8 نصائح لروتين صباحي يساعدك على النجاح وتحقيق السعادة

الحياة مزدحمة بالمسؤوليات والمشاغل، ويمكن أن يجعلك ذلك تشعر أنَّه ما من وقت لديك لتسعى نحو تحقيق أحلامك، وإذا كنت تعمل بوظيفة بدوام كامل ولديك أطفال فالأمر يزداد صعوبة، وما لم تخصِّص كل يوم وقتاً لتحقيق التقدُّم وتطوير نفسك، فإنَّ عمرك سيضيع في زحمة الحياة إلى أن تجد نفسك كبيراً في السن وفاقداً للطاقة التي كانت لديك أيام الشباب، وتتساءل كيف ضيَّعت كل هذه السنين.



كما يقول البروفيسور "هارولد هيل" (Harold Hill): "إذا كنت لا تعمل من أجل المستقبل، فستصل إلى وقت لا يبقى لديك فيه سوى ذكريات الماضي الفارغ".

أعِد التفكير في حياتك واجعلها حياةً ذات مغزى:

يهدف هذا المقال إلى جعلك تُعيد التفكير في النهج الذي تتَّبعه في حياتك بالكامل من خلال تسهيل القضايا والعودة في الأمور إلى مبادئها الأولى.

إذ تمتلئ حياة معظمنا بما هو غير ضروري وتافه، وليس لدينا الوقت للقيام بشيء قيِّم، لذلك يمضي معظمنا في الحياة محاولين فقط الخروج بأقل الخسائر بدلاً من العيش من أجل هدف، ولا يعلم معظمنا أنَّنا نعيش الحياة التي أرادها لنا الآخرون، بدلاً من أن نعيش حياةً أصيلة نختارها بمحض إرادتنا.

فقد خصَّصت قِلَّة قليلة من الناس ما يكفي من الجهد والوقت لتعيش الحياة التي تريدها، ومنذ قرابة عشر سنوات كان العيش وَفقاً لرغبات الآخرين ظاهرة اجتماعية وثقافية، وكثيرون من جيل الألفية يستمرون في تبنِّي هذه النظرة لمجرد أنَّها واسعة الانتشار.

مع ذلك، يوجد وعي جماعي متزايد أنَّه مع الإرادة المصحوبة بكثير من الاجتهاد، يمكنك أن تصنع لنفسك الحياة وفقاً لشروطك وليس شروط الآخرين، لذلك تذكَّر أنَّك أنت من يصمِّم مستقبلك ولا أحد غيرك مسؤول عن ذلك؛ لذا عليك أن تقرِّر، لأنَّك إذا لم تفعل ذلك فسيقوم شخص آخر باتخاذ القرار نيابة عنك، والتردد هنا خيار سيِّئ جداً.

مع هذا الروتين الصباحي القصير ستتغيَّر حياتك بسرعة، قد تبدو القائمة طويلة، لكنَّها نصائح سهلة جداً:

  1. استيقظ باكراً.
  2. ركِّز وتمتَّع بحالة ذهنية صافية.
  3. مارس الرياضة.
  4. تناول طعاماً صحياً.
  5. استعد ليوم العمل.
  6. ألهِم نفسك.
  7. فكِّر وتأمل.
  8. افعل شيئاً لإحراز بعض التقدُّم.

هذه هي عناوين الخطوات لتغيير حياتك، وهي بالفعل سهلة، لكنَّنا سنتحدث بالتفصيل عنها:

1. احصل على ما لا يقل عن 7 ساعات من النوم:

النوم ضروري تماماً مثل الطعام والماء، ومع ذلك فإنَّ ملايين الناس لا ينامون بما يكفي، ويحصدون النتائج السيئة بسبب ذلك.

فقد أجرت المؤسسة الوطنية الأمريكية للنوم (NSF) استطلاعات كشفت أنَّ ما لا يقل عن 40 مليون أمريكي يعانون من أكثر من 70 نوعاً مختلفاً من اضطراب النوم، كما كشفت أنَّ 60% من البالغين، و69% من الأطفال، يعانون من مشكلة في النوم مرة واحدة على الأقل في الأسبوع، وأحياناً تستمر المشكلة لعدة ليالٍ قليلة أو كثيرة حسب الحالة.

بالإضافة إلى ذلك، كشفت الدراسة أنَّ 40% من البالغين يشعرون بالنعاس الشديد في أثناء النهار بطريقة تؤثِّر في أنشطتهم اليومية، ويحدث هذا معهم لبضعة أيام على الأقل كل شهر، ونسبة 20% منهم يعانون من هذه المشكلة لبضعة أيام في الأسبوع أو أكثر.

في المقابل، يرتبط الحصول على قسط وافر من النوم بفوائد عدة، ومنها:

  1. تحسين الذاكرة.
  2. العيش طويلاً.
  3. الحد من الإصابات الالتهابية.
  4. تحسين القدرة على الإبداع.
  5. تحسين التركيز والانتباه.
  6. تقليل نسبة الدهون وزيادة الكتلة العضلية إذا ما ترافق النوم مع التمرينات الرياضية.
  7. تقليل التوتر.
  8. تقليل الاعتماد على المنبهات مثل الكافيين.
  9. تقليل خطر الإصابات الناجمة عن الحوادث.
  10. تقليل احتمالية الإصابة بالاكتئاب.

وكثير من الفوائد الأخرى التي يمكنك الاطلاع عليها من خلال البحث على الإنترنت.

فكل ما ستقرأه لاحقاً في هذا المقال لن يكون مفيداً إن لم تجعل الحصول على ما يكفي من النوم أولوية، وإذا كنت ممَّن يتفاخر بالاستيقاظ باكراً جداً رغم ذهابك للفراش في ساعة متأخرة، فتوقف فوراً عن ذلك.

إذا كنت تعتقد أنَّه يمكن حل هذه المشكلة من خلال استهلاك المنبهات، فلا بد من تذكيرك بأنَّ هذا الحل ليس مستداماً ولا ينفع إلا لوقت قصير حتى تبدأ علامات قلة النوم بالظهور، وستنهار صحتك على الأمد الطويل، في حين أنَّ ما نهدف إليه هو صحة مستدامة قدر الإمكان.

شاهد بالفيديو: 7 نصائح عملية لتحظى بنوم أفضل وتستيقظ نشيطاً

2. تأمَّل وصلِّ:

إنَّ الصلاة والتأمُّل ضروريان لامتلاك شعور وأفكار إيجابية، فما تركِّز عليه في تفكيرك يصبح أكثر احتمالية للحدوث في الواقع.

إذ تجعلك الصلاة والتأمل تشعر بالامتنان الشديد لكل ما لديك، وبدوره الامتنان يجعلك تشعر بالوفرة وتشعر حقاً أنَّ العالم مليء بالفرص التي تنتظرك لتغتنمها، وربما سمعت سابقاً أنَّ الإنسان يشبه المغناطيس، وهذا صحيح، فبقدر ما تكون ممتناً لما لديك بقدر ما تجذب مزيداً من الإيجابيات والأمور الجيدة.

فقد يكون الامتنان أهم مفتاح من مفاتيح تحقيق النجاح، وقد وُصِف بأنَّه رأس كل فضيلة، لذلك إذا بدأت يومك بالشعور بالامتنان، فستجذب كل ما هو إيجابي في العالم، ولن يتشتَّت انتباهك.

3. مارس الرياضة بانتظام:

توجد أدلة كثيرة على أهمية ممارسة الرياضة، إلا أنَّ ثلثي الرجال والنساء في "أمريكا" (USA)، والذين تتراوح أعمارهم بين 25 إلى 64 عاماً لا يمارسون نشاطاً بدنياً منتظماً، وذلك وفقاً لاستطلاع الصحة الوطنية الذي أجراه مركز السيطرة على الأمراض (CDC)، فإذا كنت تريد أن تكون شخصاً لديه صحة جيدة وسعيداً وصاحب إنتاجية عالية، فيجب أن تعتاد على ممارسة التمرينات الرياضية باستمرار.

إذ يقصد معظم الناس فوراً صالة الألعاب الرياضية لممارسة الرياضة، لكن في الواقع أي نوع من الرياضة كفيل بتحقيق النتائج الصحية التي تريدها، خاصةً من حيث الصحة النفسية، فقد تبيَّن أنَّ ممارسة التمرينات الرياضية تقلِّل من الإصابة بالاكتئاب والقلق والتوتر، كما تساعدك على تحقيق النجاح في حياتك المهنية.

فإذا كنت لا تهتم بتدريب عضلاتك، فستعاني من مشكلات في جميع جوانب حياتك، ولا تنسَ أنَّ عيش حياة صحية أمر لا يتجزَّأ ويتطلَّب الاهتمام بكل نواحي الحياة.

إقرأ أيضاً: للرياضة فوائد كثيرة... تعرّف عليها

4. تناول 30 غراماً من البروتين:

يوصي "دونالد ليمان" (Donald Layman)، أستاذ التغذية في "جامعة إلينوي" (University of Illinois)، بتناول 30 غراماً على الأقل من البروتين في وجبة الإفطار.

كما يوصي الكاتب "تيم فيريس" (Tim Ferriss) في كتابه "أهم أربع ساعات للجسم" (The 4 Hour Body)، بتناول 30 غراماً من البروتين بعد نصف ساعة من الاستيقاظ.

وفقاً لـ "تيم"، فقد فعل والده ذلك وخسر نحو 8 كيلوغرامات في شهر واحد، فالأطعمة الغنية بالبروتين تجعلك تشعر بالشبع لفترة طويلة، وذلك لأنَّها تستهلك كثيراً من الوقت حتى تُهضَم في المعدة، كما يحافظ البروتين على ثبات معدَّل السكر في الدم، وهذا يجنِّبك الشعور بالجوع الشديد، ويقلِّل البروتين أيضاً من الرغبة الشديدة لتناول الكربوهيدرات البيضاء، وهي الكربوهيدرات التي تسبِّب تراكم الدهون في الجسم، ومنها مثلاً الخبز والخبز المُحمص والكعك.

يقدِّم "تيم" أربع توصيات للحصول على حصة كافية من البروتين في الصباح، وهي:

  • تناول على الأقل 40% من السعرات الحرارية على وجبة الإفطار على شكل بروتين.
  • يمكنك تحقيق هذه النسبة من خلال تناول بيضتين أو ثلاث بيضات كاملة، تحتوي البيضة على 6 غرامات بروتين تقريباً.
  • إذا كنت لا تحب البيض، فحاول تناول اللحم المقدد أو الجبن القريش.
  • يمكنك أيضاً إعداد مخفوق البروتين مع الماء.

فبالنسبة إلى الأشخاص الذين يتجنَّبون منتجات الألبان واللحوم والبيض، يمكنهم تناول البروتين من مصادر نباتية، مثل البقوليات والخضروات والمكسرات.

5. استحم بمياه باردة:

يبدأ الكاتب الأمريكي "توني روبنز" (Tony Robbins) صباحه بالسباحة في مياه تبلغ حرارتها قرابة 14 درجة مئوية؛ إذ يحسِّن الاستحمام بالماء البارد كلاً من الصحة البدنية والنفسية تحسيناً هائلاً، وعند ممارسة هذه العادة باستمرار، فإنَّها تؤدي إلى تحسين طويل الأمد للجهاز المناعي واللمفاوي والدورة الدموية والجهاز الهضمي، ممَّا يؤثر إيجاباً في الحياة عموماً.

يمكن أن يساعد على تخفيض الوزن، لأنَّه يحسِّن عملية التمثيل الغذائي، وقد وجدت إحدى الدراسات أنَّ الاستحمام بماء بارد بانتظام، يمكن أن يساعد على علاج أعراض الاكتئاب بطريقة أكثر فاعلية حتى من الأدوية، وذلك لأنَّ الماء البارد يحفِّز على إطلاق مواد كيميائية تحسِّن الحالة المزاجية ويجعلك تشعر بالسعادة.

فليس من السهل تحمُّل الماء البارد، وربما عندما فكَّرت سابقاً في ذلك فقد قرَّرت عدم المحاولة حتى، أو ربما تجرَّأت ونزلت تحت الماء البارد، لكنَّك سرعان ما فتحت صنبور الماء الساخن، لكن يمكنك أن تتعامل مع الأمر مثل حوض السباحة البارد، فبعد أن تمضي 20 ثانية على نزولك للماء لن تشعر بأي ألم.

بالإضافة لما ذكرناه، فإنَّه من المفيد أن تبدأ صباحك بشيء تخشاه، فهذا يعزِّز لديك الثقة بالنفس ويجعلك تشعر بالحيوية.

6. اقرأ واستمع لمحتوى تعليمي:

يقضي الناس وقت فراغهم بالتسلية، لكن إذا أردت أن تصبح استثنائياً فعليك أن تستثمر وقت فراغك في التعلُّم، لذلك تجد أنَّ معظم الأشخاص الناجحين يقرؤون كتاباً واحداً على الأقل في كل أسبوع؛ فهم يستمرون في التعلُّم.

فإذا كنت لا تجد وقتاً للقراءة، فيمكنك اللجوء إلى الكتب الصوتية؛ إذ تستطيع الاستماع بسهولة للكتاب في أثناء التنقُّل أو السفر أو حتى في أثناء المشي، وبالإضافة إلى ذلك، ضع في الحسبان أيضاً أنَّ تخصيص 15 إلى 30 دقيقة كل صباح للاستماع لمعلومات إرشادية يساعدك على التقدُّم بطريقة مذهلة، فهو يزيد من مستوى أدائك.

ستجد بعد فترة من الزمن أنَّك قرأت مئات الكتب من خلال الالتزام بهذه العادة، وستكون على دراية بكثير من الموضوعات، وهذا يعني أنَّ تفكيرك سيختلف، وستتغيَّر نظرتك للعالم، وستكون قادراً على الربط بين موضوعات مختلفة.

7. دوِّن أهدافك وراجعها يومياً:

يجب تدوين أهدافك، سواءً أهدافك على الأمد القصير أم الطويل، لأنَّك بذلك ستتمكَّن من قراءتها في بضعة دقائق، وهذا يجعلك تبقى على المسار الصحيح، فإذا كنت تقرأ أهدافك طويلة الأمد يومياً فستفكِّر فيها كل يوم، وعندما تفكِّر فيها كل يوم فإنَّك ستعمل على تحقيقها دائماً، ومن ثمَّ ستظهر نتائج جهودك حتماً.

فتحقيق الأهداف ليس لغزاً، إنَّه علم ليس فيه لبس أو غموض، ومن خلال اتباع منهج بسيط في حياتك ستتمكَّن من تحقيق أهدافك مهما كانت كبيرة، وأحد الأمور التي تساعد في هذا المجال هو تدوين أهدافك ومراجعتها دورياً.

شاهد بالفيديو: المبادئ 12 لتحقيق أهداف النجاح

8. افعل شيئاً واحداً على الأقل يقرِّبك من أهدافك طويلة الأمدك:

قوة الإرادة مثلها مثل العضلات التي تتعب بعد ممارسة التمرينات، لذا فإنَّ قدرتنا على اتخاذ قرارات عالية الجودة تنخفض مع مرور الوقت، فكلما زاد عدد القرارات التي تتخذها، قلَّتْ جودتها وضعفت إرادتك، ولذلك يجب عليك البدء بإنجاز المهام الصعبة أولاً في الصباح، لأنَّك إذا أجَّلتها إلى وقت لاحق فلن تتمكَّن من إنجازها؛ إذ ستكون مرهقاً بحلول نهاية اليوم، لذلك تبنَّ شعار: "الأصعب يُنجز أولاً"، والتزم بهذا المبدأ يومياً.

إنَّ خطوة واحدة كل يوم نحو تحقيق هدفك ستجعلك تدرك أنَّ هدفك لم يكن بعيد المنال بقدر ما كنت تتخيَّل.

إقرأ أيضاً: كيف تستعمل الإشباع الفوري للوصول إلى الأهداف طويلة الأمد؟

في الختام:

بعد أن تقوم بهذه الأمور، وبصرف النظر عمَّا تبقى لديك لتنجزه خلال اليوم، فستكون قد أنجزت الأمور الهامَّة أولاً، وستكون قد وضعت نفسك على مسار تحقيق النجاح، واقتربت من تحقيق أهدافك، وسيتحسَّن أداؤك في العمل وفي الحياة عموماً وحتى في علاقاتك، وستكون أكثر سعادة وأكثر ثقة، وستمتلك مزيداً من الوضوح في نظرتك للحياة.

لكن، لا يمكنك أن تلتزم بهذا الروتين الصباحي قبل أن تنتبه للأشياء السلبية وغير الملائمة في حياتك، وبعد أن تبدأ بهذا الروتين، فإنَّ هذه الأشياء ستزول تدريجياً حتى تختفي تماماً وإلى الأبد.

فستجد سريعاً أنَّك تقوم بالأشياء التي تحبها، وستكون علاقاتك ذات مغزى ومليئة بالعواطف والمتعة، وستشعر بالحرية ووفرة الفرص، وتحقق أهدافك.

المصدر




مقالات مرتبطة