8 حقائق صعبة عن السعادة لا أحد يريد الاعتراف بها

يبدو بعض الناس سعداء من الخارج؛ لكنَّهم يعانون بشدة من الداخل ولا يلقون بالاً لذلك؛ فتراهم يشتتون أنفسهم بالتلفاز أو وسائل التواصل الاجتماعي أو كلِّ ما يخلصهم من الألم وحقيقة تعاستهم، بينما يضع أشخاص آخرون خططاً طويلة الأمد بناءً على ما قيل لهم بأنَّه سيجعلهم سعداء، كأن يتزوجوا الشخص المثالي أو يشتروا منزل أحلامهم أو تسجيل أطفالهم في أرقى المدارس؛ لكنَّهم يستفيقون من غفلتهم بعد عشر سنوات، يشعرون بعدم الرضى والاكتئاب.



هل تشعر بأنَّك معني بالأمر؟ إذ يعاني معظمنا الأمر ذاته، فطالما أنَّنا مشغولون بفعل كلِّ ما يصرف انتباهنا عن حقيقة سعادتنا وأنفسنا، فإنَّنا نعيش الحياة مثل الحجارة التي تتساقط بلا هدف على سفح الجبل؛ فنتفاعل بلا وعي مع البيئة المحيطة، ونتقدم إلى الأمام دون أيَّة فكرة واضحة عن وجهتنا.

نستيقظ كلَّ صباح متمنين أن نتمكن من النوم أكثر، ثم نبدأ العمل آملين التوقف في أقرب وقت ممكن؛ إذ يَشُلُّ الروتين الرتيب والمريح والمُستنزِف عقولنا، وفي مرحلة ما، حين تتشابه كلُّ أيامنا، نشتري منزلاً وسيارات، وننشئ عائلة تحت ضغط الآخرين، ونظل نشكك في كلِّ شيء حتى نشعر بالفراغ في الداخل، غالباً بعد مرور عقد أو عقدين، بينما تستمر ابتساماتنا في إخفاء الحزن الذي نرفض التحدث عنه، وربما لا نعرف أنَّنا نحمله.

هكذا يعيش معظمنا حياته في حالة إنكار؛ فنحن ننكر تعاستنا، وننكر تشتت انتباهنا وقلة الوقت والجهد الذي نبذله في الأشياء التي تهمنا أكثر، لكن لحسن الحظ، جميعنا نستطيع التغيير؛ إذ يمكننا أن نبدأ بالاعتراف بهذه الحقائق الثماني عن السعادة، والتي لا يريد أحد الاعتراف بها:

8 حقائق صعبة عن السعادة:

1. غالباً ما نختار التركيز على الأشياء غير المناسبة؛ والأشياء التي لا تجعلنا سعداء:

إليك قانون عالمي للسعادة والنجاح: ما تهتم به ينمو؛ لذا ركِّز على ما هو هام حقاً، وتخلَّ عمَّا هو ليس كذلك، واشعر بالقوة الحقيقية والإيجابية التي تنبع من قرارك بالارتقاء فوق كلِّ المآسي والمشتتات التافهة.

2. معظمنا لا يحتاج إلى المزيد لنكون أكثر سعادة؛ بل نحتاج إلى ما هو أقل:

عندما لا تنسجم الأشياء في حياتك، ابدأ في التخلص منها؛ إذ ستصبح الحياة أكثر بساطة وإمتاعاً عندما تزيل الفوضى (العاطفية منها والجسدية) التي تجعلها معقدة تعقيداً غير منطقي.

3. تعكر توقعاتنا الأيام الجيدة التي نعيشها:

ألا تفضل أن تختبر مفاجآت الحياة بسرور على أن تشعرك توقعاتك باليأس وخيبة الأمل؟ يعتمد جزء كبير من رضاك ​​الفوري على استعدادك للتخلي عن الفرضيات التي كنت تؤمن بها، وتقدير حياتك بكلِّ ما فيها.

شاهد بالفديو: 10 أشياء إن لم تتخلّ عنها لن تعرف طعم السعادة

4. معظم ما يقلقنا اليوم لا علاقة له بالحاضر:

إذا كنت تقلق كثيراً بشأن المستقبل أو الماضي، فسوف تتجاهل الحاضر وتفوته؛ فالقلق هو أكبر عائق يقف أمام عيش اللحظة الحالية، ويسرق فرحتك ويجعلك دائم الانشغال دون إنجاز أيِّ أمر هام.

5. لا علاقة للذكريات السيئة بالإمكانيات الحالية للسعادة:

ابذل قصارى جهدك لتتخلى عن الماضي، وتذكر أنَّ التخلي لا يتعلق بالقدرة على نسيان الماضي؛ بل بالحكمة والقوة لتقبل الحاضر؛ لذا قد تكون إيجابياً وحراً أو أن تكون حبيس سلبيتك، وقد تعيش في الماضي أو أن تكون متيقظاً للحاضر.

إقرأ أيضاً: 12 نصيحة لنسيان ذكريات الماضي الحزين

6. إنَّ طريقة استجابتنا للحدث، وليس الحدث بحد ذاته هي ما يقوينا أو يكسرنا:

السعادة والإيجابية لا تعني تجاهل السلبيات؛ بل التغلب عليها، ويوجد فرق كبير بين الاثنين، وأكبر عقبة وأكثرها تعقيداً والتي عليك التغلب عليها هي عقلك، فإذا تمكنت من التغلب على ذلك، يمكنك التغلب على أيِّ شيء.

7. غالباً ما يحرمنا السعي إلى الراحة على الأمد القصير من السعادة على الأمد الطويل:

لا تتخذ فقط الخيارات الآمنة والسهلة؛ لأنَّك تخشى ما قد يحدث، فإذا قمت بذلك، لن يحدث شيء جيد على الإطلاق؛ فقد تبقى في منطقة راحتك، أو تتشجع للخروج منها، لكن نادراً ما تحقق الاثنين في الوقت نفسه؛ لذا تذكر أن تذهب في الاتجاه الصحيح، وأن تخطو خطواتك واحدةً تلو، ولا تدع الخوف والتقاعس يقرران مصيرك، وتوقف عن الحديث عمَّا تريد القيام به وابدأ بالتنفيذ، قد يبدو الكسل جذاباً، لكنَّ العمل الهادف يؤدي إلى السعادة.

8. قد يسبب لنا بعض الأصدقاء أو أفراد من العائلة الإحباط:

على الرَّغم من أنَّ السعادة تأتي من داخلك، فليس من مصلحتك أن تقضي وقتاً كبيراً مع الأشخاص الذين يحبطونك باستمرار؛ وإن كانوا من أصدقائك أو أحد أفراد العائلة؛ لأنَّك إذا كنت إنساناً استثنائيَّاً، وتعتقد بأنَّ ما ينتظرك يفوق ما هو مُتوقَّع منك، فلا يمكنك الوصول إلى هدفك بتقييد نفسك بالأشخاص السلبيين، وبدلاً من ذلك من المحتمل جداً أن تصبح عادياً، كما يتوقعون منك، وليس هناك أيُّ سبب على الإطلاق لفعل ذلك بنفسك.

إقرأ أيضاً: من هم الأشخاص الذين إن رافقتهم زادت سعادتك؟

في الختام:

بعد قراءة هذا المقال توقف واسأل نفسك: "هل أستثمر هذا اليوم النادر والثمين استثماراً مفيداً؟"؛ هذا سؤال بسيط ويجدر بك التفكير به عند الشعور بالتعاسة؛ فغالباً ما تكون التعاسة علامة على أنَّنا مشغولون جداً في فعل الأشياء الخاطئة، وهذا النوع من الانشغال مرض منتشر في العصر الحديث، إذ نملأ تقويماتنا ووسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بنا بكلِّ أنواع النشاطات التي تشغلنا، لتجنب الهدوء فقط والوجود حيث يجب أن نكون بالضبط.

نحن نلجأ إلى أول شيء جاذب يلفت انتباهنا لتشتيت أنفسنا في اللحظة التي نشعر فيها بالكسل قليلاً، فلا نفوت بذلك فقط الهدوء والجمال الموجودَين داخل أنفسنا؛ لكنَّنا نفقد أيضاً تجربة الهدوء والجمال في البيئة حولنا، فقد أعمانا انشغالنا بالسرعة والقلق، والحاجة اللامتناهية إلى الوجود في مكان آخر، والقيام بشيء آخر بأسرع ما يمكن.

هذه هي المأساة الحقيقية؛ فنحن نخلط بين الانشغال، وبأن نكون فاعلين، وبسبب ذلك نشعر بالتأخير ونقص في المسؤولية في جميع المجالات؛ لأنَّ جهودنا اليومية غير متوافقة مع أولوياتنا.




مقالات مرتبطة