تقنيات الكوتشينغ:
يجب على الكوتشز والقادة في بيئات العمل أن يطَّلعوا على تقنيات الكوتشينغ الأساسية لزيادة فاعلية العملية وتحقيق النتائج المطلوبة، وفيما يأتي 3 تقنيات كوتشينغ أساسية وضرورية، إلى جانب كونها قابلة للتطبيق في عدد كبير من المجالات والتخصصات والبيئات:
1. مشاركة استبيان في بداية جلسات الكوتشينغ:
يساهم الاستبيان الأولي في تحضير كل من الكوتش والعميل في بداية البرنامج، وهو يعد تقنية فعالة للغاية؛ إذ تساعد هذه التقنية الكوتش على الاستعلام عن تجارب وخبرات العميل السابقة، وطموحاته والنتائج التي يتوقع أن يحصل عليها في نهاية برنامج الكوتشينغ، كما أنَّها تدفع العميل للتفكير وتعزيز فهمه لذاته وقناعاته وأهدافه، وما إلى ذلك من جوانب شخصيته قبل أن يبدأ برنامج الكوتشينغ.
غالباً ما تُستخدَم الاستبيانات خلال مرحلة استقبال العملاء، لكن يمكنك أن تشاركه في بداية جلسات الكوتشينغ لمساعدة العملاء على تقييم التقدم المُحرَز، وتحديد الجوانب التي يجب التركيز عليها في المراحل اللاحقة؛ إذ تساهم الاستبيانات في تحفيز عملية التفكير الذاتي لدى العملاء، وتزويدك بالمعلومات الشخصية التي تحتاج إليها لتخصيص تجربة وبرنامج الكوتشينغ، بما يتوافق مع احتياجاتهم وتطلعاتهم.
2. تقنية "عجلة الحياة" (The Wheel of Life):
يجب أن تصمِّم برنامج الكوتشينغ خصيصاً لتلبية أهداف العميل ومعالجة مشكلاته، لكن تكمن المشكلة في عجز بعض العملاء عن تحديد طموحاتهم والنتائج التي يتطلعون إليها بدقة، وهنا يكمن دور تقنية "عجلة الحياة" التي يمكن تعريفها على أنَّها أداة تقييم تُستخدَم لمعرفة مدى رضى العميل عن حياته عموماً، والجوانب الأساسية، مثل العمل، والصحة، والعائلة خصوصاً.
تُستخدَم هذه الأداة استخداماً خاصاً في كوتشينغ الحياة، وتُطَبَّق ضمن جلسة استكشافية لتقييم مدى رضى العميل عن حياته، كما تتميز هذه التقنية بسهولة استخدامها، وفيما يأتي 3 خطوات بسيطة لتطبيق تقنية "عجلة الحياة":
- تخصيص جلسة لإجراء عملية التقييم، بحيث تطلب من العميل أن يقيِّم مدى رضاه عن كل جانب من جوانب حياته على حدة وفق مقياس تصاعدي من 1 إلى 10، بحيث يمثِّل الرقم 10 حالة "راضٍ للغاية".
- تحديد الجوانب ذات التقييم المتدنِّي بغية التركيز عليها في برنامج الكوتشينغ.
- مناقشة أسباب حاجة هذه الجوانب إلى مزيد من التركيز والانتباه خلال عملية الكوتشينغ، وأساليب رفع مستوى رضى العميل عنها.
يمكنك أن تستفيد من قوالب "عجلة الحياة" الجاهزة التي يقدمها برنامج "كوينزا" (Quenza)، وتُخصِّصها لبرامج الكوتشينغ التي تعمل عليها؛ إذ تشمل هذه القوالب الجاهزة عجلة الحاجات، ومواطن القوة، والقِيم، وما إلى ذلك.
3. تصوُّر الهدف:
يمكن استخدام تقنية التخيُّل أو التصور الذهني في جميع تخصصات الكوتشينغ، بهدف تعزيز الحماسة والدافع في جميع مراحل البرنامج؛ إذ يؤدي تطبيق تقنية التصور الذهني على النتائج النهائية المرغوبة، أو على مراحل العمل إلى تحسين تجربة العميل وزيادة فاعلية البرنامج، وتشمل تطبيقات التصور الذهني توقُّع تحقيق النجاح، والشروع في عمليات التخطيط، وحل المشكلات على سبيل المثال، وهي تسهم في زيادة فاعلية برنامج الكوتشينغ وإحراز المزيد من التقدم.
يقدِّم برنامج "كوينزا" "إضافة تصوُّر الهدف" (Goal Visualization Expansion)؛ وهي تقنية كوتشينغ تحفيزية تستخدم قدرة الدماغ البشري على التصور من أجل تحفيز العميل، وتعتمد بالأساس على ممارسة التأمل بطريقة ترشد العميل خلال عملية التصور الذهني، وفيما يأتي مقتطف من إرشادات البرنامج:
"أريد منك أن تفكر في هدفك، وتتخيل أنَّك تسافر عبر الزمن إلى الأسبوع المقبل، ثم الشهر المقبل، فلقد قضيت شهراً كاملاً في المستقبل، وبدأت بالعمل على تحقيق هدفك، وأنت تسير على درب النجاح، فما هي القرارات التي اتخذتها؟ وما هي الأفعال التي قمت بها؟ وكيف تشعر وأنت في طريقك لتحقيق النجاح؟".
شاهد بالفيديو: خمسة نصائح لتقديم كوتشينغ ناجح
أساليب التدريب:
ثمة تداخلات وتشابهات بين الكوتشينغ والتدريب، ولا سيما ضمن بيئات العمل، ومن هنا برزت الحاجة إلى توضيح الفوارق والاختلافات لتجنب الخلط فيما بينهما:
- يقتضي الكوتشينغ تقديم الإرشاد والدعم لمساعدة العملاء على تحقيق أهدافهم الشخصية.
- يقتضي التدريب من ناحية أخرى تقديم المعلومات للمتعلم، بهدف تنمية مهاراته.
هذا يعني أنَّ استخدام تقنيات الكوتشينغ في أثناء تدريب الموظفين، يمكن أن يزيد من فاعلية البرنامج التدريبي.
الكوتشينغ والمنتورينغ ضمن بيئات العمل:
توجد عدة تقنيات للكوتشينغ يمكن استخدامها لمساعدة الموظفين على تحقيق أهدافهم ضمن بيئات العمل، ومن أمثلتها ما يأتي:
1. الإصغاء الفعال:
يساهم الإصغاء الفعال في بناء الثقة، وتوفير بيئة آمنة من الناحية النفسية لعملية الكوتشينغ، وهي عوامل أساسية وضرورية لتحقيق النجاح؛ إذ يشمل الإصغاء الفعال تطبيق مجموعة من التقنيات التي تجعل الموظف يشعر أنَّك تدعمه وتتفهَّم حاجاته، ومن أمثلة هذه التقنيات: الإصغاء بانتباه، والامتناع عن إصدار الأحكام، والتفكير العميق، والتوضيح، والتلخيص، والمشاركة.
2. اكتشاف قدرات وإمكانات الموظفين:
تساعدك هذه التقنية على تحديد الإمكانات والقدرات التي يمكن أن يستفيد منها الموظف خلال برنامج الكوتشينغ، فيمكنك أن تستخدم أدوات التقييم التي يقدمها برنامج "كوينزا" عند تطبيق هذه التقنية، كما تشمل هذه الأدوات مجموعة من الأسئلة التي تحفز التفكير الذاتي لدى الموظف، وتساعده على إدراك إمكاناته وقدراته.
من أمثلة هذه الأسئلة: ما هي النشاطات والهوايات المفضلة بالنسبة إليك؟ وما هو السبب الكامن وراء استمتاعك بهذه النشاطات؟ وكيف تستخدم قدراتك وإمكاناتك في ممارسة هذه النشاطات؟
3. طرح أسئلة كوتشينغ مفتوحة:
تحفِّز الأسئلة المفتوحة الموظفين على التفكير بأهدافهم وخياراتهم وأفعالهم بناءً على مدى تقدمهم في برنامج الكوتشينغ، وهي تعد طريقة فعالة للغاية، وتُستخدَم لتحفيز التفكير الذاتي خلال برنامج الكوتشينغ، وبناء علاقة وطيدة بين الموظف والقائد، ورفع مستوى التواصل فيما بينهما، وهو ما يؤدي إلى زيادة فاعلية العملية وتحقيق التقدم المطلوب، ويمكن أن يستخدم الموظفون أوراق العمل الخاصة بالتفكير الذاتي التي يقدمها برنامج "كوينزا" لتكوين فكرة عن قدراتهم وإمكاناتهم، والاستفادة منها في برنامج الكوتشينغ.
أدوات الكوتشينغ وكيفية استخدامها:
فيما يأتي أداتا كوتشينغ فاعلتان، مع توضيح كيفية تطبيقهما في برنامج الكوتشينغ:
1. استراتيجية "العزم على التنفيذ" (Implementation Intentions):
يوجد عدد كبير من الأسباب التي تمنع العملاء من العمل على تنفيذ أهدافهم، حتى عندما يكونوا متحمسين ومندفعين للغاية لتحقيقها، فيمكنك أن تستخدم خطة "إذا حدث كذا، فسأفعل كذا" (If-then) التحفيزية لمساعدة عملائك على ردم الهوَّة ما بين التخطيط والتنفيذ، وفيما يأتي واجهة الإضافة "العزم على التنفيذ" في برنامج "كوينزا":
تحويل الخطط إلى إجراءات فعلية:
اكتشف العلماء طريقة فعالة للغاية لتحويل الخطط إلى إجراءات فعلية، وذلك عبر استخدام استراتيجية "العزم على التنفيذ"، التي يمكن تعريفها على أنَّها خطة عمل "إذا حدث كذا، فسأفعل كذا"، وتقتضي تحديد كافة الإجراءات الفعلية التي ستتخذها من أجل تحقيق هدفك، مع توضيح ظروف تطبيق كل إجراء.
مثال: بدل أن تقول: "سوف أحجز موعداً مع الطبيب"، يجب أن تقول: "إذا تناولت طعام الفطور صباح الغد (الظرف)، فسأتصل بالطبيب (الفعل)، لحجز موعد (الهدف)".
يقدم برنامج "كوينزا" إضافة "العزم على التنفيذ" لمساعدة العملاء على تحديد الخطوات العملية اللازمة لتحقيق أهدافهم، وذلك باستخدام تقنية "إذا حدث كذا، فسأفعل كذا"؛ إذ تزداد فرص نجاح العميل في تحقيق هدفه عند تطبيق هذه التقنية؛ لأنَّها تساعده على تحديد إجراءات وسلوكات احترازية تدعمه وتشجعه على مواصلة التقدم نحو الهدف النهائي عندما لا تجري الأمور وفق المخطط.
يتسنى للعميل عند تطبيق هذه التقنية ما يأتي:
- تحديد وتوصيف الهدف الذي يعتزم تحقيقه في المستقبل المنظور.
- تحديد الإجراءات الفعلية التي يجب اتخاذها لتحقيق الهدف الموضوع.
- وضع خطة زمنية لتنفيذ الإجراءات المذكورة آنفاً.
- إعادة صياغة الأجوبة وفق تقنية "العزم على التنفيذ"، باستخدام الصيغة الشرطية "إذا حدث أمر ما (الظرف)، فسوف أفعل كذا (الفعل)"، من أجل تحقيق الهدف النهائي.
2. اكتشاف فوائد التغيير:
يعد طرح الأسئلة المفتوحة من أكثر الطرائق فاعلية في حث المتدربين على التفكير الذاتي والإفصاح عن التغييرات التي يرغبون بإجرائها، وهي تعد جزءاً أساسياً من المقابلات التحفيزية، التي تعد بدورها تقنية كوتشينغ تُستخدَم لمساعدة العملاء على ترتيب أفكارهم ومشاعرهم، والتخلص من مشكلة التردد؛ وبالنتيجة إجراء تغييرات هادفة في حياتهم؛ إذ يقدم برنامج "كوينزا" أداة فعالة لاستكشاف فوائد التغيير إذا كنت تعتزم استخدام الأسئلة المفتوحة لمساعدة عملائك على مباشرة العمل على التغيير.
فيما يأتي واجهة الأداة في البرنامج:
اضغط على زر "التالي" لبدء التمرين.
تقدم أداة "استكشاف فوائد التغيير" (Exploring The Benefits Of Change) طريقة مصمَّمة بعناية بهدف مساعدة العملاء على تقييم فوائد اتخاذ الإجراءات الفعلية، التي تساهم بدورها في إحداث تغييرات إيجابية في حياتهم.
فيما يأتي بعض الأسئلة الواردة في أداة برنامج "كوينزا":
- ما هي الجوانب التي تود تغييرها في حياتك؟
- كيف يمكن أن تتحسَّن أحوالك بعد إجراء هذه التغييرات النوعية؟
- كيف ستشعر عندما تتحسن أحوالك بعد مضي شهر من الآن؟
تقنيات كوتشينغ الحياة:
فيما يأتي 3 تقنيات فعالة في تخصُّص كوتشينغ الحياة:
- حث العملاء على الالتزام عبر كتابة أهدافهم في صيغة عقد رسمي، وهو ما يؤدي إلى زيادة شعورهم بالمسؤولية تجاه التقدم الذي يحرزونه.
- مساعدة العملاء على تحديد الجوانب التي يجب أن يركزوا عليها في حياتهم، وذلك عبر إجراء استطلاع لتقييم الرضى عن مختلف الجوانب الحياتية، مثل العمل، والمال، والعلاقات على سبيل المثال؛ إذ يقدِّم برنامج "كوينزا" هذه التقنية تحت اسم "استطلاع الرضى عن جوانب الحياة" (Life Domain Satisfaction Survey).
- تطبيق مفهوم "الإيكيغاي" (Ikigai) الياباني الذي يعني حرفياً "سبب وجودك" أو "أهدافك في الحياة"، وهو يساعد العملاء على تحديد توجهاتهم الحياتية، وكيفية توظيف شغفهم ومهاراتهم في سوق العمل، عن طريق اكتشاف الفرص المتاحة وحاجات السوق؛ إذ يمكن أن تساعدك أداة "إيجاد الإيكيغاي الخاص بك" (Finding Your Ikigai) التي يقدمها برنامج "كوينزا" على تطبيق هذه التقنية المضمونة في خطط وبرامج الكوتشينغ الخاصة بك.
الأسئلة الشائعة:
فيما يأتي 3 أسئلة شائعة في مجال الكوتشينغ:
1. ما هي أهم 5 مهارات في مجال الكوتشينغ؟
تشمل مهارات الكوتشينغ الأساسية الإصغاء الفعال، وطرح الأسئلة، وإبداء التعاطف، وتقديم التغذية الراجعة، وتحديد الأهداف؛ إذ يقتضي الإصغاء الفعال أن تكون حاضراً ومندمجاً بالحديث بكافة حواسك، في حين يساعد طرح الأسئلة العملاء على إدراك أفكارهم ومشاعرهم.
يتيح التعاطف للكوتش إمكانية التقرُّب من العميل وتفهُّم عواطفه وتجاربه، وتساهم التغذية الراجعة في تقديم نصيحة بنَّاءة من أجل تحسين الأداء، وكذلك يساعد تحديد الأهداف العميل على وضع وتحقيق أهداف محددة، وقابلة للقياس، وواقعية.
2. ما هي تخصصات الكوتشينغ الرئيسة؟
يوجد 4 تخصصات كوتشينغ شائعة، وهي تشمل الكوتشينغ التنفيذي، وكوتشينغ الحياة، والكوتشينغ المهني، وكوتشينغ الأعمال؛ إذ يركز الكوتشينغ التنفيذي على تحسين أداء ومهارات اتخاذ القرار لدى القادة والمديرين التنفيذيين ضمن المؤسسات، في حين يساعد كوتشينغ الحياة العملاء على تحقيق أهدافهم المهنية والشخصية، ورفع مستوى جودة حياتهم برمتها.
يساهم الكوتشينغ المهني في مساعدة العملاء على تحديد أهدافهم المهنية، والعمل على تحقيقها، والتعامل مع التغييرات التي يمكن أن تطرأ في حياتهم المهنية، في حين يساعد كوتشينغ الأعمال رواد الأعمال وأصحاب الشركات على تحسين أدائهم واستراتيجياتهم.
3. ما هي خطوات الكوتشينغ؟
هناك 7 خطوات رئيسة للكوتشينغ وفق الترتيب الآتي: إبرام اتفاقية الكوتشينغ، وهي تشمل تحديد الأهداف، والنتائج المتوقعة، وجميع مراحل عملية الكوتشينغ، ثم تبدأ بعد ذلك خطوة بناء الثقة والألفة بين العميل والكوتش، ويليها تقييم الوضع الحالي، وهو يقتضي تقييم نقاط القوة، والتحديات، والأوضاع الراهنة.
يُحَدَّد الوضع الذي يرغب العميل ببلوغه في نهاية برنامج الكوتشينغ، وهو يقتضي تحديد الأهداف والنتائج النهائية المرجوة، ليتم بعدها إعداد خطة العمل، وتقتضي الخطوة ما قبل الأخيرة تطبيق الخطة وتقييم التقدم المحرَز خلال مراحل العمل، ويتم إعلان النجاح وتقييمه والاحتفاء به في الخطوة النهائية، وذلك عن طريق مراجعة التقدم المحرز، وتقييم النتائج، والاحتفاء بالنجاحات في نهاية برنامج الكوتشينغ.
في الختام:
تصبح عملية الكوتشينغ غاية في السهولة عند تطبيق بعض التقنيات الفعالة، وقد استعرض المقال أهم التقنيات التي يمكنك أن تعدِّلها بما يتوافق مع أهداف واحتياجات عملائك، وتستخدمها في جلسات الكوتشينغ لزيادة فاعلية الخطط والبرامج التي تقدمها.
أضف تعليقاً