8 أسرار للصحة والشفاء

بصفتي متخصصة في علاج الوخز بالإبر، فقد أمضيتُ الجزء الأكبر من الوقت عبر عقدين من الزمن في التعامل مع الزبائن، ولطالما شعرتُ بأنَّني محظوظة؛ لأنَّ لدي الكثير من الأشخاص الرائعين والمثيرين للاهتمام، يأتون إليَّ للحصول على المساعدة، وكنتُ محظوظة أيضاً لأنَّني تعلَّمت شيئاً جديداً من كل زبون عالجتُه.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة واختصاصية الوخز بالإبر الصينية "لين جافي" (Lynn Jaffee)، والتي تُحدِّثُنا فيه عن تجربتها في اكتشاف أسرار الصحة والشفاء.

وتمكنتُ بصفتي كاتبةً من مشاركة بعض أسرار الطب الصيني وتفاصيله، بالإضافة إلى العديد من الأفكار حول الصحة والشفاء؛ أسميهم "أسراراً"، ولكنَّ بعض هذه الأفكار معروف جيداً، وأُشارك حتى أكثرها وضوحاً، ليس لأنَّها تبدو جيدة؛ وإنَّما لأنَّني اختبرتُ مفعولها وأعرف تأثيرها القوي.

فيما يلي قائمة صغيرة ببعض أهم الأشياء التي تعلَّمتُها من زبائني عن الصحة الجيدة والشفاء:

1. تغيير السلوكات التي تؤدي إلى المرض، للحصول على الشفاء التام:

إذا لم تُغيِّر أسلوب حياتك الذي يجعلك مريضاً، فلن تُشفى بشكلٍ تام، وهذا أمرٌ صحيح سواءً كان لديك نظام غذائي سيِّئ أم أسلوب حياة مُرهِق أم الكثير من العمل أم علاقة مُرهِقة؛ إذ يُعَدُّ الطب الصيني فعالاً؛ وذلك لأنَّه يساعد على تحديد ما يجعلك مريضاً، والذي يأتي غالباً من مصادر مُفاجئة، ويوجِّهك في اتجاه التغيير الإيجابي.

2. الإصغاء إلى إشارات الجسد:

يُرسِل لك جسدك إشاراتٍ عندما تكون الأمور على ما يُرام قبل أن تمرض بوقت طويل، وإذا تجاهلت هذه الرسائل، فسوف تزداد شدتها ويعلو صوتها أكثر فأكثر حتى لا يمكنك تجاهلها، وفي معظم الحالات، يكون المرض هو نداء التحذير الذي يُوجِّهه لك جسدك بصوتٍ مرتفع بعد سلسلة من الرسائل الخفيفة، والتي تم تجاهُلها.

3. العواطف هي مفتاح الصحة:

يقول الصينيون إنَّ العواطف هي أصل لمئة مرض، وقد اكتشفتُ أنَّ هذا صحيح؛ فالمشاعر القوية مثل الغضب، والاكتئاب، والخوف، والقلق، والحزن، والشوق الشديد، لها قدرة على التأثير في صحتك؛ وهذا يسبب أعراضاً متنوعة مثل الأرق، ومشكلات الجهاز الهضمي، والأمراض الجلدية.

شاهد بالفديو: 8 عادات يومية من أجل صحة قوية

كيف تبني تقدير الذات؟

4. الشيخوخة هي حالة ذهنية فقط:

لقد قابلتُ أشخاصاً في عيادتي في الستينيات من العمر كانوا يبدون كباراً في السن، لكنَّني عملتُ أيضاً مع عدد من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 80 و90 عاماً، والذين بدا أنَّهم أصغر بكثير وأكثر حيوية مما قد يشير إليه سنهم.

الاختلاف، هو أنَّ الأشخاص الذين يتقدمون في السن بصحةٍ جيدة لديهم حب للحياة، فَهُم نشيطون؛ إذ يخرجون من منازلهم ويتطوعون ولديهم أماكن يذهبون إليها وأشياء للقيام بها.

هذا لا يعني أنَّهم لم يعيشوا حياةً صعبة أو أنَّه ليست لديهم قيود أو مشكلات صحية، ومع ذلك، على الرغم من الصعوبات، يبدو أنَّ الأشخاص الذين يتقدمون في السن بصحة جيدة، يبقون في نشاطٍ دائم ويكونون مشغولين ومتفائلين على الرغم من سنواتهم المتقدمة.

5. لا يوجد حل سحري لصحة أفضل:

لقد رأيتُ مئات الإعلانات والمقالات عن الأطعمة المعجزة، والمكملات الغذائية التي تُعالِج كل مرض، وأحدث أنواع النظام الغذائي، ولكن يمكن أن نواجه مشكلتين في هذه الحالة.

أولاً، لا يوجد غذاء أو مكمل غذائي أو نظام غذائي واحد يمكنه علاج كل شيء علاجاً نهائياً، وثانياً، كل شخص على هذا الكوكب فريد ومختلف؛ وهذا يعني أنَّنا جميعاً بحاجة إلى أشياء مختلفة، فما قد يكون نظاماً غذائياً مناسباً لشخصٍ ما، قد يكون كارثة بالنسبة إلى شخص آخر، فربما لا تحتاج إلى المكمل أو المنتج الطبي الذي نجح مع صديقك؛ إذاً، هذا صحيح، ليس هناك حل سحري؟

إقرأ أيضاً: النظام الغذائي وأسلوب الحياة والمناعة

6. أهمية الحركة بالنسبة إلى صحة الجسم:

هناك مَثل في الطب الصيني يقول: "حيث لا توجد حركة، هناك ألم، وحيثما توجد حركة، لا يوجد ألم".

في الآونة الأخيرة، أسمع ما يُقال بأنَّ الحركة عبارة عن وسيلة مُساعِدة للحفاظ على مرونة الجسم، وفي الحالتين، تعمل التمرينات الرياضية على تحسين مزاجك وتقليل التوتر وتحسين صحة رئتيك وقلبك وخفض ضغط الدم والحفاظ على مفاصلك وعضلاتك، ولقد رأيتُ عملاء يحسنون صحتهم ببساطة من خلال دمج التمرين في نمط حياتهم.

7. مساعدة الجسم على أن يُشفى بشكل أسرع:

يتطلَّب الشفاء الكثير من الطاقة؛ لذا من الهام الحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة والنوم الجيد؛ إذ إنَّ تناول الطعام الذي يدعم الشفاء ويُقلِّل من الالتهاب أمرٌ بالغ الأهمية أيضاً، فقاوِم الرغبة في اختبار تعافيك حتى اكتماله، ومن المألوف أن تصيب نفسك مرة أخرى أو أن تنتكس بفعل عوامل كثيرة في وقت قصير جداً بعد الإصابة أو المرض.

إقرأ أيضاً: استكشاف قوة الجسم الخارقة على الشفاء الذاتي

8. تقدير الذات:

الجسم ليس شيئاً علينا تجاهله أو تحديه أو تغييره؛ إذ إنَّه السفينة التي تحمل الروح، وتكمن الروح أو النفس البشرية - في الطب الصيني - في القلب، وهي مسؤولة عن المشاعر والوعي والذاكرة والأفكار، وأنت تدرك غريزياً أنَّ قلبك هو عضو عاطفي عندما تشعر بالحزن، أو تشكر شخصاً من أعماق قلبك، أو تُرسل قلوباً لإظهار حبك.

إقرأ أيضاً: كيف تبني تقدير الذات؟

في الختام:

لا ينتهي التعلُّم أبداً، وأنا أول مَن يعترف بأنَّني لن أعرف كل شيء أبداً، وسأستمر في اكتشاف أشياء جديدة وأمنحُ نفسي الإذن لتغيير رأيي والاعتراف عندما أكون مخطئاً، وآمل - بفعل ذلك - أن أُبقي قلبي منفتحاً ومرتاحاً، وجسدي بصحة جيدة.

المصدر




مقالات مرتبطة