وفي حين أن هذه الطريقة الجديدة للتسوق تزيل العقبات من رحلة المشتري وتشرك المستهلك من البداية إلى النهاية، فإنها تقدم أيضاً فرصاً جديدة للعلامات التجارية للتفاعل مع عملائها بطرائق مبتكرة.
حيث ذكر تقرير أعدته شركة ماكنزي (McKinsey) إلى أنَّ حدث تسوق مباشر على تطبيق تيك توك (TikTok) مدته ساعتان يحقق مبيعات أكثر مما يحققه متجر رئيسي في أسبوع، وأنَّ التعليقات على حدث تسوق مباشر على إنستغرام (Instagram) تبلغ 40 ألف تعليق.
فالتجارة الاجتماعية هي ظاهرة تسوق تنتشر بسرعة ومن المتوقع أن تحقق 79.6% من مبيعات التجارة الإلكترونية بالتجزئة بحلول عام 2025 في الولايات المتحدة وحدها.
ما سبب هذا النمو الهائل في المبيعات إلى ما يقرب من 80 مليار دولار أمريكي، وما التكنولوجيا التي تعزز هذا النمو؟ للذكاء الاصطناعي (AI) دور كبير في هذا، لا سيما بعد انتشار تطبيق شات جي بي تي (ChatGPT) حديثاً.
ومع اكتساب الذكاء الاصطناعي شعبية كبيرة بين المسوقين، تغيرت نظرة العلامات التجارية تجاه التسويق تغيراً جذرياً. أصبحت منصات التواصل الاجتماعي وسيلة هامة تستخدمها العلامات التجارية للتواصل مع جمهورها لأنَّها تساعد على إنشاء شرائح عملاء مستهدفة بدقة شديدة، وعلى التفاعل مع محتوى وثيق الصلة.
حيث يستعرض المقال 8 فوائد لاستخدام الذكاء الاصطناعي في التجارة الاجتماعية. ولكن قبل ذلك دعونا نلقي نظرة سريعة على الذكاء الاصطناعي ودوره في التجارة الإلكترونية.
دور الذكاء الاصطناعي في مجال التجارة الإلكترونية
من المرجح أن تنجح شركات التجارة الإلكترونية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في الجوانب الثلاثة الرئيسية لأعمالها: تطوير العمل، وصنع القرار، وتحديث الأنظمة. تستطيع أي شركة الاستفادة من استخدام الذكاء الاصطناعي، لكنَّ تأثيره في نجاح شركات التجارة الإلكترونية كبير جداً.
لماذا يفيد الذكاء الاصطناعي التجارة الإلكترونية؟
تسهم ثلاثة عوامل في نجاح تطبيق الذكاء الاصطناعي في التجارة الإلكترونية، هي:
- توافر كمية هائلة من البيانات.
- الميزة التنافسية من اعتماد الذكاء الاصطناعي.
- قدرات الحوسبة الفائقة.
يعد الذكاء الاصطناعي في التجارة الإلكترونية سوقاً متنامياً يحتوي على العديد من أدوات الذكاء الاصطناعي المتكاملة. ومن المتوقع أن تصل قيمة حلول التجارة الإلكترونية المدعومة بالذكاء الاصطناعي إلى 16.8 مليار دولار أمريكي بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 15.7% بحلول عام 2030. وفي حين أنَّ الذكاء الاصطناعي جاهز للسيطرة على مجال التجارة الإلكترونية، فإنَّه يؤثر تأثيراً كبيراً في التجارة الاجتماعية.
ما التجارة الاجتماعية؟
ببساطة، تتيح لك التجارة الاجتماعية بيع منتجك مباشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إذ يحدث كل شيء فيها من اكتشاف المنتج إلى شرائه. وبعض منصات التواصل الاجتماعي التي توفر ميزات التجارة الاجتماعية هي فيسبوك (Facebook)، وإنستغرام (Instagram)، وتيك توك (TikTok)، وبينتريست (Pinterest). ونجد أن أكبر فائدة للتجارة الاجتماعية هي أنَّها تزيل العقبات من رحلة المشتري وتجعل عملية الشراء ماتعة.
تأثير الذكاء الاصطناعي في التجارة الاجتماعية
يؤثر الذكاء الاصطناعي في التجارة الاجتماعية بعدة طرائق، حيث يؤدي الذكاء الاصطناعي دوراً حاسماً في إعادة تشكيل التجارة الاجتماعية بدءاً من البحث الصوتي المدعوم بالذكاء الاصطناعي إلى التوصيات المخصصة وإنشاء المحتوى. والآن إليك 8 فوائد لاستخدام الذكاء الاصطناعي في التجارة الاجتماعية:
1. روبوتات الدردشة
روبوتات الدردشة هي أدوات مساعدة افتراضية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، تتفاعل مع العملاء مباشرة، وتجيب على استفساراتهم، وتقدم لهم توصيات مخصصة عن المنتج، وتلبي طلباتهم، وتطلعهم على المستجدات بشأن موعد تسليم المنتج.
إليك بعض الفوائد التي تجنيها الشركات من استخدام روبوتات الدردشة:
- توفير الموارد التي تتولى هذه المهام المتكررة.
- التواصل مع العملاء في أي وقت.
- تعزيز رضا العملاء.
- بناء الثقة بالتفاعل مع العملاء دورياً.
ومن ناحية أخرى، يطمئن العملاء إلى أنَّ معاملاتهم شرعية ويبدؤون في الثقة بالعلامة التجارية. ويمكن أيضاً دمج روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي مع فيسبوك ماسنجر (Facebook Messenger) وواتس آب (WhatsApp)، مما يؤدي إلى توسيع قاعدة العملاء.
2. إنشاء المحتوى
يؤدي شات جي بي تي دوراً هاماً في إنشاء محتوى وثيق الصلة لعملائه على منصات التواصل الاجتماعي من أجل التفاعل معهم على نحو أفضل. وإلى جانب تاريخ الشراء السابق، والطبيعة الحالية للتفاعل مع العلامة التجارية، وسلوك المستخدم، صارت الشركات قادرة الآن على إرسال رسائل أكثر تركيزاً على منصات التجارة الاجتماعية للتفاعل مع العملاء.
ويفيد الذكاء الاصطناعي أيضاً العلامات التجارية التي تبحث باستمرار عن أفكار لإنشاء محتوى جديد يجذب متابعيها على وسائل التواصل الاجتماعي. وقد يساعدك إدخال أوامر مفصلة وذات صلة إلى برنامج الذكاء الاصطناعي في إنشاء محتوى يستهدف العملاء بدقة ويعجبهم.
3. البحث باستخدام الصور
نحن على دراية بالبحث باستخدام الكلمات المفتاحية، حيث نكتب كلمة مفتاحية في محرك البحث ونطلب منه العثور على المعلومات ذات الصلة. وفي الأساس، هذا ما يفعله محرك البحث جوجل (Google). لكنَّ الذكاء الاصطناعي يفعل أكثر من ذلك، إذ يمكن للعملاء التقاط صورة أو تحميلها ليبحث برنامج الذكاء الاصطناعي عن معلومات المنتج المرتبطة بالصورة.
شاهد بالفيديو: وظائف لا يمكن للذكاء الاصطناعي القيام بها
4. التخصيص
تحظى التجارة الاجتماعية بشعبية واسعة بين العملاء، حيث إنَّهم يستمتعون بالتخصيص الذي توفره التجارة الاجتماعية لهم، ولتزويد العملاء بهذه التجربة المخصصة، تستفيد العلامات التجارية من الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات، مثل سجل الشراء، وسلوك التصفح، والتفاعلات السابقة مع العلامات التجارية، لتقديم توصيات مخصصة حول المنتج.
على سبيل المثال، تعد ميزة "العميل الذي شاهد هذا شاهد هذا أيضاً" التي تقدمها شركة أمازون (Amazon) مثالاً رائعاً يوصي العميل بالمنتجات بناءً على تفاعلاته السابقة مع العلامة التجارية وسجل المعاملات.
5. الأمن السيبراني
قد تساعدك نماذج الذكاء الاصطناعي في الحفاظ على سلامة وأمن أعمالك على منصات التجارة الاجتماعية. على سبيل المثال، يساعدك الذكاء الاصطناعي في اكتشاف المحتوى غير المناسب أو المعاملات الاحتيالية، وفي اكتشاف التهديدات مثل سرقة بيانات الاعتماد وإنشاء ملفات تعريف مزيفة، وفي حماية بيانات العملاء.
6. تبسيط العمليات التجارية
واحدة من أكبر مزايا الذكاء الاصطناعي هي تبسيط العمليات التجارية. لذلك يمكنك الاستفادة من التكنولوجيا في أتمتة عملية المبيعات، مثل إرسال رسائل تذكير بخصوص عربة التسوق التي تخلى عنها المستخدم.
7. الإعلان
غير الذكاء الاصطناعي طريقة الإعلان تغييراً جذرياً. في حين أنَّ الإعلانات التقليدية كانت تتبع نهجاً واحداً يناسب الجميع لم يلق قبولاً لدى الجميع، فإنَّ الذكاء الاصطناعي لديه نهج مختلف يقوم على تحليل بيانات المستخدم والتوصية بالمحتوى وشكل الإعلان واستراتيجيات الاستهداف لمستخدمين مختلفين. وهذا يضمن تحسين معدلات النقر والتحويل، مما يؤدي إلى تحقيق أقصى قدر من المبيعات والأرباح.
ويقول فيليب شيندلر (Philipp Schindler) المدير التنفيذي للتسويق في شركة مايكروسوفت (Microsoft) في أحد التقارير: "تعتمد الشركات على المزايدة الذكية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بمدى التجاوب مع الإعلانات المستقبلية وقيمتها، وهذا يساعد الشركات على التجاوب مع التغييرات السريعة في الطلب".
ومن ناحية أخرى، يقول مالك شركة فيسبوك مارك زوكربيرج (Mark Zuckerberg): "إنَّ كفاءة تحقيق الدخل للشركة تضاعفت في الأشهر الستة الماضية مع استمرار الذكاء الاصطناعي في تحقيق نجاحات في الأعمال الإعلانية الرئيسية للشركة. وشهد المعلنون تجاوباً مع الإعلانات يزيد بنسبة 20% على العام السابق".
8. تقليل معدل الارتداد وزيادة التحويلات
تؤدي المشكلات عند النقر على موقع العلامة التجارية إلى ارتفاع معدل الارتداد بنسبة 72% وانخفاض معدل التحويل بنسبة 50%. لقد حان الوقت للعلامات التجارية أن تفعل شيئاً حيال ذلك.
حيث توفر شركة إيدج (Edge) مثلاً تجربة تسوق تمزج المحتوى من إيدج مع تجربة دفع سلسة. تقدم إيدج تجربة موقع العلامة التجارية على قنوات التواصل الاجتماعي، وهي مصممة وفق مواصفات القناة ويجري تحسينها باستمرار.و تُرسل إيدج العروض الترويجية والمنشورات الجديدة مباشرة. ويحدث التحسين بمساعدة الذكاء الاصطناعي، مما يساعد على تقليل معدل الارتداد وزيادة التحويلات إلى أقصى حد.
الفوائد:
- توليد تدفقات إيرادات جديدة من موقع إيدج.
- تقليل تكلفة اكتساب العملاء.
- تجربة جذابة للغاية لعملاء إيدج.
- صفحات هبوط مخصصة مدعومة بالذكاء الاصطناعي ومناسبة لاهتمامات المستخدمين.
في الختام
التكنولوجيا تتغير بسرعة، ومعها تتغير أساليب التجارة. هنا يبرز دور الذكاء الاصطناعي ليس فقط كمحرك للتجارة الإلكترونية والاجتماعية، بل كونه يفتح أيضاً آفاقاً جديدة لتحسين تجربة العملاء وزيادة الكفاءة والربحية. إنَّ الشركات التي تتبنى هذه التقنيات في المستقبل لن تكتفي بالمنافسة فقط، بل ستظل في طليعة الابتكار والتفوق.
أضف تعليقاً