9 أفكار تراود الأمهات عندما يرفض أطفالهن الخلود للنوم

هل سبق لك وأن عانيتِ في جعلِ طفلك يخلد للنوم؟ هل شعرتِ حينها بأنَّ تلك الليلة لن تنتهي؟ وهل حدث ذلك بعد أن كنتِ قد أمضيت يوماً طويلاً وشاقَاً؟ إن كنتِ أمَّاً، فلابدَّ أنَّه قد سبق وأن أقفلتِ على نفسكِ باب الحمام لكي تحصلي على بضع دقائق من الهدوء والرَّاحة. إن كان ذلك يحدث معكِ بشكلٍ متكرر، فلا داعي لأن تُشكِّكي بكل قرارٍ تتخذيه بصفتك أمَّاً، فالذَّنب ليس ذنبكِ. فكلما زادت رغبتك بأن ينام طفلك، كلما قلَّ احتمال حدوث ذلك بسهولة. إذ غالباً ما يصرُّ طفلك في الأيام التي لا تكونين فيها في أفضل حال، على عدم جعل ذلك اليوم ينتهي. هل يبدو كلامنا هذا مألوفاً بالنِّسبة لكِ؟ إن كان ذلك صحيحاً، نقدم إليكِ فيما يلي 9 أفكار تراود جميع الأمهات في ذلك اليوم الذي يرفض فيه الطِّفل أن ينام:



1. كلُّ شيء يَسير على ما يُرام:

لقد قمتِ بتغسيل طفلك، ومن ثمَّ أطعمتِه، وقمتِ بالاستلقاء بقربه واحتضانه وقرأتِ له قصَّةً لطيفة، ووضعتِ له موسيقى هادئة كفيلة بجعله يغفو على ذراعك. وليس باستطاعة أحد أن ينكر أنَّك أمٌّ مذهلةٌ بحق. فقد قمتِ بكلِّ الممارسات المثالية التي تتَّبعها كلُّ أمٍّ تُجهِّز طفلها للنَّوم. لذا يصبح من المنطقي أن يغفو الطِّفل ويغطُّ في نومٍ عميقٍ هانئ. فهل سيحدث ذلك بالضَّرورة؟

2. ما الذي يجري بالله عليكم!

هنا تأخذ الأمور منعطفاً نحو الأسوأ. فالطِّفل الذي كان قابَ قوسين أو أدنى من أن يَغطَّ في نومٍ عميق، ينتفض فجأةً وتدُّب فيه طاقةٌ تجعلك تتسائلين في حيرةٍ من أين حلَّت عليه! وعندها تدركينَ أنَّ وقت نومه -ونومك أنتِ أيضاً- لن يكون قريباً بأيَّةِ حالٍ من الأحوال. لتسألي نفسك عندها ذلك السؤال الذي لا مفرَّ منه: من سيقومُ بجبل المهام المتراكمة تلك؟ ومتى سأنتهي إذاً من غسيل الأطباق وترتيب المنزل، وسواه من المهام المتراكمة؟

3. الإجابة هي "كلا":

  • "كلَّا يا صغيري، لن أقرأ لك قصَّةً أخرى. ولا حتَّى واحدة".
  • "كلَّا، أنت لستَ بجائع، ولن تشربَ مزيداً من الحليب".
  • "كلَّا، لا يمكننا لعب المزيد من الألعاب، ولا يمكننا الاتصال بجدتك أيضاً".

كل هذا وربما أكثر، غيضٌ من فيضِ أسئلةٍ سوف تجيبين عليها بكلمةٍ واحدة لا ثانيَ لها: كلَّا. وذلك قبل أن تعاودي الاستلقاء بقربه وتحمُّلَ كلِّ ذلك الرَّكل والعضِّ بينما تحاولين تهدأته وجعلِهِ يسترخي من جديد.

إقرأ أيضاً: أطعمة تساعد على نوم الطفل وأخرى تمنعه

4. لا تُصدِروا مزيداً من الضجيج:

لن يمتلك أحدٌ أيَّة فكرة، عن مدى صعوبة تلك الليلة. لا الزَّوج ولا الجيران ولا الرياح ولا القطط والكلاب حتَّى. إذ في كل مرة تتمكنين فيها من إقناعه بالاستلقاء ومحاولة الاسترخاء، يَصْدُرُ صوت إغلاق بابٍ أو مواءُ قطَّةٍ أو صريرُ ريحٍ، أو أيُّ صوتٍ كفيل بإضاعة كل ما قمتِ به سدىً، وجعله ينتفض وينهض من جديد. مما يتسبب لك أنتِ أيضاً بنوبةِ غضبٍ تجعلكِ على أتمِّ الاستعداد للصراخ في وجه أول شخصٍ يظهرُ أمامكِ.

5. لِمَ يقعُ على عاتقي وحدي مسؤولية جعل ذلك "الحَمَل الوديع" يغفو؟

في تلك المرحلة بالذَّات، سيدور في ذهنك الحوار التَّالي:

"صحيحٌ أنَّني أمّ، لكن زوجي هو أبٌّ أيضاً، وكلانا مسؤولان سويةً عن إنجابِ هذا "الحمل الوديع". فلماذا بحقِّ الله أكون مسؤولةً لوحدي عن جعله ينام؟ لماذا يجب أن أكون الشَّخص الذي يعاني في ذلك كلَّ يوم؟ لابدَّ أنَّه مستلقٍ الآن على الأريكة يُحدِّقُ في هاتفه. بل وأكاد أقسم أنَّه يصدرُ كل ذلك الضَّجيج لإيقاظه عن عمد. وذلك حتَّى يستمر في خلوته تلك. حسناً، ليس بعد الآن. بدءاً من الغد، عليه أن يقوم هو بذلك. وحينها سأفعل ما بوسعي لأُصدر كلَّ أشكال الضَّجيج التي لن تخطر على باله؛ ولنرَ عندئذٍ كيف سَيتدبَّر أمره".

كل هذا وغيره سيُراود ذهنكِ. مع العلم أنَّ ما تفكرين به صحيح، فمسؤولية تربية الأطفال تَحْمِلُ النساءُ -مع الأسف- القسطَ الأوفر منها. ولا أحد يُنكر أنَّ النساء تُجِيدُها وتُبدع فيها بشكلٍ أكبرَ أيضاً.

شاهد بالفيديو: 6 خطوات لنوم هانئ للصغار

6. عليَّ أن أصبر قليلاً بعد:

في هذه المرحلة بالذَّات قد تراود ذهنك قائمة صغيرة من الأمور التي ترغبين وبشدَّة في القيام بها؛ مثل الصُّراخ في الوسادة، والتَّنهد بصوتٍ عالٍ، أو الخروج والهروب من المنزل وعدمِ العودة إليهِ مجدداً.

لكن مهلاً، لا تُضيعي كلّ ما بذلتيه من جُهدٍ في لحظة غضب؛ فالأمر قد اقترب من نهايته. لذا جرِّبي التَّنفس بعمقٍ والسَّيطرة على انفعالاتك، وأخبري نفسك بأنَّه عليكِ أن تصبري قليلاً بعد، إذ ستَظهرُ أولى ثمار جهدك الآن.

7. يا إلهي، لقد فعلتُها أخيراً:

نعم يا عزيزتي، صدِّقي ما ترينه ماثلاً أمامك، لقد نام طفلك أخيراً! صحيح أنَّ الأمر قد استغرق 45 دقيقة فقط أطول من المتوقَّع -مع العلم أنَّه كان من الممكن أن يستغرق أكثر من ذلك بكثير- لكن لا بأس، فلم يَعُد للأمر أهميَّة؛ أنت حُرَّةٌ الآن. لذا اخرجي من هنا بأقصى سرعة، واذهبي لغرفة الجلوس وألقِ بنفسك على أوَّلِ أريكةٍ تجدينها، وسامحي زوجك على كلِّ الضَّجيج الذي قد أصدره.

إقرأ أيضاً: لكل أمّ: 4 أمور تجهلينها من شأنها أن تؤثّر على نوم طفلك

8. لا، لن أسمح لذلك بأن يحدث:

في الوقت الذي تحاولين فيه النُّهوض من السَّرير، قد يصدر السَّرير صوتاً أعلى مما تتوقعينه، فتلاحظين ردَّ فعلٍ فوريٍّ من طفلك. إن حدث ذلك، فلا تفكري بالرَّكض مسرعةً والهرب قبل أن يراكِ، بل عودي إليه بسرعة، وقومي بتهدئته قبل أن يستيقظ بشكلٍ كامل.

9. يا إلهي، لقد غفوتُ أنا أيضاً:

"كم السَّاعة الآن؟ يا إلهي، لقد حان موعد نومي أنا أيضاً. لا أصدق أنَّني قد غفوت لمدة ساعةٍ كاملة".

في حين أنَّ هذا الأمر ليس بمستبعد، إلا أنَّه لا يعني أبداً أنَّك أمٌّ أو زوجةٌ سيئة. حتَّى لو كنتِ تستسلمين للنَّوم في كلِّ مرَّةٍ تحاولين أن تجعليه ينام. وإن كنت لا تصدقين ذلك، فانظري إلى نتيجة العمل العظيم الذي قد قمت به: انظري إليه وهو نائم؛ ألا يبدو مثلَ الملاك؟

في الختام:

أن تكوني أمَّاً، ليس بالأمر الهيِّنِ على الإطلاق. بل هو أشبه بعملٍ "بدوامٍ كامل"، هذا إن لم يشتمل على عملٍ إضافيٍّ أيضاً. إذ يتطلّب ذلك منكِ جهداً شاقاً. جهدٌ تقدر عليه الأمُّ، ولا يقدر عليه ثلاثة رجالٍ مجتمعين.

صحيحٌ أنَّنا قدّمنا في مقالنا هذا ذلك السِّيناريو "الافتراضي" عن جانبٍ واحدٍ فقط من جوانب الأمومة، إلا أنَّكِ إن تمعنتِ به سيدتي، ستجدين بأنَّه مشابهٌ لما مرَّت -وتمرُّ به- كُلُّ أمٍّ في هذه الدنيا. ولعلَّنا بذلك نكون قد قدمنا لك إن كنت مقبلةً على الزواج أو تنتظرين مولوداً جديداً، لمحةً بسيطةً عن معنى كلمةِ (أم).

فتحيَّةً منَّا نقدمها في موقع النَّجاح نت، لكلِّ أمِّ تعبت وربَّت أطفالها حتَّى كبروا وأصبحوا رجالاً ونساءً، وآباءً وأمهات.

المصدر.




مقالات مرتبطة