9 نصائح تساعد طفلك في التأقلم مع مدرسته الجديدة

بصفتنا آباء، فإنَّنا نحاول تنظيم حياة أطفالنا بطريقة تجعلها مستقرة، وتوفير عادات روتينية، وتقليل الصعوبات العاطفية قدر الإمكان، لكن في جميع الأحوال وبغض النظر عن الجهود التي نبذلها، فإنَّ الاستقرار لا يدوم ويحدث التغيير وأحياناً يكون مؤثراً جداً.

من هذه التغييرات التي تحدث في حياة كل طفل الانتقال إلى مدرسة جديدة، وسواء كان التغيير بسبب وظيفة جديدة تتطلب الانتقال إلى منطقة أخرى ومن ثم نقل الطفل إلى مدرسة جديدة، أم أنَّ التغيير يحدث بسبب انتقال الطفل من المرحلة الابتدائية إلى الإعدادية، فمن المؤكد أنَّ طفلك سيختبر هذه التجربة في مرحلة ما.

قد تكون الأيام أو الأسابيع الأولى من التغيير ممتعة، لكن يمكن أن تكون أيضاً مليئة بالقلق وعدم اليقين؛ لذا ستساعد النصائح التالية طفلك على التكيُّف بسرعة مع هذا التغيير وهي:

1. ابقَ إيجابياً:

لا يوجد شيء يساعد طفلك على الحفاظ على موقفه الإيجابي تجاه مدرسته الجديدة أكثر من موقفك الإيجابي نفسه، فإذا كنتَ قلقاً من الانتقال وأظهرتَ ذلك لطفلك، فسينتقل قلقك إليه. لا بأس بالتحدُّث إلى طفلك عن مخاوفه وتوقعاته، لكن يجب أن تُطمئِنه في نفس الوقت إلى أنَّه سيحظى بعام رائع، ومن المفيد أيضاً أن تخبر طفلك أنَّ كل الأطفال يمرون بنفس التجربة عاجلاً أم آجلاً.

2. اجعَل الطفل يشعر بأنَّك تدعمه:

لا يوجد ما يبعث الطفل على الطمأنينة أكثر من شعوره بأنَّك ستكون معه في كل خطوة في هذا التغيير، وبالطبع لا يعني ذلك أنَّك ستدخل معه إلى الفصل، ولكنَّك ستدعمه قبل الذهاب إلى المدرسة وبعد المجيء منها، وستكون مُتاحاً في أثناء وجوده في المدرسة عند الضرورة.

يمكن أن يكون العمل التطوعي في مدرسة طفلك أو صفِّه وسيلة فعالة لمساعدته على التكيُّف مع بيئة مدرسته الجديدة.

إذا كان طفلك يافعاً نسبياً، فساعده على اختيار فصوله الدراسية وتواصَل معه يومياً بهذا الخصوص؛ إذ يساعد دعم طفلك اليافع جسدياً وعاطفياً على التكيُّف بسهولة مع مدرسته الجديدة.

3. شجِّع طفلك على المشاركة في نشاطات الفصل الدراسي:

تُعَدُّ مشاركة الطفل في نشاطات المدرسة وسيلة رائعة لتخفيف مخاوفه ومساعدته على التكيُّف سريعاً مع مدرسته الجديدة.

في نفس الوقت لا يجب أن تجبره على شيء، لكن اكتفِ بتشجيعه على المشاركة في الفصول والنشاطات التي تتيح له فرصة تشكيل صداقات جديدة وتمنحه الشعور بأنَّه فرد من هذا المجتمع الجديد أكثر من كونه وافداً جديداً.

يتعزز لدى الأطفال اليافعين الذين يشتركون في نشاطات المدرسة والأندية والرياضات الشعور بأنَّهم مرتبطون ارتباطاً أكبر بزملائهم، كما أنَّ أداءَهم الأكاديمي يتحسَّن بشكل ملحوظ.

يمكن أن تساعد المشاركة في النشاطات اللا منهجية خارج الفصول الدراسية على جعل الطفل يشعر بأنَّه مرتبط بزملائه داخل الفصل الدراسي.

4. احرَص على أن ينال طفلك قسطاً وافراً من النوم:

تؤكِّد المزيد من الدراسات ما كان يعلمه الآباء منذ سنوات؛ وهو أنَّ الحصول على ليلة نوم جيدة أمر ضروري جداً لتحسين صحة الطفل وقدرته على التكيُّف.

من الهام أيضاً الحرص على النوم جيداً قبل البدء بالعام الدراسي الجديد، وخاصةً إذا كان الطفل سينتقل إلى مدرسة جديدة، ولتخفيف عناء الانتقال إلى المدرسة الجديدة على الطفل؛ يُنصَح بجعل الطفل يعتاد على روتين النوم الصحي قبل عدة أسابيع من بدء المدرسة، وستضمن من خلال ذلك عدم تبدُّل مواعيد النوم بالنسبة إلى الطفل مع الانتقال إلى المدرسة الجديدة.

5. اصطحِب طفلك في جولة إلى المدرسة قبل بدء العام الدراسي:

لا تنتظر حتى اليوم الأول من المدرسة حتى يكتشف الطفل المناخ الجديد، فالمجهول هو أكثر ما يخيف الطلاب بشأن يومهم الأول في المدرسة، وخاصةً بالنسبة إلى أولئك الذين يرتادون مدرسة جديدة.

كي تتجنب ذلك اصحِب طفلك قبل اليوم الأول في جولة للاعتياد على التغيير، فإذا كان سيستقل الحافلة، فاصطحِبه بجولة كي يتعرَّف إلى موقف الحافلة، أمَّا إذا كان سيذهب سيراً كل يوم، فاصطحِبه في جولة على الطريق الذي سيسلكه، وإذا كان سيذهب مع أصدقائه، فاطلُب منهم مرافقتكم في الجولة.

اصحب طفلك قبل موعد بدء المدرسة وساعده على العثور على فصله الدراسي، وتأكَّد من الحضور إلى المدرسة وقت خروج الطلاب في اليوم الأول كي تلتقي بالمعلم وتتعرَّف إلى مكان الفصل الدراسي.

ساعده أيضاً على تحديد مكان وقوف الحافلة والتعرُّف إلى الحافلة التي ينبغي أن يستقلها؛ إذ ستساعد هذه الإجراءات الاستباقية على جعل يومه الأول أقل صعوبة.

شاهد بالفديو: 8 نصائح تساعد الأطفال والآباء على الاستعداد للعودة إلى المدرسة

6. تأكَّد من أن تزوِّد طفلك بكل ما يحتاج إليه في المدرسة:

تخبر معظم المدارس أولياء الأمور في وقت مبكر عن المستلزمات والأدوات اللازمة للطالب، ويساعد حضور الطالب إلى المدرسة مع امتلاكه ما يلزم من أدوات مدرسية على تخفيف شعوره بأنَّه غريب، وهذا ينطبق بشكل خاص على الطلاب الأصغر سناً؛ وذلك لأنَّهم معرضون أكثر من غيرهم إلى الشعور بالاختلاف أو الإهمال.

من الهام أيضاً الاعتناء بوجبة الغداء للطفل، وإذا كان طفلك يأكل الغداء في المدرسة، فتأكَّد من إعطائه النقود الكافية لشراء الوجبة، أما إذا كان يصطحب غداءَه معه، فتأكَّد من تحضير وجبة جيدة له في اليوم السابق حتى يأخذها معه في الصباح التالي.

7. حضِّر لوازم طفلك مساءً:

غالباً ما نصبح متوترين جداً في اليوم الأول من المدرسة، وخاصةً إذا كان لدينا أكثر من طفل يجب تحضيره للذهاب إلى المدرسة، ولكي تتجنَّب الشعور بالتوتر والسباق مع الوقت في الصباح، احرَص على تحضير كل شيء في المساء.

تأكَّد من تنظيم اللوازم المدرسية ووضعها في الحقائب، وتأكَّد من تحضير الغداء ووضع الملابس في المكان الصحيح، وبالطبع تحضير برنامج طفلك ليومه الأول في المدرسة، وسيسمح التحضير لهذا اليوم في الليلة السابقة لطفلك بالحصول على قسطٍ كافٍ من النوم والخروج من المنزل في الوقت المحدد وتجنُّب الشعور بقلق إضافي.

8. احرَص على إطعام طفلك بطريقة صحية:

غالباً ما يتجاهل الآباء أهمية اتِّباع الأطفال لنظام غذاء صحي، وخاصةً عندما يذهبون إلى المدرسة، ويحب الأطفال الوجبات الخفيفة المليئة بالسكر، لكن لا بديل لطفلك عن الوجبات الصحية سواء الخفيفة منها أم الرئيسة وتحديداً الغداء.

من الضروري أيضاً أن يتناول الأطفال فطوراً صحياً كل صباح، فالأطفال الذين يتخطون وجبة الفطور يفتقدون الطاقة والقدرة على التركيز ويعانون من صعوبة في الانتباه في أثناء الحصص الدراسية.

9. اصطحِب طفلك إلى المدرسة في اليوم الأول:

حتى إذا كانت توجد حافلة ستقل طفلك إلى المدرسة، يُنصَح باصطحابه في اليوم الأول من المدرسة حتى تتمكَّن من تعريفه إلى معلمه الجديد ومساعدته على العثور على الفصل الدراسي.

يُعَدُّ اصطحاب طفلك إلى المدرسة في اليوم الأول - خاصةً إذا كان ما يزال في المرحلة الابتدائية ويرتاد مدرسة جديدة - فكرة حكيمة جداً تعزز من قدرة الطفل على تجاوز مخاوفه في اليوم الأول والتكيُّف مع مدرسته الجديدة.

في الختام:

قد يكون الانتقال إلى مدرسة جديدة أمراً صعباً بالنسبة إلى الطفل ووالديه، لكن عندما تقدِّم لطفلك الدعم اللازم سيشعر بأنَّك تقف إلى جابنه وسيتمكن من التكيُّف سريعاً.