7 عادات لتحقيق إنتاجية عالية

كانت طفولتي عادية جداً؛ فقد كنت ألعب مع أصدقائي، وأدرس في المدرسة، وأمارس عدة نشاطات يومية، وعندما أنظر إلى طفولتي أتذكر دروس الإنتاجية التي علمني إياها والداي، ومع أنَّني واجهت صعوبة في تطبيقها آنذاك أُقدِّرها اليوم حق قدرها، وأُعِدُّها ركناً أساسياً لتحقيق إنتاجية عالية.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "تيمو كياندر" (Timo Kiander)، ويُحدِّثنا فيه عن 7 عادات لتحقيق إنتاجية عالية.

7 عادات لتحقيق إنتاجية عالية:

1. تدوين الملاحظات:

علَّمني والدي هذه العادة، وما زلت أمارسها يومياً؛ كي أتذكر شيئاً هاماً مثلاً بعد إجراء محادثة؛ فإنَّني أدوِّن الملاحظات لكيلا أنسى ما عليَّ فعله لاحقاً، وإن لم يكن معي ورقة وقلم فإنَّني أكتب رسالة تذكير في تقويم هاتفي المحمول عن ذلك، أما إذا كنت أستخدم جهاز الحاسوب فإنَّني أدوِّن الملاحظات في تطبيق المفكرة، وفي النهاية أنقلها - خاصة تلك التي تتطلب اتخاذ إجراء - إلى برنامج إدارة المهام لتنظيمها على وجه أحسن.

2. وضع الأشياء في مكانها المخصَّص:

هذه عادة بسيطة؛ لكنَّها مجدية تعلمتها من أمي؛ فبعد استخدام أية أداة أحرصُ على إعادتها إلى مكانها المخصَّص؛ مثلاً إذا كنتُ بحاجة إلى بعض المستندات واضطررت لإخراج السجل من الخزانة أحرص على إعادته إلى الخزانة بعد الانتهاء منه، وبهذه الطريقة لا تتبعثر الأشياء في كل مكان ويصبح منزلنا نظيفاً ومرتباً.

3. عدم تأجيل الواجبات حتى اللحظة الأخيرة:

في كثير من الأحيان كنتُ أُنجز واجباتي المدرسية في الليلة السابقة للموعد النهائي حتى لو كان لدي عدة أسابيع قبل ذلك، ولما كانت أمي حريصة على إنجازي لواجباتي دون تأخير كانت تنبهني إلى سلوكي هذا مرات عديدة عندما كنت طفلاً، وفي النهاية تعلمتُ الدرس ولم أعد أترك الأمور حتى اللحظة الأخيرة، وقد خلَّصني هذا من التوتر الذي كنت أشعر به في أثناء أدائي واجبي المدرسي في حالة هلع عشية الموعد النهائي.

إذا كنت تؤجل مهامك حتى اللحظة الأخيرة فغيِّر سلوكك وأنجز مهامك فور تكليفك بها، وسينقذك هذا من شعور حتمي بالتوتر أنت في غنى عنه.

شاهد بالفديو: 4 مواقع وتطبيقات رائعة تساعدك على زيادة الإنتاجية

4. حزم أغراضك في الليلة السابقة:

تساعدك التحضيرات البسيطة كثيراً في صباح اليوم التالي، وقد علَّمني والداي أن أحزم حقيبتي مقدَّماً ليكون كل شيء جاهزاً في صباح اليوم التالي، ولتسير الأمور بسلاسة بعد الاستيقاظ.

عمري الآن 41 سنة وما زلت أمارس هذه العادة البسيطة والمجدية يومياً، فيستغرق حزم أغراضي 10 دقائق فقط، وهذا التحضير السريع يُسرِّع صباحي كثيراً.

5. الاعتناء بأغراضك:

عندما تشتري أشياء جديدة اعتنِ بها، لقد تعلمت هذه العادة من والدي وأنا أقدِّرها كثيراً، ولقد أراد تعليمي أنَّه عندما أعتني بأغراضي فإنَّها لن تتلف بسهولة وستدوم مدة أطول؛ مثلاً إذا كان لديك سيارة فاحرص على غسلها دورياً، وإذا كنت تنسى ذلك فاضبط المنبه في هاتفك المحمول بحيث يرن في كل مرة تحتاج فيها إلى غسلها، وبهذه الطريقة ستبقى سيارتك نظيفة دائماً.

إقرأ أيضاً: دليل الإنتاجية: الاستراتيجيات الفعالة لإدارة الوقت

6. حُسن التواصل:

هذه عادة أخرى تعلمتها من والدي؛ فعندما تُحسن التواصل من المرجح أن يفهم الشخص الآخر ما تقوله، وهذا يَحول دون وقوع افتراضات خاطئة؛ لهذا السبب أشار والدي غير مرة إلى أنَّه علي التركيز في النطق السليم والواضح قدر الإمكان؛ لذا عندما تريد التواصل بوضوح تأكد أنَّ الشخص الآخر قد فهم ما قلته له من خلال سؤاله عما إذا كان قد فهم قصدك ووافقك لكيلا يحدث التباس ويضيع الوقت بسبب سوء التفاهم.

7. المواظبة على القيلولة:

تعلمتُ هذه العادة الرائعة من أمي على الرغم من أنَّها لم تصر على قيلولتي، فإنَّني حذوتُ حذوها وصرتُ أحب القيلولة أيضاً، وما زلت أمارس هذه العادة؛ لأنَّني وجدتها مفيدة جداً لبدء فترة ما بعد الظهيرة بنشاط وحيوية، وفي بعض الأحيان تكفي 15 دقيقة من القيلولة لزيادة إنتاجيتي، إنَّها بلا شك مدة وجيزة تستحق الاستثمار فيها، وأنت أيضاً يجب أن تنام في الظهيرة إذا كنت تشعر بالتعب وكان مستوى طاقتك ينخفض، ولكن احرص على ألَّا تنام أكثر من 20 دقيقة، وإلا ستشعر بالخمول عند الاستيقاظ.

يُعدُّ الاستلقاء مدة قصيرة - مثلاً بعد العودة إلى المنزل من العمل - طريقة رائعة لزيادة إنتاجيتك في المساء، فإذا كنت لا تمارس هذه العادة فجرِّبها الآن وراقب تأثيرها في إنتاجيتك.

إقرأ أيضاً: ما هو مفتاح الإنتاجية الاستثنائية؟

في الختام:

عندما كنتُ طفلاً لم أكن متحمساً لعادات الإنتاجية هذه، وقد واجهت صعوبة في تطبيقها، ولكن حين كبرت بدأت أقدِّرها حتى صارت جزءاً أساسياً من حياتي اليومية، وما زال طفلي صغيراً جداً؛ لكنَّني قررتُ أن أعلمه هذه العادات حين يكبر ليكون مستعداً لمواجهة مواقف الحياة التي تتطلب منه الانضباط الذاتي وزيادة الإنتاجية.




مقالات مرتبطة