍ سيأخذ الآخرون آرائك على محمل الجد، وسيتعلمون في النهاية أن يتحلُّوا بالجرأةِ ذاتها، فضلاً عن أنَّك ستصل إلى الحقيقة بصورة أسرع، وستجعل الفوز من نصيب أفضل الأفكار".

إقرأ أيضاً: كيف تكون حازماً، طلب ما تريد بصرامة وعدل

2. خصِّص وقتاً للتفكير قبل الرد:

يقول "إيريك بوين" (Eric Bowen)، مدير العمليات بشركة "بابل ستريت" (Babel Street): "من الواضح كم تتطلب الوتيرة السريعة للأعمال الحديثة تواصلات سريعة تركز على العمل وليس على اللهجة أو الأسلوب، ورغم ذلك، يمكن لمتلقي مثل هذه التواصلات القصيرة استنتاج لهجة سلبية لم تكن مقصودة مطلقاً وأن يلقي المسؤولية على المرسِل لتوضيح أو حتى تلافي آثار بعض المشاعر المؤذية، وقد يهدر كلاهما الوقت.

ربما يبدو الأمر غير منطقي، ولكن غالباً ما يبني تخصيص مزيد من الوقت لتوجيه رسالة إلى المتلقي توجيهاً مثاليَّاً علاقة إيجابية من شأنها تسهيل التواصلات المستقبلية".

3. لا تتجنَّب المواجهة للحدِّ من التوتُّر:

يقول "سانجاي مالهوترا" (Sanjay Malhotra)، الرئيس التقني في شركة "كلير بريدج موبايل" (Clearbridge Mobile): "يحاول الناس غريزياً تجنُّب المواجهة مع الآخرين قدر الإمكان، سواء كان ذلك في العمل أم في حياتهم اليومية.

وقد يرجع هذا إلى حقيقة أنَّ البشر لا يستمتعون بأي شيء يُشعِرهم بعدم الارتياح أو بأي بمشاعر سلبية، ولكن لا يقلِّل تجنُّب المواجهة مع شخصٍ ما من التوتر في الواقع؛ بل يفعل العكس تماماً؛ إذ سيزداد الاستياء تجاه الآخرين بمرور الوقت على نحوٍ بطيء؛ ممَّا سيجعل الناس غير مهتمين ومنفصلين عن بعضهم بعضاً؛ لذا أعتقد أنَّه يجب على القادة والموظفين ألَّا ينصاعوا لرغبتهم الغريزية في تجنُّب حرَج المواجهة، وأن يتقبَّلوها ويشجعوا حدوثها.

لقد تعلَّمتُ طوال مسيرتي المهنية أنَّ كثيراً من المشكلات التي ظهرت، كان يمكن تجنُّبها لو عولجت في وقتٍ أقرب؛ لذا لا تخَف من التعبير عن آرائك وإبداء وجهة نظرك؛ إذ يسمح ذلك للجميع بسماع أفكارك وأفكار وآراء الآخرين، لقد تعلَّمتُ استخدام الصراع في الواقع كوسيلة لحث فريقي على التعاون والتكاتُف للتحقُّق من صحة الأفكار وتحقيق هدف مشترك".

إقرأ أيضاً: تطوير الشخصية، تعلّم المواجهة بثبات وشجاعة

4. اسأل عن السبب كثيراً:

يقول "روبرت ريفز" (Robert Reeves)، الرئيس التقني في شركة "داتيكال" (Datical): "لقد تعلَّمتُ أن أسأل دائماً عن السبب، وللأسف كثيراً ما يعتمد قادة تكنولوجيا المعلومات على التحليل السطحي ويقبلون بالقصص الخاطئة التي تُروَى بطريقةٍ جيدة ولكنَّها لا تقدِّم حلولاً؛ وبالتالي تُعدُّ تقنية الأسباب الخمسة جيدة جداً للوصول إلى السبب الجذري للمشكلات لفهم الأسباب الأساسية، وبمجرد العثور على السبب، يصبح الحل بديهياً".

5. اعلم أنَّ الشغف أهمُّ من الخبرة أحياناً:

يقول "كريج ويليامز" (Craig William)، رئيس قسم المعلومات في شركة "سينا" (Ciena): "هناك حكمة قديمة يسمعها الجميع في مرحلةٍ ما من حياتهم المهنية، وهي "الخبرة هي كل شيء"، ولكن لا ينبغي أن تكون الخبرة بمثابة المؤهل النهائي للتوظيف رغم أهميتها.

ورغم أنَّ هذا أمر سائد في عملية التوظيف؛ إذ يركِّز القادة تركيزاً شديداً على إمكانات المرشح المدوَّنة في سيرته الذَّاتية وعلى خبرته في مجال معين، إلَّا أنَّ الشغف والعاطفة والقيادة هي العوامل غير التقنية التي أبحث عنها عند التفكير فيمن أريد توظيفه في مؤسستي.

وفي المجالات التي تكون فيها الموهبة هي الأولوية، يتعيَّن على القادة البحث عن الأساسيات التقنية، والبحث أيضاً عن الأفراد الذين يتحلُّون بالدافع والإيجابية، وتطويرهم وتشجيعهم؛ وذلك لأنَّهم هم من يلهمون المنظمة ويرفعون من شأنها".

شاهد بالفيديو: كيف تكتشف شغفك وتصل إليه؟

6. حافِظ على ما يجعلك فريداً:

يقول "ستيف بيرتون" (Steve Burton)، أحد المديرين في شركة "هارنس" (Harness): "يُعدُّ الاهتمام بالتغذية الراجعة أمراً هامَّاً، ولكن لا تجعل هذا الأمر يَسلبك ما يجعلك فريداً، وإلَّا سوف ينتهي بك الحال مثل أي مدير تنفيذي آخر يؤدي وظائفه بطريقة مؤسسية شِبه آلية؛ لذا تعلَّم دائماً الحفاظ على حدودك، حتى لو لم يرضِ هذا الجميع، وإذا أحدث ذلك عقبة في وظيفتك الحالية أو أضرَّ بفرصة تنتظرها، فتقبَّل الأمر كعرضٍ جانبيٍّ مؤقت، وسينتهي بك الأمر على نحوٍ أفضل في المستقبل".

7. ساعد الناس، حتى عندما يفكرون في المغادرة:

يقول "مورلي ثيروميل" (Murli Thirumale)، الرئيس التنفيذي لشركة "بورتوركس" (Portworx): "ربما سمع الكثير منا عمَّا يُسمى بـ "كوتشينج الاستبقاء"، لكنَّني أؤمن بشيء أسمِّيه "كوتشينج عدم الاستبقاء"، فإذا كان هناك موظف يفكر في المغادرة، ينبغي علينا كقادة ومديرين تشجيعه على استكشاف خياراته والتفكير مليَّاً فيها؛ وذلك لأنَّك إذا ساعدتهم على ذلك، ستجد أنَّهم سيكونون مخلصين لك للغاية إذا انتهى بهم الأمر بالبقاء في الشركة".

8. اعلم أنَّ استراتيجية تقمُّص الأدوار لا تصلح لبعض الناس:

يقول "جوناثان فرايز" (Jonathan Fries)، نائب رئيس قسم الهندسة والتحول الرقمي بشركة "إكسديل" (Exadel): "قد يكون استخدام استراتيجية تقمُّص الأدوار لتحسين مهارات التواصل أمراً مفيداً في بعض المواقف، ولكن بالنسبة إلى الكثير من الناس -وخاصةً الانطوائيين- تكون الضغوط الناجمة عن القيام بهذه الاستراتيجية عديمة الفائدة؛ إذ لا يتعلم الانطوائيون جيداً أمام الآخرين.

ويعدُّ توقُّع تعلُّمهم لمهارات التواصل من خلال تمثيل الأدوار أمراً غير فعَّال على الإطلاق؛ إذ سيُمحى كل ما كنت تأمل أن يتعلَّموه؛ وذلك لأنَّهم سيقضون معظم الوقت في التفكير في أدائهم دون التركيز على ما يجب عليهم تعلُّمه؛ لذا من الأفضل تزويدهم بالمعلومات مع المتابعة في جلسات فردية لمعرفة كيفية تطبيقهم لأي أسلوب شاركته معهم".

9. احترم الجميع، وليس الكبار فحسب:

يقول "ديفيد بيرد" (David Bird)، مدير ومستشار عقاري عبر الإنترنت: "يمكن توسيع النصيحة القديمة التي تقول "احترم كبار السن" لتتناسب بصورة أفضل مع مكان العمل الحديث من خلال عدم التركيز على احترام من هم أكبر منك سناً بينما يمكنك معاملة الشباب في مكان العمل بالقدر نفسه من الاحترام والمسؤولية، فإذا تعاملت مع جميع موظفيك بمستوى الاحترام نفسه، ستنشئ مساحة من ملكية الذات، والمبادرة، والتعاون".

المصدر




مقالات مرتبطة