9 حقائق مزعجة يجب أن تتقبلها في وقت مبكر من حياتك
جميعنا نريد معرفة الحقيقة، لكن إذا كانت الحقيقة مزعجة، فإنَّنا نستاء ونتمنَّى لو أنَّنا لم نسمعها على الإطلاق، فالحقيقة هي أنَّ معظم الناس لا يريدون مواجهة حقائق الحياة المزعجة، حتى لو قالوا خلاف ذلك؛ إذ إنَّهم يريدون أن يعيشوا بعيدين عن كل شيء، وأن يتجنَّبوا أكبر عدد ممكن من المشكلات والصعوبات.
ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّنة "سينيم جونيل" (Sinem Günel)، وتقدِّم لنا فيه 9 حقائق مزعجة، لكن يجب أن نتقبَّلها في حياتنا.
في حين أنَّ هذا الأمر قد يبدو مريحاً في البداية، إلا أنَّه في النهاية سيؤدي إلى حياة غير مُرضية ومكرَّرة، وفي أسوأ الأحوال فإنَّ إنكار الحقائق المزعجة سيُصعِّب عليك تحمُّل المسؤولية وتصميم حياتك الخاصة، وإذا فضَّلت الراحة على الشجاعة باستمرار، فسينتهي بك الأمر إلى أن تكون دُمية للآخرين، ومع ذلك إذا تمكَّنت من قبول الحقائق الآتية، فقد تكون قادراً على تصميم حياة مُرضية بأسلوب مذهل.
إليك 9 حقائق مزعجة يجب أن تتقبَّلها:
1. إمَّا أن يكون لديك شريك داعم لأحلامك، أو لا شريك على الإطلاق:
من المؤلم أن تكون محاطاً بأشخاص يحبطون معنوياتك، وإذا كان شريكك هو من يحاول تجاهل أحلامك، فهذا الأمر سيؤلم أكثر بكثير.
كانت إحدى صديقاتي المقرَّبات مؤخَّراً في علاقة؛ إذ كانت أهداف شريكها أكثر أهمية من أهدافها، فلم يكترث لما أرادت تحقيقه أو فعله بالضبط، كل ما كان يهم هو أنَّها سهَّلت عليه المضي قدماً قدر الإمكان، وإذا تحدثت أمامه يوماً عن أهدافها المهنية الطموحة، كان يسخر منها ويخبرها أنَّ أحلامها غير قابلة للتحقيق.
فمع أنَّنا في بعض الأحيان لا نستطيع التحكم بوقوعنا في الحب الشريك الخطأ، إلا أنَّنا يمكننا اختيار البقاء أو مغادرة العلاقة، فإذا كان شريكك يحاول التحدث معك باستعلاء وتثبيط عزيمتك باستمرار، فمن المحتمل أنَّه الشريك الخطأ؛ إذ يجب أن تكون العلاقة القوية مليئة بالدعم والتشجيع.
إذا كان هناك شخص ما في حياتك لا يريد أن يراك تحقق الانتصارات، فمن المحتمل أنَّه سيفشل أيضاً في الوقوف بجانبك عندما تكون في أمس الحاجة إليه؛ لهذا، يجب أن تحيط نفسك دائماً بأشخاص يمكنهم أن يشجِّعوك ويدعموك على أن تصبح الأفضل، وكذلك بالأشخاص الذين سيقفون بجانبك عندما تتعثَّر.
2. الحياة ليست عادلة:
إذا كنت تتوقع من الحياة أن تكون عادلة، فستصاب بخيبة أمل؛ إذ يحدث الكثير من الأشياء السيئة في الحياة، وفي بعض الأحيان، لا يوجد تفسير معقول لسبب حدوث الأشياء أو سبب قيام الناس ببعض الأمور؛ لذا ركِّز على الأشياء التي يمكنك التحكم بها وتخلَّ عن الباقي؛ إذ إنَّ القلق بشأن الأشياء التي لا يمكنك السيطرة عليها هو مجرد إهدار للوقت والطاقة.
3. المال يحكم العالم:
لا يهم ما إذا كنت توافقني على ذلك أم لا، لكنَّ المال هام جداً؛ إذ تقضي الغالبية العظمى من سكان العالم أكثر من 40 ساعة في الأسبوع في العمل من أجل المال، ويقومون بذلك في معظم حياتهم، ومع أنَّ معظم الناس يكرهون وظائفهم، فإنَّهم ليس لديهم خيار آخر لأنَّهم يحتاجون إلى الوفاء بالتزاماتهم المالية.
مع أنَّنا جميعنا نقضي جزءاً كبيراً من حياتنا في العمل من أجل المال، فإنَّ معظم الناس ينكرون أهميته، لكنَّ الحقيقة المؤلمة هي أنَّ قول: "أنا لا أهتم بالمال"، تزيد الأمر سوءاً، أنت تهتم بالمال لأنَّك لديك فواتير عليك دفعها، وكلما تقبَّلت هذه الحقيقة مبكراً، كانت حياتك أسهل؛ لذا، توقف عن إنكار قوة المال وأهميته، وابدأ في تعلم كيفية استخدامه لمصلحتك.
تابع دخلك ونفقاتك، وتوقف عن إهدار المال على الأشياء غير المجدية، عش حياةً متزنة، وتعلم كيفية استخدام أموالك، لكي تعمل لمصلحتك بدلاً من استخدامها ضدك، فالمال ليس كل شيء في الحياة، ولكنَّه بالتأكيد يجعل الكثير من الأشياء أسهل وأكثر متعة.
شاهد بالفديو: 8 نصائح تساعدك على فهم دروس الحياة جيداً
4. استمرار العلاقة لفترة طويلة لا يعني أنَّها ناجحة:
وَفقاً لدراسة أجراها "المركز الوطني لأبحاث الرأي" (National Opinion Research Center) في "جامعة شيكاغو" (University of Chicago)، أفاد 60% فقط ممَّن شملهم الاستطلاع أنَّهم سعداء جداً بعلاقتهم.
على الرَّغم من ارتفاع معدلات الطلاق العالمية، فإنَّنا غالباً ما نغفل عن أنَّ ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم لا يغادرون علاقاتهم السامَّة أو غير المُرضية، لكن الأسوأ من ذلك هو أنَّنا غالباً ما نفكِّر في مدة العلاقة بصفتها مؤشراً للسعادة، ومع ذلك فإنَّ الحقيقة هي أنَّ ملايين الأشخاص يبقون في علاقات يرغبون في مغادرتها، لأنَّهم قد اعتادوا عليها.
إذ إنَّهم يعتقدون أنَّهم استثمروا كثيراً في العلاقة وينتهي بهم الأمر بالوقوع في شرك مغالطة التكلفة الغارقة (Sunk Cost Fallacy)، وهذا يزيد الأمور سوءاً؛ أي إنَّهم لا يريدون إنهاء العلاقة لأنَّهم استثمروا فيها الكثير من الوقت بالفعل، ومع ذلك لم يتغيَّر شيء، وهم غير سعداء وغير راضين، لكن مع كل محاولة جديدة، فإنَّهم يستثمرون مزيداً من الوقت والطاقة، بحيث يصبحون أكثر ارتباطاً بالعلاقة، ويكرر الأمر نفسه لسنوات أو عقود أو لمدى الحياة.
في النهاية، ينتهي الأمر بالشريكين إلى إهدار المزيد من الوقت والطاقة أكثر ممَّا هو مطلوب، وسيكون كلاهما أفضل حالاً لو أنَّهم انفصلا عندما أدركا لأول مرة أنَّ هناك عدم توافق بينهما.
5. لا يوجد وقت جيد للبدء:
يُضيِّع معظم الناس حياتهم في التسويف بدلاً من عيش الحياة التي يرغبون فيها، لأنَّهم يعتقدون أنَّه سيكون هناك "وقت أفضل للبدء"، لكنَّ الحقيقة هي أنَّ العمل على تحقيق أحلامك لن يكون بالأمر السهل، وأنَّ أفضل وقت للبدء كان بالأمس.
أنت لا تعرف مقدار الوقت المتبقي لديك على الإطلاق، والحياة أقصر من أن تؤجل الأشياء التي تتطلع إليها، دون شك.
6. اتخاذ قرار خاطئ أفضل من عدم اتخاذ قرار على الإطلاق:
متى كانت آخر مرة واجهت فيها صعوبةً في اتخاذ قرار؟ هل كانت هذا الصباح عند اختيار ما سترتديه؟ أو الليلة الماضية عندما كنت تقرِّر ماذا ستتناول على العشاء؟ أو الأسبوع الماضي عندما كان عليك اتخاذ قرار هام يمكن أن يحدِّد مسار حياتك بأكملها؟
مهما كان الأمر، أنا واثقة من أنَّه لم يمضِ وقت طويل عليه، وأنَّك تكافح لاتخاذ قرارات صغيرة كل يوم، وهذا ليس خطأك، فمع الاحتمالات والفرص والخيارات التي لا نهاية لها الآن، أصبح اتخاذ القرار أكثر صعوبة.
قبل بضعة عقود، كان في إمكانك أن تطلب فنجان قهوة سوداء، وقهوة بالحليب، وتقرر ما إذا كنت تريد وضع السكر معها أم لا، لكن اليوم أصبح أمامك الكثير من الخيارات الجديدة التي يمكن أن تطلبها بدلاً من ذلك، وما يزال هذا الخيار واحداً من أكثر الخيارات تفاهة في حياتنا.
فقد يخشى معظم الناس اتخاذ قرار خاطئ لدرجة أنَّهم قد لا يتخذون أي قرار على الإطلاق، وينتهي بهم الأمر بالوقوع في شرك "الشلل التحليلي" (Analysis paralysis)، ويهدرون جزءاً كبيراً من حياتهم في التفكير في قراراتهم، بدلاً من مجرد اتخاذ الإجراءات، لكن إليك الحقيقة المؤلمة: الإفراط في التفكير ليس أمراً مثمراً، إنَّه مجرد شكل من أشكال التسويف لأنَّك تخشى اتخاذ القرار الصحيح.
7. القيام بالأشياء الصعبة سيجعلك أقوى:
إنَّ البقاء في منطقة الراحة الخاصة بك والقيام بما كنت تقوم به دائماً قد يبدو جذاباً، ومع ذلك هذا هو بالضبط سبب فشلك في المضي قدماً، فإذا كنت تقوم بالأشياء السهلة فقط، فسينتهي بك الأمر في عيش حياة عادية، وستفشل في تحويل أهدافك الطموحة إلى حقيقة؛ إذ يتطلَّب تحقيق شيء مُجدٍ، الشجاعة والانضباط واتخاذ المخاطر، دائماً.
إنَّ القيام بالأشياء السهلة لن يؤدي إلى الرضى أبداً، ومع ذلك فإنَّ القيام بالأشياء الصعبة ليس بالأمر السهل، ولكنَّه في النهاية يستحق العناء.
شاهد بالفديو: كيف تتجاوز منطقة الراحة؟
8. لا يوجد أحد مثالي:
إذا تظاهر شخص ما بأنَّه مثالي، فعليك أن تكون أكثر حذراً، فجميعنا لدينا عيوب وجميعنا نرتكب الأخطاء، وهذا ما يجعلنا بشراً وما يجعل الحياة ممتعة جداً، ومع ذلك فإنَّ أكبر نقاط القوة هي أن تكون واعياً بذاتك، وتفكِّر في أخطائك.
إذا تظاهر شخص ما بأنَّه مثالي ولم يتمكَّن من التحدث عن نقاط ضعفه، فهذه علامة على أنَّه يفتقر إلى الوعي الذاتي، وكذلك يخبرك هؤلاء الأشخاص باستمرار بما تقوم به بأسلوب خاطئ، ولكنَّهم يفشلون في رؤية أخطائهم.
9. وسائل التواصل الاجتماعي تسرق وقتك وطاقتك:
إنَّ وسائل التواصل الاجتماعي ليست سيئة، لكنَّ معظم الناس لا يعرفون كيفية استخدامها ويصبحون ضحية لها، فيمكنك أن تقرر ما إذا كنت تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لتحسين حياتك، أو ما إذا كنت تهدر وقتك في تصفح المنشورات غير المجدية.
يمكنك تحديد ما إذا كنت منشئ للمحتوى أو مستهلكاً له، فأن تكون منشئاً للمحتوى هو أمر مُرضٍ ومحفِّز قوي ويمكن أن يكون مربحاً حتى، ومع ذلك أن تكون مستهلكاً هو أمر سيكلفك الوقت والطاقة وربما حتى المال.
فالهدف الأساسي لكل منصة وسائط اجتماعية وموقع ويب هو استخدامك للهاتف لأطول فترة ممكنة، والأمر متروك لك للتغلُّب على هذا الأمر واستخدام التكنولوجيا لمصلحتك.
في الختام:
- قد تكون الحياة صعبة في بعض الأحيان، ولكنَّها جيدة.
- على الرَّغم من أنَّك قد تواجه التحديات والصعوبات، إلا أنَّ كونك على قيد الحياة هو هبةٌ عظيمة.
- إذا كان في إمكانك التوقف عن السعي إلى تحقيق الأشياء الرائعة والتركيز على الأشياء القليلة التي تهمك، يمكنك أن تعيش حياة يسيرة وجيدة بالفعل.
- ضع في حسبانك أنَّه لا أحد يهتم لأمرك أو بمشكلاتك، وأنَّك الشخص الوحيد المسؤول عن الحياة التي تعيشها.
- احرص على إحاطة نفسك بأشخاص يدعمون أحلامك أو على الأقل لا يحبطونك.
- ضع في حسبانك أنَّ المال هام، واحرص على ألا تهدره.
- تجنَّب البقاء مع الأشخاص لمجرد أنَّك بقيت معهم لفترة طويلة.
- لا تتوقع من الحياة أن تكون عادلة، أنشئ قواعدك الخاصة.
- لا تنسَ أنَّ اتخاذ قرارات سريعة أفضل من عدم اتخاذ أي قرار على الإطلاق.
- ابدأ بما تريد أن تبدأ به في أقرب وقت ممكن.
- قم بالأشياء الصعبة، حتى تصبح أكثر خبرة وقوة.
- لا تصدق أنَّه يوجد أحد مثالي، فجميعنا نرتكب الأخطاء.
- استخدم وسائل التواصل الاجتماعي لجعل حياتك أفضل.
كلما زاد الوقت الذي تقضيه في تجاهل بعض الحقائق، زاد الوقت الذي ستهدره في النهاية؛ لذا اسمح لنفسك بالتغلب على هذا الأمر، وتقبَّل الحقائق التي قد تكون مؤلمة قليلاً في البداية، ففي النهاية تلك الحقائق هي التي ستساعدك على عيش حياة رغيدة.