8 اختلافات أساسية بين الأشخاص الانطوائيين والاجتماعيين يجب أن تعرفها

ربما سمعت من قبل أحداً ما يصفك بأنَّك انطوائي أو منفتح أو ما يُسمى في علم النفس "الاجتماعي"، لكن ربما لم تتساءل ما هو الفرق بالضبط بين هذين النمطين من الشخصيات.



من خلال اختبار "مايرز بريجز" (Myers-Briggs) لتحليل الشخصية، يكتشف الكثير من الأشخاص نمط شخصيتهم ويبدؤون بدراسة ما تعنيه سمات شخصيتهم؛ إذ يقسِّم هذا الاختبار الشخصيات إلى 16 نمط مختلف، ويتم التعبير عن كل شخصية بأربعة حروف؛ يصف الحرف الأول المجال الذي ينصب عليه التركيز، وإما أن تبدأ الشخصية بحرف "I" الذي يشير إلى الانطوائية، أو حرف "E" الذي يعني الاجتماعية، أما الحرفان الثاني والثالث يشيران إلى الوسائل التي تعتمد عليها الشخصية في اكتساب المعارف، أما الحرف الرابع فيشير إلى خيارات أسلوب الحياة.

8 أنماط للشخصية الانطوائية:

غالباً ما يتم تصوير الانطوائيين في التلفزيون والكتب والأفلام على أنَّهم منعزلون غير اجتماعيين، وعلى أنَّهم "مغرمون بالقراءة" أو مهووسون بممارسة هواية أو تنفيذ مشروع، في حين أنَّ هذه مبالغة، إلا أنَّ الصورة مُستمَدة من بعض سمات الشخصية الانطوائية.

في الواقع، يحتاج الأشخاص الانطوائيون إلى قضاء وقت وحدهم لاستعادة طاقتهم، كما أنَّهم غالباً ما يكونون مبدعين للغاية ولديهم العديد من الهوايات والمجالات التي تثير شغفهم؛ والسبب أنَّ العلاقات الاجتماعية تستنزف طاقتهم وتجعلهم بحاجة إلى بعض العزلة لاستعادة هذه الطاقة.

كما ذكرنا آنفاً، تنقسم الشخصيات في اختبار "مايرز بريجز" إلى نمطين أساسيين؛ النمط الانطوائي الذي يُشار إليه بحرف "I" والنمط الاجتماعي الذي يُشار إليه بحرف "E".

وتوجد 8 أنماط فرعية للشخصية الانطوائية، توصف على النحو الآتي:

  1. "آي إن تي جي" (INTJ) التي تشير إلى الانطواء، والحدس، والتفكير، والحكم.
  2. "آي إن تي بي" (INTP) التي تشير إلى الانطواء، والحدس، والتفكير، والإدراك.
  3. "آي إن إف جي" (INFJ) التي تشير إلى الانطواء، والحدس، والشعور، والحكم.
  4. "آي إن إف بي" (INFP) التي تشير إلى الانطواء، والحدس، والشعور، والإدراك.
  5. "آي إس تي جي" (ISTJ) التي تشير إلى الانطواء، والإحساس، والتفكير، والحكم.
  6. "آي إس تي بي" (ISTP) التي تشير إلى الانطواء، والإحساس، والتفكير، والإدراك.
  7. "آي إس إف بي" (ISFP) التي تشير إلى الانطواء، والإحساس، والشعور، والإدراك.
  8. "آي إس إف جي" (ISFJ) التي تشير إلى الانطواء، والإحساس، والشعور، والحكم.

شاهد بالفيديو: صفات الشخصية الانطوائية وكيفية التعامل معها

أنماط الشخصية الاجتماعية:

يميل الانطوائيون إلى العزلة، والاجتماعيون بخلاف ذلك تماماً؛ والسبب أنَّهم يحتاجون إلى التفاعل الاجتماعي من أجل الحصول على الطاقة، والاستلهام من أجل تنفيذ خططهم ومشاريعهم، فحين يقضي الشخص الاجتماعي وقتاً طويلاً جداً وحده، فإنَّه يُصاب بالإحباط وقلة الحماسة، وكما ذكرنا آنفاً، يشير أول حرف من كل نمط إلى المجال الذي ينصب عليه تركيز الشخصية.

ويحوِّل الاجتماعيون تركيزهم نحو الخارج، بينما يحوِّل الانطوائيون تركيزهم نحو ذاتهم، أو بالأحرى داخلهم، كما يُعتمَد تصنيف الشخصية في المواقف الاجتماعية على مقدار التفاعل الاجتماعي مع الأشخاص المحيطين، فالاجتماعيون يحبون أن يكونوا دوماً بصحبة الآخرين، وهذا أمر واضح.

توجد أيضاً 8 أنماط فرعية للشخصية الاجتماعية وهي:

  1. "إي إن تي جي" (ENTJ)، وتعني الاجتماعية، والحدس، والتفكير، والحكم.
  2. "إي إن تي بي" (ENTP) وتعني الاجتماعية، والحدس، والتفكير، والإدراك.
  3. "إي إن إف جي" (ENFJ) وتعني الاجتماعية، والحدس، والشعور، والحكم.
  4. "إي إن إف بي" (ENFP) وتعني الاجتماعية، والحدس، والشعور، والإدراك.
  5. "إي إس تي جي" (ESTJ) وتعني الاجتماعية، والإحساس، والتفكير، والحكم.
  6. "إي إس تي بي" (ESTP) وتعني الاجتماعية، والإحساس، والتفكير، والإدراك.
  7. "إي إس إف بي" (ESFP) وتعني الاجتماعية، والإحساس، والشعور، والإدراك.
  8. "إي إس إف جي" (ESFJ) وتعني الاجتماعية، والإحساس، والشعور، والحكم.

هل من الأفضل أن تكون انطوائياً أم اجتماعيَّاً؟

قبل أن نجيب عن هذا السؤال، سوف نوضِّح كيف أنَّ كونك اجتماعياً، لا يعني أنَّك ستصبح تلقائياً شخصاً جيداً، ونفس الشيء بالنسبة إلى الانطوائية، فهما وجهان لعملة واحدة، وكل نمط له حسناته وسلبياته، والمقصود بالانطوائية والاجتماعية هو المجال الذي نُركِّز عليه طاقتنا وتفكيرنا، هل هو الخارج أم الداخل؟

يميل الاجتماعيون لتوجيه انتباههم إلى المجتمع بسبب ميلهم إلى توجيه طاقتهم وتركيزهم نحو العالم الخارجي، وبسبب الشعور الإيجابي الذي يمنحهم إياه التركيز على المحيط الخارجي، بينما يوجه الانطوائيون طاقتهم نحو الداخل؛ وهذا ما يجعلهم يبدون متحفظين وميالين للعزلة.

الكثير من أعلام الفن والفكر في العالم ميالون إلى الانطوائية أكثر من الاجتماعية، وقد ساعدتهم سمات شخصيتهم الانطوائية على تكريس أنفسهم لأفكارهم ومتابعتها في عزلتهم لتحقيق أشياء مذهلة، فهذا الزخم الفكري هو من الفوائد الهامة للانطوائية، ونظراً لأنَّ الاجتماعيين غالباً ما يواجهون صعوبة في قضاء وقت طويل وحدهم؛ لذلك تكون فرصهم في تحقيق ما يفعله الانطوائيون من خلال العزلة أقل بكثير.

لكن غالباً ما يكون محطُّ اهتمام الأشخاص في أي حدث اجتماعي هو شخص من النمط الاجتماعي، فالأشخاص الاجتماعيون نشطون اجتماعياً على نحو كبير، ويصبحون محطَّ الاهتمام في المجموعات والنقاشات التي يشارك فيها عدد كبير من الناس، وتجعلهم شخصياتهم المنفتحة أشخاصاً محبوبين وجذابين لكل الناس المحيطين بهم.

توجد أدلة متزايدة تشير إلى أنَّ الأشخاص الاجتماعيين يسعون إلى جذب الانتباه؛ إذ يحقق لهم ذلك العديد من الفوائد، فقد أظهرت الأبحاث وجود علاقة بين كون الشخصية انبساطية ورغبتها في لفت الانتباه والنظر إلى هذه النتيجة كمكسب، وفي حين أنَّه لا يمكن القول بأفضلية أحد النمطين أكثر من الآخر، إلا أنَّ الشخصيات الاجتماعية يتميزون بقدرتهم على جذب الانتباه في المجتمع.

شاهد بالفيديو: 9 طرق لتطوير المهارات الاجتماعية

8 فروق أساسية بين الشخصية الانطوائية والاجتماعية:

الاجتماعية والانطوائية عبارة عن وصفين لنمطين مختلفين من أنماط الشخصية والتي تُفسِّر الطريقة التي نتفاعل بها مع العالم؛ فقد يجتمع النمطان في شخصية واحدة مثل الخجل والطابع الودود، ولكنَّ أحد النمطين يطغى على الآخر.

هذه هي الفروق الثمانية الأساسية بين هذين النمطين:

1. الطريقة التي يستعيدون بها طاقتهم:

يستعيد الانطوائيون طاقتهم من خلال قضاء بعض الوقت وحدهم ومع أنفسهم وأفكارهم، وهذا الوقت الذي يقضونه وحدهم يُعَدُّ وقتاً ثميناً بالنسبة إليهم، ويساعدهم على الظهور بمظهر المفعم بالحيوية في المواقف الاجتماعية، وغالباً ما يحتاجون هذا الوقت بعد المناسبات الاجتماعية، خاصةً المناسبات الكبيرة، قبل أن يستعيدوا الطاقة اللازمة للتفاعل الاجتماعي مرة أخرى.

في المقابل، يعتمد الاجتماعيون على التفاعل الاجتماعي ليستعيدوا طاقتهم، كما يواجه الكثير من الاجتماعيين صعوبة في التركيز عندما يمضون الكثير من الوقت وحدهم؛ لذلك يخرجون ويتواصلون اجتماعياً لاستعادة حيويتهم وإنعاش أذهانهم مرة أخرى.

2. الطريقة التي يُنظَر فيها إليهم:

من السهل جداً تمييز الانطوائيين عن الاجتماعيين في حشد من الناس، فغالباً ما يكون الأشخاص الهادئون الذين يكتفون بالمراقبة انطوائيين، بينما أولئك الذين يتفاعلون بنشاط مع الأشخاص الآخرين ويتجاذبون أطراف الحديث مع عدة أشخاص فغالباً ما يكونون اجتماعيين، كما ستنظر غالباً إلى الانطوائيين بوصفهم أشخاصاً خجولين أو هادئين، وستنظر إلى الاجتماعيين بوصفهم أشخاصاً منفتحين ونشطين اجتماعياً.

3. المجال الذي يركِّزون فيه اهتمامهم:

أكثر ما يميز كل نمط من هذين النمطين هو المجال الذي يركِّزون فيه انتباههم؛ إذ يركِّز الانطوائيون انتباههم على الداخل، وفي أغلب الأحيان، هم يعكفون على دراسة أفكارهم ويحاولون استكشافها واستكشاف ذواتهم بشكل مستقل عن البيئة الخارجية، ويكون اليوم المثالي بالنسبة إلى الشخص الانطوائي هو اليوم الذي يستطيع فيه تركيز معظم انتباهه على أفكاره الخاصة، وبهذا نحن لا نبالغ عندما نقول إنَّ انعزال الانطوائيين عن الآخرين وخلوتهم بأفكارهم هو النشاط الذي يحقق لهم أكبر قدر من الشعور بالسلام الداخلي.

في المقابل، يركِّز الاجتماعيون انتباههم على الخارج، فهم يستلهمون أفكارهم المميزة من البيئة الخارجية؛ ولذلك من المُحتمل أن يؤدي قضاؤهم لوقت طويل وحدهم إلى توقف إبداعهم وتجميد أفكارهم؛ لذلك هم بحاجة إلى الخروج وممارسة النشاطات الاجتماعية لتتدفق أفكارهم.

4. الطريقة التي يتواصلون بها:

يحب الاجتماعيون التحدث عن أفكارهم ومشاعرهم والتعبير عنها للآخرين، ويُعَدُّ التواصل من الأمور التي تمنحهم الطاقة في الحياة، ولأنَّهم يستمتعون بكونهم محطَّ انتباه، فهم يتحدثون كثيراً مع العديد من الأشخاص، ويميل الكثير من الاجتماعيين إلى وضع أفكارهم ومشاعرهم موضع التنفيذ من خلال التحدث عنها مع الآخرين، أما الانطوائيون فهم أقل ميلاً للتحدث مع الآخرين، وغالباً ما يكون من الصعب على الانطوائي أن يتحدث بصراحة خاصةً مع أشخاص جدد، ومن النادر أن تجدهم يثرثرون إلا مع شخص يعرفونه بشكل جيد.

5. مدى توسعهم بعلاقاتهم الاجتماعية:

فرق جوهري آخر بين الانطوائيين والاجتماعيين هو مدى اتساع علاقاتهم الاجتماعية؛ فمن البديهي أن نقول إنَّه ليس لدى الانطوائيين الكثير من العلاقات الاجتماعية، وبخلاف ذلك، يكون لدى الاجتماعيين دائرة علاقات اجتماعية واسعة جداً؛ والسبب أنَّ الانطوائيين يميلون إلى مصارحة قلة من الناس يختارونهم بعناية، فدائرة علاقاتهم الاجتماعية تبقى ضيقة ونادراً ما تتسع، لكنَّ الاجتماعيين يرغبون في التعرف إلى أشخاص جدد وتكوين علاقات جديدة كلما سنحت الفرصة، وبذلك يكون الانفتاح على علاقات جديدة أمراً طبيعياً في سياق رغبتهم في توسيع دائرة علاقاتهم الاجتماعية.

6. الطريقة التي يركِّزون بها على مهامهم:

يعتمد التركيز على سمات أخرى في الشخصية، إلا أنَّه توجد علاقة بين زيادة التركيز والانطوائية، فيحب الانطوائيون أن يختلوا بأنفسهم ويتَّحدوا مع أفكارهم دون مقاطعة من أحد؛ وهذا يساعدهم على زيادة قدرتهم على التركيز، ولأنَّ الاجتماعيين يميلون إلى شحذ أفكارهم وإبداعهم من خلال مصادر خارجية، فإنَّهم يجدون صعوبة في التركيز لفترات طويلة؛ لذلك تجدهم بحاجة إلى الخروج والتفاعل مع أشخاص آخرين من أجل الاحتفاظ بحماستهم، وغالباً ما يتطلب هذا فترات استراحة منتظمة تتخلل الوقت الذي يقومون فيه بمهمة وبهذا يستريحون قليلاً من التركيز.

7. الطريقة التي يمضون بها وقتهم:

إذا كنت شخصاً انطوائياً، أو كنت تعرف أحداً لديه هذا النمط من الشخصية، فمن المُحتمل أن يكون لديك فكرة عن مقدار الوقت الذي يقضيه الانطوائي وحده؛ إذ تمنح العزلة للانطوائيين شعوراً بالأمان والراحة، بينما تستنزف النشاطات الاجتماعية طاقتهم وتجعلهم مرهقين.

يقضي معظم الانطوائيين معظم وقتهم في ممارسة هوايات أو متابعة اهتمامات مختلفة، وطبعاً يكون من البديهي القول إنَّ الاجتماعيين يقضون معظم وقتهم مع الأصدقاء والعائلة، وغالباً ما يكون تقويمهم ممتلئاً بالمناسبات التي يحضرها عدد كبير من الناس، فهم يكسبون الطاقة من خلال التفاعل الاجتماعي ويحاولون قدر الإمكان وفي كل فرصة مناسبة التفاعل قدر الإمكان مع أكبر عدد ممكن من الناس.

إقرأ أيضاً: 7 أمور مذهلة تحدث عندما تمضي وقتك وحيداً

8. مدى مهارتهم في الإصغاء إلى الآخرين:

كما قلنا، يضع الاجتماعيون أفكارهم ومشاعرهم موضع التنفيذ من خلال التحدُّث عنها مع الناس الآخرين، وبالطبع هذه طريقة رائعة لمعالجة الأمور؛ لذلك نجد الاجتماعيين يتحدثون أكثر مما يستمعون، وعلى النقيض من ذلك، في المناسبات والمحادثات الاجتماعية، يميل الانطوائيون إلى الاستماع والملاحظة أكثر من المشاركة في الحديث، وهذه الخاصية تجعل الانطوائيين مستمعين رائعين، ومن الممكن أن تجد اجتماعيَّاً بارعاً جداً في الاستماع، لكن قلما تكون هذه السمة طبيعية في شخصيته، بينما هي سمة فطرية في شخصية الانطوائي.

إقرأ أيضاً: كيف تمارس الإصغاء الفعَّال؟ (دليلك خطوة بخطوة)

في الختام:

أنماط الشخصية هي طريقة ممتعة للتعرف إلى أنفسنا من خلال تحليل أنماطنا السلوكية، وعلى الرغم من الاختلافات الجوهرية بين الانطوائيين والاجتماعيين، إلا أنَّه لا يمكن القول إنَّ أحد النمطين أفضل من الآخر، وجدير بالذكر أنَّ العديد من الانطوائيين والاجتماعيين يصبحون أصدقاء حميميين على الرغم من اختلافاتهم، وصحيح أنَّ الأضداد تتجاذب في نواحٍ كثيرة، ولكل شخص نقاط قوَّته وضعفه، لكن من الضروري أن نلاحظ التوازن بين الشخصيات الانطوائية والاجتماعية.

المصدر




مقالات مرتبطة