9 استراتيجيات فعالة لإتقان المهارات الجديدة

بفضل الإنترنت وانتشاره الواسع حول العالم أضحى في إمكانك اكتساب أيَّة مهارات جديدة من خلال التعلُّم الإلكتروني، لكن قبل المسارعة إلى إتقان المهارات الجديدة من المهم جدَّاً أن تضع استراتيجيةً تُنظّم عملك. يهوِّن امتلاك استراتيجياتٍ فعالة إتقان المهارات الجديدة ويجعله أكثر متعةً ويمنحك في الوقت نفسه بعض الخبرة في هذا المجال. دعنا نلقي نظرةً على بعض الاستراتيجيات الفعالة التي يمكن اتباعها لإتقان المهارات الجديدة:



1- وضع قائمة مختصرة تضم أهمّ الدورات التي يمكنك اتّباعها:

ثمَّة بلا شكٍّ الكثير من الدورات المتوفرة التي تُقدَّم إمَّا في الصفوف العادية وإمَّا عبر الإنترنت، ضع قائمةً مختصرةً تتضمن هذه الدورات وحدّد أنفعها لعملك ثم ضع جدول أعمالٍ يبيِّن الدورات التي يمكنك اتباعها دون أن ترهق نفسك. بعد أن تُعِدَّ جدول أعمالٍ وحينما يتوفر لديك ما يكفي من المال سجِّل في هذه الدورات.

قبل البدء بدورةٍ جديدة خصص وقتاً كافياً لإتقان المهارات الجديدة التي تتعلمها أثناء الدورات الماضية إذ لا فائدة من المهارات التي تتعلمها إذا لم تُمارسها في الحياة اليومية، لا تسجِّل في دورةٍ جديدة إلَّا إذا كنت متأكِّداً من أنَّك ستُحسِن استخدام المهارات الجديدة التي ستكتسبها في الدورة، وطوِّر هذه المهارات كلما سنحت لك فرصة ذلك.

2- اتِّباع أساليب تعلُّم جديدة:

يدرك المعلمون والمؤسسات التعليمية جيِّداً التطورات السريعة التي يشهدها اليوم عالم التقنيات وضيق الوقت الذي يعانيه الموظفون في حياتهم اليومية، لذلك أضحى لدينا دورات جديدة يحتاج فيها المتعلّمون إلى اتباع طريقة تعلُّم جديدة كلِّيَّاً وتبنِّيها. يحتاج ما سبق إلى التخلّي عن الطرائق القديمة التي كانت في يومٍ من الأيام متَّبعةً لاكتساب المهارات الجديدة.

أفضل طريقةٍ للتخلص من الطرائق القديمة اتباع دوراتٍ تُستخدَم فيها تقنياتٌ مبتكرةٌ وطرائق التدريس المُستخدَمة في الوقت الراهن. تزداد يوماً بعد يوم شعبية التعليم الإلكتروني، فاختر الدورات التي يُتَّبَع فيها مثل هذا النوع من التعليم. يتيح لك التعليم الإلكتروني أيضاً اكتساب مهاراتٍ جديدةٍ في أوقات فراغك وأنت مرتاحٌ في منزلك، ولن تحتاج إلى ركوب وسائل المواصلات حتى تصل إلى مكان انعقاد الدورة، على عكس الدورات التقليدية التي تُقام في الصفوف المعروفة. أفضل طريقةٍ لاكتساب المهارات الجديدة في هذه الأيام المشاركة في الدورات التفاعلية، فالتفاعل يجعل التعلم أسهل وأكثر متعة.

إقرأ أيضاً: التعلّم عن بعد: تعريفه، أهميته، أفضل الجامعات التي تعتمده

3- تعلُّم المهارات الثانوية:

من الأخطاء الشائعة التي يرتكبها معظم الموظفين تركيز الاهتمام على المهارات الأساسية وتجاهلهم لاحقاً -دون قصدٍ ربما- المهارات الثانوية التي تضاهي من حيث أهميتها المهارات الأساسية. يُفضَّل تجنُّب مثل هذه السيناريوهات، فإذا كنت موظفاً في القطاع الطبي سيكون من المفيد أن تتعلّم مهارةً مثل مهارة كتابة الوصفات الطبية. ينطبق الأمر نفسه على مُتعلِّمي اللغة الذين يهملون القواعد وأموراً أساسيةً أخرى ويركزون اهتمامهم على تعلُّم مهارات النُطق.

في الواقع يُعَدّ تعلُّم المهارات الثانوية بشكلٍ سريع عملاً هيِّناً، إضافةً إلى أنَّ اجتماع عدة مهارات ثانوية يعطيك المهارة التي تبحث عنها. تُعَدّ هذه المهارات مكمِّلةً لعملية التعلُّم وتساعد في الوقت نفسه في إتقان أيَّة مهارةٍ جديدةٍ بشكلٍ أفضل. كما تُعَدُّ المهارات الثانوية مفيدةً جدَّاً عند استعمال المهارات الأساسية وهي مفيدةٌ غالباً أيضاً عند ممارسة المهارة الأساسية التي تعكف على تعلُّمها.

4- ممارسة المهارات:

تُعَدّ هذه واحدةً من أكثر الاستراتيجيات الفعالة المُتَّبعة لتعلُّم مهاراتٍ جديدة، فاكتساب أيَّة معلومة، أو موهبة، أو مهارة دون ممارستها أو اتخاذ الإجراء الضروري تصبح عديمة النفع وتفقد أهميتها مع مرور الوقت. بالنظر إلى وتيرة التطوّر المتسارعة التي يشهدها عالمنا اليوم قد تصبح أيَّ مهارة تتعلمها قديمة ما لم تتدرب بشكلٍ يوميٍّ أو بشكلٍ منتظمٍ جدَّاً على الأقل.

نفِّذ هذه الاستراتيجية الفعالة عن طريق استخدام المهارة الثانوية أو المهارة الأساسية التي تتعلمها يوميَّاً في عملك، يمكنك ممارسة ما تعلمته عن طريق الاختبارات التي تُجرى عن طريق الإنترنت أو عن طريق المصادر الأخرى التي يوفرها مزوُّدو خدمات التعليم الإلكتروني.

5- تشكيل مجموعة من الأفراد المهتمين بتعلم المهارات نفسها:

لا يمكن بكلّ تأكيدٍ أن تكون الوحيد الذي يحضر الدورة المُقامة إمَّا عبر الإنترنت وإمَّا في الصفوف العادية لتعلّم مهاراتٍ جديدة، إذ من المحتمل جدَّاً أن يحضر معك أشخاصٌ آخرون هذه الدورات. حاول التعرف إلى أشخاص آخرين يحضرون معك الدورة -سواءٌ كانت مقامةً عبر الإنترنت أو في صفٍّ عادي- يمتلكون الخبرة نفسها في مجال عملك ويحاولون تعلُّم مهارات معيَّنة.

يُعَدُّ تشكيل مجموعة من الأفراد الذين تجمعهم الاهتمامات نفسها واحدةً أيضاً من الاستراتيجيات الفعالة المُتَّبعة لإتقان أيَّة مهارات جديدة، تساعدك هذه الاستراتيجية في التعلُّم من الآخرين فقد يقدمون لك معلوماتٍ غفلت عنها في أثناء التعلم أو قد تلاحظ الأفكار الإبداعية التي يحاول الآخرون تطبيقها، وقد تكتشف في بعض الأحيان أخطاءً يرتكبها زملاؤك في المجموعة. تُعَدُّ هذه النصيحة من أهم النصائح التي يمكن اتباعها في أثناء التعلّم.

6- التخلّص من الصعوبات:

من المُتوقَّع أن تواجه صعوباتٍ وأنت تحاول إتقان أيَّة مهارة جديدة، هذه الصعوبات تُعَدُّ جزءاً أساسيَّاً من عملية تعلُّم أيّ شيءٍ جديد أو ذو علاقةٍ بعملك. لا يمكن لهذه الصعوبات أن تزول بالتمني بكلّ تأكيد، أنَّها جزءٌ من عملية التعلّم لأنَّها مرتبطةٌ بها، لكن في إمكانك التخلّص من هذه الصعوبات عن طريق علاجها.

شاور المدربين وناقش معهم هذه الصعوبات وحاول العثور على أفضل طريقةٍ لتخطِّيها، تصدّى لتلك الصعوبات عن طريق تركيز الجهود والعمل بشكلٍ دؤوب وستصبح هذه الصعوبات نقاط قوةٍ لك حتماً. ابحث عن خبيرٍ لا يمانع في أن يبيِّن لك كيف تستطيع تجاوز تلك الصعوبات والحديث عن تجاربهم التي قاموا خلالها بالأمر نفسه.

7- الانضمام إلى المنتديات المتخصصة:

يُعَدُّ القيام بذلك ممكناً عن طريق الإنترنت من خلال الانضمام إلى منصاتٍ تضم شبكةً من الأفراد المتخصصين، مثل منصة "لينكد إن". ستتعرف من خلال هذه المنصات على عديدٍ من الأشخاص المحترفين الذين يتمتعون بخبراتٍ تشبه الخبرات التي تتمتع بها.

8- حضور دورات داعمة:

ثمَّة العديد من الدورات القصيرة التي تدعم الدورة الأساسية وتتيح لك اكتساب مهارةٍ جديدة. إذا كان لديك ما يكفي من الوقت والمال سجِّل في هذه الدورات.

إقرأ أيضاً: أفضل 10 مواقع مجانية تُعلِّمُ مهارات قيادة الأعمال

9- لا تستسلم أبداً:

يتخلّى الناس الذين يحاولون إتقان مهاراتٍ جديدة عن مسعاهم في أغلب الأحيان حيث يرجع ذلك إلى عدّة أسباب منها ضيق الوقت والعجز عن التمرُّن. عوضاً عن الاستسلام حاول العثور على طرقٍ ووسائل للاستمرار وتجاوز مثل هذه المشكلة.

يُعَدّ إتقان أيَّة مهارة جديدة مهمَّاً فعلاً بالنسبة إلى أيّ موظفٍ مهما كان المجال الذي يعمل به. من دون اكتساب مهارات جديدة من الوارد جدَّاً أن تفقد أهميتك في أيّ عمل. من الطبيعي ألَّا يكون تعلّم أيَّة مهارة جديدة مهمةً هيِّنة، بل قد يكون مهمةً شاقة بالنسبة إلى عديدٍ من الناس، بيد أنَّ اجتماع العزيمة والإصرار مع تقنيات التعلُّم الفعالة هذه يمكن أن يساعدك في تحقيق النجاح.

 

المصدر




مقالات مرتبطة