7 نصائح تساعدك على تحقيق السعادة من خلال جعل حياتك أبسط

يمكن أن تصبح السعادة بعيدة المنال عندما تصبح الحياة معقَّدة؛ فنجد أنفسنا بسبب كثرة الالتزامات اليومية، مضطرين إلى القيام بعدة مهام، وإنشاء قوائم مهام طويلة، والتوفيق بين الجداول الزمنية المعقدة، وقد نشعر بالفخر عندما ننجح بتنفيذ هذه المهام دون أن نُصاب بالإرباك بسبب كثرة هذه الالتزامات، وفي حين أنَّ كل ما نفعله هدفه تأمين متطلَّبات حياة كريمة، فإنَّه قد يقف عائقاً في وجه عيش حياة حقيقية.



هل يسمح لك جدولك الزمني بفعل أشياء تحقِّق لك السعادة الحقيقية؟

تختلف هذه الأشياء من شخص لآخر، لكن تتمثَّل السعادة الحقيقية بالنسبة إلى معظم الأشخاص بقضاء وقت مع أحبائهم، والقيام بنشاطات تشعرهم بجمال الحياة وقيمة العالم من حولنا.

لتحقيق أقصى استفادة من هذه النشاطات يجب أن تؤديها بطريقةٍ تجعلك تشعر بالسكينة والهدوء والسلام:

يمكن أن تكون الحياة المليئة بالمشاغل مُرضية على الصعيد الشخصي، لكن يمكن أن تجعل من الصعب بالنسبة إليك تحقيق السكينة والسلام الضروريين للشعور بالسعادة الحقيقية، والجمال الكامن في الحياة، فلا يمكنك التخلي عن المسؤوليات التي تستهلك وقتك، لكنَّك تستطيع أن تجعل حياتك أبسط بحيث يصبح عقلك أكثر هدوءاً، وأكثر انفتاحاً على الجمال الكامن في الحياة.

فيما يأتي 7 نصائح تساعدك على تبسيط حياتك، وامتلاك عقلية أكثر هدوءاً وشعوراً بالسلام:

1. تحقَّق من مقدار اعتمادك على الممتلكات المادية:

أدرِك الفرق بين الأشياء التي تحتاج إليها والأشياء التي تريدها، فإحدى خصائص ثقافتنا المعاصرة هي كثرة الأفكار التي تقتصر على أهمية الأشياء المادية في جعل حياتنا أفضل، لكنَّ الحقيقة هي أنَّ معظم هذه الماديات تفسد حياتنا، دون أن تحقِّق لنا أي سعادة، فحرِّر نفسك من ثقافة الإفراط في الماديات، واعتد على الاكتفاء بعدد أقل من المقتنيات، ومزيد من البساطة في أسلوب العيش.

2. فكِّر بنفسك:

إذا أمضيت حياتك بتأدية الدور الذي يحدِّده لك المجتمع والآخرون، فستفوِّت على نفسك فرصة تحقيق رغباتك الخاصة؛ إذ تتأثر مشاعرك ووجدانك سلباً عندما تمتثل دائماً لرغبات الآخرين؛ إذن لماذا قد تتخلَّى عن حريتك، وتسمح بأن تُحدَّد قراراتك بما تعتقد أنَّه من الواجبات؟ كن شخصاً حراً، وفكِّر بنفسك، واسمح لشغفك بأن يكون معيارك فيما تتخذه من خيارات وقرارات.

شاهد بالفيديو: 8 أشياء يجب أن تقوم بها حتى تعيش شغف الحياة

3. أعِد التفكير بالتزاماتك:

الحياة مليئة بالفرص لجني المال، وتقديم الخدمات، وتعلُّم مهارات جديدة، وتكوين صداقات جديدة؛ إذ يريد معظمنا اغتنام جميع هذه الفرص، ومن ثمَّ يملؤون وقتهم بالنشاطات والالتزامات، لكنَّ تحميل نفسك كثير من الالتزامات هو أكثر ما يقوِّض شعورك بالسكينة والهدوء، فعندما تسعى سعياً محموماً بين التزام وآخر، ينتهي بك الأمر عاجزاً عن أخذ وقت للتريُّث والهدوء والسماح للأمور بأن تأخذ مسارها الطبيعي؛ لذلك وبصرف النظر عن مدى أهمية هذه الالتزامات، يجب أن تعيد التفكير بها، ويجب أن تعيد ترتيبها حسب الأولوية، فحافظ على الالتزامات الأكثر أهميةً، وتخلَّص من الالتزامات قليلة الأهمية التي لا تؤدي سوى إلى مزيد من الإجهاد، وقليل من الفائدة.

4. احصل على مزيدٍ من وقت الفراغ:

بمجرد أن تجد نوعاً من التوازن في التزاماتك، خصِّص مزيداً من وقت الفراغ، تخلَّص من الأشياء التي تضيِّع وقتك سدىً، وأعِد تقييم الأعمال المنزلية، فمثلاً، إذا كنت تقضي ساعات طويلة أسبوعياً في تنظيف منزلك، حاول أن تقلِّل من عدد الساعات التي تقضيها في ذلك، واحصل على مزيدٍ من وقت الفراغ؛ إذ يساعدك التخلص من الأشياء التي تسبِّب الفوضى في منزلك على جعل التنظيف أسهل، وبمجرد الحصول على مزيدٍ من وقت الفراغ، املأه بالنشاطات التي تساعدك على إثراء مشاعرك ووجدانك، اقضِ بعض الوقت وحدك، واقضِ بعضه الآخر مع الأشخاص الذين تهتم لأمرهم، وركِّز على النشاطات التي تهدئ عقلك.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح من خبراء علم النفس لاستغلال وقت الفراغ

5. استمتع بالملذات البسيطة:

كم مرَّةً تُعِدُّ طبقاً صحيَّاً ولذيذاً وتستمتع بكل قضمة منه؟ بدلاً من تناول الطعام بسرعة وتفويت تجربة الاستمتاع بمذاقه، خذ وقتك في الاستمتاع بما تتناوله، خصِّص مزيداً من الوقت للاستمتاع بملذاتٍ بسيطةٍ أخرى؛ مثل العمل في حديقة المنزل، أو الاسترخاء في حوض الاستحمام المليء بالمياه الساخنة، أو ركوب الدراجة الجبلية، أو التنزُّه في محمية طبيعية، قد لا يمكنك فعل هذه الأشياء يومياً ما لم تكن متقاعداً، لكن ما يزال في إمكانك إيجاد الوقت لهذه النشاطات ضمن جدولك الزمني، حتى لو لمرة أو مرتين خلال الأسبوع، فهذه النشاطات تهدِّئ من وتيرة حياتك السريعة.

6. ركِّز على اللحظة الحالية:

عندما تنتقل انتقالاً محموماً من نشاط لآخر، فقد ينتهي بك الأمر بفعل كل شيء دون شعور بالمتعة، أو دون وعي بالعالم من حولك، في حين يمكنك تحقيق ذلك عندما تعيش بوتيرة أبطأ؛ بل ستكون قادراً على الاستمتاع بالحياة، ربما تتطلَّع حالياً إلى عطلة نهاية الأسبوع أو إلى إجازتك السنوية، وتظن أنَّك ستكون قادراً عندها على عيش حياتك بتريُّث، لكن بدلاً من ذلك، يجب أن تركِّز على اللحظة الحالية، وأن تركِّز على ما تفعله في المكان والوقت اللذين تعيش بهما حالياً، ويمكنك أن تجد السلام حتى في أكثر المهام علاقةً بالجانب المادي ما دمت تمنحها تركيزك وتفعلها بوعي كامل.

7. تخلَّ قليلاً عن محاولة السيطرة على كل شيء:

لا يمكننا التنبؤ بما سيحمله لنا المستقبل حتى لو خطَّطنا كثيراً؛ لذلك فإنَّ المبالغة في السيطرة على كل شيء لا تؤدي إلا إلى الإحباط، إضافة إلى إحباط الناس من حولك، ونظراً لأنَّك لا تعرف ما سيحمله لك المستقبل، فمن العبث أن تحاول السيطرة على جميع الأحداث، فبدلاً من محاولة التحكُّم بنتائج الأحداث، تعلَّم أن تسترخي وأن تستمتع بحياتك؛ إذ سيمنحك التخلي عن محاولة التحكُّم بكل شيء مزيداً من الحرية للاستمتاع باللحظة الحالية، وستكون أكثر انفتاحاً على الفرص غير المتوقعة التي تحصل عليها فجأةً إذا تعلمت كيف تتوقف عن الإفراط بالتخطيط، فلا يعني هذا عدم امتلاك أهداف؛ بل أن تركِّز على الوسائل بدلاً من الغايات.

إقرأ أيضاً: للسيطرة على حياتك، تخلَّ عن السيطرة

في الختام:

تذكَّر أنَّ البساطة عملية وليست هدفاً بحدِّ ذاته، فلا مفرَّ بالنسبة إلى معظمنا من التعقيد الذي تفرضه طبيعة حياتنا المعاصرة، لكن من خلال اتخاذ قرار بجعل حياتك أبسط وتخصيص مزيد من الوقت من أجل السعادة الحقيقية، فإنَّك تكون قد وضعت نفسك في مسار من شأنه أن يغيِّر حياتك تغييراً جذرياً.

تذكَّر أيضاً: لا توجد نتيجة مثالية تحصل عليها من هذه العملية، فالحياة تتغيَّر وتتطوَّر باستمرار، ونحن نتطوَّر معها؛ لذلك لن تصل أبداً إلى نتيجة مثالية من البساطة والسعادة غير المحدودة، لكنَّك ستعيش هذه الحياة غير المثالية برضى وسعادة.




مقالات مرتبطة