9 أفكار سلبية تُبعد الناس عنك

في مجال عملنا، نصغي أنا وزوجتي إلى مئات العملاء الذين نقدم لهم الكوتشينغ كل شهر، ومن خلال هذه التجربة، غالباً ما نرى أنماط التفكير السلبي نفسها التي تدمِّر الأفراد، وقد شهدنا الدمار الذي تسببه هذه السلبية على نموهم الشخصي والمهني وعلى علاقاتهم أيضاً.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدون مارك كرنوف (Marc Chernoff)، ويُقدِّم لنا فيه 9 أفكار سلبية تُبعد الناس عنك.

لكن لنكن صادقين، جميعنا نفكر تفكيراً سلبياً أحياناً، ولا أحد منا محصن من الأفكار السلبية التي تتسلل إلى عقولنا، ومع ذلك، هذا لا يعني أنَّنا يجب أن نستسلم لها، سواء كان تفكيرك السلبي يتكرر، أم مجرد ظاهرة تحدث من حين إلى آخر، فمن الهام من أجل سعادتك ونجاحك على الأمد الطويل أن تكون قادراً على إدراك أنَّك تفكر تفكيراً سلبياً، وأن تغير طريقة تفكيرك من السلبية إلى الإيجابية.

فيما يأتي تسع من أكثر الأفكار السلبية شيوعاً التي يعانيها الناس، وبعض النصائح للعودة إلى المسار الصحيح:

أولاً: "يجب أن أكون كما يريدني الآخرون بالضبط"

توفر لك الحياة فرصة لا تُقدَّر بثمن في كل لحظة لرؤية وتجربة هويتك الحقيقية؛ لذلك اغتنمها، فأحياناً نضيع تماماً في محاولة عيش الحياة لإرضاء الآخرين، ومحاولة تلبية توقعاتهم، والقيام بأشياء فقط لإثارة إعجابهم، لكن تمهل وفكِّر بروية، هل تقوم بالأشياء لأنَّك تؤمن بها حقاً؟ تذكر احتياجاتك وأهدافك، وتذكر من أنت، عِش حياتك وقدِّم الحب حتى تكون سعيداً أيضاً، لأنَّك لن تكون صادقاً مع الآخرين إلا إذا كنت صادقاً مع نفسك أولاً.

ثانياً: "أنا لا أحبهم لأنَّهم مختلفون"

عاهد نفسك بإيقاف المآسي قبل أن تبدأ، وأن تتنفس بعمق وسلام، وأن تحب نفسك والآخرين دون شروط، اقطع وعداً بأن تضحك على أخطائك، وأن تدرك أنَّه لا يوجد أحد كامل؛ فجميعنا بشر، ولا يمكن أن تزدهر مشاعر تقدير الذات إلا عندما نُقدِّر اختلافاتنا، ونصفح عن أخطائنا، ونترك باب التواصل مفتوحاً، ونضع قواعد مرنة.

ثالثاً: "إنَّ ظروفهم أسهل من ظروفي"

لا أحد ظروفه أسهل من ظروفك، فكل واحد منا يخوض معاركه الخاصة، والأقوى بيننا ليسوا أولئك الذين يظهرون القوة التي يمكننا رؤيتها؛ بل إنَّهم أولئك الذين ربحوا معارك داخلية لا نعرف شيئاً عنها، فإذا افترضت أنَّ شخصاً ما لديه ظروف أسهل من ظروفك، فلن يحدث شيء سوى أنَّك ستبني حاجزاً بينكما.

شاهد بالفيديو: 6 تغييرات إيجابية على سلوكياتك ستغير حياتك بأكملها

رابعاً: "ليس لدي ما يكفي (أو أنا لست كافياً) لإحداث فرق"

ستتحقق كثيراً من أعظم إنجازاتك في الحياة عندما تساعد شخصاً آخر بينما تمر بموقف صعب؛ لذا بصرف النظر عما يحدث في حياتك، كن لطيفاً، وفكِّر قبل أن تتكلم وتتصرف، وتذكَّر دائماً أنَّ الكلمات والأفعال التي تختارها قد تُغتفر؛ لكنَّها لن تُنسى، وأنت قادر على إحداث فرق؛ لذا اغتنم كل فرصة للقيام بذلك، واعلم أنَّ أعمالك الطيبة مهما كانت بسيطة لن تضيع هباء منثوراً.

خامساً: "هذا خطؤهم"

إذا ألقيت اللوم على الآخرين لفترة طويلة على الأشياء التي فعلوها أو لم يفعلوها، فستبقى في مكانك حتى تموت؛ إذ يُعَدُّ إلقاء اللوم أمراً سهلاً؛ لأنَّه يعني أنَّك لست مضطراً لفعل أيِّ شيء؛ بل عليك الجلوس طوال حياتك فقط، لكن هذه ليست الحياة؛ بل الموت بعينه، إنَّ تقبُّل مكانك الحالي دون لوم من خلال اغتنام الفرص التي يوفرها لك الحاضر كل لحظة، هو ما يُحيي تجاربك وعلاقاتك، ويدفعك في النهاية إلى الأمام.

سادساً: "لن أسامحهم أبداً"

غالباً ما نبقي قلوبنا مغلقة، ليس لأنَّنا لا نثق في أنَّ الآخرين لن يتركوننا أو يخذلوننا أو يتوقفوا عن محبتنا، لكن لأنَّنا لا نثق في أنَّنا سنصمد بعد أن يتركونا ويخذلونا أو يتوقفوا عن محبتنا، والغريب هو أنَّنا من خلال المعاناة من هذه الخسائر فقط ندرك قوتنا الحقيقية، والحق يقال، إنَّ الحب يتطلب قلباً قوياً؛ لكنَّه يتطلب قلباً أقوى لمواصلة الحب بعد أن يُجرح.

على سبيل المثال، إذا جرحك أحد أو خانك أو كسر قلبك سامحه لأنَّه علمك معنى الثقة وأهمية توخِّي الحذر عند فتح قلبك، وأنت أقوى الآن وأكثر استعداداً للعثور على نوع الحب الذي تستحقه، وخلاصة القول هي: لا تدع الأشخاص الخاطئين من ماضيك يبعدونك عن الأشخاص المناسبين في حاضرك؛ لذلك سامح وامضِ قدماً.

سابعاً: "أنا مشغول جداً عن العائلة والأصدقاء في الوقت الحالي"

قد يكون الأشخاص الذين تستخف بهم اليوم هم الوحيدون الذين ستحتاج إليهم غداً، لا تنشغل لدرجة لا تتمكن من تخصيص الوقت لمن يهمك أمره؛ لأنَّك عاجلاً أم آجلاً سترغب في أن تكون قرب هؤلاء الأشخاص المميزين الذين يرسمون الابتسامة على وجهك؛ لذا خصِّص وقتاً لأولئك الذين يساعدونك على أن تحب نفسك أكثر، وحدِّد لهم وقتاً في يومك الحافل، فهم يستحقون ذلك.

ثامناً: "لا بأس في عدم قول الحقيقة في بعض الأحيان"

في الواقع، من المؤسف أن ترى كثرة الأشخاص الذين يصدمهم الصدق، وقلة الأشخاص الذين يصدمهم الخداع، لكن لا تكن واحداً منهم؛ بل تمسك بالحقيقة دائماً، فأولئك الذين يصابون بالصدمة بسهولة يجب أن يُصدَموا أكثر، ويجب أن تصدمهم بكلمات وأفعال صادقة كل يوم، وخلاصة القول هنا هي: إنَّ القلب الصادق والمُحِب هو بداية كل ما هو صحيح في هذا العالم، إنَّه ما يجمعنا معاً، ويبقينا معاً في السراء والضراء.

إقرأ أيضاً: 10 أفكار سلبية تراودنا جميعاً، فكيف يمكننا استبدالها؟

تاسعاً: "تثبت أخطائي اليوم أنَّني فاشل"

ستقودك هذه العقلية أنت وكل من حولك إلى الجنون، فإذا أكملت يومك وأنجزت مهامك، فقد قمت بأفضل ما تستطيع، ولا شك في حدوث بعض الأخطاء، لكن سامح وانسَها بأسرع ما يمكن، وتذكَّر أنَّ فشلك لا يحدد هويتك؛ بل تصميمك هو الذي يفعل ذلك، والفشل ببساطة هو فرصة للبدء من جديد، بطريقة أذكى من ذي قبل، وإنَّ الغد هو يوم جديد، ويجب أن تبدأ به بسلام وبروح معنوية عالية تنبذ الهراء القديم.

إقرأ أيضاً: كيف تتخلص من الأفكار السلبية إلى الأبد؟

في الختام:

إذا كنت تتعامل مع أيٍّ من هذه الأفكار السلبية، فتذكر أنَّك لست وحدَك؛ فجميعنا لدينا بعض السلبية في أعماقنا، والتي لديها القدرة على التسلل إلينا في بعض الأحيان؛ لكنَّ الأمر الأساسي هو الوعي؛ أي التعرف إلى هذه الأفكار السلبية عند ظهورها وإيقافها.




مقالات مرتبطة