9 أشياء لا تحتاج إليها لتكون سعيداً

في طريقي إلى المقهى اليوم، توقفت حافلة مدرسية أمامي فلوَّح لي طفل صغير بيده عبر نافذة الحافلة، ضحكت ولوَّحتُ له أيضاً، فكانت هناك على الفور نظرة مفاجأة ثم سعادة شديدة على وجه الطفل لمجرد أنَّني لوَّحت له، ذكَّرني هذا كيف أنَّنا بصفتنا أطفالاً، نحتاج إلى القليل جداً لإسعادنا.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدوِّن "مارك كرنوف" (Marc Chernoff)، ويُحدِّثنا فيه عن أمور لا تحتاج إليها لتكون سعيداً.

نحن نظن خلال نمونا - بصفتنا أشخاصاً بالغين - أنَّنا بحاجة إلى أن يكون كل شيء بطريقة معينة من أجل العثور على لحظات السعادة وتقديرها؛ لكنَّ الحقيقة هي أنَّنا نحتاج لكي نكون سعداء إلى أقل بكثير مما نعتقد أنَّنا بحاجة إليه، وفي الواقع أظنُّ أنَّ أحد أفضل المشاعر يأتي عندما تدرك أنَّك تستطيع أن تكون جيداً وسعيداً تماماً دون الأشياء التي كنت تظن أنَّك بحاجة إليها، وهذا بالضبط ما يدور حوله هذا المقال القصير؛ أي الأشياء التي لا تحتاج إليها لتكون سعيداً.

إليك فيما يأتي 9 أشياء لا تحتاج إليها لتكون سعيداً:

1. الظروف المثالية:

لا يعيش أسعد الناس بمجموعة معينة من الظروف، لكن يتعاملون مع الظروف بطريقة معينة؛ فاختيار أن تكون إيجابياً وممتناً لما لديك الآن سيحدد كيف ستعيش بقية حياتك؛ لذا ابحث عن شيء إيجابي كل يوم، حتى لو كان العثور عليه في بعض الأيام أصعب قليلاً من المعتاد، فهو ما يزال موجوداً، وفي النهاية إنَّ أعظم إنجازاتك هي اللحظات التي تدرك فيها مدى روعة حياتك بالفعل.

شاهد بالفيديو: 9 أشياء لا تحتاج إليها لتكون سعيداً

2. نيل استحسان الجميع:

أكبر سجن هو خوفك من رأي الآخرين فيك، فلا يمكنك السماح للآخرين بتحديد من أنت وماذا تريد؛ بل عليك أن تقرر ذلك بنفسك، وعندما تتخذ قرارات كبيرة، تذكر أنَّ رأيك في نفسك وحياتك أهم من آراء الناس؛ لذا لا تدع الآخرين يجعلونك تشعر بالذنب لأنَّك تعيش حياتك كما تريد، فهي حياتك وطالما أنَّك لا تؤذي أي شخص آخر فأنت حر بعيشها على طريقتك.

يكمن الرضى والنجاح في الحياة في قدرتك على تحقيق أهدافك وأحلامك ورغباتك كما تراها أنت مناسبة؛ لذا اقضِ وقتاً كافياً وحدك دون تدخُّل أحد.

3. ماضٍ مثالي:

لا تدع ما حدث في ماضيك يؤثر في حاضرك ومستقبلك، تخلَّ عنه واغفر وامض قدماً في حياتك، ولمجرد أنَّ الماضي لم يكن كما كنت تأمل، لا يعني أنَّ مستقبلك لا يمكن أن يكون أفضل مما كنت تتصوره؛ بل في الواقع، غالباً ما نصبح أقوى بعد الهزيمة لأنَّنا نعرف حينها معدننا وما يمكننا تحمله والنهوض مجدداً، وتمنحك هذه المعرفة القدرة على إعادة بناء نفسك لتكون أقوى من أي وقت مضى.

في معظم الأوقات، يكون الاختلاف الوحيد بين السعادة طويلة الأمد واليأس طويل الأمد هو عدم الاستسلام، ما دمت تتنفس لم يفت الأوان أبداً، فكل يوم بداية جديدة.

4. السيطرة الكاملة على التغيرات المستمرة في الحياة:

الحياة تتغير باستمرار ونحن نتغير معها، فلست الشخص نفسه الذي كنت عليه قبل عام أو شهر أو أسبوع، دورة الحياة لا تتوقف والتغيير حتمي؛ لكن كل نهاية هي بداية لشيء آخر، وبعد كل باب يُغلَق يوجد باب يُفتَح في مكان آخر؛ لذا عش وتعلَّم وتخلَّ ولا تضغط نفسك بسبب التغيرات التي لا يمكنك التحكم بها.

مع أنَّ بعض الأشياء خارجة عن إرادتك، لكنَّك تستطيع التحكم بردِّ فعلك عليها، فلكل شخص صفات إيجابية وسلبية، ويعتمد سواء كنت سعيداً أم لا اعتماداً كبيراً على الجوانب التي تركز عليها، ومن هذا المنطلق، أفضل شيء يمكنك القيام به هو التخلي عما لا يمكنك التحكم به، واستثمار طاقتك في الأشياء التي يمكنك القيام بها؛ لذا عش ببساطة وأحب بسخاء وتحدَّث بصدق وتنفَّس بعمق، ابذل قصارى جهدك واترك الباقي على الله.

5. حياة خالية من الهموم وخالية من القلق:

التحديات هي التي تجعل الحياة ممتعة، والتغلب عليها هو ما يجعل للحياة معنى؛ لذا لا تنتظر حتى يصبح كل شيء على ما يرام، فلن تكون الظروف مثالية أبداً؛ بل ستواجه دائماً تحديات وعقبات، لكن لا بأس في ذلك، فابدأ الآن، ومع كل خطوة تتقدمها، ستصبح أقوى وأمهر وأنجح.

لست بحاجة إلى ظروف مثالية للمضي قدماً، فأسعد الناس وأكثرهم نجاحاً لا يعيشون وفق مجموعة معينة من الظروف؛ بل يتعايشون مع مجموعة المواقف، واختيار أن تكون إيجابياً وممتناً لما لديك الآن سيحدد كيف ستعيش بقية حياتك؛ لذا ابحث عن شيء إيجابي في اليوم، حتى لو كان ذلك أصعب في بعض الأيام من المعتاد، ما تزال تلك الأشياء موجودة.

قرِّر أن تعيش حياة سعيدة بصرف النظر عن التحديات التي تواجهك، وأن تحوِّل كل الظروف القاسية إلى قصص نجاح، وبصرف النظر عما يحدث، ابذل قصارى جهدك وقدِّر ما تتعلمه؛ لأنَّك لن تستمتع بحياتك إذا لم تستمتع بتحدياتك.

6. الأشياء التي لا تملكها:

أنت على قيد الحياة الآن، استمتع بذلك وابتسم، فتنبع السعادة من تقدير ما لديك، والاستمتاع بالأشخاص والأماكن والأشياء والأحداث في حياتك كما هي، فلا يتعلق الأمر بالتغيير وتحقيق شيء ما كل الوقت؛ ففي بعض الأحيان يتعلق الأمر بالوجود في الحاضر وتقديره، ويمكنك دائماً الاستمتاع بالأشياء التي لديك والأحداث التي تحدث حولك إذا قررت بحزم أنَّك ستفعل ذلك.

7. المال:

لو ركزنا على النعم أكثر بدلاً من التركيز على أموالنا، سنكون أكثر ثراءً؛ لذا فكِّر في المال في ذهنك، لكن أبقه بعيداً عن قلبك، لا تنشغل أبداً في كسب لقمة العيش لدرجة تجعلك تنسى أن تعيش؛ فالمقياس الحقيقي لثروتك هو قيمتك إذا فقدت كل أموالك.

  • الطريق إلى السعادة = بذل قصارى جهدك وتقدير ما لديك.
  • الطريق إلى التعاسة = مقارنة نفسك بالآخرين والأشياء التي يمتلكونها.

من الجيد أن يكون لديك المال والأشياء التي يمكن أن يشتريها المال، لكن من الهام أيضاً التأكد من أنَّك لم تخسر الأشياء التي لا يمكن للمال شراؤها، ولا تحتاج إلى مال كثير لتعيش حياة غنية؛ فالأصدقاء الطيبون والعائلة المُحِبة أغلى ما يمكن أن يملكه الإنسان.

8. أي حدث يقع في زمان ومكان آخر:

استثمر وقتك ولا تضيعه وأنت تتمنى لحظات في المستقبل، ولا تخسر اليوم بالتركيز على زمان ومكان آخر، فأنت موجود الآن، فاستمتع بحاضرك.

الآن أنت تخط تاريخك، فلا تدع الحياة تفوتك من دون أن تدرك ذلك، وفي الحياة غالباً ما تقضي وقتك وأنت تريد شيئاً، فتعمل وتنتظر وتعمل وتنتظر، وتشعر أنَّ الأمر يستغرق وقتاً طويلاً، ثم في لحظة يحدث وينتهي ذلك الأمر، وفجأة يصبح من الماضي وكل ما تريد القيام به هو استعادة الذكريات الرائعة كلها في أثناء العمل على تحقيقه، السعادة هي الرحلة فلا تفوِّتها.

إقرأ أيضاً: 5 دروس مميّزة تقدمها لنا الحياة لتحقيق السعادة والرضا

9. السعادة الدائمة:

خلاصة القول هي أنَّك لا تستطيع أن تكون سعيداً إلا إذا كنت غير سعيد في بعض الأحيان، فالحياة ليست مثالية دائماً، وينبغي ألا تتوقعها كذلك.

سيتقلب مزاجك على الأمد القصير؛ لكنَّ قدرتك على إدراك هذه التقلبات والتعامل معها هي التي تسمح لك بالحفاظ على السعادة على الأمد الطويل، يمكن لأي أحمق أن يكون سعيداً عندما تكون الظروف جيدة، لكن يتطلب الأمر روحاً قوية وقلباً صادقاً للابتسام في المواقف التي تجعل معظم الناس يبكون، لكن هذا ممكن.

عش كل يوم من حياتك بالكامل، جرِّب الإيجابيات والسلبيات والحالات المزاجية الموجودة جميعها، لا تركز على أن تكون سعيداً ببساطة؛ بل ركز على عيش حياة جيدة، وعلى تحقيق الاكتمال، وبالطبع السعادة جزء من هذا الاكتمال، لكن كذلك هو الحزن والصعوبات والإحباط والفشل، والتغلب على هذه النقاط الأخيرة يدعم نموَّك الشخصي أكثر بكثير من السعادة المستمرة.

إقرأ أيضاً: 20 قيمة في الحياة تقودك إلى السعادة والنجاح

في الختام:

اختر السعادة اليوم من خلال عيش الحياة لحظة بلحظة، وتجنَّب التذمُّر ومارِس الامتنان أكثر على الأشياء الصغيرة لكن التي تعني الكثير.




مقالات مرتبطة