9 أشياء تساعد على استدامة العلاقات

من المنطقي أن تستمر بعض العلاقات أكثر من غيرها، فأحياناً أستخدم كلمة "زملاء الفريق" لوصف الشركاء في العلاقات؛ لأنَّني أعتقد أنَّ أسعد الأزواج يعملون كفريق واحد؛ إذ تستخدم أفضل الفِرق في العالم - فرق البطولة - المهارات الفردية لكل لاعب للعمل معاً بتناغم وتحقيق هدف مشترك.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن "جيمس مايكل ساما" (James Michael Sama) ويُحدِّثنا فيه عن 9 أشياء تساعد على استمرار العلاقات.

ينطبق ذات الشيء على العلاقات العاطفية؛ إذ يمكننا استخدام قوتنا كأفراد للتعاون مع شركائنا وبناء شعور صحي بالحب والصداقة والألفة والثقة والاحترام والسعادة.

إليك 9 أشياء تساعد على استمرار العلاقات:

1. القضاء على الأحكام:

جميعنا نحكم على الناس، سواء اعترفنا بذلك أم لا؛ إذ نحكم على قراراتهم وعاداتهم وحتى على مظهرهم، فأنا متأكد أنَّك تعلم أنَّ هذا الأمر صحيح، لأنَّك إنسان، وهذا يعني أنَّك فعلت ذلك سابقاً، فلا بأس في الاعتراف بذلك.

لكن في العلاقات الصحية لا يوجد مكان للأحكام؛ إذ لا يمكن تكوين رابطة حقيقية بين شخصين إلا عندما يكون في إمكانهما الانفتاح انفتاحاً كاملاً على بعضهما بعضاً وإظهار كل الجوانب من شخصيتهما.

يمكن للشركاء مناقشة أحلامهما ومخاوفهما وأوجه انعدام الأمان لديهما واحتياجاتهما العاطفية دون الخوف من أن يحكم أحدهما على الآخر؛ إذ لست مضطراً إلى الإعجاب أو حتى فهم كل شيء صغير يتعلَّق بشريكك، لكن لازدهار العلاقة على الأمد الطويل، يجب عليك قبول شريكك وتقبُّله تماماً مثلما هو.

2. بناء أساس للصداقة:

يمكنك الحصول على صداقة دون علاقة عاطفية، لكن لا يمكنك الحصول على علاقة عاطفية دون صداقة، فطوال حياتك مع شريكك، ستواجهان عدداً كبيراً من التحديات غير المتوقعة، وستمرَّان أيضاً بأوقات ممتعة، وأوقات مملة، وتواجهان صعوبات صحية، وتفقدان الأصدقاء وأفراد العائلة، وتحققان أهدافاً في الحياة، وربما ستستكشفان العالم، فهذه مجموعة من تجارب الحياة التي ستشاركها مع شخص ما.

للاستمرار والازدهار خلال كل هذه التقلُّبات، يجب ألَّا يكون الشخص الذي بجانبك هو الشخص الذي تحبه فحسب، بل يجب أن يكون أقرب صديق إليك أيضاً؛ فأن تكون صديقاً لأحد لا يتعلق فقط بالتجارب التي تشاركها معه، بل يتعلق بالطريقة التي تتعاملان وتتواصلان فيها مع بعضكما بعضاً، فيجب أن يكون نفس التعاطف والدعم الذي تظهره لصديقك موجوداً دائماً لشريكك في العلاقة أيضاً.

3. احتفاظ كل فرد بشخصيته:

كونك في علاقة؛ يعني تشابك حياتك مع حياة شريكك، ومع ذلك من الهام أيضاً التأكد من عدم مزجهما بحيث لا يمكنكما التفريق بينهما؛ إذ إنَّ هواياتك وشغفك واهتماماتك ومساعيك هي بعض الأشياء التي جذبت شريكك إليك في المقام الأول.

فإنَّ قيامك بالأمور التي تحبها هو أمر جذَّاب، كما أنَّها تزيد من شغفك؛ فهي تمنحك شيئاً يجعلك متحمِّساً بشأنه كل يوم وشيئاً يمكنك أن تفخر به، فعندما يبدأ الناس في التضحية بشغفهم أو هواياتهم أو مساعيهم للانغماس الكامل في علاقتهم، يحدث خلاف ما يسعون إليه.

إذ يعتقدون أنَّ إعطاء الأولوية لشريكهم في كل شيء يُكسبهم قلبه، لكن في الواقع يرغب شريكك أن يراك مزدهراً وسعيداً في حياتك الخاصة؛ إذ إنَّ وضع كل قيمتك وسعادتك على عاتق شخص آخر يضع ضغطاً غير عادل عليه، ويضع توقعات غير واقعية، وكما ذكرت سابقاً عن أنَّ العلاقات تشبه الفِرق، إذ يرتدي أعضاء الفريق نفس الزي، لكن ما يزال لديهم أسماؤهم وأرقامهم الخاصة على ظهورهم.

إقرأ أيضاً: 10 أسس تُبنى عليها العلاقة القوية

4. جعل حياة بعضهم بعضاً أسهل وأفضل:

عندما تتعرَّف إلى شخص ما على مستوى أعمق مع مرور الوقت، تتعلَّم ما يقدِّره ويمتنُّ له، فربما تكون لغة الحب لديهم هي أفعال خدمية، لذا فإنَّ إخراج القمامة وتنظيف الأطباق على سبيل المثال له معنى أكبر من تقديم هدية باهظة الثمن، لذا قم بمزيدٍ من تلك الأفعال، فربما سيبقى شريكك في العمل إلى وقت متأخر، فاعرض عليه اصطحاب الأطفال من المدرسة حتى قبل أن يطلب منك ذلك.

إنَّ الحياة مرهقة بما يكفي، ولم يتمتع بعض الأزواج بعلاقة قوية من خلال إضافة المزيد من التوتر إلى حياة بعضهما بعضاً، بل فعلوا ذلك من خلال الحد منه.

5. إجراء محادثات كبيرة بطريقة صحية:

يعتقد بعض الناس أنَّ الأزواج السعداء لا يتشاجرون أبداً، لكنَّ هذا غير صحيح فجميعهم يختلفون بين الحين والآخر، لكن يكمن الاختلاف في كيفية تعاملهم مع خلافاتهم؛ لذا، يجب إجراء المحادثات الكبيرة؛ أي المتعلقة بالمال، والمستقبل، والقيم، والدين، وكيفية تربية الأطفال، وكذلك المحادثات التي تدور عن شيء مزعج يقوم به شريكك، والأسباب التي قد تسبِّب الانفصال، والحدود التي لا يجب تجاوزها، والتوقعات.

فإذا لم يُتحدَّث عن هذه الأمور الكبيرة، فقد يقوم شريكك بشيء مزعج لم يكن يعرف بأنَّه يسبب لك الإزعاج، فلا يمكنك أن تتوقَّع من شخص ما أن يلبِّي حاجة ما لم تخبره بهذه الحاجة.

فهذه هي الأوقات التي يكون فيها الصبر واللباقة والانفتاح والتواصل الواضح أمراً ضرورياً؛ إذ في هذه الحالة يجب أن تذكر القول المأثور القديم: "الأمر لا يتعلق بما تقوله، بل بالطريقة التي تقوله بها"، ويمكن أن يساعد التواصل الواضح والهادئ المقترن بالإصغاء على تخفيف التوتر حتى بشأن أصعب الموضوعات.

6. التركيز على معالجة المشكلات:

العلاقات تشبه سباق الماراثون، ففي سباقات الماراثون، ستواجه مجموعة متنوعة من التضاريس والتلال والقمم والوديان والتراب والصخور، وإذا سبَّب لك أحد هذه الأشياء الانسحاب من السباق، فهذا يعني أنَّك لم تكن ملتزماً بالوصول إلى خط النهاية.

عندما تواجه مطبَّاً في الحياة، فهذا لا يعني أن تتوقَّف عن حب شخص ما، أو التوقف عن الالتزام معه، أو التضحية بما لديكما معاً؛ إذ إنَّ الحياة مليئة بالتقلُّبات، والأزواج الذين يتمتعون بعلاقة قوية يتعهَّدون بمعالجتها معاً.

تنويه هام: للتوضيح، إذا كان هناك أي شكل من أشكال الإساءة في العلاقة، أو إذا خانك شخص ما، أو آذاك عمداً، أو إذا كانت العلاقة لا تسير على ما يرام، فأنت تحتاج إلى معرفة متى يجب أن تبتعد؛ إذ تتعلَّق هذه النقطة بعدم الابتعاد من أول بادرة تدل على وجود مشكلة، لأنَّك التزمت بإيجاد الحلول لكل شيء مع شريكك.

شاهد بالفديو: كيفية التعامل مع الإهانة أو الإساءة

7. بناء الثقة:

لا يمكنك احترام شخص ما، أو البقاء معه، أو حتى أن تحبه إذا لم تثق به؛ إذ تُبنى الثقة مع مرور الوقت من خلال الاتفاق والصدق، وتتطوَّر عندما تظهرها لشريكك وعلاقتك ونفسك مراراً وتكراراً، فلا تأتي الثقة بين ليلة وضحاها، وهذا بالضبط ما يجعلها تستحق البناء.

8. القيام بالمغامرات:

يجب علينا تجديد حياتنا باستمرار، فيمكن أن تصبح الحياة مملَّة، بسبب العمل والمهمَّات والفواتير والالتزامات والأسرة، لذلك نحن بحاجة إلى إفساح المجال للمتعة في الحياة.

قد يستمتع الجميع بأشياء مختلفة، إذا كنتم تستمتعون بالرحلات الاستكشافية ابدؤوا بالتخطيط لها، أو يمكنكم تعلُّم مهارة جديدة، أو طبخ وصفة جديدة معاً، أو القيام بأي نشاط تستمتعون به، بصرف النظر عمَّا تستمتعون به، يجب أن تبقوا نشطين وتستمرون في القيام بالأشياء الممتعة.

إذ إنَّ الحياة العادية المُملَّة هي التي تؤدي إلى السخط والاستياء في العلاقة، وإذا كانت هذه هي المشاعر التي تشعر بها في الوقت الحالي، فمن المُرجَّح أن تسود هذه المشاعر في العلاقة بأكملها.

9. تقدير بعضكما بعضاً:

عدم التقدير من شأنه أن يدمِّر العلاقة؛ إذ يبدأ بتدمير الأساس حتى ينهار كل شيء، ويحدث هذا الأمر عندما نتوقَّع من شريكنا أن يقوم بشيء معيَّن أو يكون شخصاً معيَّناً، ونتوقَّف عن تقدير ما يتطلَّبه الأمر للقيام بذلك.

أعتقد أنَّنا يجب أن نقوم بأشياء تظهر اهتمامنا لشريكنا دائماً، سواء كانت أشياء صغيرة تظهر تقديرنا، أم أشياء كبيرة للاحتفال بالمناسبات والإنجازات؛ أي القيام بأشياء نعرف بأنَّهم يقدرونها لأنَّنا أصبحنا على معرفة جيدة بهم.

بصرف النظر عن مدى طيبة أو حنان شخص ما، فإنَّ عدم تقديره على الإطلاق سيشعره بأنَّه غير مرغوب فيه وبأنَّ قيمته منخفضة، ومن ثمَّ سوف يبتعد عنك ببطء ويتوقف عن القيام بالأشياء التي كنت تتوقع استمرارها إلى الأبد، ومن جهة أخرى، إذا شعر شريكك بالتقدير وبقيمة كل ما يقوم به، فسوف يقوم بالمزيد، كما ينبغي أن تفعل في المقابل.

فهناك اقتباس قديم يقول: "أنت لا تعرف قيمة ما لديك حتى تفقده"، ولكنَّني أعتقد أنَّه يجب عليك أن تكون مع شخص يقدِّرك في أثناء وجودك معه، وليس شخصاً يرى قيمتك فقط بعد أن يفقدك.

إقرأ أيضاً: 23 قول وحكمة عن أهمية الاحترام

في الختام:

إذا تمكنت من تحديد هذه الأهداف التسعة وتحقيقها مع شريك حياتك، فلن يكون هناك شيء يمكن أن يفرِّق بينكما.

شاهد بالفيديو: كيف تبني علاقات تدوم طويلاً؟

المصدر




مقالات مرتبطة