9 طرق يحسِّن بها ذكاؤك العاطفي إنتاجية فريقك

ما الفرق بين مجموعة من الأشخاص والفريق؟ ماذا عن فريق عادي وفريق لديه أحلام كبيرة؟ يزداد بحث الخبيرين عن استراتيجية واحدة مُحدَّدة لنقل أداء الفرَق من المستوى الجيد إلى المستوى الرائع وهذه الاستراتيجية هي الذكاء العاطفي (EQ).



تُعدُ هذه المهارة جزءاً هاماً جداً من التطوير المهني الفردي والجماعي، ففي ثقافةٍ أضحت فيها الأولوية للعمل عن بُعد، يُعدُّ الذكاء العاطفي الجماعي أمراً هاماً لتطوير فريق منتِج ويتواصل بفاعلية.

ما هو الذكاء العاطفي؟

إنَّ الذكاء العاطفي أساساً هو قدرة الشخص على تحديد عواطفه والتعامل معها تعاملاً مناسباً، ازدادت أهمية الذكاء العاطفي في مكان العمل منذ تسعينيات القرن الماضي؛ لكنَّ تركيز الاهتمام على التطوير الجماعي أعاق تطوره ككفاءة فردية، ومع تزايد الترابط في البيئة التنظيمية وحاجة الأنظمة المعقدة إلى تضافر الجهود عوضاً عن الدعم الفردي، تثبت الآليات الجماعية المُحرِّكة للثقافة والعاطفة والسلوك أنَّها أساس المشاركة والاستمرارية والنجاح.

في الواقع، يمكن القول الآن إنَّ الذكاء العاطفي المهني لا يقل أهمية عن المهارات التقنية المرتبطة بمعدل الذكاء للنجاح في مكان العمل؛ بعبارة أخرى، لم يُعد في إمكاننا فصل عملنا عن حياتنا الشخصية؛ وذلك لأنَّ الدراسات تُظهر أنَّ المشاركة الحقيقية والابتكار ينبعان من استثمار شخصي في المهمة المُؤدَّاة.

شاهد بالفيديو: أركان الذكاء العاطفي الستة (طرق رفع الذكاء العاطفي)

سمات الفريق الذكي عاطفياً:

توجد ثلاث سمات رئيسة للفريق تشير إلى الذكاء العاطفي الشخصي لدى أعضائه، يقول خبيرا الذكاء العاطفي الدكتورة "فانيسا دروسكات" (Vanessa Druskat) والدكتور "ستيفن وولف" (Steven Wolff) في التحليل التفصيلي الذي أجرتاه: "توصَّل بحثنا إلى وجود ثلاثة شروط ضرورية لفاعلية المجموعة: الثقة المتبادلة بين الأعضاء والشعور بهوية المجموعة والشعور بفاعلية المجموعة".

يمكن لفريقك العمل دون هذه الشروط بالطبع، لكن لن تحقق إمكاناتك القصوى وتنجز عملك بأكبر قدر ممكن من الكفاءة، وعدم بلوغ حالة "الفريق المثالي" ليس سببه قصور في المهارات التقنية أو قلة الخبرة؛ بل لأنَّ أعضاء فريقك لا يشعرون بالراحة الكافية للتفاعل تفاعلاً عاطفيَّاً كاملاً مع بعضهم، ومن ثمَّ مع المهمة التي يؤدونها.

لا تسارع إلى مواجهة زملائك وتعود بعد ذلك إلى التصالح معهم، فهذا التقلب هو على الأرجح انعكاسٌ لا واعٍ لحقيقة أنَّكم لم تكونوا أصحاباً في يومٍ من الأيام، ويرجع ذلك أيضاً إلى أنَّ العديد من الفرق لا تعمل بفاعلية على هذه الركائز الثلاث للفرق المنتجة وتطورها تطويراً متسقاً.

نظراً لاعتقادك أنَّ فكرة الفريق المثالي تبدو جيدة جداً، فعليك التركيز على المجالات التسعة التالية للذكاء العاطفي للفريق، وعندها ستبدأ بإدراك قوة الذكاء العاطفي لمؤسستك.

إقرأ أيضاً: أهمية الذكاء العاطفي في العمل

كيف تتعامل مع الذكاء العاطفي الجماعي تعاملاً طبيعيَّاً؟

إنَّ مفتاح الحصول على فريقٍ ذكيٍّ عاطفياً هو ما يُعرَف بـ "مخزون الكفاءة العاطفية الجماعية" (Group Emotional Competence (GEC) Inventory)، واستناداً إلى بحث كل من الدكتور "دروسكات" (Druskat) والدكتور "وولف" (Wolff)، بمجرد تطوير هذا المخزون من المعايير إلى عادات بين أعضاء فريقك، ستضع أنماطاً من السلوك يتقبَّلها الجميع تعزز الثقة والتفاهم والدعم، ألا يبدو هذا مكاناً رائعاً للعمل؟

لا تُبنى المعايير الاجتماعية من خلال جعل زملائك يتحلقون حولك والتربيت على أكتافهم، فالمعايير الاجتماعية هي قواعد غير مكتوبة يتَّفق عليها الجميع لتكون نمط السلوك المتوقع في إطار المجموعة، وما دام أنَّ كل فرد في مجموعتك يحب ممارسة سلوك يعكس الاهتمام إلى جانب إظهار غير ذلك من المشاعر، فقد يكون السيناريو آنفاً هو القاعدة الخاصة بك.

وفقاً لمخزون الكفاءة العاطفية الجماعية، تتحقق الكفاءة العاطفية من خلال تسعة معايير محددة، والتي تشكل شبكة مثل تلك الموجودة أدناه:

3 مستويات

6 أبعاد

9 معايير

الفرد الوعي الجماعي لأعضاء الفريق فهم الآخرين
الإدارة الجماعية لأعضاء الفريق

مواجهة الأعضاء الذين يخالفون المعايير

الاهتمام
مجموعة

الوعي الذاتي الجماعي

التقييم الذاتي للفريق
الإدارة الذاتية الجماعية
  • إيجاد وسائل للعمل مع العاطفة
  • إيجاد بيئة إيجابية
  • المبادرة لحل للمشكلات

خارج نطاق المجموعة

(خارجي)

الوعي الاجتماعي الجماعي

الفهم التنظيمي

الإدارة الجماعية للعلاقات الخارجية بناء علاقات خارجية

تُطوِّر هذه المعايير الفريق على المستوى الفردي؛ أي كل عضو في الفريق، والجماعي؛ أي جميع أعضاء الفريق معاً، وعلى مستوى الفرق، مثل الأقسام الموجودة في شركتك، وتركز أبعاد هذا التطور على الوعي والتعامل مع العواطف في كل مستوى، فالمعايير هي العادات الإيجابية التي يطورها فريقك للحصول على ذكاء عاطفي صحي.

لكنَّ هذا ليس كل شيء، فالحديث عن بناء فريق قوي أسهل من تطبيق ذلك على أرض الواقع، وأنت بالتأكيد لا تفكر فقط في عقد الندوات واللقاءات في الشركة.

إقرأ أيضاً: كيف أنجح في وضع رؤية ملهمة واستراتيجية للفريق؟

المشكلات التي تحلها هذه المعايير:

إليك 9 طرائق يمكن لفريقك من خلالها التعود فطرياً على الذكاء العاطفي الجماعي:

1. فهم طبيعة العلاقات مع الأشخاص:

عليك تسهيل وعي المجموعة بمستوى ارتياح كل عضو في الفريق للأنشطة والمشاريع الجماعية، وقد يبدو أخذ وجهات نظر الأفراد بالحسبان عند اتخاذ قرارات جماعية أمراً بديهياً، ولكنَّ السؤال فقط عن رأي الآخرين في المجموعة لا يكفي.

قد لا يشعر عضو الفريق الذي يُعرَف أنَّه انطوائي بالراحة في التحدث أمام جمهور، وقد يبدأ عضوٌ آخر مناقشة يسلط فيها الضوء على الجانب السلبي، ثم ينتقل إلى معالجة الصورة الكاملة، ثم يأتي عضوٌ ثالث متحمس للتحدث عن جميع الاحتمالات التي يقدمها المشهد العام المثير للاهتمام ولكنَّه يجد صعوبة مع التفاصيل الدقيقة؛ لذا يجب على الفريق الاعتراف بأنَّ جميع وجهات النظر هذه صحيحة وهامة لتحقيق هدف نهائي ناجح.

نصيحة لذكاء عاطفي رائع: وجهات النظر هي الأساس؛ لذا يجب على كل عضو في الفريق تحمُّل المسؤولية والتمتع بالشفافية بشأن أخذ وجهات النظر المختلفة بالحسبان.

2. مواجهة أعضاء الفريق الذين يخالفون المعايير:

ربما لديك فعلاً مجموعة من القواعد لمعاملة الأشخاص في فريقك؛ لذا حاول ألا تُشعر الناس بالسوء لجهلهم بمفهوم أو حقيقة قد يعرفها الآخرون مسبقاً، فإن وجَّه أحد أعضاء الفريق ملحوظة في غير محلها فلا بد له من الاعتذار ثم قبول الطرف الآخر هذا الاعتذار للمضي قُدماً وإجراء مناقشة مثمرة.

نصيحة لذكاء عاطفي رائع: لا داعي للشعور بالسوء حيال خرق أحد القواعد، ولكن يجعل توخي الحذر عند ذكر الخطأ وتصحيحه دون إطلاق الأحكام راحة الفريق وسلامته أولوية قصوى.

إقرأ أيضاً: كيف تكون فعالاً ضمن فريق العمل؟

3. تقييم الفريق الذاتي:

خذ وقتاً وفكِّر لتقييم مَواطن القوة والضعف لديك كفريق؛ حيث يمكنك القيام بذلك رسمياً من خلال تمرينات التقييم أو عبر مستشار خارجي، أو يمكنك دمج التغذية الراجعة الداخلية مع اجتماعات الفريق الأسبوعية أو مع عمليات التحقق؛ لذا اجعل التغذيات الراجعة عامة لفريقك ككل وانظر إلى أشياء مثل المكاسب الكبرى والعمليات الإنتاجية والانتكاسات المزعجة والحالات العاطفية والطرائق التي تتفاعلون بها مع بعضكم بعضاً.

نصيحة لذكاء عاطفي رائع: يحسِّن التقييم فريقك؛ لذا ضع هذا الهدف وقواعد التفاهم بين الأشخاص والسلوك الذي يعكس الاهتمام والمواجهة المناسبة بالحسبان عند التعبير عن الظلم أو الدعوة إلى تغيير العمليات.

4. إنشاء موارد للعمل مع العاطفة:

كل شخص فينا لديه عواطف، ويمكن للأعمال أن تُظهِر أفضل وأسوأ تلك المشاعر؛ حيث إنَّ امتلاك وسائل للسماح للعاطفة بالتأثير في العمل هو أكثر صحة لسلوك الفريق من التظاهر بأنَّك غير محبَط؛ لذا يمكنكم تخصيص بعض الوقت في اجتماع فريق للدردشة حول الأخطاء التي ارتكبتموها خلال الأسبوع؛ حيث تهدف المناقشة إلى التنفيس عن الإحباط العام للفريق وتحديد الدروس المستقاة وليس الانتقادات الشخصية، ففي عالم الأعمال لا بأس أن تقول: "لقد طفح الكيل".

نصيحة لذكاء عاطفي رائع: ابنِ عواطف فريقك وأظهِرها على العلن إظهاراً صحياً وغير جاد جداً.

5. بناء بيئة إيجابية:

صحيح أنَّ فريقك يحب عمله، لكنَّ أعضاءه يحتاجون أيضاً إلى الحوافز لمساعدتهم على أن يكونوا أكثر فاعلية؛ لذا ركِّز على التفاؤل قدر الإمكان، وافترض دائماً النوايا الحسنة، والتزم دائماً بالتعامل مع أقوال الجميع وجهودهم وأفعالهم على أنَّها نية جيدة وإيجابية لمصلحة المجموعة؛ حيث يقطع هذا شوطاً طويلاً في القضاء على عدم الثقة والقلق بشأن الإدراك.

نصيحة لذكاء عاطفي رائع: لا يعني امتلاك شخصية متفائلة أن تكون دائماً سعيداً؛ بل أن يعمل فريقك في مكان إيجابي قدر الإمكان.

إقرأ أيضاً: 12 خطوة لتتحلى بالإيجابية في مكان عملك

6. المبادرة لحل المشكلات:

لا ينبغي لأحد أن يواجه مشكلة بمفرده مع فريق ذكي عاطفياً، وألا يترك أحد مشكلة دون معالجة ويفترض أنَّ التعامل معها هو مشكلة شخص آخر، نحن جميعاً مخولون لأخذ زمام المبادرة لحل مشكلة في أيِّ قسم من الشركة يحتاج إلى الاهتمام؛ لهذا السبب يجب ألا نتعامل مع الضغوطات في مجالات خبرتنا وحدها.

نصيحة لذكاء عاطفي رائع: يخفف التعاون من عبء العمل؛ وتعني المبادرة إلى حل للمشكلات كفريق تحييد الأنانية وتقديم المساعدة عند حدوث خطب ما.

7. الاهتمام بما تعمله:

هذا درس أساسي ربما يجب علينا جميعاً العمل عليه من وقت لآخر وهو: عامل الآخرين كما تحب أن يعاملوك؛ حيث يتضمن ذلك التعاطف مع الصراعات الشخصية وتأكيد القيمة التي يقدمها كل عضو ودعم الجهد الذي يبذله كل منكم لتحقيق أهدافكم المشتركة.

نصيحة لذكاء عاطفي رائع: ادعموا بعضكم بعضاً، واطلبوا المساعدة من الآخرين بتهذيب ثم اشكروهم، وكرِّسوا الوقت للاهتمام ببعضكم بعضاً، ليس عليكم أن تكونوا أصدقاء مقربين، بل كونوا خير زملاء في الفريق.

8. فهم حاجات المؤسسة فهماً تاماً:

قد يعمل فريقك على قدم وساق؛ ولكن تكمن المهمة في جعل فريقك الصغير يتواءم مع المجموعة الأكبر، وقد تشكل الفرق المقربة من بعضها تكتلات، ويمكن أن تؤدي شدة التركيز على أعضاء هذه المجموعات إلى تجاهل المجموعات الأخرى داخل الشركة.

فقد يطلق مثلاً فريق التسويق حملة كبيرة دون التفكير في تدفق رسائل طلب الدعم في موسم التجديد الذي يكون مزدحماً أساساً، أو قد يتجاهل فريق التطوير طلباً للحصول على ميزةٍ ما من قِبَل الإدارة؛ وذلك لأنَّه لا يجدها هامة بالنسبة إليهم مثل تحديث برنامج جديد.

ضع في اعتبارك التناوب في الأدوار للعمل كعلاقات متبادلة مع الأقسام الأخرى، أو تقديم تغذيات راجعة خارجية على المبادرات الرئيسة التي تؤثر في الشركة ككل، واستمتع بالنوايا الحسنة التي تتلقاها في المقابل.

نصيحة لذكاء عاطفي رائع: لا تحصر لقاءاتك بالمجموعة خلال فترات الاستراحة فقط، واجعل فريقك متقبِّلاً لوجهات نظر الفِرق والأفراد الآخرين في شركتك وخبراتهم.

شاهد بالفيديو: 8 طرق يحسِّن بها ذكاؤك العاطفي إنتاجية فريقك 

9. بناء علاقات خارجية:

يتخذ معيار الذكاء العاطفي هذا إجراءات بشأن الفهم التنظيمي لفريقك، فيمكنك عقد لقاءات لشرح المفاهيم التقنية لأعضاء الفريق غير التقنيين شرحاً وافياً، ففي اجتماعات الشركة الشهرية، تقدِّم الفرَق المختلفة أحدث مشاريعها بأسلوب منتدى مفتوح يدعو الموظفين الخارجيين للمشاركة أو تقديم الأفكار، كما يمكنكم عقد سلسلة اجتماعات أسبوعية غير رسمية مع مدير الشركة تتيح للموظفين الدردشة عبر الفريق من أجل المتعة فقط؛ لذا اسع دائماً إلى تقديم إنجازات جديدة ومثيرة للاهتمام للناس للتواصل وبناء العلاقات.

نصيحة لذكاء عاطفي رائع: كن سفيراً في مجالك، واهدف إلى تمكين الآخرين من خلال خبرة فريقك، وأثِر فضول الآخرين عن طريق التواصل الفعال معهم.

يُعدُّ تطوير الذكاء العاطفي التزاماً مرتبطاً برفاهية فريقك وإنتاجيته، ولكن يجب ألا يكون الأمر معقداً؛ حيث يُبنى كل من الثقة والتفاهم والدعم من خلال فعل الأشياء الصغيرة اليومية التي تجعل مجموعة من الأشخاص يعملون كفريق.

المصدر




مقالات مرتبطة