لذا طلبنا من بعض المُعلّمين أن يشاركونا آرائهم حول ما يعتقدون بأنَّه يجب على الأهل أن يعرفوه قبل بداية الفصل الدراسي، فتحدثوا بوضوح عن أنَّه يجب على الأهل يقيِّدوا استخدام أطفالهم للهواتف المحمولة، ويشجعوهم على قراءة المزيد من الكتب، والأهم من ذلك أن يعملوا مع المعلمين كفريقٍ واحد، إذ إنَّ العملية تحتاج إلى تضافر جهود الأهل مع جهود المعلمين، وإليك أبرز ما قاله المعلمون:
1- سامحوا المعلمين إذا لم يردوا مباشرةً على رسائلكم الإلكترونية:
يجب على الأهل أن يمنحوا المعلمين يومين أو ثلاثة للرد على رسائلهم الإلكترونية ومكالماتهم الهاتفية، إذ إنَّ المعلمين يبدؤون عملهم من لحظة دخولهم إلى المدرسة إلى لحظة خروجهم منها عائدين إلى منازلهم. ولن يبقى لهم في ظل الاجتماعات الصباحية، والطلبات التي تصلهم من الإداريين في منتصف الدرس، والاختبارات المفاجئة التي يجب عليهم أن يجروها، وبعد أن يستوقفهم الطلاب في ممرّات المدرسة الكثير من الوقت للجلوس والرد بإسهابٍ وتفصيل على استفسارات الأهل عن أبنائهم. فالتأخر في الرد ليس سببه عدم الاكتراث بل انشغال المعلمين بكثير من الأمور وعدم وجود أي مجال أمامهم للتراخي.
كما أنَّ من المعلمين كذلك زوجاتٍ، وأمَّهاتٍ، وبناتٍ، وأشخاصاً مسؤولين عن تقديم الرعاية لغيرهم، وثمَّة بعض الآباء الذين يغضبون إذا ما تأخر المعلم عن الرد لأكثر من 4 ساعات أو منهم من يحاول التواصل مع المعلم في الساعة 11 مساءاً.
شاهد بالفيديو: أهم النصائح للمعلمين لاستقبال العام الدراسي الجديد
2- الأطفال يحتاجون فعلاً إلى القراءة:
يجب أن يعلم الأهل أنَّه من المهم بالنسبة إلى أبنائهم أن يمارسوا القراءة مدّة 30 دقيقة كل يوم ومدّة 60 دقيقة بالنسبة إلى الأطفال الذين يعانون من صعوباتٍ في القراءة، فالقراءة ليست واجباً منزلياً بل ينبغي أن تكون جزءاً من حياة الأطفال، لأنَّ الطفل الذي لا يعرف كيف يقرأ سيعاني في جميع المواد.
ويجب أن يعلم الأهل كذلك أن أفضل شيءٍ يمكن لهم أن يقوموا به ليُعِدُّوا أبناءهم للمدرسة من أول يومٍ يولدون فيه هو ممارسة القراءة أمامهم بصوتٍ مرتفع كل يوم.
3- التعامل بصرامة مع الهواتف:
يجب الحدّ من استخدام الأطفال للأجهزة الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي ومراقبتهم في أثناء استخدامها، ومن الجيّد إغلاق الأجهزة الإلكترونية في وقت التوجّه إلى السرير بحيث لا ينجرّ الأطفال إلى استخدامها بدلاً من الحصول على الراحة التي يحتاجون إليها أشدَّ الحاجة. حيث يأتي بعض الطلاب إلى الصف وهم منهكون جرّاء قضائهم ساعاتٍ في إرسال الرسائل والتفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعد أن يكونوا قد توجّهوا إلى السرير وظنَّ أهلُهم بأنَّهم نائمون.
ومن المهم أن يكون لدى الأطفال مكانٌ هادئٌ يبتعدون فيه عن الأجهزة الإلكترونية التي تُشتِّت الانتباه حتى يكملوا واجباتهم المنزلية ويحصلوا على قسطٍ كافٍ من النوم ليلاً، فقيمة النوم لا تقدر بثمن حينما يتعلق الأمر بالنجاح الدراسي للطلاب، وسيكون من المفيد إبقاء أجهزتهم الإلكترونية بعيدةً عن أسِرَّتهم.
4- يجب على الأهل الابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية كذلك:
يجب على الأهل أن يتعلّموا كيف يتحدّثون مع أطفالهم ويحاورونهم كلما سَنَحت الفرصة لذلك سواءاً في السيارة، أو بعد العودة من المدرسة، أو في أثناء تناول الطعام، إلخ.
5- الابتعاد عن مشروبات الطاقة:
لا يُفضَّل تعويد الأطفال على مشروبات الطاقة، إذ إنَّ أقواها فعاليةً قد لا يجعل الشباب الذين هم في سن الجامعة حتى يصمدون إلى ما بعد الدرس الرابع.
6- حياة الأطفال في المدرسة تختلف عن حياتهم في المنزل:
يجب على الآباء أن يعلموا أنَّ سلوك أطفالهم في المنزل يختلف عن سلوكهم في المدرسة، فإذا أبلغ المعلمون عن سلوكٍ قام به الطفل في المدرسة فثق بأنَّه قام بذاك السلوك بالفعل لأنَّ المعلمين في الحقيقة يهتمون بطلابهم أشدَّ الاهتمام.
7- لا بأس في أن يرتكب الأطفال الأخطاء في واجباتهم المنزلية:
يجب على الأهل أن يعلموا أنَّه من الأفضل ألَّا يصحّحوا الواجبات المنزلية لأطفالهم، فقد بيَّن الأستاذ للأطفال طريقة حل الواجب عدة مرات وقد تختلف طريقة الأستاذ عن الطريقة التي يتبعها الأبوين في حل الواجب. كما أنَّ الأخطاء تبيِّن للأستاذ الأسلوب الذي يجب عليه أن يتعامل من خلاله مع الطفل، فإذا كان واجبه مثاليَّاً دائماً لن يكون في وسع الأستاذ أن يعرف إذا ما كان الطفل في حاجةٍ إلى المساعدة على فهم بعض الأمور. إضافةً إلى أنَّ ذلك يؤكِّد للأطفال أنَّك تعتقد بأنَّهم ليسوا قادرين على القيام بالواجب بأنفسهم وهو الأمر الذي لا يُعَدُّ جيداً لبناء الثقة بالنفس لديهم.
8- المعلمين ليسوا أشخاصاً مثاليين:
إنَّ المعلمين ليسوا أبطالاً خارقين بل هم مجرد أشخاصٍ يقومون بعملٍ يحبونه، ففي بعض الأحيان يؤدون عملهم بشكلٍ رائعٍ يفوق التوقعات وفي أحيانٍ أخرى يخفقون إخفاقاتٍ ذريعة، وفي معظم الأيام يكونون بين هذا وذاك. ويحتاج المعلمون كذلك إلى مساعدتنا وإلى تشجيعنا فَهُمْ غير قادرين على القيام بكل شيء بمفردهم.
9- اهتمام المعلمين بالأطفال اهتمام صادق:
يخاطب معظم المعلمين طلابهم بـ "يا أبنائي"، ويشعرون بالقلق حينما يتعرض أحدهم للمرض، ويفرحون حينما يفهمون فكرةً صعبةً بعد عناءٍ طويل، ويفتخرون بهم حينما يتخرجون من الثانوية ويكملون تعليمهم.
فيجب على الآباء أن يعلموا أنَّ المعلمين يحبون أطفالهم ولا يرغبون إلَّا في أن يساعدوهم على بلوغ أفضل ما يمكنهم بلوغه، حيث سيتضمن ذلك في بعض الأحيان شعور الطفل بالحزن لأنَّ المعلم أنَّبه بسبب سوء سلوكه، ولكن ثِقْ بالمعلمين لأنَّهم يعلمون ماذا يفعلون.
المصدر: هنا
أضف تعليقاً