8 دروس جديدة تتعلق بريادة الأعمال

بدأ رائد الأعمال "جون ليمب" (John Lemp) عمله الخاص في مجال جز العشب في سن 14 عاماً قبل العمل في إنشاء مواقع إلكترونية ومحرك بحث يُدعى "غيت أوي تو ذا نت" (Gateway To The Net)، ولم يتوقف منذ ذلك الحين.



في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أنشأ "ليمب" سوقاً إلكترونيةً حيث يمكِن للزوار مشاركة مقاطع الفيديو التعليمية وبناء مواقع اجتماعية، ولقد أدى هذا الأمر في النهاية إلى تحقيق نجاح كبير بالنسبة إليه، فقد كان يستعين بمصادر خارجية لتحقيق الدخل عبر التسويق الاجتماعي أو التسويق بالعمولة.

ومع ذلك، يعمل "ليمب" اليوم في مجال الإعلانات المحلية من خلال مشروعه الأخير: منصة التسويق "ريف كونتنت" (Revcontent)، ولقد تقدَّمَت الشركة بصورة مذهلة خلال عامين من العمل، وحقَّقَت أكثر من 200 مليون دولاراً من العائدات منذ إطلاقها.

على الرغم من التنافس مع الشركات الأساسية في هذا المجال مثل شركة "جرافيتي" (Gravity)، وشركة "تابولا" (Taboola)، وشركة "أوت برين" (Outbrain)، يقول "ليمب": "تُعَدُّ "ريف كونتنت" الشركة الوحيدة التي بنَت نظاماً شفافاً تماماً لتقييد الإعلانات باستخدام الصور ليتمكن الناشرون من السيطرة على قيود إعلاناتهم بالكامل، وقد أدى ذلك إلى وصول الشركة إلى 88% من الأُسَر الأمريكية، أو حوالي 290 مليون مستخدماً أمريكياً كل شهر، وعلى الرغم من أنَّه يبدو أنَّ كل شيء كان ناجحاً بصورة جيدة بالنسبة إلى "ريف كونتنت"، إلا أنَّ "ليمب" واجه ما يكفي من النجاحات والإخفاقات طوال رحلته في مجال ريادة الأعمال، وقد منحه ذلك وجهة نظر فريدة.

في الواقع، تمنحنا تجارب "ليمب" الفريدة بعض النصائح المتعلقة بريادة الأعمال، ونُقدِّم لك فيما يلي 8 دروس تعلَّمها "ليمب" على مر السنين:

1. أنتَ لستَ مضطراً إلى تمويل شركتك الناشئة:

ليس سراً أنَّ التمويل قد تغيَّر بصورة كبيرة بالنسبة إلى الشركات الناشئة في السنوات الأخيرة، فقد انتهَت أيام تأمين القروض أو المنح المصرفية والتواصل مع أصحاب رؤوس الأموال والمستثمرين، فقد أصبح اليوم جمع الأموال لمشروعك أسهل من أي وقت مضى، وذلك باستخدام أساليب إبداعية مثل التمويل الجماعي، أو يمكِنك تجاوز هذه العملية تماماً.

يؤكِّد "ليمب" أنَّ منصة "ريف كونتنت" لم تحصل على سنت واحد؛ حيث يقول: "يوجد أمر واحد لا يدركه الكثير من الناس وهو التكلفة الحقيقية للحصول على تمويل في وقت مبكر جداً، وما الذي يمكِن أن يفعله ذلك لمهمة تغيير العالم بالفعل، وهذا هو السبب في أنَّنا اخترنا بفاعلية منذ البداية ألا نكون شركةً تحصل على تمويل، وبدلاً من ذلك، تسعى المنصة إلى الحصول على التمويل من الشركاء الاستراتيجيين المناسبين، ويختلف ذلك عن منهج "وادي السيليكون" (Silicon Valley) التقليدي، والذي يركز كثيراً على جمع الأموال بأي ثمن واكتشاف نماذج عمل لاحقاً".

إقرأ أيضاً: التمويل: مفهومه وأنواعه وشروطه وأهم مصادره

2. بناء القيمة وليس التقييم:

يقول "ليمب": "نظراً لأنَّنا نعتمد على التمويل الذاتي بالكامل، فإنَّنا لا نفكر في هذه الأمور، ولكن بصفتنا رواد أعمال ومديرين تنفيذين، فمن المدهش أن يظهر ذلك في المناقشات أكثر بكثير مما كنتُ أتوقع، وبالنسبة إليَّ، الرقم لا معنىً له لأنَّ هدفنا الأساسي هو بناء القيمة، وليس التقييم".

يتعارض "ليمب" مع غالبية رواد الأعمال والمديرين التنفيذيين والمستثمرين الذين يمنحون أولويةً عالية للتقييم. في الواقع، كتب "جاي هوريش" (Guy Horesh)، مؤسِّس شركة "تارغيت بيزنيس ديفيلوبمنت" (Target Business Development)، أنَّ التقييم هام ليس لأنَّه يشير إلى فهم المؤسسين لأعمالهم وشركتهم؛ وإنَّما لأنَّه يُحدِّد في النهاية ما هي حصة أسهمهم".

شاهد بالفيديو: 11 نصيحة لتغيير قواعد اللعبة لأصحاب الأعمال الصغيرة

3. الاستفادة من الفشل في حل المشكلات:

يجب توقُّع الفشل، فهو طريقة رائعة للتعلم والنمو، ولكن يوجد اعتقاد شائع يؤكِّد بأنَّك تفشل مرة أو مرتين فقط قبل أن تعيش شعور النجاح، وبالنسبة إلى "ليمب"، الفشل هو أمر مستمر الحدوث.

على سبيل المثال: عندما بدأ العمل، كان "ليمب" مخطئاً بمحاولة القيام بالكثير من الأمور في آنٍ واحد، ممَّا أدى إلى انخفاض أدائه، وقد قاده هذا في النهاية إلى اكتشاف أهمية التركيز، ويقول أيضاً إنَّه يوجد الكثير من الأوقات التي مدَّد فيها فترة الائتمان كثيراً لشركته الأخيرة، واضطر إلى دفع ملايين الدولارات من جيبه لشركاء لم يتقاضوا رواتبهم؛ فيقول: "علَّمني ذلك الاجتهاد، فقد كنتُ أرتكب عشرات الأخطاء كل يوم، والآن أتطلع بالفعل لاكتشاف الدروس من هذه الأخطاء".

تُمثِّل هذه المشكلات المعروفة بالفشل أعظم الفرص بالنسبة إلى "ليمب"، يقول: "عادةً ما تفشل الطريقة الأولى التي نحاول بها حل أيَّة مشكلة؛ لهذا السبب، بالاعتماد على الطريقة التي ننظر بها إلى الأمور، فإنَّ كل قرار يُمثل فرصةً بنسبة 50%؛ لذلك، فإنَّ المبدأ هو: إذا كنتَ تريد تجاوُز هذه المرحلة، فيجب عليك اتخاذ المزيد من القرارات في وقت أقل والتعلم منها".

ويختتم "ليمب" قائلاً: "سيخبرك معظم الناس أنَّ النجاح هو عكس الفشل، هذا ليس صحيحاً؛ وإنَّما النجاح هو نتيجة الفشل".

4. عدم الإجبار على تقديم العمل الخيري:

من الضروري للشركات الناشئة أن تكون معطاءةً مع مجتمعاتها، وعندما تعمل في مجال الأعمال الخيرية يمكِن أن يُحسِّن ذلك أرباحك النهائية، ولكن اكتشفَ "ليمب" أنَّك لستَ مضطراً إلى فرض هذا الأمر على فريقك.

يقول: "لدينا ثقافة تنظيمية تدهشني كل يوم، وتتمثل بمبادرات جديدة يبتكرها الأشخاص في شركتنا للمساعدة في تعزيز فكرة التغيير في العالم، فأحب أن تكون مبادراتنا تفاعلية وتتضمن الشركة بأكملها، مثل تقاليدنا المتمثلة في مساعدة العائلات المحلية المحتاجة للحصول على هدايا عيد الميلاد لأطفالهم، وكذلك تقليدنا كعائلة في شراء تلك الهدايا وتغليفها وفرزها معاً".

ومع ذلك، لا يعتقد "ليمب" أنَّه يقوم بما فيه الكفاية.

يقول: "عند النظر إلى التأثير والعطاء، أواجه باستمرار تحدياً أنَّه يجب أن أُقدِّم كل ما أملك، مقارنةً بالأثرياء الذين أعطوا نسبةً من ثروتهم لإحداث تأثير في العالم".

إقرأ أيضاً: 7 صفات يبحث عنها رواد الأعمال في موظفيهم

5. يأتي الإلهام من أي شيء:

لا يوجد مصدر إلهام واحد يناسب الجميع بالنسبة إلى مؤسسي الشركات الناشئة، على سبيل المثال: يجد "نيل بلومنتال" (Neil Blumenthal)، المؤسس المشارك لشركة "واربي باركر" (Warby Parker)، الإلهام من خلال رواية "جاك كيرواك" (Jack Kerouac) "ذا دراما بامز" (The Dharma Bums) التي نُشِرَت عام 1958، بينما يستلهم "بن كوفمان" (Ben Kaufman)، مؤسس شركة "كويركي" (Quirky)، من طريقة تشييد مبنى "إمباير ستيت" (Empire State Building).

على الجانب الآخر، يستمد "ليمب" إلهامه من عالم محتمَل لا تُنجِز فيه "ريف كونتنت" مهمتها؛ حيث يشرح اعتقاده الشخصي بأهمية "تجنُّب عالم تبسط فيه شركةٌ واحدة سيطرتها على الوسائط جميعها، وتُقيِّدها ضمن إطار الأشخاص الذين يستخدمون "منصتها الاجتماعية" فقط، ليتحول إلى عالم، حيث جميع الأفكار المسموعة فيه هي تلك التي تريدك هذه الشركة أن تسمعها، عالم تتعرض فيه بنية الأنظمة الديمقراطية للخطر".

ويضيف قائلاً: "مستقبل الحقيقة وحرية التعبير عن هذه الحقيقة هي حرب لا يمكِن أن نخسرها، فذلك الصوت الذي لا نريد سماعه هو ما سيؤدي إلى التغيير الذي يحتاجه عالمنا بشدة".

ويقول أيضاً: "أجد أيضاً مصدراً للإلهام في فريق "ريف كونتنت" والتألق والإبداع الذي يظهرونه في حل المشكلات ودفع بعضنا بعضاً ودفعي لنكون الأفضل باستمرار".

6. تُطوِّر الصفات الشخصية الفِرَق:

يقول "ليمب": "على عكس معظم الشركات، نحن نوظف اعتماداً على الصفات الشخصية فقط، وليس على الخبرة في معظم وظائفنا، وعادةً ما نُلقي نظرةً على مئات السِيَر الذاتية، ثمَّ نتصل مرة أخرى بـ 20 إلى 30 شخصاً لإجراء مكالمات سريعة مدتها خمس دقائق، وفي النهاية، نجري مقابلات مع 5 إلى 10 أشخاص من أجل التوظيف في منصب واحد".

يؤكِّد "ليمب" أنَّ الفريق في "ريف كونتنت" يعلم أنَّ الأشخاص الذين يوظفونهم اليوم لن يُحدِّدوا مستقبل الشركة فحسب؛ وإنَّما مستقبل كل شخص في الفريق على حدة؛ إذ يقول: "من خلال إحاطة أنفسنا بأفراد يمكِننا أن نتطلع ونتعلم منهم ومن الناس الذين يواصلون تحفيزنا وتحفيز بعضنا بعضاً، فهذا يدفعنا جميعاً إلى الاستمرار في التحسن".

أفضل نصيحة يُقدِّمها عند التوظيف هي أن تسأل نفسك: "هل تريد العمل لدى هذا الشخص؟" يوظف "ليمب" أشخاصاً يتصور أنَّه يمكِنهم أن يصبحوا مديرين، يقول: "كل ما عليَّ فعله هو البقاء بعيداً ومنحهم الفرصة في اتِّخاذ قراراتهم بأنفسهم، وهذا يدفعهم إلى العمل".

يؤمِن "ليمب" أيضاً: "بأنَّ إيجاد بيئة لا يخاف فيها هؤلاء الأشخاص المذهلون من الفشل، يساعدهم على تحقيق النجاح".

7. تُعَدُّ الثقافة التنظيمية هامةً جداً:

بغضِّ النظر عن حجم عملك، يجب أن تُحافظ دائماً على الثقافة التنظيمية.

يقول "ليمب": "عندما كنتُ أبني شركتي الأخيرة "كليك بووث" (Clickbooth)، وبطريقة مُموَّلة ذاتياً أيضاً، وصلنا إلى معدل تشغيل يصل إلى 100 مليون دولاراً خلال ثلاث إلى أربع سنوات، وفجأة وصلنا إلى مرحلة كان لدينا 135 شخصاً يعملون لصالحي، ويذكر "ليمب": "أنَّ الثقافة التي كنتُ أعرفها وأحبها قد انتهَت، ولقد نهضتُ للذهاب إلى العمل، وفجأة أصبح الأمر مجرد عمل، فلقد بنيتُ شركةً لم أكن أعرفها، شركة مثلها مثل أيَّة شركة أخرى، وبعد فوات الأوان، أدركتُ أنَّ المسؤولية الوحيدة المتعلقة بتعزيز الثقافة التنظيمية والتأكيد عليها تقع على عاتقي كقائد للشركة، ولم أكن أُقدِّر ثقافتنا التي تجعلنا مختلفين فعلاً".

في النهاية، لم تكن الشركة فريدةً من نوعها، وبدأَت في ارتكاب المزيد من الأخطاء وأصبحَت أكثر بيروقراطيةً.

ولحل هذه المشكلة، سأل "ليمب" المديرين التنفيذيين والفريق عن القيم، وما الذي يجعلهم مختلفين كشركة وما هي مهمتهم كما فهموها. بعد ذلك، دوَّن "ليمب" المهمة والقيم واستخدَمَها لاختبار القرارات المستقبلية.

بسرعة كبيرة، أصبحَت القرارات الصعبة أسهل بكثير، وتشجَّع الناس على البدء بعادات جديدة.

إقرأ أيضاً: قصص نجاح مُلهمة لـ 10 من أشهر رواد الأعمال

8. ترتكز الأعمال التجارية على الناس:

غالباً ما تتعاون الشركات الجديدة مع الشركات الكبيرة من أجل تطوير قاعدة للعملاء وتحقيق النجاح، وعلى الرغم من أنَّ هذا الأسلوب مُثبَت، فقد اتَّخذَ "ليمب" أسلوباً مختلفاً قليلاً من خلال العمل مع الناس، وليس فقط مجرد الاستفادة من جمهور مستهدَف جديد.

يقول "ليمب": "لقد أنشأنا نشاطاً تجارياً يرتكز على الأشخاص، وأحطنا أنفسنا بأفضل الناس، ولطالما كان العمل الإعلامي عملاً تجارياً يقوده الناس، والهدف من بعض الأدوات مثل: "ريف كونتنت" هو تمكين الشركات الإعلامية من السيطرة بصورة أكبر في علاقاتها مع المستخدمين على مواقعهم".

والنتيجة، تمكَّنَت "ريف كونتنت" من الشراكة مع علامات تجارية مثل: شركة "فوربس" (Forbes) وشركة "سي بي إس" (CBS)، وشركة "فاست كومباني" (Fast Company)، وشركة "لكزس" (Lexus)، وشركة "باي بال" (PayPal)، وشركة "إير بي إن بي" (AirBnb).

 

المصدر




مقالات مرتبطة