8 علامات تدل على نجاحك في مقابلة التوظيف، وأربع تقول العكس

بعد أن تنهي مقابلةَ التوظيف للمنصب الوظيفي الذي تقدَّمت إليه وأنت مفعمٌ بالحماس، قد تَجُول في ذهنك شتَّى الهواجس، فتعتقد حيناً أنَّها سارَت على خير ما يرام، أو يعتريك الشك حول إمكانية نَيل الوظيفة.



والآن، وبعد أن حظيتَ ببعض الوقت لتجميع شتات نفسك ومراجعة تلك المحادثة في ذهنك، تبدأ بالارتباك والشك بنفسك. قد تُصاب بالتوتر وتبالغ في تحليل كلِّ إجابة وملاحظة مرتجَلة أدليتَ بها (وحتى تعبيرات وجهك)، وتبحث عن دلائلَ حول ما إن كانوا سيطلبون مقابلتك مجدداً أم لا.

هوِّن على نفسك، فالجميع يمرُّ بهذه التجربة؛ حيث يَغلب على عملية البحث عن وظيفة كثيرٌ من عدم اليقين، وليس بإمكانك معرفة ما يدور في ذهن الشخص القائم على إجراء المقابلة؛ لكن مِن الناحية الإيجابية، توجد بعضُ العلامات التي تشير إلى أنَّ المقابلةَ كانت مذهلةً، كما توجد أيضاً بعض الأدلة التي تستطيع ملاحظتها إن لم تسِر على ما يرام.

8 علامات تدل على نجاحك في مقابلة التوظيف:

ضع في حسبانك قبل كلِّ شيء أنَّ ليس هنالك من علاماتٍ مضمونةٍ لمعرفة سير المقابلة. ومع أنَّ العلامات التي نحن بصدد مناقشتها إيجابيةٌ عموماً؛ إلَّا أنَّها لا تضمن لك النجاح. وإذا لم تحدُث هذه الأشياء في مقابلتك، فلا يعني ذلك أنَّك قد أخفقت، فهناك دائماً استثناءاتٌ لكل حالة.

دَعنا الآن نتحدث عن بعض العلامات التي تدل على أنَّك من المحتمل قد نلتَ إعجاب القائم على إجراء المقابلة واقتربتَ خطوةً واحدةً من نيل هذه الوظيفة:

1. استغراق مقابلتك وقتاً أطول من المقرَّر:

على سبيل المثال: حُدِّدت فترة نصف ساعة لمقابلتك، لكنَّها استغرقت ما يقارب 45 دقيقةً أو ساعةً كاملة، فمن المحتمَل أنَّ مُحاوِرَك كان مهتماً بك ومندمجاً جداً في المعلومات التي قدَّمتَها.

تقول إميلي ليو (Emily Liou)، الكوتش المهنية للمساعدة في البحث عن وظائف، والمؤسِّسة والكوتش المهنية لدى شركة كلتي فيتاي (CultiVitae) للكوتشينغ المهني: "بصفتي مسؤولة سابقة عن التوظيف، إن رأيتُ أنَّ الشخص غير مناسب للوظيفة، فلن أضيِّع وقته، وعادةً ما أنهي المقابلةَ في الوقت المحدَّد؛ ولكن عندما نجد مرشَّحاً ممتازاً، سنحاول قضاء وقتٍ إضافيٍّ للتقصِّي عمَّا نحتاج إلى معرفته لاتخاذ قرار مستنير".

2. إيجابية دلالات لغة الجسد لدى القائم على إجراء المقابلة:

يقول إليوت كابلان (Eliot Kapla)، الكوتش المهني نائب الرئيس السابق لاكتساب المواهب في مجلة "هيرست ماغازينز" (Hearst Magazines)، أنَّ للتواصل غير اللفظي -وخاصةً لغة الجسد- أهمية كبيرة. حيث يقول: "هل يبدو المسؤول عن التوظيف مندمِجاً بما تقوله؟ هل يميل إلى الأمام عندما تقدِّم معلومات محدَّدةً على وجه الخصوص؟ هل يبتسم؟ هل تلمع عيناه؟".

في حين قد يكون من الصعب الانتباه إلى هذه الإشارات في المقابلات الافتراضية عن طريق الفيديو؛ إلَّا أنَّ هناك بعض الأشياء التي يمكنك البحث عنها. على سبيل المثال: من الجيد أن يُجري مدير التوظيف تواصلاً بصرياً متكرراً من خلال الكاميرا الخاصة به، ويجلس في وضع مستقيم بدلاً من انزلاق جسمه على الكرسي.

إقرأ أيضاً: 7 أخطاء في لغة الجسد يجب تجنبها في مقابلة العمل

3. كان تدفُّق محادثتك طبيعياً:

في حين أنَّنا كثيراً ما نغفل هذا عندما تكون أعصابُنا مشدودة، فإنَّ المقابلات هي في الحقيقة محادثات بين البشر. يوضِّح كابلان (Kaplan) أنَّه إذا كان تفاعلُك يجري مثل محادثة طبيعية وليس كاستجواب، فهذا أمرٌ إيجابي. حيث تشير الأحاديث العابرة المهذَّبة وبعض المحادثات الودِّيَّة إلى أنَّ مدير التوظيف لم يكن مهتماً بك فحسب، بل شعر أيضاً بشيء مِن الراحة تجاهك.

اعلم أنَّ بعض الشركات تجري مقابلات منظَّمةً للغاية تتضمن قوائم محدَّدةً مِن الأسئلة التي تُطرح بترتيب معيَّن لضمان معايير التعدُّدية والاندماج أو التقيُّد بسياسات الشركة الأخرى، لذلك لا تدع التزام محاورك بالأسئلة التي أمامه تُثبِط عزيمتك.

4. طرح أسئلة متابَعة:

سيتعمَّق المحاورون المهتمُّون في إجاباتك بالأسئلة ذات الصلة. يقول كابلان: "هل يطرحون أسئلة متابَعة تستند فعلاً إلى ما تقوله؟ أم أنَّهم يبدون وكأنَّهم يراجعون فقط القائمة المرجعية أو الأسئلة المطلوبة؟".

يُعدُّ الضغط عليك للحصول على تفاصيل إضافية نذيرَ خير، حتى لو شعرتَ بشيءٍ مِن الرهبة في الوقت الحالي؛ فقط ضع في حسبانك أنَّهم إن أعادوا طرح نفس السؤال الذي طرحوه مسبقاً، فقد يكون ذلك دليلاً على أنَّك لم تزوِّدهم بمعلومات كافية في إجابتك السابقة، وأنَّهم يرغبون في معرفة مزيدٍ منها.

إقرأ أيضاً: كيف تجيب عن الأسئلة العشرة الأكثر صعوبة في مقابلات التوظيف؟

5. رغبتهم في أن تقابل باقي أعضاء الفريق:

تقول ليو (Liou): "عندما يُطلب منك مقابلة باقي أعضاء الفريق الذين لم يُحدَّد موعد لهم في الأساس أو يُطلب منك مقابلة المدير، فهذا مؤشرٌ قويٌّ جداً على أنَّهم متحمِّسون بشأنك. فهم يريدون على الأرجح إثبات أنَّك الشخصُ الملائِم تماماً، والتأكُّد من تسريع عملية قبولك عبر مقابلة المؤثِّرين الآخرين".

لا يُعدُّ هذا السيناريو شائعاً، خاصةً إذا كانت مقابلة التوظيف تُجرى عن طريق الإنترنت، لذلك لا تنظُر إلى مقابلة مسؤول التوظيف وحده فقط على أنَّها علامةٌ سيئة. ومع ذلك، إذا ذَكر مدير التوظيف أنَّه يريد تقديمك إلى رئيسه أو قائد القسم أو شخصٍ بمنصبٍ هامٍّ آخر -حتى لو لم يحدث ذلك على الفور- فهذه علامة إيجابية على نجاحك في المقابلة أيضاً.

6. عرض مزايا الوظيفة والشركة عليك:

تذكَّر أنَّ مقابلة التوظيف هي عمليةٌ ثنائية الاتجاه؛ فمن جهة، يقيِّم رب العمل ما إذا كنتَ ملائماً للمنصب والشركة؛ ومن جهةٍ أخرى، أنت تريد وظيفة تكسب منها رزقك وتلبِّي متطلبات حياتك وتمتلك رغبةً في العمل بها، لذا لا بُدَّ أن تجمع المعلومات للتحقق من ذلك.

مع وضع ذلك في الحسبان، إذا حاول مدير التوظيف بحماس ترغيبك بالوظيفة عبر الترويج لأمورٍ مثل: احتمالية تطوُّرك والامتيازات التي ستحصل عليها وثقافة الشركة والأوسمة وغير ذلك، فهذه علامةٌ على رغبته في تشجيعك على قبول المنصب. وكذلك الأمر إن استفسر ما إن كنتَ تبحث عن وظيفة أخرى أو تجري مقابلات مع أرباب عمل آخرين، فقد يبادر لتقديم عرضٍ منافِس.

7. وضع جدول زمني للخطوات التالية:

يُعدُّ الحصول على موعد لإجراء المقابلة أمراً هامَّاً؛ ولكنَّه أيضاً مجرَّد خطوة واحدة في عملية التوظيف. إذا دخل مسؤول التوظيف في التفاصيل حول الجدول الزمني للتوظيف والخطوات التالية بعده، فهذا يدل على اهتمامه ورغبته في أن تكون على اطِّلاعٍ بما سيحدث.

هذه ليست علامةً جيدةً على ترشُّحك فحسب، ولكنَّها تكشف لك كثيراً عن رب العمل. وهي دليل على تميُّز الشركة بوجود عمليةِ مقابلةٍ واضحةٍ ومنظَّمةٍ وشفافةٍ ثمينةٍ للمتقدِّمين، وحتى موظَّفيها أيضاً.

8. الرد السريع على بريدك الإلكتروني للمتابَعة:

لا بدَّ أنَّك تعلم أهميةَ إرسال رسالةِ شكرٍ بعد مقابلة التوظيف، لذا إن أرسلتَ بريداً إلكترونياً ودوداً وشخصياً، فقد تتلقى رداً سريعاً إلى حدٍّ ما لشكرك على تخصيص الوقت لهم وإخبارك بأنَّهم سيتواصلون معك قريباً.

يؤكِّد هذا الردُّ السريع أنَّهم مهتمون بك جداً، وأنَّهم يفكرون في جعلك تسير قُدماً في عملية التوظيف. علاوةً على ذلك، قد يكون تلقي رسالة إلكترونية حول الخطوات التالية بمثابة قبولٍ ضمنيٍّ وعلامةٍ على أنَّك شخصٌ ثمينٌ لن يُفرِّطوا به أبداً.

شاهد بالفيديو: 10 طرق كي تتألق في مقابلات التوظيف

ماذا تفعل بعد ضمانك النجاح في مقابلة التوظيف؟

بعد تأكُّدك مِن بعض أو ربما كلَّ العلامات المذكورة أعلاه، وكلُّك ثقة الآن أنَّك ستمضي قُدماً في هذه العملية. إليك بعض النصائح التي يجب عليك اتباعها لتعرف كيفية الاستفادة مِن هذه الحماسة:

  • احتفِ بنفسك لأنَّك تستحق ذلك.
  • أرسِل ملاحظةَ شكرٍ أو بريداً إلكترونياً إذا لم تكن قد فعلتَ ذلك مسبقاً. تقول إحدى الاستطلاعات أنَّ 80٪ من مديري التوظيف يجدون هذه الرسائل دليلاً على لباقة المرشَّحين.
  • دوِّن بعضَ الملاحظات على المعلومات المفيدة التي تلقَّيتَها بالإضافة إلى بعض النقاط الرئيسة التي ذكرتُها والقصص التي سردتُها في المقابلة. إذا تقدَّمتَ في هذه العملية، فمن الجيد احتفاظك بهذه التفاصيل للرجوع إليها لاحقاً.
  • لا تظننَّ أنَّك قد ربحتَ هذه الجولة قبل تلقِّيك تأكيداً على متابعتك مسار العملية. فالثقةُ أمرٌ هامٌّ؛ لكن لا تستعجل الأمور فتصاب بخيبةِ أملٍ أنت بغنىً عنها.

4 علامات تشير إلى أنَّ مقابلتك لم تسِر على ما يرام:

الآن، دعنا نتحدث عن المسار الآخَر لعملية التوظيف، حيث يغمرك شعور بأنَّ مقابلتك ربما لم تسِر كما أمِلتَ. إذا لاحظتَ بعضَ العلامات الآتية، فهذا معناه أنَّك بحاجةٍ إلى مواصلة البحث عن فرص عمل، والاستعداد لإجراء مقابلات مستقبلية مع أرباب عمل آخرين.

اعلم أنَّه لا يوجد شيءٌ مضمونٌ، ولن تتيقَّن أبداً إلَّا عندما تتلقى إمَّا رسالةَ بريدٍ إلكترونيٍّ مهذبةً تُعلِمك بعدم قبولك، أو تدعوك الشركة فيها لإجراء مقابلةٍ ثانية، أو مهمةٍ، أو خطوةٍ أخرى.

1. عدم اهتمام الشخص القائم على إجراء المقابلة:

إن لاحظتَ أنَّ القائم على إجراء المقابلة شاردُ الذهن أو يَنظر إلى شاشة أخرى في أثناء مقابلة الفيديو معك، فقد يكون غير مندمجٍ أو غير مهتمٍّ بمحادثتك.

لكن من المحتمل أنَّه يلقي نظرة سريعة على سيرتك الذاتية أو قائمة أسئلة المقابلة خاصَّته، لذا لا تحمِّل المسألةَ أكبر من حجهما إن شردَ ذهنُ المحاوِر أو قطعَ التواصلَ البصري، فهذا يختلف عن عدم الاهتمام بمحادثتك بِرمَّتها.

2. عدم التحدث عن الخطوات التالية:

يعني هذا أن تصل إلى نهاية الأسئلة، ولم يقدِّم مدير التوظيف أيَّةَ معلومات حول الخطوة التالية، أو موعد اتخاذ قرار التعيين، أو ما يمكنك توقُّعه بمجرد انتهاء المحادثة.

في الحقيقة، من المرجَّح جداً أنَّ مسؤولَ التوظيف قد نسي التحدث عن ذلك ببساطة، أو أنَّه لا يعي أهميةَ ذلك (وهذا قد يكون نذيرَ سوءٍ)؛ لكن قد يعني ذلك أيضاً أنَّك لن تمضي قُدماً في العملية فلم يكن هناك من داعٍ للخوض في تلك التفاصيل.

3. عدم إتاحة الفرصة لك لطرح الأسئلة:

تقول ليو (Liou): "ما لم يداهمكما الوقت، إذا أنهى مسؤول التوظيف المقابلة دون أن يسألك إن كانت لديك أيَّة أسئلة ليجيبك عنها، فربما يكون قد اتخذ مسبقاً قرارَه لمواصلة البحث عن غيرك من المرشَّحين. ففي الواقع، يجب أن تسير مقابلات التوظيف في اتجاهين، بحيث تسمح للطرفين (المرشَّح للوظيفة ومدير التوظيف) بمعرفة مزيدٍ عن بعضهما بعضاً".

إذا أتيحَت لك الفرصة لطرح الأسئلة وقدَّم محاورُك إجابات مقتضَبة أو غامضة حقاً، فهذه أيضاً ليست نذيرَ خيرٍ على ترشيحك أو التزام رب العمل بالتواصل المحترَم والشفاف.

إقرأ أيضاً: 7 أسئلة يجب أن تطرحها دائماً في مقابلة العمل

4. انتهاء مقابلتك في وقت مبكِّر:

إذا كانت المقابلةُ الطويلةُ علامةً جيدة، فإنَّ اختتامَها قبل وقتٍ طويلٍ من الوقت المحدَّد لها عادةً ما يكون علامةً سيئةً.

ولكن لكلِّ قاعدةٍ استثناء مع كلِّ هذه العلامات، فربما قرَّروا مسبقاً أنَّك مناسبٌ تماماً ولم يشعروا بالحاجة إلى إطالة زمن المقابلة دون داعٍ. إن رغبتَ في فهمٍ أكثر دقةً لكيفية سير مقابلتك، خُذ هذه العلامة بعينِ الاعتبار جنباً إلى جنبٍ مع بعض العلامات التي لا تنذر بالخير.

شاهد بالفيديو: 8 علامات تدل على نجاحك في مقابلة التوظيف، وأربع تقول العكس

ماذا تفعل بعد فشلك في مقابلة التوظيف؟

إن أشارَت جميعُ الدلائل إلى حقيقةِ أنَّ المقابلةَ لم تكن موفَّقةً كما أملتَ، وشعرتَ بالإحباط، فهذا لا يعني أن توسمُها بالفشل وتنساها تماماً. لا تقسُ على نفسك دون داعٍ، فلا يزال هناك احتمالٌ أن تكون مقابلتُك أفضلَ ممَّا تعتقده.

مع ذلك، يوجد بعضُ الأشياء الأخرى التي يجب عليك القيام بها لتحقيق أقصى استفادة من التجربة:

  • امنَح نفسَك الوقتَ الكافي لتشعر بخيبة الأمل، واعلم أنَّ هذا طبيعي كلياً.
  • أرسِل رسالةَ شكرٍ أو بريداً إلكترونياً. هذه دائماً خطوةٌ ذكيةٌ، بغضِّ النظر عن سير المقابلة.
  • فكِّر مليَّاً في مقابلتك واكتب بعضَ الملاحظات حول كيفية الاستعداد استعداداً أفضل، وما تريد القيام به على نحوٍ مختلفٍ في أيَّةِ مقابلات مستقبَلية.

تذكَّر أنَّ كلَّ مقابلةٍ -سواءً خرجتَ عن المسار الصحيح أو انتهَت بنجاح- هي فرصةٌ لاستقاءِ الدروس، لذا اتَّبِع النصائحَ بقدر ما تستطيع وستكون مستعداً لانتهاز أيَّةِ فرصةٍ تصادفك في المرات القادمة. 

المصدر




مقالات مرتبطة