9 خطوات لتفكر في الطريقة التي تريدها تماماً

نحن نعلم أنَّ التفكير الإيجابي هو مفتاح السعادة، ولكن كيف يمكننا تحقيق ذلك عندما تتملكنا الأفكار السلبية المزعجة؟ أمرٌ سهل؛ ما عليك سوى اتباع خطة خبيرة الصحة شيرين أوبرغ (Shereen Oberg) المكونة من تسع خطوات.



1. تعلُّم رؤية السلبية على حقيقتها:

تترافق الأفكار السلبية عادةً بمشاعر الغضب والانزعاج التي نتعرض لها من مؤثر خارجي كحركة المرور، ربما، أو جيران مزعجين، ومع ذلك، فهذه ليست أفكاراً سلبية حقاً؛ بل هي في ظاهرها مشاعر غضب تُخفي المشكلات الحقيقية، الأفكار السلبية التي نحتاج إلى التعامل معها هي الأفكار الأكثر دقة، أفكارنا الراسخة بعمق عن حياتنا وكيف نفهم ونميز ذواتنا، هذه هي الأفكار التي يمكن أن تجعلنا نشعر بالعجز والضعف، أو توحي لنا بأنَّنا لسنا جيدين بما فيه الكفاية.

تبدأ المشكلة في الطفولة، فقد تكيَّفنا منذ سن مبكرة جداً، على أن نصغي ونتعلَّم من الأشخاص البالغين، الأمر الذي يساعدنا على الحفاظ على سلامتنا، ولكنَّ معنى هذا أيضاً أنَّنا نرث أنظمة المعتقدات السلبية دون أن ندرك ذلك حتى، ونتوقع أن نتعرَّض للصدمات التي عانى منها آباؤنا وأشقاؤنا وأفراد أسرتنا وأصدقاؤنا المقربين ونستوعبها.

تتراكم مشاعر انعدام القيمة هذه دون أن ندرك ذلك، ولن نستطيع التغلب عليها إلَّا حينما نتعلم التخلُّص من طبقات المعتقدات الموروثة هذه؛ لتحديد الأفكار الغريبة التي نعامل أنفسنا بها ونسير عليها في حياتنا.

2. ترتيب الأفكار:

تندرج جميع الأفكار - سلبية كانت أم إيجابية - في واحدة من الفئات التالية:

  • أفكار عن الماضي؛ كتذكُّر شخص أو حالة أو مكان أو حدث أو عاطفة.
  • أفكار عن المستقبل؛ ما نخطط للقيام به أو ما يمكن أن يحدث.
  • أفكار عن أنفسنا؛ أي كيف نبدو وكيف نتصرف.
  • أفكار عن الآخرين؛ أي كيف يقارنون أنفسهم بنا، وماذا فعلوا لنا، وماذا يظنون تجاهنا.
  • أفكار عن رد الفعل؛ على ما نراه أو نختبره.
  • أفكار عن الإبداع؛ أفكار ورؤى.

توقَّف برهةً لتصنيف بعض أفكارك، فتدوين بعض الملاحظات الموجزة يمكن أن يكون مفيداً في هذه الحالة، هذه القدرة على التصنيف ستكون مفيدة في الخطوة الرابعة.

3. التعرف إلى ماهية عقلك الباطن:

تَخلقُ الأفكار السلبية اللاواعية عادةً شعوراً عاماً بأنَّك تفتقر لشيء ما أو تفشل بطريقة ما، يُخبِرُك عقلك الواعي أنَّ لديك كل ما تحتاج إليه لكي تكون سعيداً وراضياً، ومع ذلك لا تزال هذه السلبية اللاواعية تذكرك بأنَّك تحتاج إلى العمل أكثر، والعطاء أكثر، وتناول الطعام بشكل أقل، والتمرين أكثر، وأن تكون شريكاً أفضل.

قد يكون أصل هذه الأفكار اللاواعية؛ هو أنَّك عانيت خلال طفولتك من نقص في الحب والاهتمام والرعاية وتقدير الذات، أو قد تكون ورثتها عن البالغين من حولك في سنوات تكوينك.

مهما كان سببها، لديك القدرة على تغيير أفكارك اللاواعية؛ من خلال اكتشاف حقيقتها، يُشبِه العقل الباطن وحدة التخزين التي نحتفظ فيها بالأفكار المتراكمة في حياتنا، في بعض الأحيان نحتاج إلى هذه الأفكار لمساعدتنا خلال مسيرتنا، ولكن في أحيان أخرى، لابُدَّ من إبعادها لإفساح المجال لشيء أكثر فائدة.

4. القيام ببعض الواجبات المنزلية:

بمجرد قبولك أنَّ عقلك الباطن يُخزِّنُ كل أنواع الأفكار السلبية الموروثة، يمكنك البدء بتسليط الضوء عليها، وتحويلها إلى أفكار إيجابية.

مارس ما يلي على مدار اليوم في أثناء نشاطك، وأيضاً في لحظات المساء الهادئة أو ربما قبل الذهاب إلى الفراش، حاول أن تنتبه ما إذا كانت الأفكار أولاً من فئة واحدة أو ما إذا كانت مختلفة.

  • حاول التعرُّف أكثر إلى أفكارك اللاواعية.
  • عندما تنشأ فكرة ما، وأنت واعٍ لها، راقب تلك الفكرة ودوِّنها أو صنفها، فتدوينُ الأفكار فوراً، يساعدك على تجميعها وتذكُّرها في نهاية اليوم.
  • في أثناء تدوين فكرة ما، لاحظ ما إذا كانت هناك فكرة كامنة أخرى - ربما فكرة لاشعورية أعمق - تُغذيها.
  • حاول أن تجعل هذه الممارسة طبيعية قدر الإمكان؛ لتبدأ حقاً في رسم تفصيلي للأنواع المختلفة من الأفكار التي تنشأ، سواء كانت واعية أم لا واعية.
  • ابدأ بتفصيل أفكارك حوالي خمس مرات في اليوم، زد تلك المرات حالما تشعر براحة أكثر مع هذه الممارسة.
  • ثم انتَقِل بعدها إلى الخطوة التالية؛ وهي معرفة مصدر الأفكار والعثور على أصل بدايتها.
  • قسِّم الآن الأفكار إلى فئتين مختلفتين: أفكار مؤثرة داعمة، وأفكار ضعيفة التأثير.

حاول أن تدرك كيف تكون عواطفك وأفعالك متأثرة ومحكومة بهذه الأفكار اللاواعية.

إقرأ أيضاً: 8 عادات إيجابيّة يجب أن تقوم بها في الصباح الباكر

5. بدء التحول بتهدئة عقلك:

لا يمكننا تجاوز الأفكار الحالية وتبديلها بأفكار إيجابية، علينا أن نجد السكون في داخلنا، وأن نُدرِك جميع الضوضاء والأصوات من حولنا؛ لخلق حالة ذهنية صحية تبعث في نفوسنا القوة، يساعدنا هذا على مراقبة أفكارنا والتحكم بها بشكل أفضل، لخَلقِ هذه الحالة من السكون، جرب ما يلي:

  • اجلس أو استلقِ في مكان هادئ مع رفع راحتي اليدين.
  • أَغمِض عينيك واسترخِ.
  • استنشق ثلاثة أنفاس عميقة من خلال الأنف وأَطلِقها من خلال الفم.
  • حاول أن تُبقيَ عقلك ساكناً.
  • انتبه إلى جسدك وابدأ بالاسترخاء، بدايةً من رأسك حتى قدميك.
  • وجِّه أنفاسك إلى حيث تشعر بالتوتر، حتى تشعر بالاسترخاء والتركيز.
  • حاول أن تبقى مدركاً وواعياً لما يدور حولك.
  • عندما تنشأ فكرة، لاحظها، وراقبها، وتخلَّص من الحاجة إلى التفكير فيها.
  • دَع عقلك هادئاً؛ وَعُد إلى السكون.
  • استمر في هذه العملية لمدة عشر دقائق على الأقل، في كل مرة تدخل فكرة إلى عقلك، تعرف إليها ببساطة، ثم عُد إلى السكون.

ستلاحظ مع الممارسة، أنَّ نشوء الأفكار سيقلُّ تدريجياً، ويصبح من السهل التخلُّص منها وخلق حالة من الهدوء في كل مرة، تماماً مثل التدريب على سباق طويل المسافة، فإنَّ إتقان أفكارك، يتطلَّبُ الممارسة والصبر والمثابرة.

6. التكلُّم مع نفسك لتصل إلى مكان أفضل:

نَغفَلُ دائماً كيف أنَّ الكلام الذي تخاطبنا به عقولنا يؤثر فينا، ونميل إلى جمع أفكار مزيفة عن أنفسنا، ينعكس هذا على نظرتنا إلى الأمور، وكيف نتكلم، وكيف نتصرف أو حتى كيف تكون حالتنا، وتبدأ هذه الأفكار بتقييدنا، فنحاول أن نكون شيئاً أو شخصاً لا يشبهنا.

في المقابل، تُعَدُّ عبارات التطمين كلماتٍ تُوضِّحُ شيئاً جيداً بداخلنا وتساعد على توجيه عقولنا نحو المزيد من الأفكار الإيجابية، تعامل معها كأدوات تساعدنا على إعادة تهيئة أذهاننا لتقوية تفكيرنا الإيجابي.

يمكن أن تكون عبارات التطمين بسيطة جداً، وأن تحتوي على كلمة أو كلمتين فقط، أو يمكن أن تكون أكثر تعقيداً وتتكون من جمل كاملة، العامل الرئيس لعبارات التطمين؛ هو أنَّها تبدأ بالتأثير عندما نكررها، كلَّما قمنا برفد أذهاننا بأفكار إيجابية، زاد شعورنا وتصرفنا بإيجابية، وحدثت أشياء أكثر إيجابية أيضاً، هذه بعض النصائح التي تساعد على اختيار هذه العبارات:

  • اختر مجموعة من عبارات التطمين وتدرَّب على تكرارها في الصباح عند الاستيقاظ وفي الليل قبل الذهاب إلى الفراش.
  • التزم بهذا التمرين وخصِّص له وقتاً ومساحة، لن يستغرق ذلك أكثر من خمس دقائق فقط في كل مرة؛ وذلك في أثناء ممارسة طقوس يومية مثل الاستحمام، أو المشي، أو الجري، أو الجلوس في الطبيعة أو أي شيء يمكن أن يلائمك.
  • في كل مرة تتمرن فيها كرِّر عبارات التطمين ثلاث مرات على الأقل للسماح للرسائل الإيجابية بالتغلغل في عقلك، استمر في ذلك لمدة أسبوع.
  • اختر مجموعة مختلفة من عبارات التطمين للأسابيعِ اللاحقة، وكرِّر العملية واحرص على ممارستها في الصباح وخلال اليوم وفي المساء.

ستلاحظ بعد فترة، أنَّه بدلاً من ظهور الأفكار السلبية، ستتحول إلى أفكار إيجابية تتبادر إلى ذهنك فجأةً، بالطريقة نفسها التي يمكن أن تُعلِّق بها أغنية في رأسك، هذه علامة على تأثير عبارة التطمين، وأنَّها قد حلَّت محل الأفكار السلبية الأخرى، يمكنك أيضاً استخدام العبارات الإيجابية بوعي، لتَحُلَّ محل الأفكار السلبية مباشرة كما تظهر.

7. تصور كيف تبدو الإيجابية وكيف تشعر بها:

يمكن أن تتطور الأفكار من كلماتٍ بسيطة وحواراتٍ داخلية إلى صور وتخيلات؛ وهي أداة قوية للتفكير الإيجابي.

لتجربة تأثير التخيل، ابدأ بتصوُّر ذكرى إيجابية في حياتك، استشعر كيف تؤثر في جسدك، ثم تخيل شيئاً سلبياً حدث في حياتك، واستَشعِر كيف يؤثر ذلك في عواطفك ومشاعرك، يمكنك أيضاً محاولة تخيل الأشياء الإيجابية التي تريد إنشاءها؛ لترى كيف تشعر بذلك، في المقابل، تخيل شيئاً سلبياً أو شيئاً تخشى حدوثه؛ لترى كيف تشعر.

المفتاح لخلق تصورات أكثر إيجابية؛ هو إيجاد التوازن أولاً، ثم البدء بترجيح كافة التصورات الإيجابية، بهذه الطريقة يمكننا أن نبدأ بتركيز عقولنا على الأشياء التي نريدها، هذه طريقة فعالة للبدء بالحصول على نظرة أكثر إيجابية.

8. قوة الامتنان:

هذه الممارسة بسيطة للغاية؛ فكر في الأشياء التي تمتن لوجودها في حياتك في الصباح الباكر، أو قبل الذهاب إلى الفراش، يُبرمِجُ هذا عقلك على التركيز على ما هو جميل في الحياة ويخلق المزيد من هذا الجمال.

شاهد بالفديو: 6 نصائح لتحقيق الامتنان في حياتك

9. الحذر من الأفكار التي تسبب لك الانتكاس:

تتفاقم الأفكار السلبية عادةً عندما نبدأ بالمقارنة والتنافس مع الآخرين، تتجلى هذه المشكلة بشكلٍ خاص حينما تمطرنا وسائل التواصل الاجتماعي بوابل من الأمثلة عن الكمال المُتصوَّر لحياة الآخرين؛ لذا عندما تشعر بالانزعاج بسبب الشعور بالنقص، عُد إلى الخطوات السابقة.

ولكن، تذكَّر أنَّ الهدف ليس حَظر جميع الأفكار أو المشاعر السلبية؛ بل إدراك تلك الأفكار لاستيعابها وعلاجها وتحويلها في نهاية المطاف إلى أفكار إيجابية، بعد كل شيء، إنَّ رحلتنا في الحياة ليست بتجنب أفكارنا المظلمة؛ وإنَّما بمواجهتها والقدرة على رؤية الإيجابيات من خلالها.

التعبير عن أفكارك الإيجابية:

عبارات التطمين لديها القدرة على تغيير تفكيرك، اختر مجموعة من القائمة أدناه، وتدرَّب يومياً عليها.

عبارات من أجل التغلب على المخاوف:

  • أنا بأمان.
  • أنا مستقر.
  • أنا قوي.
  • أنا واقعي.
  • أنا محمي.
إقرأ أيضاً: 15 أمراً يساعدك في التغلب على الخوف

عبارات من أجل حب الذات:

  • أنا أُحَب.
  • أنا محبوب.
  • أنا جدير بالاهتمام ومؤهَّل.
  • أنا جيد تماماً كما أنا.

عبارات من أجل التعافي والصحة:

  • أنا بصحة جيدة.
  • أنا قوي.
  • أنا حيوي.
  • أنا أَحظى بالدعم.

عبارات من أجل التمكين:

  • أنا قوي.
  • أنا بخير.
  • أنا كُلِّي طاقة.
  • أنا المسيطر.
  • أنا متوازن.

عبارات من أجل الحب:

  • أنا مُحاط دائماً بالحب.
  • أنا محبوب دائماً.
  • أنا جدير بالحب.
  • أنا جاذب للحب.

المصدر




مقالات مرتبطة