8 طرق تفكير ستضعك على طريق النجاح

قابلنا جميعاً أشخاصاً تملؤهم السلبية ويملؤهم الشك يَعِيْبون دائماً كل شيء وينتقدون الأشخاص المحيطين بهم، هذه العقلية السلبية تشبه ثقباً أسوداً يبتلع أي شيءٍ مُنْتِجٍ أو مفيد قبل أن يتمكّن من الظهور.

في المقابل تُعَدُّ طريقة التفكير الإيجابية وفقاً لخبيرة التفكير "أنجي زيمرمان" (Angie Zimmerman) مؤلفة كتاب "7 خطوات للتدرب على زيادة المبيعات وتعزيز الإنتاجية" مهمةً لتحقيق الأهداف والأحلام. ويستطيع الشخص اكتساب هذا النوع من التفكير لكنَّ ذلك لا يُعَدُّ ممكناً إلَّا إذا كنت مستعداً لاتباع طرائق تفكير جديدة.



لقد جلسْتُ مؤخراً مع "زيمرمان" وناقشنا بعض ملاحظاتها حول الأمور التي يحتاج إليها الشخص ليُهيّئ عقله لتحقيق النجاح:

1- امتلاك عقلية تحثّ صاحبها على النمو:

أهم شيءٍ تستطيع فعله وفقاً لـ "زيمرمان" أن تتبنّى طريقة تفكيرٍ تدفعك إلى النمو، حيث تُتيح لك هذه الطريقة أن تحلم بأحلامٍ كبيرة وأن تتخطّى أفكارُك الحدود الحالية وتنتقل إلى مستوىً جديد.

تتفق "زيمرمان" مع العبارة التي قالها المعلم البارز الدكتور "جون ديمارتيني" (John Demartini): "يُعَدُّ كل شيءٍ مُسخَّراً لمساعدتنا لا للوقوف في طريقنا".

عوضاً عن الحكم على التجارب بمقياسي الإخفاق والنجاح أضفِ عليها طابعاً إيجابياً ودَع التحديات والعقبات التي تظهر في طريقك تساعدك في أن تنمو وتصبح شخصاً أفضل.

ويبيِّن "كارول دويك" (Carol Dweck) أحد خبراء التفكير الآخرين أنَّ عدم التحلّي بعقليةٍ تُشجّع الشخص على النمو يجعله على الأرجح صاحب عقليةٍ جامدة وهذا يُعَدُّ أمراً خطيراً لأنَّه يُعيق القدرة على تحقيق إنجازاتٍ جديدة. ويقول "دويك": "يصبح عقل الشخص جامداً حينما يعتقد بأنَّ الصفات الأساسية، والذكاء، والمواهب، والقدرات خصالٌ ثابتةٌ لديه منها مقدارٌ محددٌ فقط".

أمَّا الأشخاص الذين يمتلكون عقلياتٍ تحثُّهم على النمو يعتقدون بأنَّ مواهبهم وقدراتهم يمكن تطويرها مع مرور الوقت من خلال الخبرات والخضوع للتدريب فيُطوّرون أنفسهم ويُشجّعونها. ويقول "دويك" موضحاً: "لا ينشغل هؤلاء الأشخاص دائماً بمقدار الذكاء الذي يتمتّعون به، أو بمظاهرهم، أو بالأخطاء التي يرتكبونها، بل يتحدَّون أنفسهم ويحثونها على النمو".


اقرأ أيضاً:
12 تحدياً ستغير حياتك إذا قمت بها على مدار 30 يوماً


2- لا مكاسب دون مجازفات:

تقول "زيمرمان": يجب عليك أن تقفز من حافة الجرف في بعض الأحيان".

إذا فعلت بعض الأمور الجديدة كلياً والتي لم تقم بها من قبل سيُصبح عقلك أكثر رشاقة، وستتعلّم نتيجةً لذلك كيف ترتقي إلى مستوياتٍ جديدة، أمَّا الذين لا يخرجون من منطقة الراحة تتحجر عقولهم غالباً في نهاية المطاف.

تُعيق عدم الرغبة في المجازفة تقدّم الشخص وتسلب منه القوّة في النهاية، وحال هؤلاء كحال طلاب المدرسة – الذين يقولون أنَّهم سينجحون ولا يفعلون أي شيءٍ من أجل تحقيق النجاح – يجب عليهم أن يجتهدوا وإلَّا سيُخفقون في بلوغ مرادهم.

يقول "دويك": "يخاف هؤلاء من ارتكاب الأخطاء ومن أن تتلطخ صورتهم أمام الآخرين".

3- الاعتراف بالأخطاء والمضي قُدُماً إلى الأمام:

تتضمّن المجازفة في جزءٍ منها القدرة على التعلّم من الأخطاء فقد تكون الهفوات أيضاً نِعماً رائعة لأنَّك تستطيع استخدامها نقاط انطلاقٍ للقيام بأمورٍ جديدة. وتبيِّن "زيمرمان" ذلك قائلةً: "يُرسِل لنا الكون رسائل تذكيرٍ لطيفة تدلنا على الأمور التي نحتاج إلى القيام بها، لكن إذا تجاهلنا تلك النصائح مدةً طويلةً أو أخفقنا في فهمها والقيام بتصرفٍ ما سيجعلنا هذا نتعلم أعظم الدروس في هذه الحياة".

عوضاً عن محاولة الاختباء أو اختلاق الأعذار فكّر في الفوائد التي يمكن أن تحصل عليها من تلك التجارب في أثناء المضي قُدُماً إلى الأمام.


اقرأ أيضاً:
9 خطوات تساعدك على التعلم من أخطاء الماضي


4- الفضول هو الذي يحافظ على رغبتك في تعلّم المزيد:

أيَّاً كان مستوى التعليم الذي وصلت إليه يجب عليك ألَّا تتوقّف أبداً عن التعلّم، إذ وفقاً لـ "زيمرمان" التعطُّش إلى المعرفة لا يمكن إرواؤه أبداً ورحلة طلب العلم يجب ألَّا تتوقف. وتبيِّن أنَّ الفضول الذي لا يعرف حدوداً يُعَدُّ مهماً ليرى الشخص أموراً أبعد من التي يراها أمامه، ويكتشف قدراته الحقيقية، ويحتفظ بعقلية تحثّه على النمو. وتقول "زيمرمان": "أستطيع أن أقول بكل صدق أنَّه لا يوجد قدرٌ من المعرفة يكفي لإرواء رغبتي في التعلم وتحقيق إنجازات أكبر من التي حقّقتها إلى الآن".


اقرأ أيضاً:
كيف تستَمّر في التَّعلّم مدى الحياة؟


5- إظهار الامتنان والاحتفاء بإنجازات الآخرين:

تقول "زيمرمان": "من العوامل المهمة الأخرى إظهار الامتنان من خلال الاحتفاء بالإنجازات التي يُحقّقها الآخرون وإظهار فرحٍ حقيقيٍّ بها".

سيُساعد إظهار التقدير للنجاحات التي يحققها الآخرون والابتهاج بها في تخفيف مشاعر الألم والاستياء وسيتيح لك أيضاً تركيز الاهتمام على الأمور الإيجابية التي حققتها أيضاً. وتضيف "زيمرمان" قائلةً: "في الحياة لا يمكنك تحقيق الأمور التي تبغض الآخرين أو تشعر بالإحباط لأنَّهم حققوها فهذا يؤدي إلى عجزك عن بلوغ مستوى النجاح الذي تتمنى بلوغه".

6- التخلّي عن المشاعر السلبية وتعزيز المشاعر الإيجابية:

القاعدة تقول إنَّ صفات الأشخاص المحيطين بك تنعكس عليك، وقد قال المتحدث التحفيزي "جيم رون" (Jim Rohn): "شخصيتك هي مزيج شخصيات الأشخاص الخمسة الذين تقضي معظم وقتك معهم".

في الوقت نفسه ستنعكس المعلومات التي تغذي عقلك بها على طريقة تفكيرك ولهذا السبب من المهم جداً أن تُمِدَّ عقلك بمعلوماتٍ إيجابيةٍ كل يوم.

وتقول "زيمرمان": "أهم أمرٍ هو أن تحيط نفسك بمصادر تأثير إيجابية يمكنها أن تساعدك في عيش أفضل حياة ممكنة وأن تقدم أفضل صورةٍ عن نفسك".


اقرأ أيضاً:
6 طرائق فعالة لتحمي نفسك من الطاقة السلبية


7- امتلاك عقلٍ وجسدٍ صحيَّين:

لا تهمل أبداً أهمية الرشاقة البدنية والذهنية حيث توصي "زيمرمان" بالاهتمام بالاثنتين لأنَّهما معاً تُبْقِيانك مُتيقّظاً ومُركّزاً، وتقول أنَّ التمتّع باللّياقة والصحّة يجعل الأفكار الإيجابية تطغى على الأفكار السلبية ويساعدك في القيام يومياً بالأمور الضرورية لتحقيق الأهداف، وتضيف: "ما أعنيه بذلك أنَّك من خلال الحفاظ على الصحة واللياقة ستحصل على طاقةٍ وحماسةٍ لا حدود لهما وستتصرف بحيويةٍ أكبر".

8- الحفاظ على ارتفاع مستويات الطاقة:

حينما تشعر أنَّ الطاقة لديك قد انخفضت وتمتنع عن ممارسة الرياضة مدةً قصيرةً من الزمن تنطفئ شعلتا الحماسة والإيجابية في داخلك ممّا يُتيح للأفكار السلبية المجال للسيطرة عليك.

تشبِّه "زيمرمان" تلك الأفكار السلبية بنهرٍ من الطاقة يتدفق خارج جسدك وتقول: "ستفقد حيويتك وستكون فرص جذب جميع الأمور والفرص الإيجابية والأشخاص الإيجابيين أقل بكثيرٍ مما تريد".

الطاقة تعني الزخم، والزخم يُعَدُّ مهماً في العمل بشكلٍ خاص، المسألة مسألة رغبة في تسيير الأنشطة اليومية والقدرة على تحمل ذلك.

وتوضح "زيمرمان" ذلك بقولها: "التمارين البدنية والأفكار الإيجابية تُساعدك في ذلك وتمنحك جرعاتٍ دائمة من هرمون السعادة "الأندروفين، وكل ذلك يجعل الظروف الإيجابية تنجذب إلى حياتك بسهولةٍ أكبر".

 

المصدر




مقالات مرتبطة