8 أمور يجب القيام بها عندما ترغب في الاستسلام

هل سبق وشعرت برغبةٍ في التخلي عن فعل أمر ما والاستسلام كما يفعل الكثير من الناس؟ إنَّه لمن السهل الوصول إلى مرحلةٍ معينة تدرك فيها أنَّ الوقت الذي استثمرته في تحقيق حلم أو هدف، والجهد الذي بذلته في سبيله قد كان شاقاً للغاية.



تمر حياتنا بمراحل من الإثارة والحماس والإبداع، ثمَّ تتبعها مراحل من اليأس والإحباط والرغبة في الاستسلام؛ لكن لماذا نستسلم بسهولة؟

أدمغتنا مصممة على الاستسلام بسهولة، وهو أمر طبيعي، حيث يُعتقَد أنَّ البشر يعيشون وفقاً لمبدأ "المتعة" أو ما يُسمَّى بـ "الإشباع الفوري"، والذي يُعرَّف على أنَّه الرغبة في تجربة المتعة أو الإنجاز دون تأخير أو تأجيل، ويعني ذلك ببساطة أن ترغب في شيءٍ ما وتريد حدوثه فوراً.

ترتبط أدمغتنا بفكرة كسب المكافآت الفورية مقابل الأعمال التي ننجزها؛ إذ قد وُلِدنا مع فكرة الإشباع الفوري، وقد كان الحصول على فوائد فورية أمراً ضرورياً للبقاء على قيد الحياة في العصور القديمة.

نحن نركز على الحاضر ونهتمُّ به جداً؛ لذلك عندما لا نحصل على ما نريده على الفور، نشعر بالقلق والرغبة في الاستسلام؛ لذا تُعدُّ الرغبة في الاستسلام أمراً طبيعياً، لكنَّ الاستسلام بحدِّ ذاته ليس أمراً جيداً.

قد تكون محبطاً أو متعباً لأنَّك فشلت بعد عدة تجارب، أو ربَّما تراودك فكرة: لماذا نفقد الشعور بالتحفيز بين الحين والآخر؟ وكيف يمكننا معالجة هذا الأمر؟ لكن إيَّاك وأن تستسلم، فما من شيءٍ قيِّم يأتي بسهولة.

نتائج الاستسلام بسرعة:

يُعدُّ النجاح الفوري مجرد خرافة ليس إلَّا، فقد فشل العديد من الأشخاص الناجحين مئات المرات؛ ولو أنَّهم اختاروا الاستسلام بدلاً من العمل الجاد لتحقيق أهدافهم، لما نجحوا أبداً.

على سبيل المثال: فلنتحدث عن لاعب كرة القدم المشهور "ديفيد بيكهام" (David Beckham)، حيث مُنِع من اللعب بعد حصوله على بطاقة حمراء في مباراة كأس العالم ضد الأرجنتين عام 1998، ولم يتمكن حينها المنتخب الإنجليزي من الانتقال إلى الدور التالي، فلامه الجميع بسبب ما حصل؛ ولو أنَّه تخلى عن لعب كرة القدم في ذلك الوقت، لما رأينا هذا اللاعب الناجح يقود العديد من الفرق ويصبح أحد أكثر اللاعبين شهرة في التاريخ.

إذا استسلمت الآن، فأنت تتخلى عن المستقبل المشرق والنتائج الرائعة التي ستحصدها عندما تستمر في طريق النجاح.

شاهد بالفيديو: 6 دروس يجب أن تتعلمها من الفشل

8 أمور يجب القيام بها عندما تشعر برغبة في الاستسلام:

1. تذكَّر لماذا بدأت، وكم كنت راغباً في القيام بذلك:

عُد بذاكرتك إلى الوراء، وفكر في اللحظة التي تخيلت فيها مشروعاً أو هدفاً أو فكرة ما، هل تتذكر شعور المغامرة والتشويق آنذاك؟

لقد وضعت في بالك هدفاً معيناً في البداية، ثمَّ رسمت في ذهنك تصوراً جميلاً لنهايته؛ وقد كانت البداية بسيطة، ثمَّ أصبحت مواصلة تحقيق ذلك الحلم أمراً صعباً جداً.

من خلال عودتك إلى البداية، أنت تسلط الضوء على الهدف الذي تسعى إلى تحقيقه، حيث تُثار مشاعر التحفيز والحماس مرة أخرى عندما تفكر في سبب بدئك في الأساس.

2. ابحث عن سبب رغبتك في الاستسلام:

قد تكون مشاعر الرغبة في الاستسلام مرهقة وغير واضحة؛ لذا فكر في أسباب رغبتك هذه: هل أنت متعب جسدياً؟ هل استُهلِكت طاقتك ولم تهتم بنفسك كما يجب؟ هل تشعر بانعدام الدعم؟ هل تفتقر إلى الإمكانات؟ هل واجهت بعض الصعوبات التي لم تكن مستعداً لها؟ هل تحتاج إلى الرجوع خطوة إلى الوراء قبل المتابعة؟

توجد العديد من الأسباب التي قد تدفعك إلى الاستسلام؛ لذا كن مثابراً، واكتشف المشكلات الحقيقية وعالجها؛ وبمجرد تحديد سبب رغبتك في الاستسلام، يمكنك معالجته والمضي قدماً.

3. تخيَّل النتيجة النهائية:

ضع في اعتبارك التصور النهائي للهدف الذي تسعى إلى تحقيقه، حيث يساعدك ذلك على التقدم والمضي قدماً؛ فلا تتوقف في منتصف الطريق، إذ لا يعدُّ الشعور بالاستسلام أمراً لطيفاً؛ وتذكر الشعار المشهور: "لذة النصر أم عذاب الهزيمة؟".

عندما تشعر أنَّك ترغب في الاستسلام، اسأل نفسك: "هل تريد الشعور بلذة النصر؟ أم بعذاب الهزيمة؟"، واستمر في التقدم، واعلم أنَّ بإمكانك تحقيق ما تريده.

4. ضع خطة عمل رئيسة واحتياطية:

قبل البدء بأي شيء، ضع خطة عمل محددة دائماً؛ حيث توجد طرائق مختلفة يمكنك استخدامها، فمثلاً: يمكنك كتابة قائمة، أو وضع مخطط عمل تفصيلي، أو تشكيل قائمة مرجعية للمهام المنجزة خلال سعيك إلى تحقيق ما تريده.

يساعدك وضع الخطة على تتبع تقدمك عندما ترغب في الاستسلام، وإعادة التركيز على الخطوات اللازمة للوصول إلى الهدف؛ كما عليك أن تضع في اعتبارك وجود خطة احتياطية قبل البدء.

5. اطلب الدعم من الآخرين:

لا تعزل نفسك عن الآخرين أو تخفِ شعورك بالإحباط، ولا تخشَ طلب الدعم من الآخرين، وتواصل مع العائلة والأصدقاء وزملاء العمل أو ابحث في منتديات الإنترنت عن شخصٍ يمكنك التحدث إليه وتحرير نفسك ممَّا يزعجك ويدفعك إلى الرغبة في الاستسلام، وتأكد أنَّ هناك الكثير من الناس الذين يعانون من مشاعر الشك والخوف والإحباط مثلك تماماً؛ إذ سيقوي العثور على شخص مر بمثل تجربتك عزيمتك، ويساعدك في العودة إلى المسار الصحيح.

6. كن ممتناً للأمور الجيدة في أثناء صراعك:

قد تشعر بالرغبة في الاستسلام بينما تكافح في سبيل أهدافك، وقد تشعر أنَّك مرهق في الوقت الحالي، وقد يبدو هذا أمراً غريباً؛ لكن تذكر أن تكون ممتناً، فهذا أمر ضروري كي تكون شخصاً مرناً.

توقف وضع قائمة بالأمور التي تمتن لوجودها في حياتك كلَّما شعرت بالرغبة في الاستسلام؛ فأنت تمتلك الكثير من الأمور الإيجابية التي يجب أن تمتنَّ لوجودها؛ وعندما تركز على فكرة الامتنان لكل هذه الأشياء، تجد أنَّ المهام التي تبدو مرهقة تحمل معنى جديداً.

تعتمد طريقة حكمك على الأمور من حولك على موقفك منها؛ لذلك تحلَّ بموقف ممتن، وستندهش من الفارق الذي يُحدِثه في حياتك ككل.

إقرأ أيضاً: قواعد العقلية الممتنة!

7. احتفِ بانتصاراتك مهما كانت صغيرة:

أنت تستحق الاعتراف بكل الانتصارات التي حققتها في حياتك؛ فبدلاً من الشعور بالإرهاق على ما تبقى من أعمال، اكتب قائمة بالإنجازات التي حققتها بالفعل مهما بدت صغيرة.

كلَّما احتفلت بتقدمك، تتجدد طاقتك لإكمال ما بدأت به؛ وعندما ترى نتائج أعمالك، سيدفعك ذلك إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات حتى تحقق أهدافك، وتصل إلى ما كنت تحلم به دوماً؛ لذا لا تستسلم أبداً.

8. ضع رسائل تذكير في كل مكان:

اختر بعض الاقتباسات التحفيزية، واكتبها على ورق، وضعها على حائط غرفتك أو على مكتبك؛ فعلى سبيل المثال: "لا تستسلم"، أو "لا تتخلَّ عن أحلامك أبداً"، أو "لا تتخلَّ عن شيء تريده بالفعل؛ فالانتظار صعب، لكنَّ الندم أصعب".

شاهد: أمور تمنع الاستسلام

المصدر




مقالات مرتبطة