9 طرق فعالة يستخدمها الأشخاص المميزون للتخلّص من الشك في النفس

سواءٌ كنت صاحب مشروعٍ تجاريٍّ صغير أو مديراً للعمليات في فيسبوك فإنَّ الشك يمكن أن يتسلل إلى نفسك ويمنعك من تحقيق التقدم. لقد أصبح الشك في النفس متلازمةً كاملة الأوصاف يُطلق عليها اسم متلازمة المحتال، حيث يمكن لهذه المتلازمة أن تجعل أفضل الأشخاص يتساءلون إذا ما كانت قدراتهم وإسهاماتهم الرائعة حقيقيةً أو أنَّها كانت مزيفةً طوال الوقت.

سيسمح لك التخلص من الشك بالحفاظ على ألق الميزات الأفضل التي تتمتع بها, وتعزيز نجاحك وقدرتك على القيادة. إليك كيف يقوم الأشخاص المتميزون بتجاوز مشاعر الشك في النفس التي تنتابهم، وكيف يمكنك أنت أيضاً القيام بذلك:



1- ركّز على ما تقوم به:

حتى الرئيس باراك أوباما يقرُّ بأنَّه تعرَّض للحظاتٍ من الشك خلال مسيرته المهنية. ففي مقابلةٍ صريحة أجراها مع مدونة "هيومنز أوف نيويورك" (Humans of New York) الشهيرة تحدث الرئيس أوباما عن محاولته التخلص من القيود التي قيد بها نفسه والتركيز على العمل المهم الذي يؤديه بهدف التعامل مع ذلك الشعور بالشك الذي كان ينتابه، وقدًّم هذه النصيحة التي يمكن لأي شخص اتباعها: "إذا كنت قلقاً على نفسك وتطرح على نفسك هذه الأسئلة: "هل أنا أحقق النجاح؟ وهل أنا في المكان الصحيح؟ وهل ما أقوم به يحظى بالتقدير؟" فإنَّك ستشعر في نهاية المطاف بالعجز والإحباط. ولكن إذا ركزت اهتمامك على ما تقوم به فسيكون لديك دوماً طريقٌ للخروج من الشك. ثمَّة دوماً ما يمكن القيام به".

2- ثق بنفسك:

وجدت "أورسولا بيرنز" (Ursula Burns), أوَّلُ امرأةٍ أمريكية من أصولٍ إفريقية تصبح مديرةً تنفيذية لإحدى شركات الـ "فورتشن 500" (Fortune 500)، أنَّ تمسُّكها برؤياها وآرائها أتاح لها الطريق للتعامل مع الشعور بالشك الذي كان ينتابها عندما كانت تشعر بأنها تائهة: "لقد أدركتُ أنَّني كنت أكثر إقناعاً لنفسي وللأشخاص الذين كانوا يستمعون إلي عندما كنت أقول ما يجول في فكري لا عندما كنت أقول ما كنت أعتقد أنَّ الناس يرغبون في سماعه مني". عندما تعْرِض أفضل أفكارك ويكون ما تقدمه ذا قيمة يمكنك الوثوق بأنَّك لا تخدع أي أحد وبأنَّك تستحق كلَّ نجاحٍ حققته.

3- وداعاً لمنطقة الراحة:

قال خبير القيادة "بريان تريسي" (Brian Tracy) في إحدى المرات: "يمكنك النمو فقط إذا كنت مستعداً لأن تشعر بالصعوبة والضيق اللذَيْن يرافقان تجريب أشياءٍ جديدة". إنَّه على حق، فكِّر في المرة الأولى التي ركبت فيها دراجة، لقد كانت تجربةً مرعبة، أليس كذلك؟ ولكنَّ ركوب الدراجة أصبح الآن على الأرجح أمراً سهلاً بالنسبة إليك. والأمر نفسه ينطبق على أيِّ شيءٍ في الحياة، فعندما تنظر إلى ذلك الشعور بالشك على أنَّه شعورٌ سيختفي بشكلٍ تدريجي، وبأنَّه إشارةٌ إلى التقدم الذي تحققه، أمكنك حينها أن تخطو خارج منطقة الراحة وتقاوم تحدياتٍ جديدة.

4- الإخفاق هو أحد الخيارات الواردة:

ينبع عادةً ذاك الشعور بالشك في النفس والذي يؤدي إلى الشعور بالشلل من الخوف من الإخفاق. ولكنَّ معظم الأشخاص الناجحين في وقتنا الحاضر وجدوا أنَّ الإخفاق هو نقطة بدايةٍ مهمة على طريق النجاح. خذ على سبيل المثال "أيلون موسك" (Elon Musk) رائد الأعمال الذي حقق نجاحاتٍ باهرة في المجال التقني، حيث قال عندما كان يعمل في شركة "سبيس إكس" (SpaceX): "الإخفاق خيارٌ وارد. إذا لم تخفق فهذا يعني أنَّك لا تبتكر بما فيه الكفاية". عندما تكون شخصاً عملياً وتتقبل أنَّ الإخفاق أمرٌ واردٌ أحياناً خلال المسيرة المهنية للشخص فإنَّه يمكنك التخلص من القيود التي تفرضها عليك فكرة حتمية الإخفاق والاستمرار في المضي قدماً.

 

اقرأ أيضاً: الاخفاق سرّ النجاح... كيف تحول فشلك إلى نجاح؟

 

5- ركّز على ما يمكنك التحكم به:

ألقت "شيرل ساندبيرج" (Sheryl Sandberg) مديرة العمليات في فيسبوك وصاحبة كتاب "كُن مرناً" (Lean In) خطاباً افتتاحيَّاً في جامعة بارنارد (Barnard College) حثَّت فيه الطلاب المتخرجين على عدم السماح للشك أو للقوى التي لا يمكنهم التحكم بها بإيقافهم. حيث قالت: "فلتكن العوائق التي لا مفر لك من التعرض لها عوائق خارجيةً وليست داخلية، فالثروة تنحاز إلى الأشخاص الجريئين، أؤكد لكم أَّنكم لن تكونوا قادرين أبداً على استكشاف قدراتكم مالم تحاولوا". عندما تكون رائد أعمالٍ فثمَّة مليون ونصف المليون شيء ستكون خارج نطاق سيطرتك بشكلٍ كاملٍ كل يوم مهما بذلت من جهد. بدلاً من الوقوف عاجزاً خذ بنصيحة "ساندبيرج" وركز فقط على ما يمكنك التحكم به.

6- تذكَّر تلك الأوقات التي كنت تعاني فيها من الشك بالنفس:

لقد سبق لنا جميعاً أن واجهنا ذلك الشك في النفس الذي لا مسوغ له عند قيامنا في الماضي بإنجاز إحدى المهام، ولكنَّنا بعد ذلك تجاوزنا ذلك الشك وتعاملنا مع المهمة بكل سهولةٍ ويسر. لذلك من المهم حفظ تلك الإنجازات التي كنا نظن أنَّها مستحيلة والرجوع إليها عند تسلل الشك إلى نفوسنا مرةً أخرى. يُطلق علماء النفس على هذه العملية اسم "تدوين اليوميات" (journaling)، فهي طريقة مجرَّبة لتعزيز صورة الذات لديك والتخلص من المشاعر التي ترافق متلازمة المحتال.

7- اطلب العون من الآخرين:

يمكن أن يساعدك طلب الدعم من الآخرين على إبراز تلك الميزات الرائعة التي تعاني مشكلةً في إظهارها. فقد قالت "أوبرا وينفري" (Oprah Winfrey): "المنتور هو شخصٌ يتيح لك رؤية الأمل الذي في داخلك". ويمكن أن يكون المنتور الذي قد مرَّ بمثل تجاربك من قبل ذا قيمةٍ كبيرة في التصدي لهذه الحالات، لذلك لا تخشَ من التواصل مع الآخرين. فالرؤيا التي يمتلكها المنتورز تجاهنا تكون عادةً أوسع من الرؤيا التي نمتلكها نحن تجاه أنفسنا، كما أنَّ الثقة التي يتمتعون بها تلهمنا الوصول إلى أعلى ممَّا كنا نظن أنَّنا قادرون على الوصول إليه.

8- استغل الشك بالنفس لصالحك:

صدق أو لا تصدق، ليس كل الشك الذي يتسرب إلى نفسك هو شكٌّ سيئ. فوجود كميةٍ صحيَّةٍ من الشك بالنفس يَسْهُلُ التحكم بها يمكن أن يكون ذا قيمةٍ في الحفاظ على اليقظة، والتركيز، والقدرة على الابتكار. يقول الممثل "دينزل واشنطن" (Denzel Washington): "في الدقائق الخمس الأخيرة التي تسبق الذهاب إلى العرض الأول، إذا لم ينتابك شعور: "ما الذي أفعله هنا بحق الجحيم" فإنَّهم سيقولون إنَّ وقت رحيلك قد حان". لذلك دع الشك في النفس يحفزك إلى الاستمرار في تحسين الأشياء التي تجيد القيام بها، فيجب عليك عدم السماح للشك في النفس بأن يحبطك.

9- كن أنت صاحب إنجازاتك:

عبَّرت "أماندا بالمر" (Amanda Palmer) عازفة موسيقى البانك (punk musician)، وإحدى المتحدثات عبر مؤتمر "تيد" (TED)، وصاحبة كتاب "فن طرح الأسئلة (The Art of Asking) عن ذلك بأفضل طريقةٍ ممكنة حينما كتبت: "عندما تكون فناناً لا يقدم لك أحدٌ أبداً عصاً سحرية. يجب عليك أنت أن تصنع عصاك السحرية بيديك".

في عالم اليوم المزدحم بالمشاغل لن يكون لدى الآخرين غالباً الوقت لكيل المديح لك، لذلك يجب عليك أن تكون أنت أفضل مشجعٍ لنفسك مثلما فعلت "بالمر". ولا تخشَ أن تشكر نفسك على جميع الأمور الرائعة التي تقوم بها. فليس ثمة مكافأةٌ أو ترقية ستُشعرك بالثقة في الإسهامات التي تقدمها على الصعيد المهني إذا لم تكن أنت أولاً قادراً على إبداء إعجابك بنفسك.

المصدر: هنا




مقالات مرتبطة