7 طرق فعالة لمعاملة مشاعر الندم

يحتفل المرء عادةً بعيد ميلاده من جهة، ويأخذ على عاتقه مهمة مراجعة الأعمال التي قام بها في حياته وتقييمها في هذه المناسبة من جهة ثانية؛ فمرورُ سنة جديدة يعني التقدم في العمر، وزيادة عدد التجارب والأحداث الحياتية، ومع مرور مزيدٍ من الوقت يبدأ الإنسان بالتفكير في مجريات حياته على كافة الأصعدة، وإحصاء الفرص الضائعة التي فوَّتها على نفسه، وهنا تبرز مشاعر الندم.



لا شكَّ في أنَّ مشاعر الندم مؤلمة، ناهيك عن أنَّها تزداد وتتراكم مع مرور الزمن، وتخرج عن سيطرة الإنسان الذي يصبح عاجزاً عن مواجهتها أو التخلص منها، ويبدو الأمر أحياناً كأنَّه لا مفرَّ من مشاعر الندم مهما يفعل الإنسان.

فيما يأتي 7 طرائق فعالة لمعاملة مشاعر الندم وعيش حياة إيجابية:

1. قبول حقيقة أنَّ أحداث الحياة والتجارب وتداعياتها تتوضح أكثر مع مرور الزمن:

تجري العادة أن يتصرف الإنسان باعتماد المعطيات المتاحة خلال الزمن الفعلي للتجربة؛ لكنَّ الظروف والأحوال تتغير مع مرور الوقت؛ لهذا السبب تتغير محاكمة المرء للتجربة عندما يعاود التفكير بها في المستقبل ويحسب أنَّ قراره وقتئذٍ كان خاطئاً بالمطلق.

لا يجب أن تقسو على نفسك بهذه الطريقة؛ فأنَّى لك أن تعرف مآل الظروف في ذلك الوقت؟ لقد قمتَ باتخاذ القرار المثالي من جملة الخيارات المتاحة باعتماد ظروف حياتك في تلك الفترة، كما أنَّك لا تعرف ما سيؤول إليه المستقبل، وأنَّك على الأرجح ستتخذ قراراتك في الوقت الراهن باعتماد وضعك الحالي.

2. التركيز على الحاضر:

كثيراً ما يشغلُ الفردُ بالَه بالماضي والمستقبل أكثر ممَّا ينتبه إلى الحاضر؛ فالطفل الصغير يتمنى لو أنَّه إنسانٌ بالغٌ، ولا ينفكُّ الفرد العامل في أثناء وجوده ضمن مكان العمل عن التفكير براحة المنزل ومشاهدة التلفاز، وتراه مستغرقاً بالتفكير بضغوطات العمل في أثناء وجوده في المنزل؛ وفي النهاية يتحسر الإنسان لأنَّه لم يستمتع بتجاربه الحياتية في وقتها.

بناءً على ما سبق، يُنصَح بالتركيز على ما يحدث في الوقت الحاضر والاستمتاع بوضعك الحالي بدل إهدار الوقت في التمني.

شاهد بالفيديو: 10 أسباب وراء شعورك بالندم

3. ترتيب الأولويات في الحياة:

يغلب الطمع والرغبة في امتلاك المزيد على طبع الإنسان، فيرغب المرء عموماً بالمال، والتقدير، والمتعة، والعلاقات الطيبة، وتكمن المشكلة في محدودية الوقت خلال اليوم الواحد وضرورة التضحية ببعض الرغبات لصالح أخرى.

في حال كنت تتحسر لأنَّك لم تحظَ بكثيرٍ من المتعة في حياتك؛ فهذا مردُّه إلى تضحيتك بالمتعة في سبيل العمل وكسب مزيدٍ من المال، وليس بالضرورة أن تكون هذه التضحية خاطئة ما دامت ضمن الحدود التي يقتضيها المنطق لو حدث العكس مثلاً؛ أي لو أنَّك اخترت في ذلك الوقت أن تسعى وراء متعتك الشخصية أكثر وتعمل أقل؛ فعلى الأرجح أنَّك كنت ستقول: "أتمنى لو أنَّني كسبت مزيداً من المال".

4. إدراك أنَّ السعادة مجرد خيار شخصي محض:

لأنَّك قادرٌ على قراءة هذا المقال؛ فهذا يعني أنَّك تمتلك مقومات الحياة الأساسية من مأوى، ومأكل، ومشرب، وربما كانت لديك عائلة جميلة، وشريك عاطفي محب، وأطفال، أو أهل، أو أشقاء، أو أصدقاء طيبون أيضاً.

عندما يمتلك الإنسان مقومات الحياة الأساسية فإنَّ امتلاك المزيد لا يضمن بالضرورة زيادة مستويات السعادة، ويشهد على هذه الحقيقة وجود أشخاص ينعمون بالمزيد ممَّا تبتغيه في حياتك؛ لكنَّهم ليسوا سعداء على الإطلاق؛ بناءً على ما سبق يُستحسن أن تمارس تمرينات الامتنان تجاه النعم التي تحظى بها في أثناء خوضك تجربتَك الحياتية.

5. الانتباه إلى أنَّ الأولويات تتغير بتغير مراحل حياة الإنسان:

قد تركز في مرحلة معينة من حياتك على بناء حياة مهنية ناجحة، ثمَّ يصبح قضاء الوقت مع عائلتك أولوية أساسية عندك في مراحل لاحقة.

من غير المنطقي أن يندم الإنسان لأنَّه لم يخصص مزيداً من الوقت في الماضي للقيام بعمل معين؛ فهذا يعني أنَّه يطبِّق مبادئه وقناعاته الشخصية الحالية على تجارب سابقة عفا عليها الزمن، وهو سلوك أبعد ما يكون عن المنطق.

تتغير أولويات الإنسان مع تقدمه في العمر، وربَّما أنت تعمل الآن على هدف ستندم عليه مستقبلاً وهذا أمر طبيعي تماماً؛ لأنَّ القناعات والأولويات تتغير مع مرور الزمن، وما يهم فعلاً هو أن تكون نشاطاتك موافقة لقناعاتك وأولوياتك ضمن السياق الزمني المعتبر.

6. إدراك حقيقة أنَّ الفرص الضائعة لم تكن مضمونة النتائج:

كثيراً ما يندم الأفراد على فرص وعروض رفضوها لصالح أخرى، ولكن أنَّى لهؤلاء الأفراد أن يكونوا متيقنين من أنَّ الخيار الآخر كان سيفلح معهم ويزيد سعادتهم؟

ليس بوسع إنسان على وجه الأرض أن يعرف مآل الأمور ويتكهن بمستقبله، ولربَّما ساءت الأحوال، وخاض المرء أسوأ تجربة في حياته لو أنَّه اتخذ قراراً مغايراً؛ لهذا السبب عليك أن تتقبل ما جرى، وتدرك مساهمة هذه الأحداث والتجارب في حياتك سواء تمثلت هذه المساهمة في زيادة قوتك، أم سعادتك، أم استعدادك للتجارب المستقبلية.

إقرأ أيضاً: كيف تتخلص من ندمك؟

7. قبول حقيقة أنَّ الإنسان لا يستطيع التحكم في جميع أحداث حياته:

من المؤسف أن يلوم الإنسان نفسه على أحداث وقعت في الماضي لم يكن له فيها لا حول ولا قوة؛ كعجزه عن مساعدة أحد أحبته، أو تفويت إحدى فرص تحقيق التنمية الشخصية؛ إذ يلوم كثير من الأفراد أنفسهم عندما يفكرون بخساراتهم السابقة غافلين عن حقيقة أنَّهم لم يملكوا خيارات أخرى حينها.

إقرأ أيضاً: أهمية التنمية الشخصية وتأثيرها على جيل الألفية

في الختام:

إيَّاك أن تقسو على نفسك؛ بل عليك أن تحقق أقصى فائدة ممكنة من حاضرك، وتطبِّق الطرائق الواردة في هذا المقال لتعيش حياة طيبة خالية من مشاعر الندم المؤلمة.




مقالات مرتبطة