9 تقنيات فعالة لمحاربة الكسل في العمل

هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "مارك كرنوف" (MARC CHERNOFF)، ويُخبرنا فيه عن تجربته في اتِّباع بعض التقنيات التي ساعدته على التخلص من الكسل في أثناء العمل.



يمكن للكسل أن يتسلل إلينا بشراسة في العمل حتى عندما نكون مدركين تماماً لأهمية إنجاز الأمور؛ فهو نتيجة ثانوية لتلك الأشياء المغرية التي تمر عبر محيطنا فقط لتلفت انتباهنا؛ فنحن نحاول محاربتها، لكن في بعض الأحيان تكون معركة شاقة لا يبدو أنَّنا نفوز بها؛ فبعد كل شيء أن تكون كسولاً هو ما تفضله عقولنا اللاواعية على أيَّة حال.

على الرَّغم من ذلك ما يزال النجاح ممكناً، وبمساعدة بعض التقنيات يمكن التغلب على الكسل؛ إذ عليك فقط أن تتلاعب بعقلك ببعض التقنيات قبل أن يقع ضحية لعبة الكسل.

إليك فيما يأتي 9 تقنيات تساعدك على ذلك:

1. فهم العواقب الحقيقية تماماً لكونك كسولاً:

إذا كنت كسولاً في الوظيفة عادةً فلديك احتمال كبير بألا تفي بجميع مسؤولياتك، وإذا كنت لا تفي بمسؤولياتك فأنت لا تقوم بعملك، ومن ثمَّ أنت لا تستحق الأجر؛ فالأمر مسألة وقت قبل أن يلاحظ مديروك ذلك ويتخلصوا من الأشخاص معدومي الفائدة في العمل، وحتى حينما ينتقل هؤلاء إلى العمل لحسابهم الخاص فتأكد من أنَّهم لن يعملوا لحسابهم الخاص فترةً طويلة.

2. عدم الإغفال عن هدفك النهائي:

كثيراً ما نسمع نصيحة: "قسِّم عملك إلى مهام صغيرة، إذ إنَّ تقسيم مشروع كبير أو مهمة كبيرة إلى سلسلة من المهام الصغيرة تُعدُّ طريقة ذكية لصقل تركيزك وتحفيز نفسك على الأمد القصير إلَّا أنَّه مع ذلك ليس من الحكمة أبداً إغفال الهدف الكامل برمته؛ فهذا الهدف الذي نسعى إليه هو السبب الوحيد لبدء العمل في المقام الأول؛ فقد ترغب في مرحلة ما أن تترقى في عملك، أو الحصول على صفقة كبيرة تتيح لك الفرصة لتكون أكثر نجاحاً ضمن مجموعة تسعى للأهداف نفسها.

تلك هي الأهداف الصغيرة التي تؤدي إلى الهدف الكبير، الأهداف التي تحفز القيادة على الأمد الطويل، فيجب أن تدرك دائماً حقيقة أنَّ قليلاً من الكسل الآن في بعض المهام الصغيرة قد يتحول إلى فترة طويلة من الفرص الضائعة في المستقبل إذا ما قارنت أداءك بأداء أقرانك.

شاهد بالفيديو: 6 طرق لتشعر بنشاط أكثر أثناء العمل

3. عدم التوقف عن العمل وإكمال المهام:

بعد أن تتوقف عن العمل يبدأ الكسل بالتسلل إليك ويصعب عليك العودة مرة أخرى؛ لذلك يكمن الحل في إكمال مهمة ثمَّ الانتقال مباشرةً إلى المهمة التالية ذات الصلة؛ فأنا أعدُّ أنَّ المهمة ذات الصلة هي أي مهمة بنوع مماثل تتطلب تفكيراً عقلياً، فيمكن لعقلك أن ينتقل بسلاسة بين المهام ذات الصلة؛ لأنَّ جهودك في المهام المكتملة مسبقاً قد وجهت عقلك بالفعل لنوع العمل المطلوب في جميع المهام اللاحقة، وكلما تقدمت في وقت أسرع، شعرت بثقة أكبر في الاندماج فيها وستكون أكثر إنتاجية.

4. العمل من أجلك أيضاً:

أرى في كثير من الأحيان أشخاصاً أكفاء ومجتهدين يقومون بالعمل فقط من أجل شخص آخر، وعادة ما يكون هذا الشخص هو رب العمل؛ فعندما يكون عبء العمل خفيفاً للغاية (أو يمر اليوم بسهولة) فإنَّهم يصبحون كسالى ويعملون أقل بدلاً من تحويل انتباههم إلى إنجاز شيء ما لأنفسهم.

إذا بذلت جهدك كله في تنمية أعمال شخص آخر وقضيت وقت فراغك كله في أن تكون كسولاً فلن تنمي أبداً عملاً خاصاً بك؛ لذا تجنب الكسل من خلال قضاء وقت فراغك في العمل من أجل نفسك؛ فكلما أنجزت أكثر لنفسك زادت حماستك في جميع مناحي حياتك العملية.

5. إنشاء حواجز مادية ضد عوامل التشتيت:

تؤدي عوامل التشتيت إلى الكسل غالباً، وهي للأسف منتشرة في كل مكان، وإذا كنت مثلي فربَّما تحب التحقق من مدوناتك المفضلة ومتابعة الأخبار 50 مرة في اليوم؛ لذلك للتغلب على هذه الرغبة أعددتُ حاجزاً مادياً ضد التشتيت من خلال فصل الإنترنت لدي في أثناء عملي.

أما إذا كنت تعمل من المنزل فربَّما تقضي كثيراً من وقت "عملك" في مشاهدة البرامج أو الأفلام؛ لذا يمكنك التغلب على هذه الرغبة من خلال طلب إخفاء جهاز التحكم بالتلفاز عنك من أحدهم، فعليك أحياناً إقامة حواجز مادية بينك وبين المشتتات التي تحاول السيطرة على إرادتك الواعية في العمل.

6. تخصيص وقت معين للكسل:

تتضمن إحدى الحيل الأكثر فاعلية لمكافحة الكسل التي طبقتها تخصيص وقت خاص للكسل وإضاعة الوقت بعد كل ظهر من كل يوم في الساعة 4 مساءً؛ فمن خلال قيامي بذلك تخلصت بالتدريج من رغبتي في التحقق من المدونات والمواقع الإخبارية المفضلة؛ لأنَّني أعرف الآن أنَّ لدي وقتاً محدداً للقيام بذلك.

قد يبدو هذا غريباً، أو حتى غير منطقي إلى حد ما؛ لكنَّه في الواقع زاد من مستويات الإنتاجية لدي من فترة الصباح وحتى منتصف بعد الظهر؛ لذا على الرغم من أنَّني أقضي فترة بعد الظهر في كسل إلا أنَّني أنفق الجزء الأول من يومي بأكمله (عندما يكون ذهني منتعشاً) بتركيزٍ كامل دون الرغبة إلى التراخي والاستسلام للكسل.

7. ممارسة التدريب الذاتي بصوت عالٍ:

هذه طريقة أخرى تبدو غريبة (حرفياً)؛ لكنَّها حقاً طريقة فعالة لتحفيز الذات، قسِّم المهمة التي تعمل عليها حالياً إلى بضع خطوات منطقية أصغر، ثمَّ مارس التدريب الذاتي بصوتٍ عالٍ بأن تقول ما يأتي: "عليك أن تنجز هذا، هذه الخطوة سهلة للغاية، سأكمل هذه المهمة الآن"، وعندما تنجز خطوة ما هنِّئ نفسك على العمل الجيد الذي قمت به بأن تقول: "كان هذا عملاً رائعاً، أنا متحمس جداً، سأنتهي من هذا في وقت قريب".

لقد وجدت أنَّ ممارسة التدريب الذاتي بصوت عالٍ خلال كل خطوة يجعلني أكثر إدراكاً لتقدمي للأمام؛ ممَّا يحفزني على العمل بجدية أكبر في الخطوة الصغيرة التالية.

النجاح مجرد لعبة خطوات، وكل خطوة صغيرة من التقدم للأمام هي إنجاز كبير؛ لأنَّه في مرحلة ما ستتمكن من جمع كل تلك الخطوات، وعندما تفعل ذلك ستجد نفسك في نقطة النهاية التي تصل فيها إلى الهدف.

8. مكافأة نفسك ببعض الاستراحات الذهنية والجسدية:

أوصي بشدة بأخذ استراحة قصيرة ومثمرة بعد كل ساعة عمل جدية، ولكن فقط إذا كنت تقضي فترات الراحة القصيرة هذه في القيام بشيء يحفز عقلك وجسمك، فقد تؤدي النشاطات غير الفعالة إلى الكسل والإرهاق في منتصف النهار؛ لذا حاول المشي حول المكتب، أو انهض وتحدَّث إلى شخص تستمتع بالحديث معه، أو حاول الاستماع إلى أغنية تحبها وتزيد من حماستك وتحفيزك؛ فمهما كانت الطريقة فقط حاول أن تبقى نشطاً ومنتبهاً.

إقرأ أيضاً: 15 طريقة للتخلص من الكسل والافتقار إلى الدافع

9. تزويد عقلك وجسمك بقسط من الطاقة كل يوم:

طعامك هو دليل صحتك فإذا كنت تأكل طعاماً غير صحي ستشعر بالتعب، وإذا شعرت بالتعب سيؤدي ذلك إلى نتائج عمل سيئة؛ لذا لا تستخف بنفسك وتحرمها من إمكاناتك الكاملة، وحاول أن تُغذي عقلك وجسمك بالطعام الصحي الممتاز، والنوم لمدة 8 ساعات كل ليلة.

إقرأ أيضاً: 8 نصائح سريعة للتخلص من الكسل بشكل نهائي

معظم الأشخاص الذين يتناولون طعاماً غير صحيٍّ والذين لا يحصلون على قسطٍ كافٍ من النوم يعانون الخمول بصورة غير مفاجئة في كل ساعة خلال نهارهم.




مقالات مرتبطة